السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أورد احد الصوفية شبهة من الشبهات الصوفية القبورية المريضة كعادته فنقل عمن ينقل عن ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية. الا أنني لا أثق في نقل الصوفي لأنه يروي الموضوعات. فأنقل النص من كلام (الشيخ محمد عبدالغفار) وهو:
"وحمل خالد بن الوليد حتى جاوزهم وسار لجبال مسيلمة، وجعل يترقب أن يصل إليه فيقتله، ثم رجع ثم وقف بين الصفين ودعا البراز، وقال: أنا ابن الوليد العود، أنا ابن عامر وزيد، ثم نادى بشعار المسلمين وكان شعارهم يومئذ يا محمداه" البداية والنهاية (6/324).
" السابع: ثم ذكر أن شعار المسلمين يوم مقتل مسيلمة كان (يا محمداه)، على سبيل جواز الإستغاثة بالنبي (صلى الله عليه وسلم).
وهي قصة معلولة مسلسلة بالضعفاء لا يحتج بها المحققون من أهل العلم، وإنما هي من حجج الخرافيين، ومن يحتج بالنطيحة والموقوذة وما أكل السبع أمثال المخالف، أخرجها الطبري بسنده في تاريخه فقال: "كتب إلي السري عن شعيب عن سيف عن الضحاك بن يربوع عن أبيه عن رجل من بني سحيم قد شهدها مع خالد قال….".[1]
وعلتها:
1.جهالة الرجل السحيمي الراوي عن خالد بن الواليد.
2.الضحاك بن يربوع قال الذهبي: "قال الأزدي: حديثه ليس بالقائم".[2]
3.سيف بن عمر التميمي الأسدي قال الذهبي: "له تواليف متروك باتفاق، وقال ابن حبان: اتهم بالزندقة. قلت: أدرك التابعين وقد اتهم، قال ابن حبان: يروي الموضوعات".[3]
4.شعيب هو ابن إبراهيم الكوفى قال ابن حجر: "راوية كتب سيف عنه فيه جهالة انتهى. ذكره ابن عدى وقال: ليس بالمعروف وله أحاديث وأخبار وفيه بعض النكرة وفيها ما فيه تحامل على السلف".[4]
قال مقيده عفا الله عنه: فهذا حال قصة "يامحمداه"، التي قال فيها المخالف: "التوسل بالرسول والإستغاثة به كذلك مأثور عن الصوفية"، ومن المأثور عنهم كذلك عند القبور والأضرحة والمشاهد "الصراخ والصياح والعويل، على هيئة استغاثات وتوسلات وطلب الحوائج من الأموات". وليس هذا مأثورا عن النبي (صلى الله عليه وسلم) ولا أصحابه (رضي الله عنهم) ولا التابعين لهم بإحسان، وإنما هو مقتبس من دين الرافضة.
[1]) (2/281). ( أضاف الناقل عن الشيخ محمد عبدالغفار: العزو 2/281 أتى تحت العزو التالي: انظر مجموع الفتاوى (24/324)، اقتضاء الصراط (ص 378) )
[2]) ميزان الاعتدال (2/327).
[3]) المغني في الضعفاء (1/292).
[4]) لسان الميزان (3/145). "
ا.هـــــــ
لا يعلم المسكين الصوفي أن كتب التاريخ ليست في درجة الصحة ككتب الاحاديث والتي أيضا لا يخلوا بعضها من الضعيف بل وحتى الموضوع. بعض كتب التاريخ لا يشترط أصحابها الصحة وانما يروون الاثار و الاحداث و الوقائع بأسانيدها ولا يتحملون المسئولية ومنها تاريخ الطبري رحمه الله كمثال. لكن أنّى لحُطّاب الليل ان يعقلوا