!
!
!
لمن لا يعرف
عبد العزيزالحكيم وجماعته!!
أ. ناهي الناهي
التاريخ: 11/10/1430 الموافق 01-10-2009
المختصر / في يوم 26 أغسطس 2009 توفي عبد العزيز الحكيم رجل الدين والسياسية العراقي المعروف، في مستشفى بإيران، بعد أن أثبتت التحليلات المختبرية التي أجريت له في الولايات المتحدة الأمريكية انه مصاب بسرطان الرئة والمجاري البولية ومن النوع الحاد،
وهذا ما صرح به أخصائي التحليلات الكيميائية في معهد (GMT) للأمراض السرطانية الذي يعالج الحكيم، الدكتور سامر جرجيس وهو عراقي من الموصل، وكان الحكيم مدخناً شرهاً.
وبعد سفره إلى إيران راجع الدكتور أكبر منتظري، وتلقى العلاج هناك لفترة طويلة، إلا أن الفريق الطبي هناك فشل في معالجته.
والرجل هو ابن المرجع الديني السيد محسن الحكيم، تقول عنه عائلته بأنه" عاش معارضاً لنظام صدام حسين، مع أخيه محمد باقر الحكيم".
ترأس عبد العزيز الحكيم المجلس الأعلى الإسلامي العراقي (المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق سابقاً) الذي استلم رئاسته بعد مقتل أخيه محمد باقر في هجوم استهدفه بسيارة مفخخة استهدفت موكبه بعد خروجه من باب ضريح الإمام علي، في أيلول عام 2003 ،
وعبد العزيز الحكيم هو أيضاً عضو في مجلس النواب العراقي، وزعيم الائتلاف العراقي الموحد.
والرجل، كما يدعي أتباعه ـ شارك في العمل السياسي والتصدي العلني لنظام الرئيس الرحل صدام حسين، وكان من المؤسسين لحركة جماعة العلماء المجاهدين في العراق، وعضوا في الهيئة الرئاسية للمجلس الأعلى في أول دورة له، ثم مسؤولاً للمكتب التنفيذي للمجلس الأعلى في دورته الثالثة، ثم أصبح عضواً في الشورى المركزية للمجلس الأعلى منذ العام ١٩٨٦، وحتى انتخابه رئيساً للمجلس الأعلى بعد مقتل أخيه محمد باقر الحكيم.
وهذه المسائل كلها لا تعنينا من قريب، أو بعيد، لكن الذي يهمنا هو موقف الرجل من الشعب العراقي في أكثر من مرحلة مهمة من تاريخ العراق الحديث، وخصوصاً المرحلة التي وقعت فيها الحرب العراقية الإيرانية، والتي بدأت في أيلول 1980 وانتهت في عام 1988، في هذه الحرب كان لجماعة الحكيم موقفا مخزيا من العراقيين، حيث إن المجلس الأعلى ـ الذي ينتمي إليه الحكيم ـ متهم بتورطه بالعديد من جرائم الاغتيال السياسي، والتفجيرات التي تحصل في العراق، وقد كان لقوات "بدر" الجناح العسكري للمجلس الأعلى، دوراً كبيراً في تعذيب الأسرى العراقيين إبان الحرب العراقية الإيرانية، وكانت أول مقبرة جماعية أرتكبها فيلق بدر هي قتل أسرى عراقيين في معركة البسيتين في 1/12/1980، والتي قتل فيها 1500 أسير عراقي، ثم عهد لهم تعذيب الأسرى العراقيين في إيران بقيادة باقر الحكيم،
وارتكب فيلق بدر العديد من المجازر بحق الأسرى العراقيين، وخاصة في معسكر كوركان وحشمتية وبابلسر وأهواز فرز، وغيرها من معسكرات الأسر في إيران، وراح ضحية هذه المجازر عشرات الآلاف من الأسرى العراقيين.
وهذه الحقائق ذكرها المئات من الأسرى العراقيين العائدين من إيران، ولا يمكن نكرانها أبداً، حيث إن رجال الحكيم ممن يسمون أنفسهم المعارضة العراقية، كانوا منتشرين في السجون الإيرانية، وكانت التهم جاهزة لكل أسير، وهي البعثية وعدم الولاء للثورة الإسلامية في إيران، وغيرها من التهم التي كانت سببا لصور بشعة من التعذيب، بينما نجدهم اليوم يتبجحون ـ وبلا ذرة من حياء ـ أنهم جاؤوا من أجل خلاص الشعب العراقي.
ثم إن دورهم في مرحلة الحرب في الداخل كان دوراً مخزياً، حيث إنهم ساهموا عبر رجالهم في تخريب الاقتصاد العراقي، وذلك عبر إتلاف مئات الأطنان من الرز والحنطة والطحين في دجلة والفرات وشط العرب، في محاولة منهم لنشر الجوع، وعمل ثورة من الداخل كما يظنون، إلا أن الحقيقة المرة التي يعرفها هؤلاء قبل غيرهم، هي أن المواطن العراقي هو الذي دفع ثمن مثل هذه الأعمال التخريبية، ولا احد سواه؟!!
دور الحكيم والمجلس الأعلى في مرحلة احتلال العراق عام 2003:
حيث إن المجلس ـ ومنْ لف لفه ـ شارك في العمل العسكري الدولي بقيادة أمريكا لاحتلال العراق، والحكيم كلف من قبل شقيقه محمد باقر بمسؤولية إدارة الملف السياسي لحركة المجلس الأعلى، وبالتنسيق مع قوات الاحتلال أو إدارة البيت الأبيض، فترأس وفد المجلس الأعلى إلى واشنطن، وكذلك إدارة العملية السياسية للمجلس الأعلى في اللجنة التحضيرية لمؤتمر لندن 2002، ثم مؤتمر صلاح الدين.
وشاركت القوات المسلحة التابعة لما يسمى المعارضة العراقية "قوات بدر" في العمل العسكري الجبان الذي قاد إلى احتلال العراق عام 2003، بدعوى الخلاص من النظام "الدكتاتوري" في العراق.
وبعد الاحتلال رتبت أمريكا ما سمي العملية السياسية، حيث أصبح الحكيم عضواً في مجلس الحكم، ثم عضواً في الهيئة القيادية لمجلس الحكم العراقي، وترأس المجلس في دورته لشهر ديسمبر/كانون الأول عام 2003، وانتخب بالإجماع من قبل أعضاء الشورى المركزية للمجلس الأعلى الإسلامي العراقي رئيساً للمجلس الأعلى بعد مقتل شقيقه السيد محمد باقر الحكيم في آب من عام 2003.
والائتلاف العراقي الموحد الذي يضم عددا من القوى الشيعية بينها حزب الدعوة الإسلامية وهو حزب رئيس الوزراء، نوري المالكي، قد أعيد تشكيله مؤخرا لخوض الانتخابات العامة في يناير/ كانون الثاني المقبل.
وفاة الحكيم كانت في إحدى مستشفيات إيران، والتي أصر على العلاج فيها، عاكساً ولاءه الكبير لهذه الدولة التي عاثت في العراق فسادا منذ عشرات السنين، وكجزء من الوفاء من إيران للحكيم أقيمت بالعاصمة الإيرانية طهران مراسم تشييع جثمان مهيبة للحكيم.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية أن مراسم تشييع الجثمان انطلقت من أمام مبني السفارة العراقية في طهران، وشارك فيها شخصيات عراقية، وكبار المسئولين الإيرانيين بينهم رئيس البرلمان علي لاريجاني ورئيس السلطة القضائية صادق لاريجاني ورئيس مجلس صيانة الدستور أحمد جنتي ووزير الخارجية منوشهر متقي ومساعد الرئيس الإيراني.
بينما تجمع الآلاف الإيرانيين أمام السفارة العراقية في طهران حدادا على الحكيم.
وأشاد المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي بالحكيم ووصفه بأنه رمز "ضد نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين". وقال خامنئي، في رسالة تليت في مراسم الحداد، إن "وفاة الحكيم خسارة كبيرة للشعب والحكومة العراقيين وحدث مؤلم لإيران".
وقال رئيس البرلمان علي لاريجاني الذي كان يرتدي ملابس سوداء في كلمة أمام المشيعين إن الحكيم "كان يكن ولاء وإجلالاً مثيرين للإعجاب للمرشد الأعلى آية الله خامنئي". ووصف الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد وفاة الحكيم بأنها "خسارة كبيرة للشعب العراقي" وقدم التعازي لعائلته ووصفهم بأنهم "ثوريون".
ومن حق إيران كدولة إقليمية يهمها مصلحتها أن تحزن بسبب موت الحكيم "الابن البار" لها، حيث انه لم يكتف ـ هو وفيلق بدر الإجرامي ـ بمساعدة المخابرات الإيرانية للتخريب في الشارع العراقي، بل راح يطالب بتعويضات لإيران؛ بسبب الحرب الطاحنة التي دارت بينها وبين العراق عام 1980، والتي استمرت حتى عام 1988، حيث أكد بتاريخ 17-12-2003 أن إيران تستحق تعويضات، وقالت إيران إنها تطالب تعويضات تبلغ 100 مليار دولار عن الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات والتي بدأها العراق، كما تدعي.
وقال الحكيم في مؤتمر صحفي خلال محادثاته في لندن إن «إيران تستحق تعويضات حسبما قررت الأمم المتحدة. ولا بد من الوفاء بها».
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
"إن لم تستح فاصنع ما شئت".
المصدر: قاوم