هكذا يفكر الليبرالي الرجس عندما تشتد الأزمة على الأمة
( لـُجينيات )
الحمدلله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد , وعلى آله وصحبه أجمعين , ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد :
فهم كما حدَّثتكم عنهم , لم يتغيروا , ولن يتغيروا , قلوبهم على الأمة لا معها , وألسنتهم لتخذيلها وتخوينها , وإيهان عزيمتها , والفتِّ في عضدها , ينشطون في الأزمات بتوافه الأمور ومحقَّراتها , ويسعون عندما يحلولك الظلام للترويج لخبثهم وفجورهم .
كل العالم من أقصاه إلى أقصاه يتابع بقلق بالغ , وحساسية شديدة , وتوجُّس كبير , مايدور في غزة من عدوان غاشم لعين ٍ على أبرياء فلسطين الأبية , وشيوخها وأطفالها وعوراتها , وليس هذا فحسب , بل مايخطط له العدو الصهيوني من خلق بلبلة في صفِّ الأمة المسلمة كلها , وكيف أصبحت هذه البقعة الملتهبة من أرض الله علامة فرقان بين المؤمن الصادق , والعميل المنافق , وكيف ظهرت فيها دغائل أهل الزيف وأحقادهم , وماكانوا يخفون من قبل , كما ظهر فيها بوضوحٍ ما انطوت عليه قلوب المجتمعات , من حب الخير والنصرة لإخوانهم في العقيدة والدين .
هذه العاصفة الشديدة , وذلك البركان الملتهب بحممه , أظهر لكل مشكك مرتاب , حقيقة ماكنَّا نقوله من قبلُ عن الليبراليين , وأدعياء الإنسانية والتعايش , وحملة تمييع الدين وتذويب أصوله وثوابته , فهاهو الحدث الذي حرَّك مشاعر الكفار في بلاد الغرب فجعلهم يخرجون بمظاهرات عارمة في بلادهم , ومنهم من كتب وناشد , ومنهم من طالب بمحاكمة زعماء الكيان الصهيوني , وتقديمهم كمجرمي حرب , ومنهم من طالب بقطع العلاقات معهم , ومنعهم من التسلح , وإلى غير ذلك من مواقف الاستنكار والتنديد , ومواقف الشجب والتعبير عن السخط , فضلاً عن تحريكه لمشاعر المسلمين التي لم تهدأ , ولن تهدأ بإذن الله إلا بخروج إخوان القردة والخنازير أذلة صاغرين مدحورين .
كشفت هذه العاصفة , وذلك البركان , أن فينا من هو أقرب في مشاعره إلى العدو الصهيوني منه إلى أبناء غزة المكروبين , فهو لم يرفع رأسا بما يجري لهم من إبادة وتنكيل وتشريد , بل زاد على ذلك بلومهم وتقريعهم والضرب على رؤوسهم , فوق مايتلقونه من قذائف المدفعية , وقنابل الطائرات , وما يتساقط عليهم من ركام المباني والدور .
هكذا هم بغال الليبرالية , ليس فيهم نخوة المسلم , ولا شهامة العربي , ولا إنسانية الإنسان .
يرفعون شعار ( الإنسان أولاً ) , ويقفون مع قاتله ومشرِّده , ويصروخون في وجهالإنسان المستضعف قائلين : يداك أوكتا وفوك نفخ , بينا هم مع الغاشم الظالم حمل وديع , وبغلة طيِّعة , فلعنة الله عليهم أجمعين .
في هذا الكرب الشديد , وفي تلك الأيام التي يتجرَّع فيها المسلم الغصات والحسرات , وهو يشاهد الدماء والأشلاء , وفي حين يتنادى الناس للدعاء والدعم والمؤازرة , يقف هؤلاء الخونة الأنجاس الأرجاس الأذلاَّء , ليسخروا من الدعاء , ويستسخفوا التبرعات , ويطالبوا بالكفِّ عنها , بل وينادون إلى منعها والحيلولة دون إقبال الناس عليها , تحت عدد من الذرائع الماكرة , حتى إن بعضهم وكأنه يريد أن ينصح للناس حتى يثقوا به ويصدقوه , يتباكى بدموع التماسيح خشية أن تستغل هذه الأموال لدعم الإرهاب , وهو يعلم أنه كاذب في خوفه وخشيته , لأن تلك الأموال والتبرعات تتبناها جهات مخولة , وتخضع لرقابة مشددة , ولكنه يريد منع الناس من الإنفاق الذي هو أقلُّ الواجب في نصرة إخواننا المستضعفين .
ويقف بعضهم وكأنه أغير الناس على التوحيد وحماه , ويصرخ بأعلى صوته بأن الحرب ليست إلا بين العدو الصهيوني وحماس , ووقودها هم أبناء غزة الذين لاناقة لهم فيها ولاجمل , ولهذا فإن كان النصر للعدو فستهرب حماس وتسلَم , وإن كانت الهزيمة فلن يستفيد من ذلك إلا قادة حماس , وكأن رجال حماس من الخمير الحمر , أو من جمهورية إيرلندا الشمالية !!! .
بل ويتحدث بغيرته الكاذبة عن خشيته من أن تلك النجاحات التي إن تحققت لحماس فستصبُّ في مصلحة إيران والمدِّ الرافضي , وكأنه وهو يتفوه بهذا الكلام يُمثِّل التوجه السلفي الذي يعتقد دينا بغض الرافضة وماهم عليهم من مذهب فاسد خبيث , متناسيا أن مذهبه وطريقته لا تقلُّ خبثا وخطرا على الأمة من مذهب الرافضة الأنجاس , فالليبرالية مذهب نتن منكر , لايستقيم مع القيم , ولا يتماشى مع أحكام الشريعة , ولامع سنن الله تعالى في هذا الكون , ولهذا فالليبرالي حين ينتقد الرافضي , أو يخشى من سطوته , ويرى أن دين الليبرالية أصلح من عقيدة الرفض , فهو كمن يغسل دم الخنزير بالخارج من السبيلين , وكلاهما رجس نجس .
نحن لانُقِرُّ حماس على كلِّ ماتعمله , ولكن هذا لايمنعنا من أن نقف معها اليوم وقفة صدق , ليس لأنها حماس , بل لأن أفرادها مسلمون من أبناء غزة , والله تعالى يقول : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيل ِاللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍحَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ )
وإذا انجلت الغمة عنهم , وتحقق واجب النصرة تجاههم , فهناك يكون لنا دور آخر , وذلك مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( انصر أخاك ظالما أو مظلوما قالوا يا رسول الله هذا ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالماقال تأخذ فوق يديه ) , وأما التخذيل والتهوين فهذا مسلك المنافق الغادر .
أيها الفضلاء :
في هذه الأيام المحلولكة ظلمة , وأمام تلك المآسي التي نراها صباح مساء , دونكم هموم تلك السوائب الليبرالية !! .
السينما , قيادة المرأة , الاختلاط , النوادي , هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , فهل بعد هذه الخيانة للأمة من خيانة ؟ , وهل بعد هذا النكران لقضاياها وهمومها من نكران وجحود ؟ .
والله إن من لازال يحسن بهم الظنَّ , أو ينتظر منهم بقية خير , أو يظن فيهم مسكةً من حياء أو ضمير , فإنه كمن يرجو الدَّرَّ من الحجر , ويستحلب اللبن من ذكور البهائم .
هؤلاء لو سنحت لهم فرصة لرأيتهم في شواطىء تل أبيب وباراتها , ولو أتيح لهم الحديث بأمان لأعلنوا من الردة والفجور مالم يقله إبليس وفرعون , ولولا أنه قيل : حدَّث العاقل بما يليق , وقيل : حدثوا الناس بما يعقلون , ولأن الإنسان يحسب لبعض الأمور حساباتها الشرعية , لنقلت لكم عن بعضهم من عبارات الفجور والردة في مجالسهم الخاصة , أو عند بعض من تطمئن إليه نفوسهم , ما تقشعر له الجلود والأبدان , فالله المستعان .
والله إن هؤلاء الليبراليين أشد عداوة للذين آمنوا من كثير من اليهود , وكيف لا , ونحن رأينا من اليهود من يتظاهر منددا بالحرب , بل ومنهم من يطالب برفع الحصار عن المسلمين في غزة , ورأينا من النصارى من تجشَّم الصعاب , وخاطر بنفسه ليساهم في تخفيف معاناة المسلمين في غزة !!! .
لن أتكلف في التنقيب عن سرائر هؤلاء الفجرة , بل ولن أحتاج إلى أدلة تظهر حقيقة ما أقوله عنهم , وأنتم ترون كتاباتهم في مراحيضهم , ومايخرج عنهم من روايات ومقالات بأسماء صريحة أو مستعارة , وليس من يقول : ( فالله والشيطان واحد هنا وكلاهما وجهان لعملة واحدة الصورة وعكسها ولكن الكائن واحد الحياة كلها سؤال بلاجواب ) , عمَّن ذكرته لكم ببعيد , فهم يضمرون في أنفسهم من تلك العقائد شيئا كثيرا .
أيها الفضلاء :
إننا بحاجة اليوم أكثر منا من قبل أن نعرف حقيقة هؤلاء , وأن نحذر ونُحَذِّر منهم , لما ينطوون عليه من خطر كبير على الأمة , وإن أظهروا شيئا من المخادعة والمكر , وأنهم يسعون للإصلاح والتقويم , فقد قال هذا إخوانهم من قبلهم فردَّ الله عليهم بقوله جل في علاه : ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ ) , فنحن يجب أن نعرف أنهم امتداد لتلك الفئة , وأن دعاويهم بأنهم مصلحون , ليس لها في ميزان الحقيقة قدرا , بل هي من زخرف القول الذي قال الله عنه : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ) , وهؤلاء يجب على أولي الأمر التفطن لهم , وعدم الوثوق بهم , ولا استئمانهم , لأنهم خونة مخادعون , بل يجب محاكمتهم والأخذ على أيديهم , والتنكيل بهم , ويجب رصد تحركاتهم , وفتح ملفاتهم , وأن يعاملوا معاملة العدو الحقيقي لأنهم كذلك لكنهم لبسوا ثيابا منكرة للتمويه .
كما يجب علينا أن نتعامل مع مايسوقونه بريبة شديدة , وأن نعلم أنهم مهما كانت مشاريعهم التي يزعمون أنها لمصلحة الناس , فلن ينقلبوا فيهاعن قالب النفاق , بل هم يتقلبون فيه , ويتلونون تلوُّن الحرباء ليضللوا الناس ويصدوهم عن الهدى بعد إذْ جاءهم .
ولعل من آخر مؤامرات هؤلاء ولن تكون الأخيرة , طالما أن الإعلام يرعاهم , ويفتح أبوابه مشرعة لسمومهم , ما يطالبون به اليوم من فتح السينما , وما ينشرونه من شبه منكرة , كشبهة أن الفضائيات قد ملأت المنازل وليس ثمت فرق , وأن الناس تريد أن تخرج للترفيه بعيدا عن الأجواء الروتينية المملة , وأن السينما كانت موجودة من قبل , وأن بلادا حولنا فتحت السينما ولم تتأثر بذلك , وأن فتح السينما سيساهم في زيادة الفرص الوظيفية وتنوع الدخل , وأن افتتاحها سيساهم في الحد من خروج الشباب وبعض الأسر عن البلاد بحثا عنه وطلبا للترويح , وغير ذلك من المبررات الخادعة , التي لا تستقيم في ميزان الشرع , وذلك أن الفضائيات وماتبثه من فساد ليس دليلا يبيح لنا أن نفتتح مجالات للمنكر , بل يجب أن يكون الطرح للمطالبة بمنع تلك الفضائيات العاهرة , والضغط على ملاَّكها ليمتنعوا من تسويق الرذيلة , وإذا كان في الناس من يعصي الله بمشاهدة ماتبثه تلك القنوات من جرائم , فهذا منكر يقع فيه المسلم بينه وبين نفسه , ولا يجوز لنا بحال أن نفتتح منكرا يستعلن فيه الناس لمنع منكر خفي .
كما أن دعوى الترفيه دعوى ساقطة , فالترفيه يمكن أن يكون بالمباح المأمون , وقد تعددت وسائل الترفيه المأمونة اليوم , ولكن هؤلاء لايرون الترفيه إلا في اختلاط العوائل , وتزاحم الجنسين على الأبواب , والتلذذ بالنظر إلى النساء في المقاعد , وهذا مايقصده كثير من رواد تلك الدور في البلاد التي ابتليت بها عياذا بالله , ثم إن الأمة في وقت كرب ومصاب متكرر , فهل انتهت مصائبنا حتى نلهو ونعبث ؟.
وأما دعوى الفرص الوظيفية , وتعدد مصادر الدخل , فهي أقل من أن يُلتفت إليها , ولاينطق بها إلا من سفه نفسه , من أمثال من يرى أن خطباء المساجد هم سبب هزيمة المنتخب .
وأما أن بلادا افتتحتها فلم تتأثر سلبا بذلك , فهذا أمر يشهد الواقع على كذبه وبطلانه , فنحن نرى ونشاهد أن تلك البلاد لم يتحقق لها من تلك المنكرات شيء سوى الانحلال الخلقي , والتمرد على الشريعة , والتبرج والسفور , ولهذا فتلك الأماكن لايقصدها غالبا إلا السفهاء , أما أهل النخوة والغيرة فهم أبعد الناس عنها , وأشدهم هربا منها , وتحذيرا لمن حمَّلهم الله أمانته من دخولها , وإن كان من قاصديها من فيه خير , ولكنه ممن لُبِّس عليه , ولعل هؤلاء أن يتوبوا إلى الله ويعودوا إلى رشدهم , ولهذا فمن خرج باحثا عن هذه المنكرات في بلاد أخرى فلا يحق لنا أن نفتتحها له هنا , بل وليس ذلك شافعا للتهوين من أمرها , لأنه لو كان كل راغب في المعصية سيلقى من يطالب له بتأمينها حتى لا يسافر بحثا عنها , فهذا سيفتح بابا من الشر لاحدَّ له .
وأما أن السينما كانت قبل فمنعت , فهذا مما يجب أن نفخر به ونذكره لدولتنا ونشكرها عليه , لأنه علامة خير ورغبة في الإصلاح , وليس من العقل أن نرتدَّ على النعمة التي وفقنا الله إليها ونقابلها بالنكران والجحود .
لقد منَّ الله على قادة هذه البلاد وتبصروا بخطر تلك المعصية , وأثرها في إفساد أخلاق الناس , وأنها محاضن سوء ورذيلة غالبا , فصدرت التوجيهات الكريمة الموفقة بمنع ذلك المنكر , فاستبشر لذلك أهل الخير والغيرة وشكروه , وأثنوا على من وفقه الله لمنعه والاحتساب عليه , أفبعد هذا الفضل من الله تطالبون وليَّ الأمر أن يعود للمنكر ويأذن به ؟ .
أي عقول هذه التي تفكرون بها ؟ .
أي قلة حياء بلغت بكم حتى جعلتم الخبيث طيبا , والطيب خبيثا ؟ .
ولكن لاعجب وهؤلاء لايعرفون من الحياة إلا اللهو والعبث والرقص على مصائب المسلمين .
أيها الفضلاء :
لي حديث آخر مع جريمة من جرائمهم المتعددة , وهي ما يحضِّرون له هذه الأيام من صياغة نظام لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , بحيث يتم تجريدها من كامل صلاحياتها , وذلك ليحلو لهم السمر , وتخلو لهم الساحة , ويتحقق لهم مايريدون , ولكن هيهات هيهات , فنحن مع الدولة بحول الله , والدولة قد قالت وبوضوح تام إن الهيئة باقية مابقيت ( الدولة ) , ومابقي الإسلام فيها , ومن ظنَّ أنه بمثل تلك المؤامرات سيصل إلى بغيته فهو حالم , فدون ذلك خرط القتاد بحول الله , بل هذا مايزيد من إصرارنا للمطالبة بتتبع هؤلاء ومحاكمتهم , لما يريدونه من تغيير منهج هذه الدولة , ولمايسعون له من دفعها للتنكر على ماعاهدت عليه الله أولا , ثم ماعاهدت عليه الناس , من صيانة الشريعة , والقيام على مصالح الناس الأخروية والدنيوية , وهذا ما سيصطدمون فيه بحول الله بجبال رواسي ممن خالطت الحمية بشاشة قلوبهم , واستحكمت الغيرة على هواجسهم وأحاسيسهم , من الولاة والعلماء والدعاة وعامة أفراد المجتمع ولله الفضل .
ولعله أن يتيسر لي في المقال الذي نوهت إليه فضح بعض الذين باعوا دينهم بعرض من الدنيا قليل , ممن استأجرهم الخونة فراحوا يتنكبون لدينهم وأمتهم , وصاروا يصوغون الأنظمة بخبث , وهم يريدون من وراء ذلك أن ينفلت الزمام , فيتحقق لهم مايريدون بمنهجهم الخفي الذي كانوا عليه يوما من الأيام , ولكن اقتضت المرحلة تغيير الموجة , ولبس جلد آخر , ولكن يأبى الله إلا أن يظهر الحق , ويبطل الباطل , والله المستعان على مايصفون .
ثم أعود إلى بغال الليبرالية , إلى الراقصين على جراح الأمة , إلى حزب شاس ولكن بلاقلنسوة , إلى حماة العفن , إلى اللاهثين وراء التوافه ومحقَّرات الأمور , إلى عبدة الشهوة , إلى من لم يعرف للأنفة والعزة بابا , ولم يهتد إليها جوابا , إلى هؤلاء أقول : لقد فضحتم أنفسكم بمواقفكم هذه , ولقد قدمتم لمن يتعبد الله بعداوتكم وفضحكم هدية على طبق من ذهب , حيث أظهرتم من أنفسكم عورة كنتم تخفونها فالحمدلله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا , ولهذا فانعموا بالذلة والمهانة , ولن أعزيكم بقتلى غزة لأنهم لايشرفهم أن تُعَزَّوا فيهم , بل سأعزيكم بقطة بوش السوداء , وسأدعوكم للاحتفال بكلب أوباما الجديد الذي سيلج معه إلى البيت الأبيض كفرد من أفراد عائلته , فهذا قدركم , وهذا همُّكم , وليس لكم عندي أرفع منه إلا حذاء كحذاء الزيدي .
اللهم اهدِ ضال المسلمين , وعافِ مبتلاهم , وفكَّ أسراهم , وارحم موتاهم , واشفِ مريضهم , وأطعم جائعهم , واحمل حافيهم , واكسُ عاريهم , وانصر مجاهدهم , وردَّ غائبهم , وحقق أمانيهم .
اللهم كن لإخواننا في غزة مؤيدا وظهيرا , ومعينا ونصيرا , اللهم سدد رميهم , واربط على قلوبهم , وثبت أقدامهم , وأمكنهم من رقاب عدوهم , وافتح لهم فتحا على فتح , واجعل عدوهم في أعينهم أحقر من الذر , وأخس من البعر , وأوثقه بحبالهم , وأرغم أنفه لهم , واجعله يرهبهم كما ترهب البهائم المفترس من السباع .
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه , والباطل باطلا وارزقنا اجتنابه , ولاتجعله ملتبسا علينا فنضل . اللهم أصلح أحوال المسلمين وردهم إليك ردا جميلا
اللهم أصلح الراعي والرعية
هذا والله أعلى وأعلم , وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
وكتبه
سليمان بن أحمد بن عبدالعزيز الدويش
أبو مالك
[email protected]
http://www.lojainiat.com/index.php?action=showMaqal&id=6970