بسم الله
وهذا تعريف للحقيقة المحمدية كما عرفه مشرف أحد المنتديات الصوفية .
---------------------------------------
تعريف الحقيقة المحمدية
بسم الله الرحمن الرحيم
تتألف هذه العبارة من مفردتين : ( الحقيقة ) و ( المحمدية ) ، فأما المفردة الأولى فإن معناها
العام : هو كنه الشيء وذاته أو كما يقال ( ماهيته ) ، وأما المفردة الأخرى فتشير إلى سيدنا
محمد ، فيكون معنى العبارة كاملة هو : الكنه أو الماهية الذاتية للرسول محمد .
إن هذا المعنى لهذه العبارة يبعدنا - ولو شكلياً – عن الجانب الصوري أو المظهري للرسول محمد
ويجعلنا نركز على الجانب المعنوي له أو البعد الآخر .
ولتوضيح ذلك نأخذ على سبيل المثال ( الإنسان ) لنرى الفرق بين صورته وماهيته ، فلو أننا
نظرنا إليه من حيث بعده الصوري أو المظهري لوجدنا أنه يتكون من لحم ودم وغيرها من الأمور
البايلوجية الحية بما تنطوي عليه من عناصر كيمياوية متداخلة ، التي يمكن دراستها ومحاولة
اكتشاف خصائصها بواسطة التجارب والاختبارات العلمية أو المعملية ، ولكن حين ننظر إلى الإنسان
من حيث البعد الجوهري له الذي خلقه عليه الحق تعالى نجد أنه يتكون من ( طين ) نفخ فيه (
الروح ) بحسب ما يصفه لنا كلام الله تعالى . وعلى هذا يكون الأصل الماهوي للإنسان من حيث البعد
القرآني هو ( الطين والروح ) .
هذا الأصل الماهوي هو الذي يعبر عنه بحقيقة الشيء أوكنهه ، فهو يمثل هنا ما يعرف اصطلاحاً بـ (
الحقيقة الإنسانية ) .
وعلى هذا فما يراد بالحقيقة المحمدية هو : الجانب الماهوي منها لا الصوري المظهري ، فما هي
الحقيقة المحمدية أو ماهوية سيدنا محمد ؟ وهل تختلف عن الماهية الإنسانية الاعتيادية ؟
لو عدنا إلى القرآن الكريم الذي أخبرنا أن الماهية الإنسانية تعود إلى ( الطين ) لوجدناه يخبرنا
أن ماهية سيدنا محمد لا تعود إلى هذا الأصل ، بل تعود إلى محض النور الإلهي المطلق ، يقول تعالى :
قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نورٌ وَكِتابٌ مُبينٌ . يَهْدي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ .
فلنتأمل قوله تعالى : مِنَ اللَّهِ نورٌ والذي يعني أنه نور من نور الله تعالى ، تمثل وتجسد بهيئة
الرسول محمد ، كما تمثل جبرائيل بهيئة البشر السوي لمريم (عليها السلام) . فلا فرق بين تمثل الطين
وتجسده بهيئة الإنسان السوي وبين تمثل النور الإلهي بهيئة الرسول محمد .
فهذه هي حقيقة محمد : أنه نور محض تكثف وتجسد بإذن الله تعالى حتى ظهر بالصورة النبوية في وقت
معلوم رحمة للعالمين ، وتلطف عن رؤية الأنظار حين انتهى وقت ذلك الظهور حتى عاد إلى حالته
---------------------------------------