(( انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت و يطهركم تطهيرا))
لما نزلت آية التطهير في بيت أم سلمة ، دعا النبي ( صلى عليه و آله وسلم ) علياً و فاطمة و حسناً و حسيناً عليهم السلام فجللهم بكساء ثم قال الرسول ( صلى الله عليه و آله وسلم ) :
" اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا " و قالت أم سلمه : و أنا معهم يارسول الله ؟ قال : " أنت على مكانك ، و أنت إليًّ خير " .
كلمة ليذهب هي ماستنسف هذا المذهب وتقلبه راسا على عقب
ماهو الرجس الذي يريد الله أن يذهبه عن أهل البيت ؟
عندما يقول سبحانه وتعالى أنه يريد أن يذهب شئ ما
فمن الاستحالة القول بأنه يريد إذهاب ما لاوجود له
فلا بد أن يكون الرجس المراد إذهابه موجودا
إما في الأشخاص المراد إذهاب الرجس عنهم
وإما في سياق الآية والآيات المجاورة
على هئية محضورات معينة حذرهم منها لأنهم عرضة لها
وحيث أن الرافضة تقول بعصمة أصحاب الكساء رضي الله عنهم من الولادة حتى الموت
ولا يجوزون عليهم الخطأ ولا السهو والنسيان فينتفي بالنسبة لهم الإحتمال الأول
وبما أنهم ينكرون أن يكون لشطر آية التطهير الذي يبدأ بـ " إنما يريد " سياق
فينتفى بالنسبة لهم الإحتمال الثاني كذلك
فلا يتبقى لهم الا أن يتهموا الله تعالى بعدم البلاغة فيقول ما لايقصد ( حاشاه سبحانه )
وتحضرني هنا مقالة غبية لأحد الرافضة الذين ناقشتهم في هذا الخصوص
حيث قال : أنه تعالى يريد إذهاب الرجس الموجود في غيرهم وحولهم عنهم
وهذا عجيب غريب
فما حاجة الله سبحانه وتعالى أن يذهب عن أحد ما ماليس فيه ولا ينبغي أن يكون فيه
ولعل ذلك الزميل لم يعلم بأن معنى الإذهاب هو الإزالة والتغيير
لسان العرب ج1/ص393
و أذهبه غيره و أزاله ويقال أذهب به
ومنه قوله تعالى
" إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآَخَرِينَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيرًا " النساء 133
" وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آَخَرِينَ " الأنعام 133
" إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ " الأنفال 11
" قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ * وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ " التوبة 14- 15
" وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ " هود 114
" أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ " ابراهيم 19
" مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ " الحج 15
" إِنْ يَشَأْ ُيذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ " فاطر 16
هذا كل ما وجدته في القرآن الكريم بالاضافة الى آية التطهير
بلفظ يُذْهِبْ ( المبني للمجهول ) بضم الياء وكسر الهاء
ولم تأت الا بمعنى يزيل و يغير
فلا يأتي الفعل يُذْهِبْ بمعنى يحمي أو ( يحول دون حصول شئ ) أبدا في لغة العرب
فينتج عن ذلك بطلان قول صاحبنا الذي قال : يذهب الرجس الموجود في غيرهم أو حولهم عنهم
فلا يمكننا أن نزيل عن شخص ما كان في غيره وما ليس محتملا أن يصيبه
الخلاصة :
أن الرجس المذكور في آية التطهير هو المحضورات التي نهى الله عنها أمهات المؤمنين ليطهرهن منها
ومنه :
1- الخضوع بالقول
2- عدم القرار في البيت
2- التبرج
3- عدم اطاعة الله ورسوله
فقد وصف الله سبحانه وتعالى هذه وغيرها بالرجس
وقال بأنه يحذر أمهات المؤمنين منها لأنه يريد إذهاب الرجس عنهن
فالآية الكريمة واضحة الدلالة على أنها قد نزلت في أمهات المؤمنين دون غيرهن
و لازلنا نأتي بالشواهد تلو الشواهد على ذلك
والعجيب أن الأية التي يريد الرافضة الإحتجاج بها على عصمة أئمتهم
هي أكبر دليل على إنتفاء العصمة عن البشر
ولكن لا يتدبرون القرآن فعلى قلوبهم أقفالها
الى اللقاء في نظرة جديدة اذا يسر الله بها
اللهم اهدنا واهد بنا