الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين حبيب اله العالمين أبي القاسم محمد النبي المسدد وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين وبعد :
فهذه
مسودة رسالة مختصرة الى كل
باحث عن الحقيقة متجرد لها , هي للشيعة الاثني عشرية قبل أن تكون للسنة , لطالب الحق لا المعاند والمجادل بالباطل والذي همه وشغله الشاغل هو نصرة ما يعتقده دون البحث والمراجعة والمحاسبة ولو مرة واحدة
!
أهديها لمن أراد قرآئتها ليقوم بمراجعات بينه وبين نفسه , ويقلب تراث المعلومات التي ورثها من هنا وهناك , وليعلم أن هذه
المسودة خاصة بنقل (
أقوال ) من لم يؤكد هذه الحادثة (
كسر الضلع ) , وليست مختصة بمناقشة الروايات الواردة في هذا الحادثة وتحقيقها والكلام في عللها وضعفها , فقد أُشبع هذا الموضوع أخذا وردا وبان للمنصف المتجرد الغير مكابر عدم اعتبار الرواية , مكتفقين بان نرد القارئ الكريم على المواضيع التي ناقشت هذه (
المرويات ) في ميزان النقد العلمي وعلى مباني الشيعة الاثني عشرية انفسهم , والزامهم بما التزموا به , وهذه المواضيع كالتالي
http://www.alsrdaab.com/vb/showthread.php?t=47682
http://www.ansaaar.net/vb/showthread.php?t=9717
http://www.d-alsonah.com/vb/showthread.php?t=4979
فأقول وبالله أستعين :
لقد ظهرت فكرة في بعض الأوساط الشيعية مفادها :
[
أن الفاروق عمر – رضي الله عنه – قد اقدم على كسر ضلع الزهراء – سلام الله عليها ]
وهذه الفكرة اصبحت تكرر على منابر الحسينيات مابين فترة وأخرى !
فيبكي المستمع تارة من جمال الصوت الذي يُسَتنزَلُ به الدمع وتارة بما يسمعه من فضاعة حصلت للزهراء !
فيعتقد المستمع أن هذا قد حصل حقيقة للزهراء سلام الله عليها وان ضلعها مكسور كسره شخص يسمى (
عمر ) !
فيكون شعور المستمع على قسمين :
قسم : البكاء والحزن الشديد على من كسر ضلعها وهي ( فاطمة ) سلام الله عليها ورزقنا الله شفاعتها
وقسم : البغض والكراهية والحقد والتفكير بالانتقام ممن كسر ضلعها وهو كما تصوره الرواية ( عمر ) رضي الله عنه.
وهكذا اصبحت هذه القصة مشهورة ولا شك فيها !
وأصبح من ينكر هذه القصة عندهم من المخالفين ( أهل السنة والجماعة ) فانما ينكرونها – على حد قولهم – لأسباب :
1- انهم يريدون تبرئة الظالمين . ( ويقصدون بالظالمين عمر رضي الله عنه )
2- انهم يبغضون الزهراء .
3- انهم يبغضون أهل البيت ويناصبون العداء لهم وينكرون فضائلهم!
وعند مناقشة أهل السنة والجماعة للمخالفين من الاثني عشرية يقولون لهم :
1- رواية (
الكســـــــر ) لم تثبت ولم تصح لا في كتبنا ولا في كتبكم والله لم يأمرنا أن نؤمن بما لم يقم الدليل على صدقه , وافضل رواية جئتم بها في كتاب دلائل الإمامة تم مناقشتها واشباعها ردا في الروابط التي وضعناها لكم وخاصة [ دراسة مفصلة للحوزوي ] . فإذا بطل الأصل بطل الفرع , أي أن القصة لم تثبت فكيف تتهموننا باننا نبرأ الظالمين عن أمر لم يثبت عندنا , نعم أن ثبت ثم قلنا للفاعل انه لم يفعل ما جاء الدليل على انه قد فعله هنا نكون قد برأنا الظالم أو الفاعل كما تقولون لكنه لم يحدث واقعا .
2- أما بغض الزهراء فدعوى عارية من الدليل , إذ أن أهل السنة حين تذكر الزهراء يترضون عليها فكيف نترضى على من نبغضه ! بل من الذي روى في كتبه وصح عنده فاطمة بضعة مني , يريبني مارآبها ؟!
رزقنا الله شفاعتها يوم القيامة .
3- الدعوى أننا نبغض أهل البيت ونناصبهم العداء وننكر فضائلهم كالدعوى السابقة لا دليل عليها , كيف واهل السنة والجماعة
يتقربون إلى الله بحب أهل البيت ! بل ويردون على
النواصب والخوارج الذين يتقربون إلى الله ببعضهم وتكفيرهم وتضلليهم !
وأما فضائلهم فهذه كتب أهل السنة – ولله الحمد – عامرة بفضائلهم "
اذكركم الله أهل بيتي " و "
من كنت مولاه فهذا علي مولاه " و "
الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة " و "
لاعطين الراية رجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله وكان علي , واحاديث كثيرة لايسعنا ذكرها ,
ومع هذا فاننا نرد على
النواصب والخوارج واتباعهم ممن يقول أن هذه الفضائل فيهم ( أهل البيت ) كانت قبل ردة علي وكفره – والعياذ بالله – فانا نرد عليهم بما نرد به على من يقول بردة الصحابة رضوان الله عليهم , فنحن منصفون كما أننا نعتقد أنهم (
أهل البيت ) كانوا اولياء لله فاننا نقول لم يكونوا هم فقط اولياء لله بل كان هناك غيرهم كسلمان الفارسي وغيره والصديق والفاروق وذي النورين وبقية الأولياء والصالحين رضي الله عنهم جميعا وارضاهم .
# اعتراض وجوابه :
فان قيل : الحب الصادق لابد فيه من ولاء وبراء فان كنتم تحبون أهل البيت فلابد أن تعادوا اعدائهم مثل أبي بكر وعمر !
قلنا : هذا الزام مالم يلزم فانه لم يثبت لدينا أن الصديق والفاروق ظالمين منافقين , وبما انه لم يثبت لدينا هذا بل ثبت لدينا خلافه لم يكن قولكم لنا بلازم ولم يكن لدعواكم التناقض في كلامنا معنى , وبالمثال يتضح المقال :
لو أن لو أن رجلا تصدق على سائل ما , ثم بعد انصراف السائل استنكر عليه الناس تصدقه على ذاك السائل , فلما سألهم قالوا : هذا لص وليس سائل محتاج ! لم يكن على هذا المتصدق اثم في صدقته بل له اجر , لأنه حين تصدقه على السائل لم يكن قد ثبت عنده كذبه , وعليه فكانت صدقته لله وليس عليه اثم فيما فعله لعدم ثبوت تلك القضية , وهكذا أهل السنة والجماعة فانهم لم يثبت عندهم ما يعتقده الاثني عشرية في الشيخين – لو سلمنا بصحة ما قالوه فيهما - , فلا لوم عليهم ولا يلزمهم التناقض بل ثبت عندهم انهم كانوا معظمين لاهل البيت فكان حبهم من جنس حب أهل البيت عليهم السلام ,وبهذا احببناهم واحببنا من يحبهم , والاشكال أن المخالفين الاثني عشرية يريدون أن يلزمونا بمبانيهم وهذا لايصح .على انه قد جاء مثبتا عندهم زواج أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب من الفاروق عمر , وان عليا كان لديه ابن اسمه ( عمر ) وان عليا قد شارك في حروب الردة مع الصديق . . . !!
ويجدر بنا ذكر ما ذكره أحد كبار علماء الشيعة الإثني عشرية بعد تفصيله في الكفر الإيماني والإسلامي مقرا ومعترفا أن الظاهر أن أهل السنة يظهرون حب أهل البيت والبراءة من اعدائهم . . وهذا واقعا يجيب على الإشكال لأن الإشكال يتكلم عن ظاهر أهل السنة . . ومعلوم أهل السنة ( يظهرون ) الترضي على الشيخين , ونص كلامه حرفا : . . .
والظاهر أنّ أهل السنة يظهرون حب أهل البيت ويتبرؤن من أعدائهم ولكنهم يرون أن فلانا فلانا وغيرهما ليسوا من أعدائهم وأنهم من محبيهم وإنه لا خلاف بينهم ولا عداء وإذا كان الأمر كذلك فلا نزاع بين الشيعة والسنة في هذا الشأن,فإن الشيعة مثلاً يبغضون زيداً المعادي لأهل البيت ويبرؤن منه وأهل السنة يوالون زيداً المحب لأهل البيت فقد اختلف الموضوع وارتفع النزاع,فإن الموضوعات تختلف باختلاف الحيثيات . ( الرد على مسائل موسى جار الله ورسالة في اللعن وفضل العلويين / في الجواب على المسألة الثانية المتعلقة بالشيخين وأنظر :
http://www.kashifalgetaa.com/moalefat/001/01.htm
# الصديق والفاروق لم ولم ؟!
جاء في كتاب ( أصل الشيعة واصولها ) وهو من كتب الشيعة الاثني عشرية المشهورة لكاشف الغطاء – ص 193
. . . وحين رأى ( أي علي بن أبي طالب ) أن المتخلفين أعني الخليفة الأول والثاني
1-
بذلا أقصى الجهد في نشر كلمة التوحيد
2-
وتجهيز الجنود
3-
وتوسيع الفتوح
4-
ولم يستأثروا ولم يستبدوا
5-
بايع وسالم
وأغضى عما يراه حقا له ، محافظة على الاسلام أن تتصدع وحدته ، وتتفرق كلمته ، ويعود الناس إلى جاهليتهم الأولى . . . اهـ
قلت : تأمل قوله (
نشر كلمة التوحيد ) و (
لم يستأثروا ) و (
لم يستبدوا ) ! فهل يعني هذا انه يبرأ الظالمين ويبغض الزهراء !
الجواب : لا ! بل اخبر عن حقيقة وان كان يرى بأن الخلافة حق له ونحن وان كنا لا نوافقه على آخر كلامه إلا أن الاعتراف سيد الأدلة . وهناك نصوص ونقولات في كتب علماء الشيعة الاثني عشرية من الترضي على الصديق والفاروق والتماس العذر لهما سنذكرها في رسالة مفردة إن شاء الله تعالى بعنوان (
الكاشفة فيما قاله علماء الشيعة بقدر الصديق والفاروق وأم المؤمنين عائشة ) .
# عزيزي القارئ الشيعي العاقل المنصف :
إن كان حقا ما يقال من أن المناقشة في ثبوت كسر ضلع الزهراء يعني تبرئة الظالمين وبغض الزهراء والعياذ بالله فهذا يلزم منه أن نرمي كل العلماء الذين شككوا في الحادثة أو لم يثبتوها ولم يؤكدوها ونقول أنهم يبرؤون الظالمين ! والواقع انه ليس كذلك ! فان كانت هذه الحادثة التي كنت تظنها يوما من الآيام (
مسلّمة ) لاتقبل النقاش ولا الجدال ولا التشكيك اصبحت اليوم على طاولة البحث وللعلماء والمراجع فيها رأيان متباينان ! إفلا تقف مع نفسك وقفة صادقة تراجع فيها حساباتك وتراجع القضايا الكثيرة الخلافية بين السنة والشيعة وتتأملها جيدا وتراجعها من جميع جوانبها وليس من جانب واحد فلربما اصبحت تلك المسلمات مثل مسلمة حادثة كسر الضلع !
انك لن تسأل يوم القيامة إلا لوحدك ! لن يكون معك السيد أو الملا ! ولن يكون معك اهلك واقاربك ! لن يكون معك كل من يؤيدك اليوم أو تخجل منهم ! ابحث وابدا رحلة البحث عن الحقيقة مثل (
سلمان الفارسي ) رضي الله عنه , فان وصلت للحقيقة نجحت , وان اكتشفت أن اعتقادك هو الحقيقة
لم تخسر شيئا بل ازددت يقينا !
والآن مع قائمة علماء ومحققي الشيعة الاثني عشرية وهي على سبيل المثال لا الحصر على ذمة من ذكرهم :
1- الشيخ المفيد المعروف
2- الشيخ كاشف الغطاء المعروف
3- آية الله عبد الحسين شرف الدين الموسوي
4- آية الله العظمى المرجع فضل الله
5- آية الله حسين المؤيد
6- السيد المحقق محمد الحسيني
7- السيد المحقق نجيب نور الدين
8- الشيخ المحقق جعفر الشاخوري
9- السيد المحقق محسن الأمين
10- المحقق الرجالي هاشم معروف
11- كثير من العلماء
تابع , ,