المقال الثالث
صرخة من وهابي
علي الجزيري
22 / 11 / 2009م
كانت العقود الماضية أسوء العقود حيث واجهوا آل البيت من الادعاءات والافتراءات عليهم من قبل النواصب وجهّال وحقّاد الأمة التي تدعي أنها تحب نبيها محمد ففي كل يوم يصدروا فتاواهم وافتراءاتهم وكذبهم وزورهم وبهتانهم على آل البيت -عليهم السلام-، حتى يخفوا حقيقة النور الذي أحتاجه الناس في ذلك الوقت والى يومنا هذا والى قيام الساعة, سوف يبقى نور الولاية ينير طريق المستمسكين به، حيث كل المساعي التي سعت لها تلك الفئات المنافقة والحاقدة باءت بالفشل، فقد قال الله تعالى في محكم آياته وكتابه المبين ﴿ يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ﴾ صدق الله العلي العظيم.
ولعل تلك المحاولات الفاشلة أرادوا فيها أن يبعدوا الناس عن نور الله وحقيقة آل البيت ولكن قدرة الله –سبحانه وتعالى- استطاعت أن تصفع محاولاتهم في وجوههم وأرجعتهم من حيث أتوا خاسئين وخاسرين.
فما أن تًخمد قصة مكذوبة إلا وأصدروا قصة أكثر غباًءً وافتراءً من سابقتها، ففي الأيام التي مضت وليست ببعيدة أصدر احد هؤلاء -الذين حاولوا أن يغطوا الحقيقة- كتاب بعنوان (لله ثم للتاريخ) في مختصر هذا الكتاب كان يحكي قصة رجل شيعي تحول إلى المذهب السني، وكان يكذّب جميع ما ذكر من روايات شيعية ويقذف في المذهب الشيعي، وللأسف مؤلف ذلك الكتاب لم يكن إلا شخص مجهول ومهووس عقليا, وقد تمت المطالبة لمقابلة ذلك الشخص أو لمعرفته من أين والى من ينتسب؟ ولكن ظهرت حقيقتهم انه عمل وهابي قذر أراد أن يزرع الفتنة بين الطائفة الشيعية والطائفة السنية, فان مؤلف ذلك الكتاب ليس إلا شخص ناصبي نكرة ومجهول بالأصل والفرع، ولا يملك أي قدر من العقل أو العلم، حيث إن الحقيقة واجهتهم وكشفت ألاعيبهم القذرة.
وفي هذه الأيام تداول وانتشر عبر مواقعهم الالكترونية ومنتدياتهم كتاب اسمه (صرخة من القطيف ) وأنا أسمي تلك الصرخة (صرخة من وهابي) فعندما اطلعت على ذلك الكتاب تفاجأت وخاطبتُ نفسي، هل العالم ليس فيه مفكرين أو مدققين للكتب أو المقالات؟! كيف يحتوي هذا الكتاب على الاسم الأول للمؤلف واسم العائلة! ليس من المعقول أن يكون كاتب هذا الكتاب باحث حقيقي أو شخصية حقيقة, ولكن دعوني يا أعزائي القراء أن أوضح بعض تلك النقاط التي وجدتها غير ملائمة وغير مناسبة في ذلك الكتاب المزيف والمستصرخ من قبل الوهابي:
1- على ما أظن أن الوهابية لا يعرفوا إلا عائلة واحده وهي عائلة السيهاتي ولذلك اتخذوا الاسم "صادق" القريب من لقب صادق آل البيت وعائلة السيهاتي كعائلة شيعية مشهورة بالقطيف .
2- ذكر في الكتاب بعض أسماء علماء الشيعة, وبعض هذه الأسماء لم نسمع بهم من قبل، فهي ليست حجة ولا دليلا على أحد, وهو أشار بقوله انه لم يسمع عنهم إلا القليل من الشيعة, وفي مقولته هذه أراد أن يدافع عن نفسه، كي لا يُسأل من هم هؤلاء العلماء الذين ذكرتهم، واتخذتهم غرضاً لتقوية حديثك في كتابك المزعوم.
3- وقال أيضا انه "كنت مع أحد الأصدقاء أيام عاشوراء نتحدث عن العزاء والأئمة ففاجئني..الخ ص14”.. هل لنا نعرف من هذا الصديق ولماذا لم تذكر اسمه كما ذكرت اسم المحاور النابلسي؟ أو على الأقل ذكرت اسم عائلته، حتى يكون قولك وقصتك الخيالية اقرب إلى الواقع، فتغييم الشخصيات دليل على الكذب والجهل .
4- لعل الكاتب أو المؤلف نسى ماذا كتب وكيف يحمي تناقضات خطتها وكتبتها يديه, حيث ذكر في كتابه الصرخة المزعومة : "إن المتأمل في كتب المعاجز وغيرها يجد صورة مشوهة للأئمة، والبعض يظنها تدل على فضل الأئمة وعلو مكانتهم ... الخ ص15" وتجد أن الكاتب هنا لا يعترف بمكانة وعلو الأئمة - عليهم السلام - وتدل عبارته على نكرانه للمكانة التي تليق بالإمام - عليه السلام- وحينما نذهب ونتطلع إلى الصفحة رقم (18) من كتابه فنجد أنه يقول : "الأئمة يكفيهم ما فعلوه حقيقة ليكونوا شعلة تنير الكون، فليسوا بحاجة لأي أحد لينسج حولهم مثل هذه الترهات! الأئمة عظماء بذواتهم وبشخصياتهم وليسوا بحاجة لنا كي نختلق لهم الأكاذيب!" ص18.
وهنا نرى كيف أن المؤلف يتذبذب بين كتاباته ومعتقداته، فهو لا يعرف كيف يوضح طريقه الخائف ورأيه الزائف, فقد نفى في العبارة السابقة علو ومكانة الأئمة -عليهم السلام- وأنكرها, بينما أثبت في العبارة اللاحقة علو منزلتهم وعظمتهم ألا يوجد تناقض في هاتين الجملتين؟!
5- وفي نهاية كتابه وبالخصوص في صفحة رقم (92) ذكر أن الشيعة لا يذكرون أبناء الإمام علي والإمام الحسين -عليهما السلام- في واقعة كربلاء، وهذا الكلام منه دليل واضح كالشمس التي تعجز الغيوم عن حجبها، حيث عرّف عن نفسه في هذه النقطة بأنه كاتبٌ مفلس علماً وعملاً، ففي الحقيقة والواقع إن ساداتنا ومشايخنا وخطبائنا الأكارم - حفظهم الله من كل مكروه- دائماً يذكرون في مقتل الإمام الحسين أسماء جميع من استشهد مع الإمام في كربلاء, فلو أن هذا الكاتب زار قبر الإمام الحسين -عليه السلام- في كربلاء لرأى أسماء جميع من استشهد مع الإمام في كربلاء مصفوفة ومذهّبة في حضرته .
فهذه الصرخة من الوهابي قد باءت بالفشل، ولعل هذا الكتاب أراد أن يصدّ ويضعف من النور الذي كشف حقيقتهم ولعله أراد أن يخفي ما كان يقول قائلهم: “أدركوا أهل السنة يا عباد الله فقد تشيعوا" كما أود توجيه سؤال إلى كل وهابي حاقد: هل عندما يبحث الإنسان عن الحق والنور يحتاج إلى مثل هذا الكتاب الذي تكتبه الأيادي النكرة؟
وهل يحتاج أن يبحث في كتبٍ مؤلفوها مجهولون وغير معروفين؟ وكيف يقرأ الباحث كتابا لشخصية مجهولة؟!! وكما أوجه لهم سؤالا آخر: أين هو- الكاذب- صادق السيهاتي؟!! فهل صحيح انه انتحــر كما زعمتم و أشارت مواقعكم ومنتدياتكم ذلك؟ فهذا يدل على أن الكاذب أو كما تزعمون انه صادق ما هو إلا شخصٌ مختل عقلياً، وهذا ليس بغريب معكم فدائماً تأخذون وتقفون مع المختلين عقلياً.
وفي نهاية مقالي هذا أريد أن أشير بأن هذا ليس نقاشا أو حوارا مع صاحب الكتاب أو مع غيره وإنما أردت أن أردّ على الترّهات والزيف الذي يحاول هو وغيره من أعداء آل البيت أن ينشروا الحقد ويحاولوا صدّ نور ولايتهم -عليهم السلام- الذي طالما أشرقت الأرض والسماء بنورهم.