قال عبد القاهر البغدادي في شأن الإسماعيلية : وهؤلاء ساقوا الإمامة إلى جعفر ، وزعموا أن الإمام بعده ابنه إسماعيل (2) وقال الشهرستاني : الإسماعيلية امتازت عن الموسوية وعن الاثنى عشرية بإثبات الإمامة لإسماعيل بن جعفر ، وهو ابنه الأكبر المنصوص عليه في بدء الأمر ، قالوا : ولم يتزوج الصادق رحمه الله على أمه - أم إسماعيل - بواحدة من النساء ، ولا تسرى بجارية ، كسنة رسول الله في حق خديجة رضي الله عنها، وكسنة علي رضي الله عنه في حق فاطمة رضي الله عنها (3).
فالإسماعيلية إحدى فرق الشيعة ، وهي تنسب إلى إسماعيل بن جعفر الصادق ، ولهم ألقاب كثيرة عرفوا بها غير لقب الإسماعيلية ، منها الباطنية، وإنما أطلق عليهم هذا اللقب لقولهم بأن لكل ظاهر باطناً، ولكل تنزيل تأويلا، ومنهم القرامطة والمزدكية، وقد عرفوا بهذين اللقبين في بلاد العراق، ويطلق عليهم في خراسان التعليمية الملحدة ، وهم لايحبون أن يعرفوا بهذه الأسماء، وإنما يقولون : نحن الإسماعيلية لأنا تميزنا عن فرق الشيعة بهذا الاسم (4).
وقد قامت الدولة الفاطمية الرافضية عام 296ﻫ/909م في الشمال الأفريقي على يدي أبو عبد الله الشيعي بعد سقوط القيروان أمام قواته ، وهروب زيادة التغلبي إلى مصر في جماد الآخرة عام 296ﻫ (5) وكانت بيعة عبيد الله المهدي في القيروان عام 297ﻫ/910م وانتهت ولاية أبي عبد الله الشيعي بعد أن دامت عشر سنوات على قول بعض المؤرخين (6).
1- عبيد الله المهدي الخليفة الشيعي الرافضي الأول :
هو عبيد الله أبو محمد أول من قام من الخلفاء العُبيدية الباطنية الذين قلبوا الإسلام، وأعلنوا بالرفض، وأبطنو مذهب الإسماعيلية ، وبثوا الدُّعاة يستغوون الجبليَّة والجهلة (7) ، وذكر الذهبي ما قيل عنه في نسبه ثم قال : والمحققون على أنه دعيُّ بحيث إنَّ المعزَّ منهم لما سأله السيد ابن طَبَاطَبا عن نسبه، قال غدا أخرجه لك، ثم أصبح وقد ألقى عُرَمة من الذهب، ثم جَذبَ نِصْف سيفه من غمِدِه فقال : هذا نسبي، وأمرهم بنهب الذهب، وقال : هذا حسبي (8).
وأما مفتي الديار الليبية رحمه الله الشيخ طاهر الزاوي فقد قال في ترجمة عبيد الله المهدي : هو مؤسسة الدولة العبيدية ، وأول حاكم فيها ، وهو عراقي الأصل، ولد في الكوفة سنة 260ﻫ واختبأ في بلدة سلمَّية ، بؤرة الإسماعيلية الباطنية في شمال الشام ، ومن يوم أن ولد إلى أن استقر في سلميَّة كان يعرف باسم سعيد بن أحمد بن محمد بن عبدالله بن ميمون القداح، وفي منطقة سَلَمَّية مقر الإسماعيلية مات علي بن حسن بن أحمد بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق، وأقام له الإسماعيلية مزارات سرية، وقرروا نقل الإمامة من ذرية إسماعيل بن جعفر الصادق إلى ابنهم بالنكاح الروحي (9) ، ثم قال : هذا أصل عبيد الله المهدي، وهذا أصل العبيديين المنسوبين إليه (10) .
ويذكر أن عبيد الله الشيعي عندما دخل إفريقيا " يعني تونس " : أظهر التشيع القبيح ، وسب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه ، حاشا علي بن أبي طالب والمقداد وعمار بن ياسر وسلمان الفارسي وأبا ذر الغفاري، وزعم أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ارتدود بعده غير هؤلاء الذين ذكروا (11).
وكان أهل السنة بالقيروان أيام بني عبيد في حالة شديدة من الاهتضام والتستر كأنهم ذمة (12) تجري عليهم في كثير من الأيام محن شديدة، ولما أظهر بنو عبيد أمرهم ونصبوا حسيناً الأعمى السباب - في الأسواق للسب بأسجاع لُقَّنها يتوصل منها إلى سب الرسول صلى الله عليه وسلم في ألفاظ حفظها (13) مثل؛ العنوا الغار وما وعى ، والكساء وما حوى ، وغير ذلك ، والغار المقصود منه غار ثور الذي اختفى فيه الرسول صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه عن أعين المشركين التي كانت تطاردهم في قصة الهجرة، وهذا اللفظ فيه سب للبني صلى الله عليه وسلم وأبي بكر على حد سواء ، وكذلك فيه سب لآل البيت الذين حواهم الكساء (14).
وعلقت رؤوس الأكباش والحمر على أبواب الحوانيت، عليها قراطيس معلقة مكتوب عليها أسماء الصحابة، واشتد الأمر على أهل السنة، فمن تكلم أو تحرك قتل ومثَّل به (15).
إضافة من عندي : حتى جاء أسد السنة صلاح الدين وجعلهم أثراً بعد عين لم يبقى منهم إلآ دامغ الباطل وأفلاطون والمكرمي على شوية من اسماعيلية نجران وكم هندي وباكستاني
المصدر : موقع التاريخ
الهوامش:
2- الفرق بين الفرق ص 62.
3- الملل والنحل (1/191).
4- المصدر نفسه (1/192).
5- موسوعة المغرب العربي (2/60).
6- المرجع السابق (2/70).
7- سير أعلام النبلاء (15/141).
8- المصدر نفسه (15/142).
9- تاريخ الفتح العربي في ليبيا ص 253.
10- الدولة الفاطمية العبيدية للصَّلاَّبي ص 47.
11- جهود علماء المغرب في الدفاع عن عقيدة أهل السنة ص 291.
12- ترتيب المدارك (2/318).
13- جهود علماء المغرب في الدفاع عن عقيدة أهل السنة ص 291.
14- المصدر نفسه ص 291.
15- الكواكب الدرية في السيرة النورية ص 204 - 205.