لم تكن نفسيتي جيدة حينما رأيت أخي الذي أصيب ببعض كسور وجروح في أنحاء جسده جراء حادث حصل له في إحدى شوارع جدة
خرجت من غرفة أخي بعد زيارته لأترك المجال لأصدقاءه
وجلست في مدخل المستشفى مع والدتي وأخي الآخر
وكان اتجاهي نحو الباب
فدخل شاب يلبس شماغاً أبيض
تبرق أسارير وجهه
كأنه وأنت تنظر إليه يشع بنوره الذي ينبثق من وجهه الصبوح
ليملأ كافة أرجاء مدخل المستشفى
والله لم يكن ليطل بعينيه لا يمنة ولا يسرة
وإنما كان يتحدث مع شاب آخر يرافقه
بدأت أنظر إلى الناس الجالسين في مدخل المستشفى
فوالله لقد لفت نظر الجالسين كلهم بلا مبالغة
وكأنه شاب داخل على زوجته في ليلة العمر
وتذكرت حينها كلام سعيد بن المسيب رحمه الله حينما قال:
إن الرجل ليصلي بالليل ، فيجعل الله في وجه نورا يحبه عليه كل مسلم ،
فيراه من لم يره قط فيقول : إن لأحبُ هذا الرجل !! .
وقيل للحسن البصري رحمه الله
ما بال المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجوها ؟
فقال لأنهم خلو بالرحمن فألبسهم من نوره .
وسرح ذهني بعيداً عن كل الناس
وما زلت أتأمله
وأتفكر فيه
طار قلبي
وحار عقلي
وتصلبت أجفاني
وثبتت مكانها عيناي
وتهت في زمرة الأحرف التي تعبر عن النور
إنها ثلاثة أحرف فقط
لكنها تعبر عن نوره جل وعلا فقط وبصورة لم يتخيلها أحد
ولعلك تتأمل
في هذا الوصف
(اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)
من البريد