العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديات العلمية > منتدى الكتب والأبحاث والوثائق العامة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-12-09, 02:30 AM   رقم المشاركة : 1
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


Thumbs up الوسائل المفيدة للحياة السعيدة / للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى

الوسائل المفيدة

للحياة السعيدة




تأليف


الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي


رحمه الله تعالى


=================


مقدمة المؤلف



الحمد لله الذي له الحمد كله،


وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله،

صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم.


أما بعد:

فإن راحة القلب، وطمأنينته وسروره وزوال همومه وغمومه،

هو المطلب لكل أحد،

وبه تحصل الحياة الطيبة، ويتم السرور والابتهاج،

ولذلك أسباب دينية، وأسباب طبيعية، وأسباب عملية،

ولا يمكن اجتماعها كلها إلا للمؤمنين،


وأما من سواهم،

فإنها وإن حصلت لهم من وجه وسبب يجاهد عقلاؤهم عليه،

فاتتهم من وجوه أنفع وأثبت وأحسن حالاً ومآلاً.



ولكني سأذكر برسالتي هذه ما يحضرني

من الأسباب لهذا المطلب الأعلى،

الذي يسعى له كل أحد.


فمنهم من أصاب كثيراً منها

فعاش عيشة هنيئة، وحيى حياة طيبة،


ومنهم من أخفق فيها كلها

فعاش عيشة الشقاء، وحيي حياة التعساء.

ومنهم من هو بين بين، بحسب ما وفق له.


والله الموفق المستعان به على كل خير،

وعلى دفع كل شر.







من مواضيعي في المنتدى
»» مشائي يقر بتزوير انتخابات الرئاسة الإيرانية لصالح نجاد
»» الفساد الأخلاقي بعد الاحتلال الأمريكي
»» بين بابا الفاتيكان.. ومرشد الثورة في إيران
»» وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم
»» الرد على الخرافيين / للشيخ سفر الحوالي
 
قديم 08-12-09, 02:45 AM   رقم المشاركة : 2
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


فصـل



1- وأعظم الأسباب لذلك وأصلها وأسها

هو الإيمان والعمل الصالح،

قال تعالى:


{ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى

وَهُوَ مُؤْمِنٌ

فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً

وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}(1).



فأخبر تعالى ووعد من جمع بين الإيمان والعمل الصالح،


بالحياة الطيبة في هذه الدار،


وبالجزاء الحسن في هذه الدار وفي دار القرار.



وسبب ذلك واضح،

فإن المؤمنين بالله الإيمان الصحيح،


المثمر للعمل الصالح المصلح للقلوب والأخلاق والدنيا والآخرة،


معهم أصول وأسس يتلقون فيها


جميع ما يرد عليهم من أسباب السرور والابتهاج،


وأسباب القلق والهم والأحزان.



- يتلقون المحاب والمسار بقبول لها،

وشكر عليها، واستعمال لها فيما ينفع،

فإذا استعملوها على هذا الوجه.

أحدث لهم من الابتهاج بها، والطمع في بقائها وبركتها،

ورجاء ثواب الشاكرين،

أموراً عظيمة تفوق بخيراتها وبركاتها

هذه المسرات التي هذه ثمراتها.



- ويتلقون المكاره والمضار والهم والغم

بالمقاومة لما يمكنهم مقاومته،

وتخفيف ما يمكنهم تخفيفه،

والصبر الجميل لما ليس لهم منه بد،


وبذلك يحصل لهم من آثار المكاره من المقاومات النافعة،

والتجارب والقوة، ومن الصبر واحتساب الأجر والثواب

أمور عظيمة تضمحل معها المكاره،

وتحل محلها المسار والآمال الطيبة،

والطمع في فضل الله وثوابه،


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

([1]) [النحل:97].






من مواضيعي في المنتدى
»» مهدي كروبي إيران ليست إسلامية ولا جمهورية
»» الرد على الخرافيين / للشيخ سفر الحوالي
»» هداية الصوفية / كتب ورسائل
»» مصادر تكشف قائمة بالمعتقلات السرية الإيرانية لقمع المعارضة
»» إحياء الآثار بداية الشرك على الأرض
 
قديم 08-12-09, 06:34 PM   رقم المشاركة : 3
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road



كما عبر النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا

في الحديث الصحيح أنه قال:

"عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير،

إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له،

وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له

وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن" (1).


فأخبر صلى الله عليه وسلم

أن المؤمن يتضاعف غنمه وخيره وثمرات أعماله

في كل ما يطرقه من السرور والمكاره.

لهذا تجد اثنين تطرقهما نائبة من نوائب الخير أو الشر

فيتفاوتان تفاوتاً عظيماً في تلقيها،

وذلك بحسب تفاوتهما في الإيمان والعمل الصالح.


هذا الموصوف بهذين الوصفين يتلقى الخير والشر بما ذكرناه

من الشكر والصبر وما يتبعهما،

فيحدث له السرور والابتهاج،

وزوال الهم والغم، والقلق، وضيق الصدر،
وشقاء الحياة

وتتم له الحياة الطيبة في هذه الدار.


والآخر يتلقى المحاب بأشرٍ وبطرٍ وطغيان.

فتنحرف أخلاقه ويتلقاها كما تتلقاها البهائم بجشع وهلع،

ومع ذلك فإنه غير مستريح القلب،

بل مشتته من جهات عديدة،

مشتت من جهة خوفه من زوال محبوباته،

ومن كثرة المعارضات الناشئة عنها غالباً،

ومن جهة أن النفوس لا تقف عند حد

بل لا تزال متشوقة لأمور أخرى،

قد تحصل وقد لا تحصل،

وإن حصلت على الفرض والتقدير

فهو أيضاً قلق من الجهات المذكورة


ويتلقى المكاره بقلق وجزع وخوف وضجر،

فلا تسأل عن ما يحدث له من شقاء الحياة،

ومن الأمراض الفكرية والعصبية،

ومن الخوف الذي قد يصل به إلى أسوأ الحالات وأفظع المزعجات،

لأنه لا يرجو ثواباً. ولا صبر عنده يسليه ويهون عليه.


وكل هذا مشاهد بالتجربة،



ومثل واحد من هذا النوع،

إذا تدبرته ونزلته على أحوال الناس،

رأيت الفرق العظيم بين المؤمن العامل بمقتضى إيمانه،

وبين من لم يكن كذلك،


وهو أن الدين يحث غاية الحث على القناعة برزق الله،

وبما آتى العباد من فضله وكرمه المتنوع.


فالمؤمن إذا ابتلي بمرض أو فقر،

أو نحوه من الأعراض التي كل أحد عرضة لها،

فإنه - بإيمانه وبما عنده من القناعة والرضى بما قسم الله له -

يكون قرير العين، لا يتطلب بقلبه أمراً لم يقدر له،

ينظر إلى من هو دونه، ولا ينظر إلى من هو فوقه،

وربما زادت بهجته وسروره وراحته

على من هو متحصل على جميع المطالب الدنيوية،

إذا لم يؤت القناعة.


كما تجد هذا الذي ليس عنده عمل بمقتضى الإيمان،

إذا ابتلي بشيء من الفقر،

أو فقد بعض المطالب الدنيوية،

تجده في غاية التعاسة والشقاء.

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
([1]) رواه مسلم.







من مواضيعي في المنتدى
»» هل أنت راض عن الله؟
»» توجيهات لأعضاء المنتدى الكرام
»» جهود كثيفة لصاحب مؤسسة آل البيت لتشييع محافظة ريف إدلب في سوريا
»» هل يستطيع الرافضة إثبات إيمان وعدالة علي رضي الله عنه؟؟؟
»» صدامات في طهران بعد المصادقة
 
قديم 08-12-09, 07:12 PM   رقم المشاركة : 4
أبو الحسنين
مشرف سابق








أبو الحسنين غير متصل

أبو الحسنين is on a distinguished road


بارك الله فيك اكمل

هذا الموضوع في غاية الاهمية






التوقيع :
رسالة وتنبيه للجميع يجب التوقف تماماً عن كتابة

( ههههه ) و ( خخخخ) اصبح الامر مزعج جداً


في الردود وكذلك عدم السب والشتم واستخدام اساليب غير لائقة مع المخالفين


وان لا يتداخل العضو في المواضيع الحوارية بمشاركات لا تفيد الحوار
او حرف الحوار بالسب والشتم

نحن نعامل الناس باخلاقنا لا باخلاقهم

واذا كان الحوار بين المخالفين واحد كبار الاعضاء المعروفين بالحوار العلمي
يجب على الاعضاء عدم التداخل بمشاركات
لاتفيد الحوار في شي غير نقل الموضوع لصفحات كثيرة لا فائدة منها
ولا يكون النقاش عن المتعة فيدخل عضو بمداخلة عن تحريف القران او عن موضوع لا دخل له بالنقاش


وهذا منتدى للدفاع عن السنة لا منتدى عام كباقي المنتديات فيرجى مراعاة هذه الخصوصية




http://img52.imageshack.us/img52/5193/75810832.jpg



من مواضيعي في المنتدى
»» انظروا لحقد الشيعة / لعبة مسدس فيها صوت أضرب السيدة عائشة
»» الاتحاد الإيراني لكرة القدم يهنئ نظيره الإسرائيلي بالسنة الجديدة
»» كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم سيقطع راسه وجبن علي رضي الله عنه عن ذلك
»» هل من مجيب يا روافض
»» من مات ولم يعرف إمام زمانه / منقول
 
قديم 09-12-09, 01:55 PM   رقم المشاركة : 5
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


جزاك الله خيرا أخي الكريم أبا الحسنين

شرفني مرورك العطر

والموضوع قريبا بإذن الله سيكتمل

بارك الله فيك وأحسن إليك






من مواضيعي في المنتدى
»» البعد الغيبي في توجهات السياسة الإيرانية
»» مخططات الإرهاب الإيرانية في الكويت والخليج العربي
»» الشبهات النقلية لمخالفي أهل السنة والجماعة في مسألتي الإمامة والصحابة / رسالة دكتوراه
»» غزة اليوم كربلاء فأين اللاطمون على الحسين؟
»» مفاسد المتعة بين السيستاني والمنتفضين له
 
قديم 09-12-09, 02:22 PM   رقم المشاركة : 6
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


ومثل آخر:



إذا حدثت أسباب الخوف، وألمت بالإنسان المزعجات،


تجد صحيح الإيمان ثابت القلب، مطمئن النفس،


متمكناً من تدبيره وتسييره لهذا الأمر الذي دهمه


بما في وسعه من فكر وقول وعمل،


قد وطن نفسه لهذا المزعج الملم،


وهذه أحوال تريح الإنسان وتثبت فؤاده.




كما تجد فاقد الإيمان بعكس هذه الحال


إذا وقعت المخاوف انزعج لها ضميره،


وتوترت أعصابه، وتشتت أفكاره وداخله الخوف والرعب،


واجتمع عليه الخوف الخارجي،


والقلق الباطني الذي لا يمكن التعبير عن كنهه،


وهذا النوع من الناس إن لم يحصل لهم بعض الأسباب الطبيعية


التي تحتاج إلى تمرين كثير انهارت قواهم وتوترت أعصابهم،


وذلك لفقد الإيمان الذي يحمل على الصبر،


خصوصاً في المحال الحرجة،


والأحوال المحزنة المزعجة.




فالبر والفاجر، والمؤمن والكافر


يشتركان في جلب الشجاعة الاكتسابية،


وفي الغريزة التي تلطف المخاوف وتهونها،



ولكن يتميز المؤمن بقوة إيمانه وصبره


وتوكله على الله واعتماده عليه، واحتسابه لثوابه ـ


أموراً تزداد بها شجاعته، وتخفف عنه وطأة الخوف،


وتهون عليه المصاعب،



كما قال تعالى:


{ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ

وَتَرْجُونَ مِنْ اللَّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ }(1).


ويحصل لهم من معونة الله ومعينه الخاص ومدده


ما يبعثر المخاوف.


وقال تعالى:


{ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } (2).



~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

([1]) [النساء:104]

([2]) [الأنفال:46]






من مواضيعي في المنتدى
»» هداية الصوفية / كتب ورسائل
»» كتاب: عداء الماتريدية للعقيدة السلفية
»» صوفيون يصلون ويبتهلون بالدعاء نحو القبة الخضراء لا اتجاه الكعبة
»» المخابرات السورية إذ تستأسد على عجوز كأمي ؟
»» الذب الأحمد عن زوجة نبينا أحمد صلِّ الله عليه وسلم
 
قديم 09-12-09, 02:32 PM   رقم المشاركة : 7
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road



2- ومن الأسباب التي تزيل الهم والغم والقلق:


الإحسان إلى الخلق بالقول والفعل، وأنواع المعروف،


وكلها خير وإحسان،


وبها يدفع الله عن البر والفاجر الهموم والغموم بحسبها،


ولكن للمؤمن منها أكمل الحظ والنصيب،


ويتميز بأن إحسانه صادر عن إخلاص واحتساب لثوابــه



فيهون الله عليه بذل المعروف لما يرجوه من الخير،


ويدفع عنه المكاره بإخلاصه واحتسابه،


قال تعالى:

{ لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ

إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ

وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ

فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا }(1).



فأخبر تعالى أن هذه الأمور كلها خير ممن صدرت منه.

والخير يجلب الخير، ويدفع الشر.

وأن المؤمن المحتسب يؤتيه الله أجراً عظيماً

ومن جملة الأجر العظيم:

زوال الهم والغم والأكدار ونحوها.

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

([1])[النساء:114].






من مواضيعي في المنتدى
»» أختاه هل تريدين السعادة ؟
»» لماذا لا ترد / بقلم الشيخ سلمان العودة
»» إيران تدين التدخل في الشؤون الداخلية للدول !
»» لماذا يحمل النصارى همْ الشيعة في مصر؟
»» من هو الحلاج ؟
 
قديم 09-12-09, 07:17 PM   رقم المشاركة : 8
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


فصـــل



3- ومن أسباب دفع القلق الناشئ عن توتر الأعصاب،

واشتغال القلب ببعض المكدرات:


الاشتغال بعمل من الأعمال أو علم من العلوم النافعة.

فإنها تلهي القلب عن اشتغاله بذلك الأمر الذي أقلقه.

وربما نسي بسبب ذلك الأسباب التي أوجبت له الهم والغم،

ففرحت نفسه، وازداد نشاطه،


وهذا السبب أيضاً مشترك بين المؤمن وغيره.

ولكن المؤمن يمتاز بإيمانه وإخلاصه واحتسابه

في اشتغاله بذلك العلم الذي يتعلمه أو يعلمه،

وبعمل الخير الذي يعمله،

إن كان عبادة فهو عبادة،

وإن كان شغلاً دنيوياً أو عادةً أصحبها النية الصالحة.

وقصد الاستعانة بذلك على طاعة الله،


فلذلك أثره الفعال في دفع الهم والغموم والأحزان،

فكم من إنسان ابتلي بالقلق وملازمة الأكدار،

فحلت به الأمراض المتنوعة، فصار دواؤه الناجع

(نسيانه السبب الذي كدره وأقلقه، واشتغاله بعمل من مهماته).


وينبغي أن يكون الشغل الذي يشتغل فيه

مما تأنس به النفس وتشتاقه،

فإن هذا أدعى لحصول هذا المقصود النافع،

والله أعلم.







من مواضيعي في المنتدى
»» الدحلانيون
»» التمويل الشيعي والطابور الخامس
»» نور التوحيد وظلمات الشرك في ضوء الكتاب والسنة
»» الأصول الثلاثة وأدلتها / لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى
»» الحوثيون يزعمون أحقيتهم بعسير ونجران وجازان
 
قديم 09-12-09, 07:26 PM   رقم المشاركة : 9
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


4- ومما يدفع به الهم والقلق:

اجتماع الفكر كله على الاهتمام بعمل اليوم الحاضر،

وقطعه عن الاهتمام في الوقت المستقبل،

وعن الحزن على الوقت الماضي،

ولهذا استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من الهم والحزن(1


فلا ينفع الحزن على الأمور الماضية

التي لا يمكن ردها ولا استدراكها

وقد يضر الهم الذي يحدث بسبب الخوف من المستقبل،


فعلى العبد أن يكون ابن يومه،

يجمع جده واجتهاده في إصلاح يومه ووقته الحاضر،

فإن جمع القلب على ذلك يوجب تكميل الأعمال،

ويتسلى به العبد عن الهم والحزن.


والنبي صلى الله عليه وسلم إذا دعا بدعاء

أو أرشد أمته إلى دعاء

فإنما يحث مع الاستعانة بالله والطمع في فضله

على الجد والاجتهاد في التحقق لحصول ما يدعو بحصوله.


والتخلي عما كان يدعو لدفعه لأن الدعاء مقارن للعمل،


فالعبد يجتهد فيما ينفعه في الدين والدنيا،

ويسأل ربه نجاح مقصده.

ويستعينه على ذلك، كما قال صلى الله عليه وسلم:

"احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز،

وإذا أصابك شيء فلا تقل :

لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا،

ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل،

فإن لو تفتح عمل الشيطان" (2

فجمع صلى الله عليه وسلم

بين الأمر بالحرص على الأمور النافعة في كل حال.

والاستعانة بالله وعدم الانقياد للعجز

الذي هو الكسل الضار

وبين الاستسلام للأمور الماضية النافذة،

ومشاهدة قضاء الله وقدره.




وجعل الأمور قسمين:

قسماً يمكن العبد السعي في تحصيله أو تحصيل ما يمكن منه،

أو دفعه أو تخفيفه فهذا يبدي فيه العبد مجهوده ويستعين بمعبوده.

وقسماً لا يمكن فيه ذلك،

فهذا يطمئن له العبد ويرضى ويسلم،

ولا ريب أن مراعاة هذا الأصل

سبب للسرور وزوال الهم والغم.


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

([1])في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم.

([2])رواه مسلم.






من مواضيعي في المنتدى
»» موقف شيخ الإسلام ابن تيمية من التكفير
»» بين العريفي والسيستاني والمتباكون على الوحدة الإسلامية
»» الصوفية يستبدلون التوحيد بوحدة الوجود !!
»» ابن عربي والكشف الصوفي
»» الشيخ صالح اللحيدان يلقي درسه في الظلام الدامس
 
قديم 09-12-09, 07:38 PM   رقم المشاركة : 10
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road



فصـــل


5- ومن أكبر الأسباب لانشراح الصدر وطمأنينته:


الإكثار من ذكر الله،


فإن لذلك تأثيراً عجيباً في انشراح الصدر وطمأنينته،


وزوال همه وغمه،


قال تعالى:


{ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ }(1


فلذكر الله أثر عظيم في حصول هذا المطلوب لخاصيته،


ولما يرجوه العبد من ثوابه وأجره.




6-وكذلك التحدث بنعم الله الظاهرة والباطنة،


فإن معرفتها والتحدث بها يدفع الله به الهم والغم،


ويحث العبد على الشكر الذي هو أرفع المراتب وأعلاها


حتى ولو كان العبد في حالة فقر أو مرض أو غيرهما من أنواع البلايا.



فإنه إذا قابل بين نعم الله عليه - التي لا يحصى لها عد ولا حساب -


وبين ما أصابه من مكروه،


لم يكن للمكروه إلى النعم نسبة.



بل المكروه والمصائب إذا ابتلى الله بها العبد،


وأدى فيها وظيفة الصبر والرضى والتسليم،


هانت وطأتها، وخفت مؤنتها،


وكان تأميل العبد لأجرها وثوابها


والتعبد لله بالقيام بوظيفة الصبر والرضى،


يدع الأشياء المرة حلوة


فتنسيه حلاوةُ أجرها مرارة صبرها.

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

([1])[الرعد:28].







من مواضيعي في المنتدى
»» ماذا خسر شيعة العالم في البحرين / د. طه الدليمي
»» الخديعة الإيرانية
»» البعد الغيبي في توجهات السياسة الإيرانية
»» موقع رائع جدا للقرآن الكريم وتلاوته وحفظه
»» الانتخابات الإيرانية بين إرادة الشعـب وأطماع المعممين
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:38 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "