لقوات الأميركية تستعد للحرب بمناورات ضخمة بالكويتواصلت الولايات المتحدة وبريطانيا استعداداتهما العسكرية لضرب العراق, ففي الصحراء الكويتية تجري القوات الأميركية مناورات هي الأكبر من نوعها منذ حرب الخليج الثانية.
ويشارك في هذه المناورات جنود اللواء الثاني وفرقة المشاة الثالثة من القوات الأميركية, معززين بمركبات عسكرية. ويشارك اللواء الثاني الذي يعد الأكبر في القوات المسلحة الأميركية في المناورات الحالية, بهدف الإسهام في أي عمليات عسكرية محتملة ضد العراق.
المناورات تجري على مدار الساعة تشمل تدريبات على عمليات ليلية بالذخيرة الحية, وتشارك فيها الدبابات والمدفعية والفرق المدرعة التي تهاجم مواقع وهمية للعدو باستخدام أحدث أجهزة الرؤية الليلية.
وتجرى بعض هذه التدريبات على بعد كيلومترات قليلة من الحدود العراقية, بمشاركة حوالي 12 ألف جندي أميركي. ويرى المراقبون أن هذه المناورات تعتبر حتى الآن عملية استعراض عضلات أميركية, لتصعيد الضغوط على نظام الرئيس العراقي صدام حسين لإجباره على مواصلة التعاون مع المفتشين الدوليين.
في هذه الأثناء قال مصدر بوزارة الدفاع البريطانية إن بلاده والولايات المتحدة تخططان للقيام بعملية إنزال برمائي ضخمة للعراق من الخليج, كأول مرحلة من أي حرب برية. وأضاف المصدر أن المناقشات بشأن القيام بعمليات برمائية في المستقبل بلغت مرحلة متقدمة, مشيرا إلى أن بريطانيا سوف تشارك بفرقة من كوماندوز مشاة البحرية في الغزو المقترح.
جانب من تدريبات مشاة البحرية في مياه الخليج
وأوضح المصدر أن المخططين يميلون هذه المرة إلى شن هجوم برمائي في حالة نشوب حرب مع العراق، وذلك إلى حد ما بسبب صعوبة حماية جيش ضخم يتمركز على الأرض من التعرض لهجوم كيماوي أو بيولوجي. وأبدى المصدر تخوفه من وضع نحو 200 ألف جندي في مكان واحد وتركهم ليصبحوا أهدافا لمثل هذا الهجوم.
وتعمل الآن القوات البحرية المتحالفة بحرية حتى مصب خور عبد الله وشط العرب الذي يمكن منه الوصول إلى ميناء البصرة العراقي الرئيسي على الفرات. وتوجد ثلاث كاسحات ألغام بريطانية في الخليج, تساعد على التأكد من خلو الممرات المائية من الألغام. وسترسل فرقة الكوماندوز الثالثة من مشاة البحرية الملكية البريطانية نحو ثلاثة آلاف رجل للعملية البرمائية, للانضمام إلى قوة أميركية أكبر بكثير. ومن المقرر أن تبحر قوة عمل بحرية بريطانية ضخمة من بريطانيا في نهاية يناير/ كانون الثاني, ويفترض أنها تشمل وحدات برمائية.
الموقف الروسي
إيغور إيفانوف
من جانبه اعتبر وزير الخارجية الروسي إيغور إيفانوف أن أي عمل عسكري ضد العراق سيكون ضد المصالح الروسية. وأكد في تصريح لمحطة تلفزة روسية أن بلاده لن تشارك في أي حرب قد تقودها واشنطن ولندن ضد العراق, إذا لم يتعاون مع المفتشين الدوليين.
وأوضح الوزير الروسي أن الهدف الأساسي حاليا هو التأكد من عدم امتلاك بغداد لأسلحة دمار شامل, معتبرا أن كل الأهداف الأخرى ضد مصالح موسكو. وجدد إيفانوف دعوته إلى واشنطن للالتزام بما جاء في قرار مجلس الأمن رقم 1441, مؤكدا أن هذا القرار يفرض شروطا صارمة لتعاون العراق مع المفتشين. وقال إن هذه أفضل طريقة لنزع سلاح نظام الرئيس صدام حسين.
التعاون العراقي
محمد مهدي صالح
من جهته تعهد العراق بالتعاون التام مع المفتشين الدوليين, وعدم منح أي مبرر للولايات المتحدة لشن الحرب. وقال وزير التجارة العراقي محمد مهدي صالح في تصريح صحفي فور وصوله إلى الإمارات بأن العراق سيصل إلى أقصى درجات التعاون مع مفتشي الأمم المتحدة, لتفنيد أي مزاعم بامتلاك بغداد أسلحة دمار شامل.
واتهم الوزير العراقي واشنطن ولندن بالاستعداد لشن حرب غير عادلة ضد بلاده, قائلا إن هذه الحرب قد تكون حتمية.
وقد واصل مفتشو الأسلحة الدوليون صباح اليوم مهامهم في العراق. وقال مسؤولون عراقيون إن الخبراء فتشوا المزيد من المواقع المشتبه بها, وبينها مركز أبحاث في بغداد. وتوجهت عدة فرق إلى منطقة التاجي الصناعية شمالي العاصمة بغداد, وبينهم خبراء صواريخ قاموا بفحص موقع عسكري هناك.
وتوجه خبراء بيولوجيون إلى شركة الكندي في أبو غريب غربي العاصمة العراقية. وزار فريق آخر شركة كيماوية في نهروان جنوبي بغداد. وكانت فرق التفتيش قد زارت أمس حوالي 12 موقعا عراقيا.