وجميع من اخترعوا فكرة الأضرحة ما كان قصدهم سوى سرقة أموال الناس..
فهناك أكثر من مدينة تدعي وجود رأس الحسين فيها مثل القاهرة – دمشق – الرقة –عسقلان ...
فالحسين له الكثير من المحبين وهذا سيجلب الأموال الطائله من جميع إنحاء العالم لسدنة الضريح ...
والأعجب أن يدعوا إن قبر اليسع في مدينة الاوجام في القطيف !!!!
قبر اليسع في القطيف ؟؟ يا حي يا قيوم..ما الذي جاء بقبر اليسع من فلسطين إلى القطيف !!!
جميع الأدلة الشرعية و التاريخية تشير إن اليسع مضى حياته بين جبل قاسيون و بيت المقدس ما الذي نقل قبره إلى هنا ...
هل صاحب القبر هارب من حصار اليهود أيضا ...هل كذبوه حيا فهرب منهم ميتا !..
و لو ان الظروف تسمح لرئيت في مدينة الاوجام ضريح ضخم علية سدنة مخلصون يودعون الأموال في "حسابهم الخاص" بكل تفاني و إخلاص ...
الكل يتنافس للحصول على اكبر قدر من الأضرحة لجمع اكبر قدر من أموال الناس...
فهذا هو المشروع الذي لا يفشل أبدا طالما ان هناك أناس سذج مصرون على أن تصيبهم لعنة الله و رسوله و الأئمة... فقد قال النبي :
«لَا تَتَّخِذُوا قَبْرِي قِبْلَةً وَلَا مَسْجِداً فَإِنَّ الله عَزَّ وجَلَّ لَعَنَ الْيَهُودَ حَيْثُ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» وسائل الشيعة، ج2، باب 65، ص887
وقد لعن الإمام الرضا من فعل ذلك في الحديث الذي تقدم...
...........
قال لي احد الصوفيين في مصر ان بعض العائلات هناك تستأجر أناس كي يدعوا كرامات لموتاهم فيصدق الناس و يقام ضريح تكسب من ورائه العائلة أموال طائلة ...
وقد فعلت عائلته ذلك مع جثمان جدة و شاهد كل ذلك بنفسه عندما كان صغيرا..
يقول ان عائلته استأجرت رجال ليرفعوا النعش و عندما و صلوا الى المقبرة تظاهروا بأن النعش يسحبهم إلى الخلف هم يحاولون إدخاله إلى المقبرة و النعش يجرهم إلى الخلف فيغلبهم في ذلك إلى ان وصلوا الى ارض تابعة إلى العائلة فتوقف النعش..
فقاولوا ( آه أكيد الميت ده .. عايز يتدفن هنا !! )
فأقيم له ضريح هناك ... و كان هذا الموقف من أسباب تحرر صاحبنا من خزعبلات الصوفية...
و أني لأتعجب أين عقول هؤلاء الناس ..
..............
و ان الاستعمار و المستشرقين هم من يشجعون مثل هذا التخلف ,... فهذا اجناس تسيهر المستشرق المعروف يمدح مثل هذه المظاهر في رسالته للشيخ طاهر الجزائري ...
كما ان الاستعمار الفرنسي هو من أقام كثير من الأضرحة للصوفية... و حتى مشايخ الصوفية لا ينكرون هذا و يدعون انه توفيق من الله !
كما شاهدت في برنامج على قناة الجزيرة قال احد الصوفيين الجدد ان يهوديا هو من دله على التصوف !... هؤلاء من يستفيدون من جهل الناس بدينهم...
لقد قرئت بحث جميل لسماحة الشيخ – السيد عباس الموسى ...
قال في فيه :
قد نبهنا أئمة أهل البيت إلى ذلك بأن نتوجه إلى الله لقضاء حوائجنا وطلب رزقنا وغير ذلك ومن لم يتوجه إلى الله فإلى الخسران المبين، وأبلغ ما ورد في ذلك ما جاء عن الإمام الصادق أنه قال:
أنه قرأ في بعض الكتب أن الله تبارك وتعالى يقول: وعزتي وجلالي ومجدي وارتفاعي على عرشي لأقطعن أمل كل مؤمل [من الناس] غيري باليأس ولأكسونه ثوب المذلة عند الناس ولأنحينه من قربي ولأبعدنه من فضلي.
فالإمام الرضا يقول «لك الخلق ومنك الرزق» فالرزق من الله لا من الأئمة وقال أيضا «ومن زعم أن إلينا الخلق وعلينا الرزق، فنحن براء منه كبراءة عيسى بن مريم من النصارى» فالإمام يتبرأ ممن يدعي أنهم يرزقون ونحن -بعض الشيعة - نصر على أنهم يرزقون، سبحان الله!
ودعا في نهاية دعائه بأن لا يبقي أحد ممن يدعي أنهم يرزقون بقوله: ? ولا تدع على الأرض منهم ديارا إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا ? وأكد في دعائه أنهم - أهل البيت- لم يدعوا شيعتهم وأتباعهم ولا غيرهم إلى ما يزعمون فيهم.
وجاء في دعاء الجوشن الكبير ما يؤكد أن الله هو الرزاق الوحيد كما في المقطع «90» يا من لا يعلم الغيب إلا هو يا من لا يصرف السوء إلا هو يا من لا يخلق الخلق إلا هو يا من لا يغفر الذنب إلا هو يا من لا يتم النعمة إلا هو يا من لا يقلب القلوب إلا هو يا من لا يدبر الأمر إلا هو يا من لا ينزل الغيث إلا هو يا من لا يبسط الرزق إلا هو يا من لا يحيي الموتى إلا هو.
وعلى هذا كيف يصح أن نقول -مثلا- «يا علي أرزقني أو أغني» وأئمة أهل البيت يرفضون وينهون عن هذا ويكذبون من يقول هذا ويتهمونه بالغلو.
إن هذه مفارقة عجيبة أن يرفض أئمة أهل البيت أن يقال عنهم أنهم يرزقوا العباد بطريقة أو أخرى وشيعتهم يدعون أنهم يرزقون؟؟!!
ومع هذا التراث الذي يوجهنا نحو الله لا نرى من العلماء - ليس كلهم طبعا - من يوجهنا كما هي هذه الروايات بل على العكس صُب اهتمامنا بأهل بيت العصمة ونسينا ربهم وخالقهم لذا فإننا نقول «يا علي أرزقني» ولا نقول «يا الله أرزقني».
لذا فإننا ننتخي بأهل البيت ولا ننتخي بالله.
ندعو أهل البيت ولا ندعو الله.
نطلب الحاجات من أهل البيت «يا أم البنين ساعديني» ولا نقول «يا الله ساعدني».
نطلب الشفاء من أهل البيت «يا فاطمة شافيني» ولا نقول «يا الله شافني».
إذا أصابتنا مصيبة يتعلق قلبنا بأهل البيت ولا يتعلق قلبنا بالله سبحانه وتعالى.
أنلتجأ إلى الفرع وننسى الأصل، فالأصل هو الله جل جلاله والفرع هم أهل البيت ? وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ
من نؤمل؟ وممن نطلب الرزق؟ ومن ندعو كشف حاجاتنا ومصائبنا؟
أغير الله كل ذلك! إذا كان ذلك كنا - كما في الرواية الشريفة - من القانطين اليائسين المبعدين من قربه تعالى، ولن يستجاب لنا أي دعاء.
وهذه المصيبة العظمى والطامة الكبرى..
من علمنا هذا؟ هل هو ? إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ ?«الزخرف: من الآية22».
كلا. وإنما هناك من غرس هذه المفاهيم في أذهاننا، أهي كتب، أهي علماء، أهي أمهاتنا وآباؤنا. هناك من يعبأ الناس بهذا.
وجاء في دعاء الجوشن الكبير ما يؤكد أن الله هو الرزاق الوحيد كما في المقطع «90» يا من لا يعلم الغيب إلا هو يا من لا يصرف السوء إلا هو يا من لا يخلق الخلق إلا هو يا من لا يغفر الذنب إلا هو يا من لا يتم النعمة إلا هو يا من لا يقلب القلوب إلا هو يا من لا يدبر الأمر إلا هو يا من لا ينزل الغيث إلا هو يا من لا يبسط الرزق إلا هو يا من لا يحيي الموتى إلا هو.
فقوله «عليه أفضل الصلاة والسلام»: «يا من لا يبسط الرزق إلا هو» يحدد فيها أن الله هو باسط الرزق للعباد وحده دون سواه.
وعلى هذا كيف يصح أن نقول -مثلا- «يا علي أرزقني أو أغنني» وأئمة أهل البيت يرفضون وينهون عن هذا ويكذبون من يقول هذا ويتهمونه بالغلو.
إن هذه مفارقة عجيبة أن يرفض أئمة أهل البيت أن يقال عنهم أنهم يرزقوا العباد بطريقة أو أخرى وشيعتهم يدعون أنهم يرزقون؟؟!!
كما أن علماء ورواة الحديث في مدرسة قم - القديمة طبعا - وقفوا في أوائل القرن الثالث الهجري أمام أفكار المفوضة موقفاً حازماً والمطلع على هذه الحقبة من تاريخ قم يعرف ذلك، إذ حاولوا بكل قوة التصدي للتيار الجارف في أدبياتهم -الغلاة- التي انتشرت آنذاك، وقرروا وصم كل من ينسب للأئمة من أمور فوق مستوى البشر بـ «الغلاة» ومن ثم إخراجهم من مدينتهم "انتهى كلامه"