قوات التحالف تحارب بأسلحة إسرائيلية في أفغانستان
مقتل 3 بانفجار في بيشاور و13 مسلحا في وزيرستان
باكستاني يهرول بعيداً عن الانفجار الذي اندلع في مصنع للأصباغ في بيشاور أمس
اعتبرت تقارير أفغانية أن إسرائيل هي أكبر مستفيد من الحرب في أفغانستان، نظرا لتحقيقها أرباحا سنوية تقدر بـ 80 مليون دولار مقابل بيع أسلحة إلى قوات التحالف التي تستخدم طائرات وصواريخ إسرائيلية في الحرب مع طالبان والقاعدة. يأتي ذلك في حين اعترفت واشنطن بصعوبة الإمدادات اللوجستية التي ترافق قرارها بإرسال مزيد من القوات الإضافية إلى أفغانستان. وتزامن ذلك مع مقتل 3 بانفجار في بيشاور، ومقتل 13 من طالبان باكستان بمعارك مع الجيش في وزيرستان.
وكشفت مصادر أفغانية أمس أن إسرائيل تجني أرباحا تصل إلى 80 مليون دولار سنويا من صفقات تسليح الجيوش الأجنبية في أفغانستان. ونقل مصدر أمني أفغاني عن نظيره الإسرائيلي تقديره بـ "أن الشركات الإسرائيلية تربح ما بين 70 إلى 80 مليون دولار سنويا من بيع منظومات عسكرية وأسلحة إلى القوات المتعددة الجنسيات في أفغانستان". وتستخدم قوات التحالف عشرات طائرات الاستطلاع الصغيرة من دون طيار المصنوعة في إسرائيل في العمليات التي تنفذها في المناطق الجبلية في أفغانستان ضد قوات حركة طالبان وعناصر تنظيم القاعدة ومجموعات المسلحين. وأكدت صحيفة "ويسا" الأفغانية نقلا عن مصدر إسرائيلي أن القوات البريطانية استأجرت عددا من طائرات الاستطلاع من طراز "هرمس 450" التي تصنعها شركة "إلبيت" الإسرائيلية، فيما اشترت ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وهولندا طائرات استطلاع دون طيار من طراز "هارون" من إنتاج الصناعات الجوية العسكرية الإسرائيلية. كما تستخدم القوات البولندية طائرات استطلاع من طراز "أوربيتر" التي تصنعها شركة "آروناوتيكس"، فيما تستخدم القوات الأمريكية طائرات استطلاع صغيرة من طراز "بايونير" من إنتاج الصناعات الجوية العسكرية الإسرائيلية.
وأيضا تستخدم القوات البولندية والاسبانية في أفغانستان صواريخ "سبايك" صناعة سلطة تطوير الأسلحة الإسرائيلية "رفائيل". إضافة إلى ذلك، تزود "رفائيل" قوات التحالف بأجهزة حماية خاصة بناقلات الجند المدرعة في أفغانستان، كما يتوقع في الفترة القريبة أن يشتري الجيش الأمريكي من "رفائيل" المزيد من أجهزة الحماية وطائرات استطلاع دون طيار.
ويجري التفاوض بشأن شراء الجيش الأمريكي وسائل اقتحام سريع لمبان من صنع "رفائيل" وأجهزة عسكرية أخرى من صنع شركة "إليسرا" الإسرائيلية لتفكيك عبوات ناسفة يتم تشغيلها عن بعد.
يأتي ذلك في حين, تشن مئات من القوات البحرية الأمريكية والبريطانية بمشاركة القوات الأفغانية عملية عسكرية واسعة النطاق بولاية هلمند جنوبي أفغانستان بهدف ملاحقة عناصر طالبان وتطهير مناطق من وجودهم.
وأكد الجيش الأمريكي في أفغانستان في بيان أن أكثر من 1000 من قوات المارينز الأمريكية و150 من القوات البريطانية يشاركون في عملية عسكرية في مديرية نوزاد بولاية هلمند التي أطلق عليها غضب الكوبرا بهدف قطع المواصلات وطرق الإمداد لمقاتلي حركة طالبان. وأسفرت العملية عن مقتل 4 من طالبان واعتقال اثنين آخرين، وفقا لوزارة الدفاع الأفغانية أمس.
ومن المقرر أن تبدأ القوات الأمريكية الإضافية الانتشار خلال أسبوعين أو ثلاثة وستستمر هذه الزيادة لنحو 18 أو 24 شهرا.
إلا أن وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس اعترف بأن إرسال هذه التعزيزات يشكل "تحديا أكبر مما كان عليه التحدي في العراق". وأضاف أن "الوضع في أفغانستان مختلف للغاية بسبب عدم امتلاكنا نفس البنية التحتية الموجودة في العراق، وبالنتيجة فان كل شيء يجب أن يرسل جوا"، عبر الطوافات التي يؤكد القادة العسكريون الأمريكيون في أفغانستان أنهم يعانون نقصا كبيرا في أعدادها.
من جهتها شددت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون على أن جيش بلادها لم يكن ليتواجد بأفغانستان لو أن زعيم طالبان الملا محمد عمر وافق على تسليم زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بعد هجمات 11 سبتمبر. وأضافت أن البيت الأبيض ينظر بجدية إلى احتمال أن يكون بن لادن والملا عمر في باكستان أو في المنطقة الحدودية مع أفغانستان. في غضون ذلك، سيعرض الرئيس الأفغاني حامد قرضاي أمام البرلمان "في غضون أيام" حكومته الجديدة، وفقا للمتحدث باسمه حميد علمي أمس. وقال المتحدث إن "الرئيس وبالتشاور مع الحكماء والأعيان والسياسيين والخبراء الأفغان سيعلن للبرلمان خلال هذا الأسبوع عن لائحة أسماء الحكومة الجديدة كاملة أو جزئيا". وفي لاهاي، دعا رئيس الوزراء الهولندي يان بيتر بالكينيندي أمس إلى عقد مجلس وزاري عاجل لبحث قرار تمديد بقاء القوات الهولندية في أفغانستان.
وفي باكستان، قتل 3 أشخاص وأصيب 12 آخرون بانفجار في منطقة تجارية في بيشاور أمس. وفي وزيرستان ومنطقة القبائل استمر الجيش في عملياته العسكرية، وصرح الناطق العسكري باسمه الجنرال أطهر عباس أن الجيش قتل 7 من مقاتلي طالبان في أوركزئي. كما قتلت قوات الجيش 6 من طالبان باكستان في مكين ولدها في وزيرستان الجنوبية.