بسمِ اللهِ والصَّلاةُ والسَّلامُ علَى رسولِ اللهِ صلواتُ ربِّي وسلامهُ عليهِ وعلَى آلهِ وصحبهِ أجمعِين أمَّا بعدُ :
بدُون مقدّماتٍ أطرحُ استفسارًا للزُّملاءِ الرَّافِضَة وأرجُو أن يحلُّوهُ لِي ، فأرجُو أن يردُّوا ردًّا شافيًّا لأنِّي أحتاجُ منهُم ذلِك ...
"ومضَى الرضَا بن عليٍّ عليهمَا السَّلامُ ولم يترُك ولدًا نعلمهُ إلَّا الإمام بعدهُ أبا جعفر محمَّد بن علي عليهمَا السَّلام وكانت سنُّه يومَ وفاة أبيه سبع سنين وأشهرًا" (الإرشادُ للمفيد ص 304) (إعلام الورى للطبرسي ص 313) (كشف الغمة للأربيلي ج 3 ص 72) (جلاء العيون للمجلسي ج2 ص 345) (متهى الآمال للقمي ص 1049) (عيون أخبار الرضا لابن بابويه القمي ج3 ص 347) ...
وفي « بحار الانوار » رواية مفصّلة حول مجيء ثمانين نفراً من علماء بغداد وعلماء سائر البلدان لحجّ بيت الله الحرام، فيأتون المدينة لمشاهدة أبي جعفر عليه السلام.
وورد في تلك الرواية أنّ عبد الله بن موسي عمّ الإمام الجواد ورد في ذلك المجلس الذي انعقد في بيت الإمام الصادق عليه السلام، فقام منادٍ فنادي: هذا ابن رسول الله، فمن أراد السؤال فليسأله.
فيطرح عليه الحضور أسئلتهم فلا يجيبهم عبد الله جواباً شافياً، ثمّ يدخل جواد الائمّة عليه السلام وهو صبيّ لم يتجاوز السبع سنين فيجيب الحاضرين علي أسئلتهم، فيسرّون بذلك ويدعون له ويُثنون عليه. ثمّ قالوا له: إنّ عمّك عبد الله أفتي بكيت وكيت! فنظر الإمام عليه السلام إلي عمّه فقال:
لاَ إلَهَ إلاَّ اللَهُ. يَا عَمِّ! إنَّهُ عَظِيمٌ عِنْدَ اللَهِ أَنْ تَقِفَ غَداً بَيْنَ يَدَيْهِ فَيَقُولُ لَكَ: لِمَ تُفْتِي عِبَادِي بِمَا لَمْ تَعْلَمْ وَفِي الاُمَّةِ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ؟ إلي آخر الرواية التي حوت مطالب نفيسة وقيّمة. وقد روي هذه الرواية جدّنا المرحوم المجلسيّ رضوان الله عليه عن كتاب « عيون المعجزات ». من كتاب الروح المجرَّد للطهراني
ثمَّ ذكر في الحاشيَّة : «بحار الانوار» ج 12، ص 124، طبعة الكمبانيّ، في تأريخ الاءمام أبي جعفر محمّد بن عليّ الجواد عليه السلام، باب فضائله وأحوال خلفاء زمانه وأصحابه، عن «عيون المعجزات»: لَمَّا قُبِضَ الرِّضَا عَلَیهِ السَّلاَمُ كَانَ سِنُّ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَیهِ السَّلاَمُ نَحْوَ سَبْعِ سِنِينَ فَاخْتُلِفَتِ الكَلِمَةُ بين النَّاسِ بِبَغْدَادَ وَفِي الاَمْصَارِ ...
هنَا محلُّ الإستفسَارِ زملاءنَا الرَّافِضَة ...
يقول سيدنا الإمام علي بن موسى الرضا ( 148 - 203 ه / 765 - 818 م ) : إن الإمام زمام الدين ، ونظام المسلمين ، وصلاح الدنيا ، وعز المؤمنين ، إن الإمامة أس الإسلام النامي ، وفرعه السامي ، وبالإمام توفير الفئ والصدقات ، وإمضاء الحدود والأحكام ، ومنع الثغور والأطراف ، الإمام يحل حلال الله ، ويحرم حرام الله ، ويقيم حدود الله ، ويذب عن دين الله ، ويدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة ، والحجة البالغة ، وهو الأمين الرفيق ، والوالد الرقيق ،
والأخ الشفيق ، ومفزع العباد ، أمين الله في أرضه ، وحجته على عباده ، وخليفته في بلاده ، الداعي إلى الله ، والذاب عن حرم الله ، عز المسلمين ، وغيظ المنافقين ، وبوار الكافرين . السيد حسين يوسف مكي : عقيدة الشيعة في الإمام الصادق وسائر الأئمة ص 38 - 39 ( دار الزهراء - بيروت 1407 ه / 1987 م )
والإمامة - عند الشيعة الإمامية - رياسة عامة في أمور الدين والدنيا ، لشخص من الأشخاص ، نيابة عن النبي صلى الله عليه وسلم الطوسي : تلخيص الشافي 1 / 201
ذكرَ النوبختِي في كتابهِ فرق الشِّيعَة ص 110 : "لا يجُوز الإمام إلَّا بالغًا ، ولو جاز أن يأمر اللهُ بطاعَة غير بالغٍ لجاز أنم يكلِّفَ اللهُ غير بالغٍ ، فكمَا لا يعقلُ أن يحتمل التكليفُ غير بالغٍ ، فكذلكَ لا يفهمُ القضاء بين النَّاس دقيقه وجليله ، وغامض الأحكامِ وشرائع الدِّين وجميعِ ما أتَى به النبي صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ، وما تحتاجُ إليه الأمَّة إلَى يومِ القيَّامة من أمر دينها ودنياهَا طفل غير بالغ ، ولو جاز أن يفهَم من ذلِك من قد نزل عن حدِّ البلوغِ درجَة ، لجاز أن يفهم من ذلِك من قد نزل عن حدِّ البلوغِ درجتين وثلاثًا وأربعًا راجعًا إلَى الطُّفوليَّة ، حتَّى يجُوز أن يفهم ذلِك من طفلٍ في المهد والخرقِ ، إن ذلِك غير معقُول ولا مفهُوم ولا متعارَف" ...
أرجُو أَن يتمعَّنَ الرَّافِضَة في الموضوعِ جيِّدًا وأرجُو أن أجِدَ ردُودًا علميَّةً ، فالموضوعِ للإستفسارِ والفهمِ ...
متَى صارَ الإمامُ الجوادُ "إمامًا" متَّصِفًا بصفات الإمامَةِ ...