الكاتب أحمد عبدالرحيم أحد القلـة من التنويرييـن الذين يشيرون بأصابعهم الى الخلل وتحديد المشكلـة , واليوم يتحدث عن مشاكل وانحطاط المجتمع القطيفــي الذي عشعشت فيه الأمراض القاتلـة دون تدخل الأطباء والمعالجيـن لوضع مراهم وبلسم الشفاء على الجراح التي تنزف فيهـا !
وهو بذلك يتألم ويأن تماما كأنين وآلام المقدس الخائن نمر النمر الذي تحدث عن المشاكل اللاأخلاقيـة التي غزت المجتمع القطيفي بصورة تثير الاستغراب وتحدث عن أمور يخجل الانسان السوي منها .
لنترك التنويري يخبرنا بما لديــه وما يعانيه مجتمعـة المريض
نحو ثورة أخلاقية في القطيف
أحمد عبدالرحيم
إن ما دفعني لكتابة هذه السطور هو حرقة القلب التي أعانيها ويعانيها كل غيور على مجتمعنا الغالي الذي باتت تتناهشه الوحوش من كل جانب. هذا المجتمع المتصف بالعراقة والنشاط بدأ يدخل "مرحلة الغيبوبة"، فقد ضربته شتى أصناف الأمراض وعشعشت فيه الجراثيم القاتلة وسط غياب واضح لأي تدخل فعال يسهم في شفائه.
ويقول أيضا
لا أعتقد أنني بحاجة إلى أن أسهب كثيرًا في تبيان مآسي القطيف و درجة الانحطاط التي وصلنا إليها، فالمراقب للأمور يعلم أن مجتمعنا لم يعد ذلك المجتمع الذي يشهد له القاصي والداني بالسلم و رقي الأخلاق والتلاحم الشديد. ومن أشد الأمور التي تستوجب التحرك الفاعل والخروج من حالة الصمت المقيت والتفرج الآثم هو عدم اقتصار الخلل على الأمراض الاجتماعية البسيطة، ففي كل يوم جديد نصحو على خبر قتل أو اغتصاب أو اعتداء بالسلاح أو بدونه أو سرقة جبانة أو حرق ممتلكات.
وبكلمة مختصرة، لم يعد مجتمعنا مجتمعاً يأمن في الإنسان على نفسه أو عرضه أو ماله بالدرجة التي كانت في الأمس القريب، وهذا ما يجعلنا ندق ناقوس الخطر ونسرع نحو العلاج ولو كان متأخرًا لننقذ مجتمعنا من الانهيار.
لقد أكثرنا من التفرج والتذمر، ولكن السؤال هو: متى سنتحرك؟ إذا لم يكن انتشار العنف المسلح والقتل على أتفه الأسباب محفزًا كافياً لنستيقظ من غفلتنا ونبدأ بالعمل، فما الذي سيوقظنا بعد؟!
ويقول
إخواني الأعزاء، يصعب علي التصديق حقًا أن هذا هو حال المجتمع القطيفي الذي ترعرعت وعشت في أحضانه وكنفه ولكن هذا هو الواقع المر الذي لا بد من معرفته على حقيقته أولاً وأن لا نكابر لكي نتمكن من تشخيص العلاج المناسب وإتخاذ القرارات الناجحة ثانيًا.
ويقول
قد يقول قائل أنه لا داعي لتضخيم الأمور وأن هذه الأمور تجري في كل المجتمعات، كما أن هذه الرؤية تذكر الجانب المظلم من المجتمع فقط. هذا صحيح، ولكن كما قلنا إن حجم مظاهر الفساد وانتشارها و درجة خطورتها ومعدل ازديادها هو أمر لا يمكن تجاهله في القطيف. ثانياُ، إننا لسنا كبقية المجتمعات التي تتسافل يوماً بعد يوم، وإنما نحن مجتمع -ولله الحمد المنة- له خصوصية لا تسمح له بأن ينضم إلى موكب التسافل بل هو ملزم بالتشبث بموكب الرقي الدائم والشامل لكل المجالات.
ويقول
بعد أن أطلنا الحديث حول الوضع المتردي للقطيف وحول المسؤولية الكبرى علينا فرداً فردًا لنحول دون هذه النهاية المأساوية لمجتمع مريض –ولكنه لم يمت بعد-، نتساءل الآن: ما الذي يمكن أن نفعله لننقذ أنفسنا من ذلك الجحيم الدنيوي والأخروي؟
من المؤسف أن يكون هذا الشاب التنويري أحد ضحايا الخزعبلات ونسي أن من أهم الأسباب التي يعانون منها وتحدث هو بنفسه عنها سببها تلك الخرافات التي وبكل أسف انطلت وصدقها حتى المثقفين !!
أطالب بتدخل الدولة وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للحد من الظاهرة اللاأخلاقيـة في المجتمع القطيفي الذي هو منا وفينا ومحسوب علينا , وان ترك على ما هو عليه سينتشر في بقيـة المناطق المحافظـة وستصاب بالعدوى , ويقال ان التفاحـة الفاسدة ستفسد بقية التفاحات الأخرى في الصندوق .