العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-04-09, 01:04 AM   رقم المشاركة : 1
اسد نجد
عضو ذهبي







اسد نجد غير متصل

اسد نجد is on a distinguished road


تحرير فلسطين بات قريبا .. هام

زوال إسرائيل قبل ظهور المهدي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .. اما بعد ,
من الامور الواجبه علينا هي احياء قضايا الامة المسلمة وان تكون دائما في ضمائرنا ووجداننا لاسيما القضية الفلسطينية قضية المسلمين الأولى .. البعض يتسلل اليأس الى قلبه ويقول ماشأني هذه قضية اكبر مني وسيأتي المهدي ويحرر فلسطين .. وهذا خطأ شنيع يقع البعض فيه قرأت مقال اعجبني عن هذه القضية واحببت ان انقله لكم .. حيث انه تحرير فلسطين بأذن الله سيكون قبل ظهور المهدي عليه السلام ..

استفاضت كثير من المؤلفات لكبار العلماء والأئمة ، في ذكر المهدي وسيرته ، وأكدت على حتمية خروجه آخر الزمان ، ومن هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر ، ابن حجر والشوكاني والسيوطي والصابوني وغيرهم ، وهناك من أفرد له بابا ، أو كان له مقالا في كتاب ، كالذهبي وابن تيميه وابن القيم والقرطبي والبرزنجي وغيرهم . وهناك الكثير من الكتب المتخصصة الحديثة ، جمعت أقوال أولئك العلماء والأئمة في المهدي وأحداث آخر الزمان ، فمن رغب بالاستزادة فليرجع إليها ، فهي متوافرة بكثرة في المكتبات هذه الأيام ، والإلمام المسبق بالأحاديث الواردة في المهدي ، سيساعد كثيرا في فهم ما استخلصته من أفكار في هذا الفصل .


وأما من ينكر أحاديث المهدي ، فلا التفات لقوله ، فالأحاديث الصريحة وغير الصريحة ، التي أتت على ذكر أخبار المهدي ، بلغت حد التواتر المعنوي ، وقد ورد فيها ما يُقارب الأربعين حديثا . وما سنتناوله منها ، هو ما يخص موضوع هذا الكتاب فقط . وأود أن أشير إلى أن ذكر المهدي قد جاء في التوراة ، حيث أن الترجمة العربية للنص التوراتي ، تُسمّيه ( بالقدّوس ) في موضع ( وبالغصن ) في موضع آخر ، وهذا النص موجود مع التعليق ، في فصل النبوءات التوراتية . وقد تنبأ بظهوره ( نوستراداموس ) مفسّر النبوءات التوراتية ، وأشار إليه بألفاظ صريحة ، سنوردها في فصل لاحق .



وللحقيقة ، ومن خلال اطلاعي على الكثير ، من دراسات وأبحاث الغربيين ، التي تتناول النبوءات التوراتية والإنجيلية ، الخاصة بأحداث النهاية ، تبيّن لي بأن اليهود والنصارى ، أكثر إيمانا ويقينا ، من عامة المسلمين ، بحتمية ظهور المهدي ، وانتصاره في كافة حروبه ، واتخاذه للقدس عاصمة لملكه ، وامتداده لمساحات شاسعة من الأراضي . ولأنهم يعلمون بأن النهاية قد اقتربت ، ويعتقدون بأنه سيقود تحالفا عسكريا ضد الغرب ، ينجم عنه دمار الحضارة الغربية برمتها ، فهم يتوقعون ظهوره في أي لحظة ، ويخشون أن يظهر وأن تقوى شوكته ، وهم في غفلة من أمرهم ، فلذلك تجدهم يُحاولون تجنيد العالم بأسره ، ضد ما يُسمّونه بالإرهاب الإسلامي ، خوفا من ذلك المصير المشؤوم الذي ينتظرهم ، عند ظهور أمره .


غربة الإسلام :
عَنْ ثَوْبَانَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ ، كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا ، فَقَالَ قَائِلٌ : وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ ، قَالَ : بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ ، وَلَيَنْزَعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمْ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ ، وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ الْوَهْنَ ، فَقَالَ قَائِلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهْنُ ؟ قَالَ : حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ ) رواه أبو داود وأخرجه أحمد ، وصحّحه الألباني .


عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ الْإِسْلَامَ بَدَأَ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ ، وَهُوَ يَأْرِزُ بَيْنَ الْمَسْجِدَيْنِ كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ فِي جُحْرِهَا ) رواه مسلم ، وأخرجه الترمذي وابن ماجه وأحمد والدارمي ، وصححه الألباني .


قبل ظهور المهدي ستشهد الأمة الإسلامية ، عصرا حالك السواد ، من كثرة الظلم والجور والفساد ، يتميز بوجود قلة مؤمنة صابرة متمسكة بدينها ، لا حول لها ولا قوة ، تنتظر حتى يأتي الله بأمر من عنده ، وكثرة طاغية فاسدة ومفسدة متمسكة بدنياها ، هم غثاء كغثاء السيل .


جيش يغزو الكعبة بداية ظهور أمر المهدي :
عَنْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، ( قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَغْزُو جَيْشٌ الْكَعْبَةَ ، فَإِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنْ الْأَرْضِ ، يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ ، : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ ، وَفِيهِمْ أَسْوَاقُهُمْ ، وَمَنْ لَيْسَ مِنْهُمْ ، قَالَ : يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ ، ثُمَّ يُبْعَثُونَ عَلَى نِيَّاتِهِمْ ) رواه البخاري ، وأخرجه مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه وأحمد وصححه الألباني .


عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : عَبَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَنَامِهِ ، ( فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ صَنَعْتَ شَيْئًا فِي مَنَامِكَ لَمْ تَكُنْ تَفْعَلُهُ ، فَقَالَ : الْعَجَبُ إِنَّ نَاسًا مِنْ أُمَّتِي يَؤُمُّونَ الْبَيْتِ ، بِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَدْ لَجَأَ بِالْبَيْتِ ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْبَيْدَاءِ خُسِفَ بِهِمْ ، فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الطَّرِيقَ قَدْ يَجْمَعُ النَّاسَ ، قَالَ : نَعَمْ فِيهِمْ الْمُسْتَبْصِرُ وَالْمَجْبُورُ وَابْنُ السَّبِيلِ ، يَهْلِكُونَ مَهْلَكًا وَاحِدًا ، وَيَصْدُرُونَ مَصَادِرَ شَتَّى ، يَبْعَثُهُمْ اللَّهُ عَلَى نِيَّاتِهِمْ ) ، رواه مسلم ، وأخرجه البخاري والترمذي والنسائي وابن ماجه وأحمد ، وصححه الألباني .


عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( جَيْشٌ مِنْ أُمَّتِي يَجِيئُونَ مِنْ قِبَلِ الشَّامِ ، يَؤُمُّونَ الْبَيْتَ لِرَجُلٍ يَمْنَعُهُ اللَّهُ مِنْهُمْ ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْبَيْدَاءِ مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ خُسِفَ بِهِمْ ، وَمَصَادِرُهُمْ شَتَّى ، فَقُلتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يُخْسَفُ بِهِمْ جَمِيعًا وَمَصَادِرُهُمْ شَتَّى ، فَقَالَ : إِنَّ مِنْهُمْ مَنْ جُبِرَ إِنَّ مِنْهُمْ مَنْ جُبِرَ ثَلَاثًا ) رواه أحمد بهذا النص ، ورواته ثقات ، إلا واحدا وثقه البعض وضعفه آخرون .


بداية ظهور المهدي ستكون في مكة بإذن الله ، وفور معرفته تسارع قلة من تلك القلة ، لمبايعته على الإمارة ، فيلجأ إلى الحرم تهرّبا ويعتصم به . ويظهر أمره شيئا فشيئا ، فيُبعث إليه بجيش يغزو الكعبة ، فيخسف به في الصحراء ما بين المدينة ومكة .


هذه الأحاديث الثلاثة متوافقة من حيث النص والمضمون ، غير أن الحديث الثالث ، أضاف عبارة توضّح مخرج ذلك الجيش . ومع أن أحد الرواة ضعفه ، إلا أن تلك الإضافة ( من قبل الشام ) تتفق والتفسير المنطقي ، للأحداث الموصوفة في جملة أحاديث هذا الفصل .


لنخلص إلى ما يلي :


1. أن جيشا سيغزو مكة .


2. وهذا الجيش من أمة محمد عليه الصلاة والسلام ، ويعجب رسول الله ويحق له العجب ، فما آل إليه أمر أمة الإسلام هذه الأيام ، يثير ما هو أكثر من العجب والشفقة ، حتى في نفوس أعدائنا .


3. ومقصد هذا الجيش رجل من قريش يلجأ إلى الحرم ، وغايته وأد بؤرة الخلافة الإسلامية في مهدها ، خوفا من أن تزلزل أركان عبدة الحياة الدنيا .


4. يُخسف بهذا الجيش في الصحراء قبل وصوله إلى مكة .


5. ومخرج هذا الجيش من قبل الشام ؟!


عمران بيت المقدس يعقبه خراب المدينة المنورة :
عَنْ مُعَاذٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( عُمْرَانُ بَيْتِ المَقْدِسِ خَرَابُ يَثْرِبَ ، وَخَرَابُ يَثْرِبَ خُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ ، وَخُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ فَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّة ِ ، وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّة ِ خُرُوجُ الدَّجَّالِ ، ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِ الَّذِي حَدَّثَهُ أَوْ مَنْكِبِهِ ، ثُمَّ قَالَ إِنَّ هَذَا لَحَقٌّ كَمَا أَنَّكَ هَاهُنَا ، أَوْ كَمَا أَنَّكَ قَاعِدٌ يَعْنِي مُعَاذًا ) . رواه أبو داود ، وأخرجه أحمد ، وصححه الألباني .


تعمر بيت المقدس في آخر الزمان ، برجوعها إلى الحكم العربي ، واتخاذها عاصمة للحكم ، فيرسل حاكمها جيش إلى الكعبة ، عند ظهور أمر المهدي ، فيخرب المدينة المنوّرة في طريقه إلى مكة ، ومن ثم يُخسف بجيشه ، قبل أن يصلها بالقرب من ذي الحليفة ، وهي ميقات إحرام أهل المدينة ، بينها وبين المدينة ستة أميال أو سبعة ، وبينها وبين مكة مسيرة عشرة أيام .


المهدي لا يغزو العراق وبلاد الشام :
عَنْ نَافِعِ بْنِ عُتْبَةَ ، قال : قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( تَغْزُونَ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ ، ثُمَّ فَارِسَ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ ، ثُمَّ تَغْزُونَ الرُّومَ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ ، ثُمَّ تَغْزُونَ الدَّجَّالَ فَيَفْتَحُهُ اللَّهُ ، قَالَ : فَقَالَ نَافِعٌ : يَا جَابِرُ لَا نَرَى الدَّجَّالَ يَخْرُجُ حَتَّى تُفْتَحَ الرُّومُ ) رواه مسلم وابن ماجه وأحمد ، وصححه الألباني .


وتجمع جزيرة العرب لقتال المهدي وصحبه ، فيغزونها فيفتحها الله فتدين لهم ، ومن ثم يخرجون إلى إيران فيفتحها الله فتدين لهم ، ومن ثم يغزون الروم فيفتحها الله ، ومن ثم يخرج الدجال ، فيغزونه بمعية عيسى عليه السلام ، فيفتحه الله .


ولو تدبرت هذا الحديث ، ستجد أن البلدان التي سيغزوها المهدي ، عندما يمسك بزمام الأمور ، هي بالترتيب ؛ أولا : جَزِيرَةَ الْعَرَبِ ثانيا : فَارِسَ أي إيران ، ثالثا : الرُّومَ أي روسيا وأوروبا الشرقية ، رابعا : الدَّجَّالَ ، والملاحظ في هذا الحديث ، عدم ورود ذكر فتح بلاد الشام والعراق ، التي لا بد للمهدي من المرور بها ، عند خروجه لفتح فارس ، ولفتح الروم الذين سيُلاقونه بالقرب من مدينة دمشق .


فلو كانت دولة إسرائيل قائمة في فلسطين ، أليس من الأحرى بالمهدي ومن معه تحريرها ، فور خروجه من جزيرة العرب ؟!


يظهر بوضوح في هذا الحديث ، أن كل واحد من هذه الأمور ، أمارة لوقوع ما بعده ، كما هو الحال في الحديث السابق ، وكل منهما يتقاطع مع الآخر في نقطتين ، هما ؛ أولا : غزو الروم ويقابلها خروج الملحمة ، وثانيا : غزو الدجال ويقابلها خروج الدجال ، ويضيف الحديث الأول ثلاثة أحداث ، هي عمران بيت المقدس ، وخراب يثرب ، وفتح القسطنطينية .


حتمية نزول الخلافة في بيت المقدس :
عن ابْنُ حَوَالَةَ عن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( يَا ابْنَ حَوَالَةَ إِذَا رَأَيْتَ الْخِلَافَةَ قَدْ نَزَلَتْ الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ ، فَقَدْ دَنَتْ الزَّلَازِلُ وَالْبَلَايَا وَالْأُمُورُ الْعِظَامُ ، وَالسَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ إِلَى النَّاسِ ، مِنْ يَدَيَّ هَذِهِ مِنْ رَأْسِكَ ) رواه أحمد ، وأخرجه أبو داود والحاكم ، وصححه الألباني .


عند خروج المهدي إلى بلاد الشام ، سيتخذ القدس عاصمة لخلافته ، تنعم الأمة الإسلامية خلال سنوات حكمه ، بإقامة الحق والعدل ورفع الظلم والجور عن أمة الإسلام .


نستخلص من هذا الحديث ما يلي :


1. لا بد للخلافة من النزول في بيت المقدس آخر الزمان .


2. ونزولها هناك يعني بدء ظهور الفتن والكوارث الطبيعية ، ومن ثم علامات الساعة الكبرى ، بداية بظهور الدجال ، ونزول عيسى عليه السلام ، في نهاية حكم المهدي .


3. وهنا لا بد لنا من أن نشير ، إلى أن عبارة ( نزول الخلافة ) ، ربما تشمل الحكم العربي للقدس ، الذي تكثر فيه الفتن والحروب والاقتتال ، والموصوف بالظلم والجور ، قبل ظهور المهدي .


نطق الحجر والشجر :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ ، فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ ، حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ : يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ ، هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ ، إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ ) . رواه مسلم وأحمد بنفس النص ، وصححه الألباني ، وأخرجه البخاري والترمذي والنسائي وأبو داود وابن ماجه ، بنصوص أخرى .


هذا الحديث روي بعدة نصوص ، وهذا النص أشهرها وأكثرها تداولا بين العامة ، أما نطق الحجر والشجر ، فهو أمر خارج عن المألوف والعادة ، ولا يُعقل أن تحصل تلك المعجزة في آخر الزمان ، قبل بدء ظهور أشراط الساعة الكبرى على الأقل ، حتى بظهور المهدي . فنطق الحجر والشجر ، أكثر إعجازا من نطق عيسى عليه السلام في المهد صبيا . فمن المنطقي ألا يحدث هذا الأمر ، قبل ظهور الأحداث غير المألوفة للناس ، كأشراط الساعة الكبرى . ومن الأرجح أن يتزامن هذا الحدث ، مع وجود عيسى عليه السلام ، لكي يستقيم الأمر ، فالمعجزات غالبا ما تأتي على أيدي الرسل ، وهذا ما تؤيده سورة الإسراء .


أما عبارة ( شرقيّ النهر وهم غربيه ) فلا أساس لها من الصحة ، إذ لم أجد لها أصلا ، في أي من كتب الحديث على اختلافها وكثرتها ، لا في صحيحها ولا في ضعيفها . ولا تعدو أكثر من كونها ، عبارة أضيفت إلى الحديث من قبل العامة ، بعد قيام دولة إسرائيل المعاصرة غربيّ النهر . وبالرغم من ذلك ، يُصرّ البعض على أنها موجودة في الأحاديث الضعيفة . أما الزمن الفعلي المتوقع لتحقق هذه النبوءة ، هو وقت نزول عيسى عليه السلام ، وهرب الدجال ومن معه من اليهود إلى فلسطين ، حيث يُقتل على أبواب القدس .


خلاصة القول :
وبناءا على ما تقدم ، نقول أن زوال دولة إسرائيل أمر حتمي ، يتبعه زوال حلفائها من الغرب بالضرورة ، قبل ظهور خلافة المهدي ، وأن من سيقوم بتحريرها هو جيش عربي ، وأن صاحب هذا الجيش سيتخذ مدينة القدس عاصمة لملكه ، ومن ثم تدين له بلاد الشام والعراق ، وأن فترة حكمه أو حكم من يخلفه ، ستكون حافلة بالظلم والجور ، وعند ظهور أمر المهدي في مكة ، يبعث حاكم مدينة القدس جيشا إلى الجزيرة ، لا قبل للمهدي وجماعته به ، فيُخرب المدينة المنورة ، لدى مروره بها متجها إلى مكة ، فيخسف الله بهم الأرض .


وآنذاك يظهر أمر المهدي ، فيهب إلى قتاله من رضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها ، من أمة محمد عليه الصلاة والسلام ، خوفا من عودة دين أكل الزمان عليه وشرب ، يدعوا إلى إخراجهم من غيّهم وضلالهم ، وحرمانهم مما يتلذّذون به من الشهوات والحرمات ، التي استحلّوها واستباحوها في هذا العصر ، فاستعبدتهم فلا فكاك لهم منها ، ولا يرضون عنها بديلا .


فتكون أولى مواجهات المهدي ، مع جيش آخر ، يُجمع له من جزيرة العرب ، فينتصر عليهم حربا ، وبعد أن يستتب له أمر الجزيرة يخرج إلى أهل الشام . فيتسلم مقاليد الحكم فيها تسليما عن طيب خاطر ، أو استسلاما خوفا ورهبة ، ويتخّذ مدينة القدس عاصمة لخلافته ، ومن ثم يخرج إلى إيران فيفتحها ، ويعود إلى بلاد الشام .


ومن ثم تكون الروم ( نصارى الشرق ) قد جمعت جيشا عرمرما ، قوامه قرابة المليون نفر ، فيخرج لملاقاتهها ، فتقع الملحمة الكبرى الفاصلة بين الحق والباطل ، بالقرب من دمشق ، فيكون النصر في النهاية ، حليف المهدي ومن معه من المسلمين . ومن ثم يخرج إلى القسطنطينية ( استنبول ) ، فيفتحها بالتهليل والتكبير من غير قتال ، وقريبا من نهاية حكمه يخرج الدجال ، فيعيث في الأرض فتنة وفسادا ، ويُحصر المهدي وصحبه في الشام ، فينزل عيسى عليه السلام ، فيهرب الدجال ومن تبعه من اليهود إلى القدس ، وهناك يلحقون به فيقتله عليه السلام ، ويتولى المسلمون أمر البقية الباقية من اليهود ، فينطق الحجر والشجر ، فيبيدوهم عن بكرة أبيهم ، بإذن الله ، ولله الأمر من قبل ومن بعد ، والله أعلم .


هذا ما سيكون من أمر المهدي ، بإذن الله ، قدّمناه بشكل مختصر وموجز ، تناولنا فيه بعضا من سيرة المهدي ، التي تعرضت لفتوحاته آخر الزمان ، مستندين إلى ما أوردناه من أحاديث صحيحة ، آخذين بعين الاعتبار ، أحاديث صحيحة أخرى ، لم يتسع المقام لإيرادها .


أما موضوع هذا الكتاب ، فهو يبحث إجمالا ، في حدثين عظيمين مفاجئين ، قبل ظهور المهدي ، وفي وقت قريب جدا جدا ، وهما ؛ أولا : نهاية الدولة اليهودية واختفائها إلى الأبد ، ثانيا : انهيار الحضارة الغربية العملاقة ومظاهرها المختلفة واختفائها إلى الأبد .


ما ستجده في ثنايا هذا الكتاب :


ـ الإجابة على التساؤلات المطروحة على صفحة الغلاف ، فيما يتعلق بالدولة اليهودية ، ومصيرها ومصير اليهود .


ـ الإجابة على كثير من التساؤلات التي تدور في أذهان الناس ، وتوضيح كثير من القضايا الخلافية التاريخية ، فيما يخص تاريخ وجغرافيا بني إسرائيل ، منذ نشأتهم الأولى حتى قيام الساعة ، وخاصة فيما يتعلق بتواجدهم في فلسطين .


ـ استقراء وتحليل ما جرى ويجري على أرض الواقع ، في منطقتنا والعالم من حولنا .


ـ فهم حقيقة الصراع الدائر بين الغرب والشرق ، وحقيقة العداء الغربي للأمة العربية والإسلامية ، والذي بلغ أشدّه في العقود الأخيرة .


ـ تفسيرات منطقية للأحداث المستقبلية ، مدعّمة بالشواهد والأدلة من القرآن والسنة والتوراة والإنجيل والواقع ، ووضعها ضمن سياق زمني منطقي .


والحمد لله رب العالمين ..







التوقيع :
اللهم انصر الشعب السوري المظلوم .
من مواضيعي في المنتدى
»» المرجع الخرساني المخرف
»» الطيران العسكري السعودي يدك معاقل الحوثيين
»» معمم شيعي يعترف بأن الشيعه هم من خذل الحسين رضي الله عنه
»» أمر عجيب جدا
»» للزملاء الشيعه نرجو الاجابة
 
قديم 27-04-09, 03:05 AM   رقم المشاركة : 2
ديار
موقوف





ديار غير متصل

ديار is on a distinguished road


نحن أمة لم يكلفنا الله بمعرفة شخص المهدي قبل خروجه</strong>
بسم الله الرحمن الرحيم

نحن أمة لم يكلفنا الله بمعرفة شخص المهدي قبل خروجه

مركز الدراسات والبحوث الإسلامية


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :-
يظن كثير من الناس أن دولة الإسلام لن تقوم لها قائمة إلا بظهور المهدي ، فتواكلوا عن العمل ، ورفعوا أيديهم بالدعاء أن يعجل الله ظهوره وتلقفوا كل حديث ورد فيه ذكر المهدي ليرفعوا به إيمانهم بالنصر فصار مدار دينهم على تلك الأمنيات وتركوا العمل وانتظروا الخلاص كما ينتظره الرافضة أو النصارى ، وبعضهم لما رأى تواكل الناس عن العمل أنكر ظهور المهدي ليحث الناس على العمل من خلال هذا الإنكار ، وآخرون أنكروا عقيدة المهدي لما رأوا أنها استغلت استغلالاً بشعاً من بعض الجهلة الأدعياء ، فحاولوا طمس هذه العقيدة وإزالتها من قلوب الناس ، ليردعوا من تسول له نفسه من هؤلاء الأدعياء أن يدعي أنه المهدي .
وأياً كان الدافع لكل فئة من الفئات السابقة ، فقد انحرفوا عن جادة الصواب بإنكار عقيدة ثابتة بالأحاديث الصحيحة ، بل نقل تواترها الكثير من أهل العلم ، والذين لم ينكروا هذه العقيدة وقعوا في تلقف الزيادات والموضوعات في هذا الباب التي لا تثبت فبنوا دينهم على مالم يصح فأصبح دينهم أوهن من بيت العنكبوت .
ولعل سبب كثرة افتتان الناس بالمهدي وادعاء كثير منهم بأنه هو ، ناتج عن أمرين – والعلم عند الله – :
الأمر الأول : حالة الضعف الشديدة التي يعاني منها المسلمون مع تسلط الأعداء عليهم مما يجعل كثير منهم ينتظر مخلصاً لهم من هذا البلاء .
والأمر الثاني : التصديق بالمنامات والتوهمات .
ولعل الذي جر إلى كل ذلك هو ما ابتليت به الأمة من رواج الأحاديث الضعيفة والموضوعة في باب المهدي ، فلا يكاد أحد يسمع بحديث من هذه الأحاديث إلا ويبادر بتصديقه والدعوة إليه قبل أن يتحقق من صحته .
والواجب على المسلم أن يعبد الله على بصيرة ، ولا يكون ذلك إلا بتلقي العلم الصحيح من أهله ومصادره ، وأول ذلك أن لا يعمل بحديث إلا إذا تيقن صحته وأفرغ جهده في تحري ذلك ، وإن أخطر ما ينتج عن العمل بالأحاديث الضعيفة هو الابتداع في دين الله ، وتشريع ما لم يأذن به الله أو التحليل والتحريم بباطل من القول وزورا ، ونقف مع باب خروج المهدي وقفات : -
أولاً : أحاديث خروج المهدي الذي هو من أبناء الحسن بن علي خلافاً لمهدي الرافضة المزعوم أو مهدي القرامطة الباطنية قد بلغت حد التواتر ، وحتى لا أطيل بسردها أنقل كلاماً لبعض الأئمة تبين منزلتها .
قال الإمام الشوكاني في كتابه ( التوضيح في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر والدجال والمسيح ) ، قال " الأحاديث الواردة في المهدي التي أمكن الوقوف عليها منها خمسون حديثاً فيها الصحيح والحسن والضعيف والمنجبر ، وهي متواترة بلا شك ولا شبهة .. ، بل يصدق وصف التواتر على ما هو دونها على جميع الاصطلاحات المحررة في الأصول ، وأما الآثار عن الصحابة المصرحة بالمهدي فهي كثيرة أيضاً ، لها حكم الرفع ، إذ لا مجال للاجتهاد في مثل ذلك " انتهى .
قال السفاريني في كتابه ( لوائح الأنوار ) " وقد كثرت الروايات بخروجه – يعني المهدي – حتى بلغت حد التواتر المعنوي ، وشاع ذلك بين علماء السنة حتى عُد من معتقداتهم .. " انتهى .
قال صديق حسن خان في كتابه ( الإذاعة ) " لا شك أن المهدي يخرج في آخر الزمان لما تواتر من الأخبار في الباب ، واتفق عليه جمهور الأمة خلفاً عن سلف ، إلا من لا يعتد بخلافه .. إلى أن قال .. لا معنى للريب في أمر الفاطمي الموعود المنتظر المدلول عليه بالأدلة بل إنكار ذلك جرأة عظيمة في مقابلة النصوص المستفضية المشهورة البالغة إلى حد التواتر " انتهى
ثانياً : والحق في كثير من أحاديث المهدي أنها ضعيفة لا تقوم بها حجة وأصح ما ورد من أوصافه التي تهمنا في هذا البحث ، أنه رجل من بيت النبي  وعترته وهو من ولد الحسن بن علي رضي الله عنهما لحديث علي بن أبي طالب  قال ( إن ابني هذا سيد كما سماه رسول الله  وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم شبهه في الخُلُق و لا يشبه في الخلق ، يملأ الأرض قسطاً ) ، وأن اسمه يواطئ اسم الرسول  واسم أبيه اسم أبي الرسول  ومنها أن خُلقه يشبه خُلق النبي  ، ومنها أنه أشم الأنف أقنى أجلى ، هذا ما صح من أماراته التي يعرف بها إذا خرج ، واتفق العلماء على أنه إذا خرج لا يختلف عليه اثنان ولا يشتبه أمره على أحد من الأمة ، بل هو واضح وضوح الشمس في رابعة النهار ولا يحتاج إثباته إلى دعاة ولا معرفين بل يعرفه كل أحد فمثله يعرفه الناس كما يعرفون عيسى ابن مريم  إذا نزل في آخر الزمان ، فأمره إذا خرج واضح والله مظهر دينه ولو كره الكافرون .
ثالثاً : إن الذي يثير هذه القضايا ويعيد تكلف البحث فيها بغير مستند شرعي هو أحد ثلاثة أشخاص لا رابع لهم .
إما أن يكون قليل الديانة ويعبد الله ومستنده الابتداع وليس الاتباع ، إذ لو كان من أهل الديانة لوسعه ما وسع صحابة رسول الله  وسلفنا الصالح ، ولم يتكلف ما لم يحث رسول الله  ولا صحابته ولا سلفنا الصالح من تكلف العلم به والبحث عنه ، فهذا الذي يدندن حول هذه الأمور ومستنده قيل وقال ليس له من الاتباع حظ إلا كمدخل أصبعه في اليم فلينظر بما يرجع .
وإما أن يكون عنده شيء من الديانة ولكنه أصابه اليأس في إصلاح الواقع العالمي المر الشديد الضنك على المسلمين فلم يجد سبيلاً للخروج من هذا الواقع إلا الدعوة لخروج المهدي والتعجيل به لإنقاذ الأمة مما هي فيه ، وسلك سبيل أهل الضلال من متصوفة ورافضة وغيرهم .
وإما أن يكون رجلاً مغرضاً يدس ضد الجهاد والمجاهدين مثل هذه الخرافات التي ليس له مستند لإثباته ، ليعمل بذلك على تنفير المسلمين إما من أشخاص المجاهدين أو قضايا الجهاد ليثبت لهم بأنها قائمة على توهمات وخرافات .
رابعاً : وأول الرد على أكثر من ادعى المهدية في هذا الزمن أنهم لا يمتون بصلة إلى قريش فضلاً عن أبناء الحسن الذي يخرج من نسله مهدي أمة محمد  ، وعندما سمع أحد الجهال أو اليائسين أو المغرضين هذا الرد قال ليس شرطاً أن يعرف المهدي نسبه فربما يكون هو المهدي ولكنه لا يعرف نسبه ، فأقول له لو أن الأمارة تمتنع عن الظهور في صاحبها لما سميت أمارة ولأصبح وصف الرسول  بها المهدي نوع من العبث الذي ينزه الشارع عن مثله ، فبالجهل تظهر العجائب وياسبحان الله !! ، إضافة إلى أن هذا تشكيك بأنساب الناس لا يمكن أن تقره الشريعة .
خامساً : بين الرسول  أن المهدي له أوصاف منها أن يكون أشم الأنف أقنى أجلى ، ومعنى هذه الأوصاف
قال جوهري ( الأشم ارتفاع في قصبة الأنف مع استواء أعلاه ، فإن كان فيها احديداب فهو القنى ) ، وقال ابن منظور في لسان العرب " الشمم في الأنف : ارتفاع القصبة وحسنها واستواء أعلاها وانتصاب الأرنبة ، وقيل : إن الشمم أن يطول الأنف ويدق وتسيل روثته " .
أما الأقنى : فهو المحدودب الأنف ، قال الجوهري القني احديداب في الأنف ، وقال ابن الأثير : القني في الأنف طوله ورقة أرنبة مع حدب في وسطه ، وقال ابن منظور في لسان العرب القني : مصدر قنى من الأنوف ، وهو ارتفاع في أعلاه بين القصبة والمارن من غير قبح " ، قال ابن سيده والقني : ارتفاع في أعلى الأنف ، واحديداب في وسطه وسبوغ في طرفه ، وقيل : هو نتوء وسط القصبة وإشارفه وضيق المنخرين " .
وأما الأجلى : فهو الذي انحسر الشعر عن مقدم رأسه ، قال الجوهري " الجلاء : انحسار الشعر عن مقدم الرأس ، قال الفراء : اشتقاقة من الجلاء وهو ابتداء الصلع ، إذا ذهب شعر الرأس إلى نصفه ، قال أبو علي القالي : الأنزع الذي قد انحسر الشعر عن جانبي جبهته ، فإذا زاد قليلاً فهو أجلح ، فإذا بلغ النصف ، فهو أجلى ، ثم هو أجله .
وكل هذه الأوصاف لا ينطبق منها شيء على كل من ادعى المهدية ، بل إن بينهم وبينها كما بين المشرق والمغرب .
سادساً : إذا بطل الوصف بالنسب وبطل الوصف بالخَلق ، يبقى الوصف بالاسم وهذا يشترك فيه عشرات الآلاف من المسلمين ، فهل كلهم مهديون ؟ لا شك أن هذا باطل عقلاً ومن السفه أن يطلق على كل من شابه وصف الاسم بالمهدي .
سابعاً : ثم لو سلمنا جدلاً تطابق الأوصاف كلها على شخص ما فهل نحن مكلفون بأن ننزل الأوصاف عليه ونطلق عليه اسم المهدي أو نأخذ له البيعة قبل ظهوره ؟ بالتأكيد أن الرسول  لم يبن ذلك لنا من خلال ما ثبت من أحاديث المهدي ، بل إنه قطع الطريق على بعض الجهلة أو اليائسين أو المغرضين وبين أن المهدي كما جاء عند أحمد وغيره أنه لا يهديه الله إلا في ليلة ، قال ابن كثير في النهاية " أي يتوب عليه ويوفقه ويلهمه رشده بعد أن لم يكن كذلك " والصحيح أنه يُهدى لهذا الأمر وطريقة القيام به ، ومعنى ذلك أنه لا يعلم هو من نفسه أنه يصلح للخلافة وقيادة الأمة إلا في الليلة التي تسبق مبايعته ، فكيف يعرف ذلك البعيدون عنه ؟ .
ثامناً : من خلال الحديث السابق وما في معناه يتضح أنه لا فائدة من العبث بالنصوص والبحث عن المهدي قبل أن يقدر الله له الظهور وذلك قبل مبايعته بليلة ، إذ لو أن هناك أدنى مصلحة دينية أو دنيوية تترتب على معرفته قبل ظهوره للبيعة لبين الشارع ذلك لنا خير بيان وأوضحه أعظم إيضاح ، وبما أن معرفته قبل ظهوره أهملت في الأحاديث التي صحت فيه ، نستنتج من ذلك أنه لا فائدة للأمة من البحث عنه وتكلف ذلك حتى يظهر الله أمره ويقدر له الأقدار ليمكن له في الأرض .
تاسعاً : إن كثرة الحديث عن بعض أشراط الساعة التي لا تعود على المكلف بعمل ظاهر ينفعه في الدنيا والآخرة ، من الأفضل بأن نذكرها بشرط أن لا تعدو أن تكون مغيبات نؤمن بها ونصدق بها جملة وما صح من تفصيلها ، أما الحديث عنها بتفصيل غير ثابت ومحاولة استعجالها وتطبيق عملي لإنزال النصوص والتكلف لتطبيقها على الواقع أمر مذموم شرعاً ، لأن فيه نوع من القول على الله بغير علم ، وفيه التشديد على المسلمين والتضييق عليهم بما وسعه الله ، وهو لي لأعناق النصوص لتوافق بعض تفصيلات الوقائع بما جاء من أشراط الساعة ، وهو فوق كل ذلك إحداث لفتن لا شك أن المسلمين في غنى عنها وخاصة قضية المهدي التي تعد من أكثر الأشراط التي أحدثت في الأمة فرقة وفتنة رغم أن الشارع لم يكلفنا بها عملياً قبل ظهورها ، فقضية المهدي والبحث عنه قبل خروجه وقضية سد يأجوج ومأجوج والدير الذي قيد فيه المسيح الدجال أو الجزيرة التي هو فيها ومعه الجساسة ، أو مكان خروج الدابة أو من هو ذو السويقتين الذي يهدم الكعبة ، وغيرها من الأمور كل ذلك لا فائدة من معرفة مكانه الآن أو تفاصيله التي لم تذكر لنا في النصوص ، لأننا سواءً عرفنا أو لم نعرف مكان هذه الأشراط ، أو أبصرنا أشخاصها أو لم نبصرهم ، كل ذلك لا يؤخر خروجها ولا يقدمه ، ولا يقلل من آثارها على الأمة ولا يزيد من نفعها للأمة ، فإذا كان ذلك الحال فلماذا التكلف والبحث عن مثل هذه الأمور وتفريق الأمة بسببها وإدخال الأمة في مضايق وفرق يكفينا ما نحن فيه الآن ؟ ، ولنا قول الرسول  كما في مسلم لعمر  عندما أراد أن يقتل ابن صائد خشية أن يكون المسيح الدجال فقال له الرسول  ( إن يكن هو فلن تسلط عليه ) ، فالبحث عن الأشراط قبل خروجها وتكلف معرفة أشخاصها لن يؤثر في حصولها ولن يقدم ولن ينفع المكلف في الدنيا ولا في الآخرة لم يكن من هدي النبي  لا صحابته ولا سلف هذه الأمة البحث عن ذلك ، فلسنا ممن كلف بهذا شرعاً بل علينا الإيمان بما صح من النصوص فيها جملة وتفصيلاً أما إنزالها على الواقع وتكلف ذلك فلا حاجة لنا به ، ويسعنا ما وسع سلفنا الصالح .
عاشراً : وعلى فرض أننا كلفنا بمعرفة المهدي ، فإن أغلب الذين يشهدون لرجل بأنه المهدي يقولون أنه أتاهم في المنام وعرفنا أنه المهدي ، ولما رأيناه في اليقظة عرفناه ونحن لم نره مسبقاً ، ومن أين لهم الدليل أن أمة محمد تعرف المهدي برؤيا منامية ، هي أقرب لأضغاث الأحلام منها لرؤيا الحق والله أعلم ، علماً أنه لا يعتمد في تدينه وتعبده على المنامات ووحي القلوب إلا المتصوفة الضلال .
الحادي عشر : إن الذين يجتهدون لتطبيق النصوص العامة التي وردت في المهدي على أشخاص بأعينهم ، هل يسعفهم دليل بين فيه الشارع أن المهدي يعرف قبل أن يخرج بأكثر من ليلة ؟ لا نظن ذلك لأن أغلب أحاديث المهدي التفصيلية لا يحتج بأسانيدها فضلاً على أن تجعل مسائل كبرى ومواطن نزاع وامتحان للناس ، وأصح الضعيف الوارد في خروج المهدي أنه يخرج بالمدينة لما روي عن النبي  عند أحمد وأبو دواود عن أم سلمة أن النبي  قال ( يكون اختلاف عند موت خليفة ، فيخرج رجل من المدينة هارباً إلى مكة ، فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره ، فيبايعونه بين الركن والمقام ، فيبعث إليه جيش من الشام ، فيخسف بهم البيداء ، فإذا رأى الناس ذلك ، أتته أبدال الشام وعصائب العراق فيبايعونه .. الحديث )
وفي إسناده صاحب أبي خليل ، ولم يسم وهو مجهول .
وعند أبي داود والطبراني في الأوسط أن اسم صاحب أبي الخليل عبد الله بن الحارث ، وقال الطبراني لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلا عمران .
وفيه أبو العوام ، وهو عمران بن داور القطان وفيه ضعف من قبل حفظه قال البخاري صدوق يهم ، وقال الدارقطني كان كثير المخالفات والوهم ، وقال الذهبي : أبو العوام عمران ضعفه غير واحد وكان خارجياً .
وله سند آخر وفيه ابن رفاعة وهو أبو هشام الرفاعي وهو ضعيف ، وقد زاد في السند مجاهداً ولا يعتد بزيادته
ومجموع طرقه فيها اختلاف على قتادة على وجوه أربعة أصحها عن قتادة عن أبي الخليل عن صاحب له عن أم سلمة ، ومدار هذا الإسناد على صاحب أبي الخليل المجهول وهو غير مسمى في الإسناد المعتبر فكان هو علة ذلك السند وهو مضطرب المتن أيضاً والله أعلم .
ولكن متى يكون خروجه وقبل البيعة بكم ؟ هذا لم توضحه النصوص حتى الضعيفة ، ومعرفته بأكثر من ليلة لا دليل عليها ومن رام النزاع في ذلك فعليه بالدليل الصحيح الصريح وعلى طريقة المحدثين لا على طريقة القصاص الجماعين .
الثاني عشر : لقد استدل البعض بمكان المهدي وخروجه بأحاديث الرايات السود التي جاء التصريح فيها بخروجه من قبل المشرق ، وقبل الكلام على حجية هذا الكلام وبيان ضعفه ، نقول أثبتوا لنا حديثاً صحيحاً واحداً عن الرايات السود ثم استدلوا بها على وجود المهدي في المشرق ، والإثبات بدراسة الأسانيد وليس بنقل كلام الحاكم والذهبي وابن كثير عن تصحيح هذا النوع من الأحاديث بدون بيان علة الأحاديث .
وإليك بيان ضعف أصح ما روي في ذلك ، عن عبد الله بن مسعود قال بينما نحن عند الرسول  إذ أقبل فتية من بني هاشم فلما رآهم النبي  اغرورقت عيناه وتغير لونه ، قال : فقلت ما نزال نرى في وجهك شيئاً نكرهه فقال ( إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا وإن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء وتشريداً وتطريداً ، حتى يأتي قوم من قبل المشرق ، معهم رايات سود ، فيسألون الخير فلا يعطونه فيقاتلون فينصرون ، فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه ، حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي ، فيملؤها قسطاً كما ملؤوها جوراً ، فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبواً على الثلج ) رواه ابن ماجة وقال عن هذا الحديث ابن القيم في كتابه ( المنار المنيف ) وفي إسناده يزيد بن أبي زياد وهو سيء الحفظ ، اختلط في آخر عمره وكان يقلد الفلوس ، نقول وقد أجمع الحفاظ على تركه وضعفه .
وعن هلال بن عمرو قال : سمعت علياً رضي الله عنه يقول قال النبي  ( يخرج رجل من وراء النهر يقال له : الحارث حراث على مقدمته رجل يقال له : منصور يوطئ ( أو يمكن ) لآل محمد كما مكنت قريش لرسول الله  وجب على كل مؤمن نصره ( أو قال إجابته ) رواه أبو داود وقال المنذري ( هذا منقطع ، قال فيه أبو داود : قال هارون يعني ابن المغيرة ) وقال الحافظ أبو القاسم الدمشقي ( هلال بن عمرو وهو غير مشهور عن علي .
قال الشيخ حمود التويجري قلت : وفيه أبو الحسن ، راويه عن هلال بن عمرو وهو وشيخه مجهولان .
ومن الطريف أن ينزل بعض الناس هذا الحديث على الشيخ أسامه حفظه الله تعالى ، ويتكلفون القول بأنه هو الحارث بن حراث ، ومنصور هو قائد المجاهدين في مديرية ( زرمت ) سيف الله منصور رحمه الله تعالى ، وقد توفاه الله في معارك شاهي كوت مقبلاً غير مدبر نسأل الله أن يتقبله في الشهداء ، ولو كان حياً لكان فتنة لمن يهوون إنزال النصوص على الواقع بلا دليل .
وعن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي رضي الله عنه قال : قال رسول الله  ( يخرج ناس من المشرق فيوطئون للمهدي ( يعني سلطانه ) رواه ابن ماجة والطبراني في الأوسط وإسناده ضعيف .
وعن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله  ( يقتتل عند كنزكم ثلاثة ، كلهم ابن خليفة ، ثم يصير إلى واحد منهم ، ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق ، فيقتلونكم قتلاً لم يقتله قوم ) ثم ذكر شيئاً لا أحفظه ، فقال ( فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبواً على الثلج ، فإنه خليفة الله المهدي ) . رواه ابن ماجه ، والحاكم في مستدركه وقال ( صحيح على شرط الشيخين ) ووافقه الذهبي في تلخيصه ، وهذا تفرد به ابن ماجه وقد ضعف الحافظ المزي كل ما تفرد به ابن ماجه ورماه بالنكارة وهو الصحيح .
ورواه الإمام أحمد مختصراً ولفظه : قال رسول الله  : ( إذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من قبل خراسان ، فأتوها فإن فيها خليفة الله المهدي ) .قال ابن القيم عن هذا الحديث في كتابه ( المنار المنيف ) فيه علي بن زيد - بن جدعان – قد روى له مسلم متابعة ، ولكن هو ضعيف ، وله مناكير تفرد بها فلا يحتج بما تفرد به ..
وعن أبي هريرة  قال قال رسول الله  ( يخرج من خراسان رايات سود فلا يردها شيء حتى تنصب بإيلياء ) رواه الإمام أحمد والترمذي وقال ( هذا حديث غريب حسن ) وهو ضعيف فيه رشدين بن سعد وهو متروك.
وعن علي  قال ( والذي نفسي بيده لا يذهب الليل حتى تجئ الرايات السود من قبل خراسان ، حتى يوثقوا خيولهم بنخلات بيسان والفرات ) موقوف ضعيف .
والحديث عن ضعف أسانيد الأحاديث الواردة في ذلك يطول ذكره ، ولكننا نوصي إخواننا بعدم لي أعناق النصوص وحشد الضعيف مع الصحيح ليوافق الواقع فهذا قول على الله بغير علم ، كما نوصي إخواننا جميعاً أن يعملوا ويقولوا بما يعود نفعه على الأمة عاجلاً ، وأن يعرضوا عن مثل هذه المضايق والشقشقات التي لا تزيد الخرق إلا اتساعاً ولا تزيد الأمة إلا ضعفاً ، فاحرصوا على جهاد أعداء الله بألسنتكم خير لكم من الإضرار بالجهاد والمجاهدين بما تطلقونه من عبارات خرقاء حمقاء ليس فيها رائحة المصلحة أو الديانة .

والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:16 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "