عند الشيعة الكرام :
وفي روايتنا أنهانزلت في أمير المؤمنين عليهم السلام وتسعة نفر معه بعثهم رسول الله صلى الله عليهوآله وسلم في أثر أبي سفيان فاستجابوا الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم ) كماتفسير الحبري المجلد 1 ص 251 وتفسير الفرات الكوفي ج 1 ص 99وتفسير العياشي ج 1 ص206 وتفسير البرهان ج 1 ص 713 وكنز الدقائق
قال السيد الطباطبائي ج (قصرالوعد على بعض أفراد المستجيبين لأن الاستجابة فعل ظاهري لا يلزم حقيقة الإحسانوالتقوى اللذين عليهما مدار الأجر العظيم وهذا من عجيب مراقبة القرآن في بيانه حيثلا يشغله شأن عن شأن ومن هنا يتبين أن هؤلاء الجماعة ما كانوا خالصيين لله في أمرهبل كان فيهم من لم يكن محسنا متقيا يستحق عظيم الأجر من الله سبحانه ..).
وقال السيد فضل ج 6 ص 250 { للذين أحسنوا وأتقوا } ربما تستشعرمن هذهالفقرة في الآية .. أن الله يعطي ثوابه للذين يتحركون في مواقفهم من مواقع التقوىوالإحسان الكامنة في نفوسهم المتحركة في أعمالهم المستقبلية في الخط المستقيم ).
وفي تفسير المنير { للذين أحسنوا وأتقوا }أي استمروا في إحسانهم إلىأنفاسهم وعقائدهم بالثبات عليها والذب عنها وللم ينقلبوا على أعقابهم ولم يهدموا ماقام من بنائهم ).
هذا سبق أن ذكرت لك كلامالنحاة حيث قلت لك :
قد أجبتك بجواب عام حيث قلت لك أن النحاة وضعوا لمنالبيانية علامات للحكم بكونها بيانية حيث قلت لك سابقا قال ابن هشام ( الثالث :بيان الجنس وكثير ما تقع بعد ما ومهما وهما بها أولى لإفراط إبهامهما نحو { ما يفتحالله للناس من رحمة فلا ممسك لها } و{ وما ننسخ من آية } و{ مهما تأتنا به من آية }وهي ومخفوضها في ذلك في موضع نصب على الحال ومن وقوعها بعد غيرهما { ويحلون فيها منأساور من ذهب ويلبسون خضرا من سندس واستبرق } والشاهد في غير الأولى فإن تلكللابتداء وقيل زائدة ونحو { ما جتنبوا الرجس من الأوثان } وأنكر مجيء ((من )) لبيانالجنس قوم وقالوا هي في { من ذهب } و{ من سندس } للتبعيض وفي { من الأوثان }للابتداء وهذا تكلف ...) أقول : انظر إلى ( من ) التي لبيان الجنس فيه بيان منكرلها على نحو الإطلاق وبين من لا يسلم للشواهد ويرى تخريجات أخرى فيها فهي ليست محلإجماع أصلا ولا شواهدها .
وسأنقل لك قول عباس حسن(2) في كتابه ( النحوالوافي ) المجلد 2 ص 458 ط دار المعارف ( من : حرف يجر الظاهر والمضمر ويقع أصلياوزائدا ... ويتردد بين أحد عشر معنى :
1ـ التبعيض : ....
2 ـ بيان الجنس : (3) وعلامتها : أن يصح الإخبار بما بعدها عما(4) قبلها كقولهم اجتنب المستهترين منالزملاء فالزملاء فئة من جنس عام هو المستهترون فهي نوع يدخل تحت جنس ( المستهترين) الشامل للزملاء وغير الزملاء وكقولهم : تخير الأصدقاء من الأوفياء ... أيالأصدقاء الذين هم جنس ينطبق على فئة منهم لفظ ( الأوفياء ) وهذا الجنس عام يشملبعمومه الأفياء وغيرهم .
ـــــــــــــــــــ الهامشــــــــــــــــــــــ
3 ـ وفي الهامش قال ( أي بيان أن ما قبلها ـ في الغالبجنس عام يشمل ما بعدها أكثر وأكبر كالمثال الأول الآتي وقد يكون العكس نحو هذاالسوار من ذهب وهذا باب من خشب ثم قال أنظر هامش : رقم 5 من ص 416 وهو هذا ( منالبيانية : من التي تبين جنس ما قبلها أو نوعه ) .
4 ـ وفي الهامش قال ( لهعلامة أخرى : أن يصح حذف ( من ) ووضع اسم موصول مكانها مع ضمير يعود إلى ما قبلها .هذا إن كان ما قبلها معرفة فإن كان نكرة فعلامتها أن يخلفها الضمير وحده نحو أساورمن ذهب أي هي ذهب انتهى .
ومثله هذا تجده في كتاب ضياء السالك إلى أوضحالمسالك إلى ألفية ابن مالك للمفتش العام للغة العربية والشئون الدينية بوزارةالتربية والتعليم ج 2 ص 251 ط مكتبة ابن تيمية القاهرة وفي كتاب المعجم المفصل فيالنحو العربي للدكتورة عزيزة فوال بابتي ج 2 ص 1062 ط دار الكتب العلمية ( منالبيانية : اصطلاحا : هي حرف يفيد بيان جنس ما قبله فيكون ما بعده تميزا للمبهمالواقع قبله كقوله تعالى { يحلون فيها من أساور من ذهب } وكثيرا بعد ما ومهما مثلومهما تكن عند امرئ من خليقة وإن خالها تخفى على الناس تعلم
أقول : أ ترى أنهذه العلامات يمكن أن تحقق ولو بعض في توجيهك للآية ؟ يا أخي الحبيب ...هذا وسيأتيتوضيحات أكثر للموضوع لاحقا إن شاء الله وأعلم أن هذه الآية تؤكد ما أذهب إليه منفهم للآية محل البحث حيث خصت الوعد بالأجر للذين أحسنوا وتقوا ولو كان يريد الجميعلفال لهم أجر عظيم لا أن يخص الأجر لمن عمل منهم وأتقى ! ففهم هداك الله
أما عن الآية الثانية :
ما قاله علماء السنة في الآية :
تفسير الجلالين ص 158 ط دار إحياء التراث العربي ({ لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌوَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }.
73ـ {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْإِنَّ اللَّهَ ثَـالِثُ } آلهة {ثَلَاثَةً } أي أحدها، والآخران عيسى وأُمّه، وهمفرقة من النصارى {وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ واحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْعَمَّا يَقُولُونَ } من التثليث ويوحِّدوا {لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ } أيثبتوا على الكفر {مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } مؤلم وهو النار.
وقال البغوي في تفسير الآية ( وقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه: «ما ظنك باثنين اللَّهُ ثالثهما». ثم قال رداً عليهم: ، ليصيبنَّ، {وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}، خصّ الذين كفروا لعلمه أنّ بعضهم يؤمنون.
وفي تفسير النسفي للآية ( ... أو للتبعيض أي ليمسن الذين بقوا علىالكفر منهم لأن كثيراً منهم تابوا عن النصرانية ).
وجاء في تفسير زاد المعاد( والذين كفروا منهم، هم المقيمون على هذا القول ) .
وفي تفسير الطبري ج 3ص 141 ط دار أحياء التراث العربي ( ثم قال تعالى متوعداً لهم ومتهدداً {وَإِن لَّمْيَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ }[المائدة:37] أي من هذا الافتراء والكذب{لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }[المائدة:37] أي في الآخرة من الأغلال والنكال، ثم قال {أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }[المائدة:47] وهذا من كرمه تعالىوجوده ولطفه ورحمته بخلقه مع هذا الذنب العظيم، وهذا الافتراء والكذب والإفك،يدعوهم إلى التوبة والمغفرة، فكل من تاب إليه تاب عليه.
القرطبي ج 6 ص 249 طدار الكحتب العلمية ( قوله تعالى: {وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ} أي يكفّوا عن القولبالتثليث ليمسنهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة. «أَفَلاَ يَتُوبُونَ» تقرير وتوبيخ،أي فليتوبوا إليه وليسألوه ستر ذنوبهم؛ والمراد الكفرة منهم. وإنما خص الكفرةبالذكر لأنهم القائلون بذلك دون المؤمنين ) .
وفي تفسير الدر المنثور (وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال: تفرق بنو إسرائيل ثلاث فرق في عيسى، فقالت فرقة:هو الله وقالت فرقة: هو ابن الله. وقالت فرقة: هو عبد الله وروحه، وهي المقتصدة،وهي مسلمة أهل الكتاب.
أما عن شيعة آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم :
في تفسير جوامع الجامع ج 1 ص 344 (( على معنى ليمسن الذين بقوا على الكفر منهمولا يدخل من تاب منهم )) في تفسير جوامع الجامع ج 1 ص 344 تفسير البيان الجلد 3 ص602 وتفسير الصافي الصافي ج 2 ص 73 والمعين ج 1 ص 305 والوجيز ج 1 ص 393 وكنزالدقائق ج 4 ص 200 يقول ولذا عقب بقوله { أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه واللهغفور رحيم } وتفسير السيد شبر ج 1 ص 120 والجوهر الثمين ج 2 ص 201 ومقتنيات الدرر ج4 ص 61 وفي تفسير الجديد ج 2 ص 502 ( يختص العذاب الأليم بالذين كفروا منهم وبقواعلى كفرين فقط ) وتفسير الكاشف ج 3 ص 104 ( أخرجت من تاب وأسلم وأبقت من أصر علىالكفر )) وتفسير الأمثل ج 4 ص 101 وتفسير المنير ج 3 ص 75 وتفسير من هدي القرآنوالميزان ج 6 ص 73 والوجيز ج 1 ص 393 والتبيان ج 3 ص 602
وما تقدم منقول النحاة في الآية السابقة وارد هنا بل وفي الآيات اللاحقة ... وعندما نلقىمناقشة حول ما طرحناه سنواصل توضيح الآيات محل الشاهد التي أوردتها
هذا وقدأغفلتم للأسف إن لم نقل كل الأسئلة فأكثرها