!
!
!
قناة الجزيرة والثنائي الشيعي غسان وعباس
المتابع عن قرب يستطيع أن يكتشف أن أكبر مجالات فشلها هو تغطيتها المنحازة في لبنان.
ففي لبنان لم يعد هناك أدنى شك في ضرورة أن تخلق القناة صفاً إعلامياً جديداً يخلف غسان بن جدو وعباس ناصر اللذان بات من الواضح بشكل سافر انحيازهما الشيعي الطائفي والذي أثار الاستغراب أكثر من مرة . وكلنا نتذكر العام الفائت حين حصلت تظاهرة 14 آذار التي حضرها ما يُقارب المليون ونصف غالبهم من السنَّة , والتي قال فيها عباس ناصر بجرأة تخالف الحد الأدنى من معايير المهنية والحياد : " ليس لـ14 آذار أن تفتخر بهذا الجمع الذي لا يعدو أن يكون مجموعة قليلة من الآلاف " ! وكأنَّك تستمع إلى تصريح من أحد قيادات حزب الله ! وهو ما فنَّدته القنوات والوكالات المستقلة.
وكلنا نتذكر تصريحه في حرب تموز 2006 م وهو التصريح الذي استنكرته الكثير من الفعاليات اللبنانية السياسية والإعلامية وأبانوا عن بطلانه وتلفيقه , بل وطالب البعض الجزيرة بالاعتذار عنه حين ذكر أن القوات الإسرائيلية لم تستطع أن تدخل أي قرية شيعية لكنها استطاعت أن تكتسح وأن تدخل إلى عمق القرى السنيِّة والمسيحية في إشارة إلى تواطؤ السنة والمسيحيين !! ولعل الأخ عباس في حاجة إلى إنعاش ذاكرته قليلاً بالتذكير بأنه لم يوجد سني واحد رمى القوات الإسرائيلية التي اجتاحت لبنان في 1982م بالورد والأرز , في الوقت الذي شاهد الجميع بعض قيادات أمل " الشيعية " وهي ترمي الورد والأرز على الدبابات الإسرائيلية مرحبةً باجتياحها لبنان , وداعية إيِّاها لتخليص لبنان من "الوهابيين " في إشارة إلى القوى الفلسطينية الوطنية.
عباس ناصر ليس أكثر من حزبي إعلامي أو إعلامي حزبي , ومثله في هذا مثل مدير مكتب الجزيرة غسَّان بن جدو الذي يبدو أنَّه فقد عقله تماماً في السنتين الأخيرتين . ولا أدل على ذلك من الحفل الذي أقامه مكتب الجزيرة لسمير القنطار وتلك الكعكة التي قطعها سمير بالسيف الذي أهداه إياه غسَّان بن جدو . نفرح بإطلاق سمير القنطار وبكل أسير لبناني لكن هل بهذه الطريقة الفجَّة تروِّج الجزيرة لقيم المهنيِّة والحياد ؟! ثم لعلنا نتذكر أن هذه الحفلة أثارت الغضب الإسرائيلي فهددت إسرائيل بعدم التجديد لطواقم الجزيرة ما دفع القناة لتقديم إعتذار رسمي خطي للإسرائيليين عما جرى !
ألاعيب غسَّان بن جدو لم تعد تنطلي على أحد , ومحاولاته المستميتة بالظهور بمظهر المحايد لم تعد تمر على كل ذي لب . يستضيف بن جدو مناوئي حزب الله فيلهب ظهورهم بالتقريع والتشكيك والحكر والمحاصرة والاتهامات التقريرية فيقاطعهم ويدس رأيه الشخصي في ثنايا الحوار ويزيد ويعيد في الاتهامات حتى لو كان الضيف قد نفاها وكشف ما يعتورها من زيف , ثم حين يستضيف أحد أعضاء حزب الله أو حلفائهم يحاوره وكأنَّه يجالس والده أو والدته ! يتحول ذلك النمر الشرس ليكون ودوداً يترك المجال للضيف كي يبيِّن ويكشف ويُعبِّر عن وجهة نظره دون تدخل أو مقاطعة أو تقريع أو تشكيك أو حكر أو محاصرة ! ولا ننسى أن غسَّان بن جدو كان مراسل الجزيرة في طهران لسنوات , لم يتطرق فيها ولو لمرة واحدة لمعاناة الأقلية السنية العربية في الأحواز, ولم ينشر أو يعرض ولو لمرة واحدة ما يثير حساسية الحكومة الإيرانية .
لك أن تقارن ببساطة شديدة بين مهنية وحيادية وعلو كعب الثنائي المحترف محمد كريشان وجميل عازر , وهذا الثنائي " الطائفي " الذي يجعلك تشعر وأنت تشاهد تغطيات الجزيرة التي يقومان بها وكأنَّك تشاهد قناة المنار أو قناة العالم الإيرانية !
نحب الجزيرة ونتمنى أن تتألق أكثر وأكثر , لكننا نحب أهلنا في لبنان أكثر , خصوصاً وهم قد واجهوا ويواجهون حملات دعائية وإعلامية شيعية " صفوية " . وكلنا رأينا ما جرى في حقهم في 7 آيار 2008 حين احتل حزب الله عاصمتهم وحاصر مقرات قياداتهم وأشعل النار في مؤسساتهم الخيرية ومكاتبهم الإعلامية , وهي الأحداث التي لم تتعامل معها الجزيرة بمهنية وحيادية وموضوعية بل تجاهلها مدير مكتب الجزيرة غسَّان بن جدو وكأنَّها لم تكن , وهو ما سمح لقناة " العربية " بالتقدم على الجزيرة جماهيرياً وسحب الكثير من متابعيها في تلك الفترة...
على الجزيرة أن لا تقلل من قيمة أهل السنة فهم عصبها الأساس ولعل أحداث غزة أثبتت لها ذلك, فيجب أن لا تسمح لمدير مكتبها في لبنان كائناً من كان بارتكاب الحماقات الطائفية من نوع التغطيات المنحازة .ا هـ مختصرا
عبدالله الشولاني
[email protected]
http://www.sabq.org/?action=showAuthorMaqal&id=379