السلام على كل أخ و أخت في هذه الحصن المنيع حصن الدفاع عن السنة الشريفة
و بسم الله نبدأ
قال فرانسيس بيكون
"يكبر الإنسان سبع سنوات في أفكاره في اليوم الأول من زواجه"
وقفت وقفة محلل عند قرائتي لهذه العبارة , وقفة تأملية فرحت أخوض في ثناياها و خباياها
و اظنني أكتشفت سبب تقدم الرجل في التفكير سبع سنوات للأمام بعد الزواج , ياترى لماذا
من الواضح أن الإنسان بحسب نظرتي البسيطة يتحرك و يفعل و يبطش بدوافع نفسية
فهو يحب عندما تكون العاطفة هية المسيطرة , وعندما يطمع يكون الدافع الإمتلاكي هو المسيطر
و عند الخوف يكون دافع حب البقاء هو المسيطر , فعندما يسيطر دافع من هذه الدوافع على العقل يشله و تنتطلي طباع و خصائص هذا الدافع عليه , فالخائف تجده مشلول الأطراف أو متردد بشدة و بإختصار تجد كل حواسه مقدار التردد و الإرتباك فيها عالي , كذلك الحب تجده كثير التأمل و الرومنسية و العطف .. وهكذا مع باقي المشاعر
فالمراهق تجد جل أو معظم دوافعه و مشاعره عالية فلا يرسى على بر , تارة غاضب و تارة سعيد , لأن هناك تصادم في المشاعر بعقله ولن تهدأ إللا عندما تسلك هذه المشاعر و العواطف مسلكها الطبيعي.
فمسلك الطبيعي للحب هو الزواج , و للغضب إخراجه , و هكذا
فما يحدث للشخص بعد أن يجتاز مرحلة المراهقة , تجده هادىء في طوابعه راسي قليلاً في افكاره
ولكن ماذا بالنسبة لمشاعره و عواطفه , أقول أنها لا تزال تعصف برأسه ولكن عقله كبر و اصبح يتسع لهذه العواطف بشكل أكبر و أوسع , ولكنها باقية , فلهذا نجده قليل التوتر و التأمل , ولكنه يتأمل و يتوتر و بشكل قليل .
فمن لديه عاطفة الحب مسيطرة على عقله فالسبيل الوحيد لإزالة هذه السيطرة هو الزواج , عندها تجري مشاعر الحب مجراها الطبيعي كما يحدث بين أي زوجين , حينها و بعد زوال السيطرة يتحرر العقل من سيطرة الحب القوية و صار له المكان الذي كان يشغره الحب فارغاً مهيئاً لإستقبال التفكير و التحليل و المنطق.
أظن هذا هو المقصود من مقولة بيكون
وليس قولي بالصحيح المطلق , إنما هو رأي مبتدىء في عالم المعرفة , ونرجوا الأستفادة منكم
و شكراً