العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-11-02, 02:56 PM   رقم المشاركة : 1
الحجاج
Islamic English Discussion Moderator







الحجاج غير متصل

الحجاج is on a distinguished road


دحض شبهات الرافضية إسراء الموسوي حول إمامة الصديق


الحمد لله الذي أحكم بحكمته ما فطر وبنى، وقرب من خلقه برحمته ودنا، ورضي بالشكر من بريته لنعمه ثمنا، وأمرنا بخدمته لا لحاجته بل لنا، يغفر الخطايا لمن أساء وجنى، ويجزل العطايا لمن كان محسنا.

بين لقاصديه سبيلا وسننا، ووهب لعابديه جزيلا يقتنى، وأثاب حامديه ألذ ما يجتنى، (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)

أحمده مسرا للحمد ومعلنا، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أشرف من تردد بين جمع ومنى. صلى الله عليه وعلى صاحبه أبي بكر المتخلل بالعباءة راضيا بالعنا، وهو الذي أراد بقوله تعالى وعنى (ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا). وعلى عمر المجد في عمارة الإسلام فما ونى، وعلى عثمان الراضي بالقدر وقد حل بالفناء الفنا، وعلى علي الذي بالغنا في مدحه والفخر لنا، وعلى سائر آله وأصحابه الأمنا، وسلم تسليما. أما بعد:

فما فتئ رافضة الإسلام يعضون الأنامل علينا غيظا من أبي بكر رضوان الله عليه، وما برح هذا الصحابي الجليل طودا شامخا في صرح الإسلام العظيم رغم المحاولات اليائسة للنيل منه. فمن هذه المحاولات ما تقيأته المدعوة إسراء الموسوي من "إثارات" تضحك الثكلى ظنت أنها نالت بها مبتغاها وهيهات. ولله در شيخ الإسلام ابن تيمية حين قال في الرافضة: "أكذب الناس في النقليات وأجهلهم في العقليات". فلنلق نظرة على إثاراتها الطريفة:


" • الإثارة الأولى: إن هذه الرواية التي وردت في صحيح البخاري (ج2 ص 130) تصطدم بجمع من الروايات التي ذكرت في غيره من صحاح أهل السنة، ففي سنن ابن داود (... دعاه بلال للصلاة، فقال (صلى الله عليه وآله): مروا من يصلي بالناس...). وفي الطبقات لابن سعد (ج2 ص 220): (... فجاء بلال يؤذنه بالصلاة فقال لي رسول الله: مرِ الناس فليصلوا...). وعلى هذا فإن نص الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) على أبي بكر غير ثابت حتى عند أهل السنة أنفسهم، بل الثابت أنه أمر الناس بأن يصلي بعضهم فيهم."

أقول: رواية شيخنا البخاري أعلى الله قدره: "حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ الْأَسْوَدِ قَال:َ كُنَّا عِنْدَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَذَكَرْنَا الْمُوَاظَبَةَ عَلَى الصَّلَاةِ وَالتَّعْظِيمَ لَهَا. قَالَتْ: لَمَّا مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ فَحَضَرَتْ الصَّلَاةُ فَأُذِّنَ، فَقَالَ: مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ. فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ أَسِيفٌ إِذَا قَامَ فِي مَقَامِكَ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، وَأَعَادَ فَأَعَادُوا لَهُ فَأَعَادَ الثَّالِثَةَ فَقَالَ: إِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ، مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ. فَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ فَصَلَّى، فَوَجَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ نَفْسِهِ خِفَّةً فَخَرَجَ يُهَادَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ كَأَنِّي أَنْظُرُ رِجْلَيْهِ تَخُطَّانِ مِنْ الْوَجَعِ، فَأَرَادَ أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَتَأَخَّرَ فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ مَكَانَكَ. ثُمَّ أُتِيَ بِهِ حَتَّى جَلَسَ إِلَى جَنْبِهِ. قِيلَ لِلْأَعْمَشِ: وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي وَأَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي بِصَلَاتِهِ وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلَاةِ أَبِي بَكْرٍ؟ فَقَالَ بِرَأْسِهِ نَعَمْ. رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ بَعْضَهُ وَزَادَ أَبُو مُعَاوِيَةَ جَلَسَ عَنْ يَسَارِ أَبِي بَكْرٍ فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي قَائِمًا"

وقد بلغت روايات شيخنا البخاري رحمه الله في هذه الحادثة عشر روايات. أما رواية أبي داوود فهي:

" حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ النُّفَيْلِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَقَ قَالَ حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ قَالَ لَمَّا اسْتُعِزَّ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا عِنْدَهُ فِي نَفَرٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ دَعَاهُ بِلَالٌ إِلَى الصَّلَاةِ فَقَالَ مُرُوا مَنْ يُصَلِّي لِلنَّاسِ فَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَمْعَةَ فَإِذَا عُمَرُ فِي النَّاسِ وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ غَائِبًا فَقُلْتُ يَا عُمَرُ قُمْ فَصَلِّ بِالنَّاسِ فَتَقَدَّمَ فَكَبَّرَ فَلَمَّا سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَوْتَهُ وَكَانَ عُمَرُ رَجُلًا مُجْهِرًا قَالَ فَأَيْنَ أَبُو بَكْرٍ يَأْبَى اللَّهُ ذَلِكَ وَالْمُسْلِمُونَ يَأْبَى اللَّهُ ذَلِكَ وَالْمُسْلِمُونَ فَبَعَثَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَجَاءَ بَعْدَ أَنْ صَلَّى عُمَرُ تِلْكَ الصَّلَاةَ فَصَلَّى بِالنَّاسِ"

وأما ابن سعد فقد أورد 26 رواية في هذه الحادثة، والتي أشارت إليها الرافضية هي:

" أخبرنا محمد بن عمر حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري عن عبد الملك بن أبي بكر عن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله بن زمعة بن الأسود قال عدت رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي توفي فيه فجاءه بلال يؤذنه بالصلاة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: مر الناس فليصلوا قال عبد الله فخرجت فلقيت ناسا لا أكلمهم فلما لقيت عمر بن الخطاب لم أبغ من وراءه وكان أبو بكر غائبا فقلت له صل بالناس يا عمر فقام عمر في المقام وكان عمر رجلا مجهرا فلما كبر سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوته فأخرج رأسه حتى أطلعه للناس من حجرته فقال لا لا لا ليصل بهم بن أبي قحافة قال يقول ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضبا قال فانصرف عمر فقال لعبد الله بن زمعة يا بن أخي أمرك رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تأمرني؟ قال فقلت لا ولكني لما رأيتك لم أبغ من وراءك فقال عمر ما كنت أظن حين أمرتني إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرك بذلك، ولولا ذلك ما صليت بالناس ! فقال عبد الله: لما لم أر أبا بكر رأيتك أحق من غيره بالصلاة"


تقول هذه الحمقى: " وعلى هذا فإن نص الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) على أبي بكر غير ثابت حتى عند أهل السنة أنفسهم، بل الثابت أنه أمر الناس بأن يصلي بعضهم فيهم." ولعله خفي عليها أن أبا بكر رضي الله عنه صلى بالناس ثلاثة أيام متواليات، كما خفي عليها سبب قوله صلى الله عليه وسلم "مر الناس فليصلوا"، تعبيرا منه صلى الله عليه وسلم أن لا ينتظره المسلمون لوجعه الذي هو فيه، فليس يفهم من قوله صلى الله عليه وسلم أن يصلوا فرادا كما لا يفهم منه أن يقدموا أحدا منهم. فلما أمهم ابن الخطاب رضوان الله عليه لغياب أبي بكر، أنكر عليهم صلى الله عليه وسلم ذلك وأمر بإمامة أبي بكر رضوان الله عليه. فكيف بهذه الحمقى تقول أن النص على أبي بكر غير ثابت؟ بل الثابت كالشمس في رابعة النهار أن الذي صلى بالمسلمين طوال مرضه صلى الله عليه وسلم كان أبو بكر، ولو شاء الرسول أن يؤم علي رضي الله عنه الصلاة لفعل. لكن يأبى الله ورسوله والمؤمنون إلا أبا بكر، ولتتقطع نياط قلوب أهل الرفض والبغض والحسد.

• الإثارة الثانية: إذا كانت هذه الرواية صحيحة فلماذا لم يستدل بها أبو بكر في اجتماع السقيفة، إذ إنها دليل قوي على أنه المرشح للخلافة. والثابت تاريخياً أن أبا بكر لم يستدل على أحقيته بالخلافة بهذه الحادثة المزعومة.

وصدق من قال "إن شر البلية ما يضحك" بل الأحرى أن تُسأل هذه الحمقى متى طلب أبو بكر رضوان الله عليه الخلافة لنفسه حتى يستدل بإمامته للصلاة على أحقيته في الخلافة مع قولته الشهيرة "أيها الناس إني قد وليت عليكم ولست بخيركم" ؟ لقد كان اختياره خليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم عفويا عبر عنه الفاروق ابن الخطاب رضوان الله عليه بأدق وأبلغ عبارة بقوله "لقد كانت بيعة أبي بكر فلتة وقى الله شرها".

ثم إذا كانت هذه الحادثة مزعومة على زعمها، فلتأتنا هذه الحمقى بالرواية المعتمدة عندها من طرق أهل الرفض والبغض والحسد تثبت أن عليا رضي الله عنه هو من صلى بالناس طوال مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنحن بالانتظار
.

• الإثارة الثالثة: عندما ننظر إلى حديث (مروا أبا بكر فليصل بالناس) وتكملته، نكتشف أن الرسول (صلى الله عليه وآله) لم يكن راضيا بإمامة أبي بكر ولم يأمره أصلاً بذلك. فنتأمل جيداً: (فلما دخل أبو بكر في الصلاة، وجد رسول الله في نفسه خفة، فقام يتهادى بين رجلين ورجلاه تخطان على الأرض حتى دخل المسجد ونحّى أبا بكر وصلى بالناس) صحيح البخاري (ج2 ص 162 وغيره). وهذا يدل على أن الرسول (صلى الله عليه وآله) لم يكن قد أمر أبا بكر بالصلاة بالناس، لأنه إن كان الأمر كذلك فلم خرج من مسكنه ما إن سمع صوت أبا بكر يكبّر تكبيرة الإحرام (يتهادى بين رجلين ورجلاه تخطان على الأرض) أي أنه كان في غاية المرض والتعب إلى الدرجة التي خرج فيها متكئا ومستنداً لا على رجل واحد بل على رجلين، وقد كانت قدماه الشريفتان تخطان على الأرض أي لا يستطيع الوقوف عليهما من شدة التعب؟!

أقول: وأكذب من الروافض لم تر عيني قطُّ **** وأخبث من إسراء لم تلد النساء
فليس في صحيح البخاري ولا في غيره ما تدعيه من تنحية رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر. وليس في أي رواية ما يشير إلى عدم رضاه عن إمامة أبي بكر الصديق رضوان الله عليه، بل تشير جميعها على تعددها إلى إمامته بأمر من رسول الله صلوات الله وسلامه عليه. وأما تساؤلها عن سبب خروجه لأداء الصلاة، فذلك لأنه صلى الله عليه وسلم وجد من نفسه خفة، وهذا تشريع للتغليظ على من يؤدي الصلاة في البيت مع القدرة على أداءها في المسجد. روى الإمام مسلم رحمه الله عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:

"حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ عَنْ أَبِي الْعُمَيْسِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْأَقْمَرِ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ غَدًا مُسْلِمًا فَلْيُحَافِظْ عَلَى هَؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ فَإِنَّ اللَّهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُنَنَ الْهُدَى وَإِنَّهُنَّ مِنْ سُنَنِ الْهُدَى وَلَوْ أَنَّكُمْ صَلَّيْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ كَمَا يُصَلِّي هَذَا الْمُتَخَلِّفُ فِي بَيْتِهِ لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ وَمَا مِنْ رَجُلٍ يَتَطَهَّرُ فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ ثُمَّ يَعْمِدُ إِلَى مَسْجِدٍ مِنْ هَذِهِ الْمَسَاجِدِ إِلَّا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ خَطْوَةٍ يَخْطُوهَا حَسَنَةً وَيَرْفَعُهُ بِهَا دَرَجَةً وَيَحُطُّ عَنْهُ بِهَا سَيِّئَةً وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إِلَّا مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاقِ وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يُؤْتَى بِهِ يُهَادَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ حَتَّى يُقَامَ فِي الصَّفِّ"

وفي (صفوة الصفوة 3/62 ومعرفة الثقات 1/353): "أبو حيان قال حدثني أبي قال كان ربيع بعد ما سقط شقه يهادى بين رجلين إلى مسجد قومه وكان أصحاب عبد الله يقولون له يا أبا يزيد لقد رخص الله لك لو صليت في بيتك فيقول إنه كما تقولون ولكني سمعته ينادى حي على الفلاح فمن سمع منكم فليجبه ولو زحفا ولو حبوا"

ولكن أنى لهؤلاء الرفَضَة سنن الهدى وهم في الظلمات قابعون؟


• الإثارة الرابعة: ثبت في جميع طرق هذا الحديث بروايته التامة أنه بعدما افتتح أبو بكر الصلاة، خرج النبي (صلى الله عليه وآله) يتهادى بين رجلين هما علي (عليه السلام) والفضل بن العباس فصلى بهم إماماً وتأخر أبو بكر عن موضعه فصلى مؤتماً بالنبي عن يمينه. وقد أثبت ذلك تحقيقاً أبو الفرج بن الجوزي (من علماء أهل السنة) في كتاب صنفه لهذا الغرض، فقسمه إلى ثلاثة أبواب جعل أولها في إثبات خروج النبي (صلى الله عليه وآله) إلى تلك الصلاة وتأخيره أبا بكر عن إمامتها، وخصص الباب الثاني في بيان إجماع الفقهاء على ذلك، فذكر منهم: أبا حنيفة ومالك والشافعي وأحمد، وأثبت في الباب الثالث وهن الأخبار (ضعفها) التي وردت بتقدم أبي بكر في تلك الصلاة، ووصف القائلين بها بالعناد واتباع الهوى (انظر كتابه بعنوان: آفة أصحاب الحديث).

[COLOR=blue]أقول بل ثبت من جميع الروايات المتواترة بطرقها المختلفة أن النبي صلى الله عليه وسلم أقر أبا بكر رضوان الله عليه على إمامته ثم أتم الصلاة بإمامته هو. فلو كانت إمامة أبي بكر رضي الله عنه باطلة لبطلت صلاة النبي ولما جاز له إتمامها لبطلان الصلاة ابتداءً، ولو كانت باطلة أصلا لافتتح النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة ثانية، فلما كان الثابت أنه أتمها ثبتت صحة إمامته للصلاة، وهذا من عظيم مناقبه رضي الله عنه، فتأمل. وأما ما ذكرت من توهين ابن الجوزي لهذه الروايات، فكان الأولى أن تتعرض لبعض انتقاداته ونصوصها عوضا عن الإبهام والإجمال.

وقال ابن حجر العسقلاني: تضافرت الروايات عن عائشة بالجزم بما يدلّ على أن النبي (صلى الله عليه وآله) كان هو الإمام في تلك الصلاة (انظر كتاب فتح الباري بشرح صحيح البخاري: ج2 ص 123).

قال ابن حجر العسقلاني رحمه الله هذا القول في بيان أن الروايات عن أم المؤمنين عائشة تشير إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم أتم الصلاة بإمامته وترجيحها على من قال أن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى مؤتما بصلاة أبي بكر، فأين موضع الإلزام؟ ولكن دأب الشيعة على اجتزاء جمل توهم من لم يرجع إلى النص أن المراد كما ساقوه من باب التضليل، وهم أكذب خلق الله.

ومن هنا عرفنا أن رسول الله (عليه وآله الصلاة والسلام) خرج حتى أتى المسجد وتقدم فنحّى أبا بكر عن مقامه وقام في موضعه، ولو كانت إمامته بأمره (صلوات الله عليه وآله) لتركه على إمامته وصلى خلفه، كما ذكر أهل السنة من أنه (صلى الله عليه وآله) خلف عبد الرحمن بن عوف.

إذا فسدت المقدمة فسد الاستنتاج كما هو معلوم عند أهل العقل، والثابت عند أهل النقل أن الصحابة يوم السقيفة قدموا أبا بكر رضي الله عنه لارتضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم أن يأتموا به في دينهم فكيف لا يرضونه لدنياهم، وقد روي هذا عن علي رضي الله عنه أيضا. وأما صلاته خلف عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه فهي ثابتة عنه صلى الله عليه وسلم بحضور جمع من الصحابة، ومجرد الإنكار لأجل الإنكار عناد واستكبار، وليس عند أهل الرفض حجة تصمد أمام نفخة من فم طفل.

• الإثارة الخامسة: مما يعزز هذه الحقيقة، ما ورد في كتب السنة عن ابن عباس من أنه قبل أن يؤذن بلال لتلك الصلاة قال النبي (صلى الله عليه وآله): (ادعوا علياً). فقالت عائشة: لو دعوت أبا بكر! وقالت حفصة: لو دعوت عمر! وقالت أم الفضل: لو دعوت العباس! فلما اجتمعوا رفع رسول الله (صلى الله عليه وآله) رأسه فلم يرَ علياً (عليه السلام)!! (انظر مسند أحمد: ج1 ص 356 وتاريخ الطبري: ج3 ص 196). وعلى هذا يكون رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد دعا علياً (عليه السلام) للصلاة بالناس، لكن أزواجه منعنه من ذلك لأنه كان - بأبي هو وأمي - طريح الفراش عليلاً.

هذا نص الحديث في مسند إمام أهل السنة أحمد بن حنبل رحمه الله:

"حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَرْقَمَ بْنِ شُرَحْبِيلَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ لَمَّا مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ كَانَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ فَقَالَ ادْعُوا لِي عَلِيًّا قَالَتْ عَائِشَةُ نَدْعُو لَكَ أَبَا بَكْرٍ قَالَ ادْعُوهُ قَالَتْ حَفْصَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ نَدْعُو لَكَ عُمَرَ قَالَ ادْعُوهُ قَالَتْ أُمُّ الْفَضْلِ يَا رَسُولَ اللَّهِ نَدْعُو لَكَ الْعَبَّاسَ قَالَ ادْعُوهُ فَلَمَّا اجْتَمَعُوا رَفَعَ رَأْسَهُ فَلَمْ يَرَ عَلِيًّا فَسَكَتَ فَقَالَ عُمَرُ قُومُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ بِلَالٌ يُؤْذِنُهُ بِالصَّلَاةِ فَقَالَ مُرُوا أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ فَقَالَتْ عَائِشَةُ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ حَصِرٌ وَمَتَى مَا لَا يَرَاكَ النَّاسُ يَبْكُونَ فَلَوْ أَمَرْتَ عُمَرَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ فَخَرَج أَبُو بَكْرٍ فَصَلَّى بِالنَّاسِ وَوَجَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ نَفْسِهِ خِفَّةً فَخَرَجَ يُهَادَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ وَرِجْلَاهُ تَخُطَّانِ فِي الْأَرْضِ فَلَمَّا رَآهُ النَّاسُ سَبَّحُوا أَبَا بَكْرٍ، فَذَهَبَ يَتَأَخَّرُ فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ أَيْ مَكَانَكَ فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى جَلَسَ قَالَ وَقَامَ أَبُو بَكْرٍ عَنْ يَمِينِهِ وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يَأْتَمُّ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالنَّاسُ يَأْتَمُّونَ بِأَبِي بَكْرٍ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَأَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْقِرَاءَةِ مِنْ حَيْثُ بَلَغَ أَبُو بَكْرٍ وَمَاتَ فِي مَرَضِهِ ذَاكَ عَلَيْهِ السَّلَام وَقَالَ وَكِيعٌ مَرَّةً فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يَأْتَمُّ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالنَّاسُ يَأْتَمُّونَ بِأَبِي بَكْرٍ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ أَنْبَأَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْأَرْقَمِ بْنِ شُرَحْبِيلَ قَالَ سَافَرْتُ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْ الْمَدِينَةِ إِلَى الشَّامِ فَسَأَلْتُهُ أَوْصَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ وَقَالَ مَا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلَاةَ حَتَّى ثَقُلَ جِدًّا فَخَرَجَ يُهَادَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ وَإِنَّ رِجْلَيْهِ لَتَخُطَّانِ فِي الْأَرْضِ فَمَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يُوصِ"

فأين دعوى هذه الكذابة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عليا ليؤم الصلاة، فإن كانت ترجيحا فأين المرجح؟ وإن كان أزواجه قد منعنه لكونه عليلا فكيف لم تمنعه علته من أداء الصلاة إماما؟ ومن هنا يتأكد لكل ذي عقل خبث هؤلاء القوم وشدة كذبهم ونفاقهم بل وكفرهم الصراح.


• الإثارة السادسة: ذكر ابن أبي الحديد والطبري وابن الأثير (من علماء أهل السنة) أن عائشة هي التي أمرت بلالاً أن يأمر أباها بالصلاة بالناس، فاعتقد بلال أنه أمر من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ويدلل على ذلك أنه (صلى الله عليه وآله) ما إن أتم الصلاة بعد إزاحة أبي بكر عنها توجه إلى عائشة موبخاً قائلاً لها: (إنكن لصويحبات يوسف) وذلك لغضبه الشديد عليها لأنها بادرت إلى تعيين أبيها بدلاً من علي (عليه السلام) للصلاة. (انظر شرح نهج: ج9 ص 197 وتاريخ الطبري: ج2، ص 429 والكامل في التاريخ: ج 2 ص 322 وسيرة ابن هشام: ج 4 ص 301).

أقول أول ما ابتدأت به هذه الفرية عزو ابن أبي الحديد إلى أهل السنة مع أن القاصي والداني يعلم أنه من أهل الرفض والتشيع. وأما ما أوردته مجتزءا من شرح النهج ليس من كلام ابن أبي الحديد بل حديث طويل دار بينه وبين شيخه أبو يعقوب يوسف بن إسماعيل اللمعاني فكان مما قاله شيخه:

"فنسب علي عائشة أنها أمرت بلالا مولى أبيها أن يأمره فليصل بالناس .... [إلى أن قال فقلت له رحمه الله: أفتقول أنت إن عائشة عينت أباها للصلاة ورسول الله صلى الله عليه وآله لم يعينه؟ فقال: أما أنا فلا أقول ذلك، ولكن عليا كان يقوله، وتكليفي غير تكليفه، كان حاضرا ولم أكن حاضرا، فأنا محجوج بالأخبار التي اتصلت بي وهي تتضمن تعيين النبي صلى الله عليه وآله لأبي بكر في الصلاة، وهو محجوج بما كان قد علمه أو يغلب على ظنه من الحال التي كان حضرها" ج9/198

وظاهر لمن له أدنى إدراك أن الروايات قاطبة تنص على تعيين الرسول صلوات الله عليه لأبي بكر الصديق أن يؤم المسلمين في صلاتهم، وأما احتجاجهم فمبني للمجهول ولا تقوم به حجة وليس لهم رواية واحدة ولو موضوعة تعضد مدعاهم، وهنالك خسئ المبطلون. وقد تواترت الروايات وتظافرت في أن أم المؤمنين عائشة لم تحبذ أن يؤم أباها رضوان الله عليه الصلاة كما ورد في صحيح مسلم 1/313 " 418 حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث حدثني أبي عن جدي حدثني عقيل بن خالد قال: قال ابن شهاب أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: لقد راجعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك وما حملني على كثرة مراجعته إلا أنه لم يقع في قلبي أن يحب الناس بعده رجلا قام مقامه أبدا وإلا أني كنت أرى أنه لن يقوم مقامه أحد إلا تشاءم الناس به فأردت أن يعدل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبي بكر"

وقد طعن ابن عباس في هذا الحديث طعناً عبقرياً لم ينتبه إليه أحد، إذ كانت عائشة تقول في روايتها لهذا الحديث: (خرج النبي يتهادى بين رجلين، أحدهما الفضل بن العباس) ولا تذكر الرجل الآخر، فلما عرض أحدهم حديثها على عبد الله بن عباس قال: فهل تدري من الرجل الذي لم تسمّه عائشة؟ قال: لا. قال ابن عباس: هو علي بن أبي طالب، ولكن عائشة لا تطيب له نفساً بخير! (انظر فتح الباري بشرح صحيح البخاري: ج2 ص 123 والمصنف لعبد الرزاق: ج 5 ص 429).

أقول: الزيادة في قول ابن عباس "ولكن عائشة لا تطيب لها نفسا بخير" ليست في أي صحاح أو سنن أهل السنة قاطبة، ولم أرها في فتح الباري، ووجدتها في مصنف عبد الرزاق ولا يحتج به لجرح أهل العلم به لتشيعه، ولا يترك قول الكل لقول الفرد. لكن جاء في نصب الراية قول ابن عباس: "أسمت لك الرجل الذي كان مع ابن عباس قلت لا قال هو علي انتهى"

وفي رواية الدارقطني أنهما أسامة بن زيد والفضل بن العباس رضي الله عنهما، وعن نيل الأوطار 3/183 "قوله بين رجلين في البخاري أنهما العباس بن المطلب وعلي بن أبي طالب سلام الله عليهما، وفي رواية له أنه خرج بين بريرة وثوبية. قال النووي ويجمع بين الروايتين بأنه خرج من البيت إلى المسجد بين هاتين ومن ثم إلى مقام المصلى بين العباس وعلي أو يحمل على التعدد ويدل على ذلك ما في رواية الدارقطني أنه صلى الله عليه وسلم خرج بين أسامة بن زيد والفضل بن العباس، قال الحافظ وأما ما في صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم خرج بين الفضل ابن العباس وعلي فذلك في حال مجيئه صلى الله عليه وسلم إلى بيت عائشة" انتهى.


• الإثارة السابعة: أثبت كثير من أصحاب التاريخ والسير أن أبا بكر كان أيام مرض رسول الله (صلى الله عليه وآله) الأخير، مأمور بالخروج في بعثة أسامة المتوجه إلى الشام، وكان الرسول (عليه وآله السلام) يشدد كثيراً في إنفاذ هذا الجيش وقد لعن المتخلف عنه، فكيف ينسجم هذا الأمر مع تقديمه أبا بكر للصلاة؟ ناهيك عن قصد الإشارة إلى استخلافه! (انظر الطبقات الكبرى: ج 4 ص 66 وتهذيب تاريخ دمشق: ج 2 ص 395 وتاريخ اليعقوبي: ج 2 ص 77 وتاريخ الخميس: ج 2 ص 172 وغيرها).

مسلسل الكذب عند روافض الإسلام لا ينتهي ولكن حبل الكذب قصير كما يقال. وعليه نسأل أهل الرفض أن يذكروا لنا من مِن أهل الصحاح والسنن عندنا أخرج حديث لعن المتخلف عن جيش أسامة، هذه واحدة. الثانية من مِن أهل العلم والسير عدّ اليعقوبي الرافضي من أهل السنة ليحتج به علينا؟

وأما عن بعث أسامة وكون أبي بكر رضي الله عنه فيه فغير مطعون فيه وقد عسكر الجيش قرب المدينة والاستعدادات جارية على قدم وساق للرحيل مع إشفاق الجيش أن يرحلوا مع ما فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من المرض ودنو الأجل. وبالرغم من ذلك أنفذ أبو بكر رضي الله عنه هذا الجيش رغم معارضة بعض الصحابة لحاجتهم إلى قتال المرتدين، فسيره نحو الروم وسير أحد عشر جيشا لقتال أهل الردة، فقال العدو لولا أن بهم قوة ما أرسلوا بعث أسامة، فكان هذا من ثاقب نظره رضي الله عنه وشجاعته.

وأما قولها: "ناهيك عن قصد الإشارة إلى استخلافه" فمردود عليها لأنه يأبى الله ورسوله والمؤمنون إلا أبو بكر. وهذا جلي في قول علي رضي الله عنه لمعاوية –كما في نهج الحماقة- أن من ارتضاه المهاجرون والأنصار إماما كان رضا لله تعالى. فثبت من قولهم رضا الله لخلافة أبي بكر، وإلا كان ابن أبي طالب كذابا دجالا مخادعا مخاتلا لمعاوية يقول مالا يعتقد من أجل سلطان زائل.


• الإثارة الثامنة: إن علماء أهل السنة يقولون بالفصل بين إمامة الصلاة والإمامة العامة، إذ يقول ابن حزم: (أما من ادعى أنه (أي أبا بكر) إنما قدّم قياساً على تقديمه إلى الصلاة، فباطل بيقين، لأنه ليس كل من استحق الإمامة في الصلاة يستحق الإمامة في الخلافة، إذ يستحق الإمامة في الصلاة أقرأ القوم وإن كان أعجمياً أو عربياً، ولا يستحق الخلافة إلا قرشي؛ فكيف؟ والقياس كله باطل) (الفصل: ج 4 ص( 109.

[COLOR=blue]قلنا من قبل أن اجتماع السقيفة واختيار أبي بكر الصديق كان وليد وقته وكان فلتة وقى الله شرها كما قال ابن الخطاب رضي الله عنه. ولم يحتج أبو بكر رضي الله عنه بأحقيته شخصيا بالخلافة دون غيره وإنما احتج بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن الخلافة في قريش وأن العرب لا تنقاد إلا لهذا الحي من قريش، وحسما للخلاف الذي قد لا تحمد عقباه بويع أبو بكر رضي الله عنه بيعة أولى تلاها في اليوم التالي بيعة أخرى عامة.

وأما قول القائل أن عليا لم يبايع حتى توفيت فاطمة رضي الله عنها فمردود من وجهين:
الأول: ما روته الرافضة أن عليا جيء به مربوطا بحبل من رقبته وجر إلى حيث أبي بكر رضي الله عنه جرا فبايع وهو يتمتم: "اللهم إنك تعلم أن رسول الله قد قال لي إذا بلغوا العشرين فقاتلهم، اللهم وإنهم لم يبلغوا العشرين، ثم مسح بيده على يد أبي بكر" فهذا ينسف ادعاء الرافضة أنه لم يبايع.

الثاني: لا يخلو الأمر من أنه كان يصلي الصلوات الخمس مع جماعة المسلمين بإمامة أبي بكر الصديق أو لا. فإن كان يحضر الجماعة فاقتداءه به بيعة ضمنية مع استبعاد أن يمكث ستة أشهر يحضر الصلوات في مسجد رسول الله من غير أن يراجع في الأمر لعلم جميع الصحابة أن من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية. وإن لم يكن يحضر الجماعة فقد شذ، ومن شذ شذ في النار. وعلى الرافضة أن يثبتوا أنه لم يكن يحضر جمعة ولا جماعة، وإلا فإن الدلائل من طرقهم تشير إلى أنه كان يخرج للصلاة.

والأغرب من ذلك أنهم حتى يثبتون صحة دعواهم في استخلاف النبي (صلى الله عليه وآله) أبا بكر نسبوا حديثاً مكذوباً لأمير المؤمنين علي (عليه السلام) يقول فيه: (لقد رضي رسول الله أبا بكر لديننا، أفلا نرضاه لدنيانا)، مع العلم أن الثابت في صحاح السنة أن أمير المؤمنين (عليه السلام) لم يبايع أبا بكر وإنما كانت بيعة صورية أكرهوه عليها بعد ستة أشهر، فكيف ذلك؟ كما أن الصحيح المشهور عنه (صلوات الله عليه) خلاف ذلك، فجوابه كان حين بلغه احتجاج أبي بكر وعمر في السقيفة بأنهم قوم النبي وأولى الناس به، قال (عليه السلام) كما في نهج البلاغة: (احتجوا بالشجرة، وأضاعوا الثمرة) حيث إن أهل بيت النبي (عليهم السلام) هم أقرب الأقرب!!

إن تكذيب أي حديث لا يكون بمجرد الدعوى بل على قواعد مرعية في أصول علم الحديث، فهلا أثبتم لنا أن الحديث مكذوب. وأما دعوى أن البيعة كانت صورية فهي حجة المغلوب على أمره، ولو كانت الخلافة تستحق بالقربى، فما أنكرتم على بني أمية وبني العباس حين توارثوها؟ أحلال لكم حرام على غيركم؟ وأما ما ورد في نهج الحماقة فلا يحتج به علينا، وإنما صح أن نحتج به عليكم.

• الإثارة التاسعة: روى السنة أن عبد الرحمن بن عوف قد صلى إماماً بالمسلمين وكان فيهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) عندما كان قد عاد للتو إلى المدينة، فعلى تلك الرواية ينبغي للعامة أن يقدموا ابن عوف على أبي بكر لأن الرسول (صلى الله عليه وآله) خلفه ولم يثبت أنه صلى خلف أبي بكر! (انظر مسند أحمد: ج 3 ص 248 وصحيح مسلم باب الطهارة وسنن أبي داود وسنن ابن ماجه وسنن النسائي). كما رووا أن عمرو بن العاص كان أميراً على جيش ذات السلاسل، وكان يؤمهم في الصلاة حتى صلى بهم بعض صلواته وهو جنب، وفيهم: أبو بكر وعمر وأبو عبيدة! فهل يستدل من هذا على أن عمرو بن العاص أفضل من أبي بكر وعمر وأبي عبيدة وأولى بالخلافة منهم؟ (انظر سيرة ابن هشام: ج 4 ص 272 والبداية والنهاية: ج 4 ص 312).

وهذا أيضا من باب التدليس والكذب، وقد روى الإمام مسلم رحمه الله هذا الحديث في كتاب الطهارة بقوله:

" و حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَزِيعٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ تَخَلَّفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَخَلَّفْتُ مَعَهُ فَلَمَّا قَضَى حَاجَتَهُ قَالَ أَمَعَكَ مَاءٌ فَأَتَيْتُهُ بِمِطْهَرَةٍ فَغَسَلَ كَفَّيْهِ وَوَجْهَهُ ثُمَّ ذَهَبَ يَحْسِرُ عَنْ ذِرَاعَيْهِ فَضَاقَ كُمُّ الْجُبَّةِ فَأَخْرَجَ يَدَهُ مِنْ تَحْتِ الْجُبَّةِ وَأَلْقَى الْجُبَّةَ عَلَى مَنْكِبَيْهِ وَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ وَمَسَحَ بِنَاصِيَتِهِ وَعَلَى الْعِمَامَةِ وَعَلَى خُفَّيْهِ ثُمَّ رَكِبَ وَرَكِبْتُ فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَوْمِ وَقَدْ قَامُوا فِي الصَّلَاةِ يُصَلِّي بِهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَقَدْ رَكَعَ بِهِمْ رَكْعَةً فَلَمَّا أَحَسَّ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَهَبَ يَتَأَخَّرُ فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ فَصَلَّى بِهِمْ فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقُمْتُ فَرَكَعْنَا الرَّكْعَةَ الَّتِي سَبَقَتْنَا"

وأخرجه في كتاب الصلاة أيضا:
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ وَحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ جَمِيعًا عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ قَالَ ابْنُ رَافِعٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ عَنْ حَدِيثِ عَبَّادِ بْنِ زِيَادٍ أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَبُوكَ قَالَ الْمُغِيرَةُ فَتَبَرَّزَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِبَلَ الْغَائِطِ فَحَمَلْتُ مَعَهُ إِدَاوَةً قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ فَلَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيَّ أَخَذْتُ أُهَرِيقُ عَلَى يَدَيْهِ مِنْ الْإِدَاوَةِ وَغَسَلَ يَدَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثُمَّ ذَهَبَ يُخْرِجُ جُبَّتَهُ عَنْ ذِرَاعَيْهِ فَضَاقَ كُمَّا جُبَّتِهِ فَأَدْخَلَ يَدَيْهِ فِي الْجُبَّةِ حَتَّى أَخْرَجَ ذِرَاعَيْهِ مِنْ أَسْفَلِ الْجُبَّةِ وَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ ثُمَّ تَوَضَّأَ عَلَى خُفَّيْهِ ثُمَّ أَقْبَلَ قَالَ الْمُغِيرَةُ فَأَقْبَلْتُ مَعَهُ حَتَّى نَجِدُ النَّاسَ قَدْ قَدَّمُوا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ فَصَلَّى لَهُمْ فَأَدْرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِحْدَى الرَّكْعَتَيْنِ فَصَلَّى مَعَ النَّاسِ الرَّكْعَةَ الْآخِرَةَ فَلَمَّا سَلَّمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُتِمُّ صَلَاتَهُ فَأَفْزَعَ ذَلِكَ الْمُسْلِمِينَ فَأَكْثَرُوا التَّسْبِيحَ فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاتَهُ أَقْبَلَ عَلَيْهِمْ ثُمَّ قَالَ أَحْسَنْتُمْ أَوْ قَالَ قَدْ أَصَبْتُمْ يَغْبِطُهُمْ أَنْ صَلَّوْا الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ وَالْحُلْوَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ عَنْ إِسْمَعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ نَحْوَ حَدِيثِ عَبَّادٍ قَالَ الْمُغِيرَةُ فَأَرَدْتُ تَأْخِيرَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعْهُ"

وظاهرٌ من هذه الروايات وغيرها أنها في تبوك وليست في المدينة كما ادعت هذه الحمقى. وقد قدم الصحابة عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه لإدراك الصلاة في وقتها وأقرهم عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، والظرف ظرف سفر والأجواء أجواء حرب فلا قياس. وأما استشهادها بمسند أحمد 3/248 فباطل لخلوه مما أرادت الاستشهاد به وكذا بقية السنن للتعميم من غير تعيين.

• الإثارة العاشرة: إن إمامة الصلاة وفقاً لمدرسة أهل السنة والجماعة لا يترتب عليها أي فائدة في التفضيل والتقديم، فالفقه عندهم يجيز إمامة المفضول على الفاضل، بل يجيز إمامة الفاسق والفاجر لأهل التقوى والصلاح، وكثيراً ما نرى الاستدلال على ذلك بصلاة بعض الصحابة خلف الوليد بن عقبة وهو سكران، وصلاتهم خلف أمراء بني أمية ممن لم تكن له فضيلة تذكر!

وهذا صحيح نستدل عليه بما نسب لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه في نهج الحماقة من قوله:

" قَالَ: كَلِمَةُ حَقٍّ يُرَادُ بِهَا بَاطِلٌ نَعَمْ إِنَّهُ لَا حُكْمَ إِلَّا لِلَّهِ وَ لَكِنَّ هَؤُلَاءِ يَقُولُونَ لَا إِمْرَةَ إِلَّا لِلَّهِ وَ إِنَّهُ لَا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ أَمِيرٍ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ يَعْمَلُ فِي إِمْرَتِهِ الْمُؤْمِنُ وَ يَسْتَمْتِعُ فِيهَا الْكَافِرُ وَ يُبَلِّغُ اللَّهُ فِيهَا الْأَجَلَ وَ يُجْمَعُ بِهِ الْفَيْ‏ءُ وَ يُقَاتَلُ بِهِ الْعَدُوُّ وَ تَأْمَنُ بِهِ السُّبُلُ وَ يُؤْخَذُ بِهِ لِلضَّعِيفِ مِنَ الْقَوِيِّ حَتَّى يَسْتَرِيحَ بَرٌّ وَ يُسْتَرَاحَ مِنْ فَاجِرٍ ."


أقول: قوله "لا بد للناس من أمير بر أو فاجر يعمل في إمرته المؤمن" دليل على صحة الصلاة خلف الفاجر. وعلى العموم لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمّر عليا ليؤم الصلاة في الناس لطبل وزمر الشيعة تهويلا بهذه الفضيلة ولادعوا أنها نص منه على الإمامة من بعده شأن كل الجهال. ومع هذا فنحن لا نستدل على أحقية أبي بكر في خلافة رسول الله لمجرد أنه أم المسلمين طوال فترة مرض رسول الله، فهو وإن كان استدلالا وجيها، لكنا نستدل بمكانته عند رسول الله وسابقته في الإسلام وفضله رضي الله عنه وأرضاه.

ثم اختتمت استفراغاتها وتقيآتها العقلية قائلة:


فهذه إثارات عشر - وغيرها كثير - تنقض القصة المذكورة حول أن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) قد قدّم أبا بكر للصلاة. وحقيقة ما حدث نجده في الرواية المنطقية التي وردت في كتبنا وهي تقول: (... إن النبي (صلى الله عليه وآله) لما مرض كان بلال يأتيه في كل فريضة فيقول: الصلاة يا رسول الله. فإن قدر (صلوات الله عليه وآله) على الخروج خرج وصلى بالناس، وإن لم يقدر أمر علي بن أبي طالب (عليه السلام) أن يصلي بهم.

أقول: فهذه فقاعات عشر وغيرها كثير تظهر هشاشة معتقد الرافضة وتضليلهم في الدرجة الأولى لأبناء عقيدتهم لإبقائهم في ظلمات الترفض. ولو ثبت كما تدعي هذه الحمقى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر عليا أن يصلي بالناس لاحتج بهذه الرواية المكذوبة الطبرسي في كتابه الاحتجاج أو الحلي في الألفين أو غيرهما، ومع تواضع اطلاعي على كتبهم لم يمر بي نص كهذا الذي تدعيه الحمقى، فحق لنا أن نطالب بمصدر هذه المعلومة الجديدة. بل ينقض هذه الفرية النص التالي:

"وذات يوم جاءه بلال يؤذنه بصلاة الفجر، فوجده قد ثقل عن الخروج، فنادى الصلاة يرحمكم الله. وكان رأس النبي (صلى الله عليه وآله) في حجر خليفته علي (عليه السلام)، فقال يصلي بالناس بعضهم فإني مشغول بنفسي. فعندئذ قالت عائشة: مروا أبا بكر فليصل بالناس! ولما بلغ الخبر إلى النبي (صلى الله عليه وآله) غضب وخرج معصّب الرأس، يتهادى بن علي (عليه السلام) والفضل بن العباس ورجلاه تخطان على الأرض من الضعف، فتقدّم ونحّى أبا بكر عن المحراب وصلى بالناس جالساً، وبعدما أتم صلاته وبّخ عائشة بقوله: إنكن لصويحبات يوسف!) أي إنكن كالنسوة اللاتي آذين النبي يوسف (عليه السلام)" (الآملي).

أقول: لا يخفى تهافت وتناقض هذه الادعاء المكذوب، فإن صح أن رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في حجر علي لكان أمره بأن يؤم الناس في الصلاة لأهميتها ولاستعاض بحجر فاطمة أو إحدى نسائه عن حجر علي لما في ذلك من الدلالة المزعومة على استخلافه. ثم إن الروايات قد استفاضت وتظافرت وبلغت حد التواتر في أن أم المؤمنين رضي الله عنها لم ترد أن يقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم أباها لكونه رجل أسيف، إذا قرأ القرآن لم يملك نفسه من البكاء ويصر رسول الله صلوات الله عليه على تقديمه لأن الله تعالى يأبى ورسوله والمؤمنون إلا أبا بكر كما قدمنا. وصلى الله على نبينا محمد وعلى أهل بيته أمهات المؤمنين وصحبه وسلم.







التوقيع :
إذا رأيت الرجل على ملة الرافضة فاتهمه في عقله وعرضه، ألا إنها ملة من سخط الله عليه.
من مواضيعي في المنتدى
»» ابك على نفسك إذا ؟
»» الصوفي حمزة يوسف يدافع عن الصهاينة
»» رسالة عروس لعريسها
»» أبيات في الرافضة
»» التقارب الأباضي الرافضي
 
قديم 30-11-02, 03:05 PM   رقم المشاركة : 2
جـــود
عضو فضي





جـــود غير متصل

جـــود is on a distinguished road


[ALIGN=CENTER]جزاك الله خير يالحجاج [/ALIGN]







التوقيع :
http://www.wanash.com/up/251.gif


°ˆ~*¤®§* جــــــــــــود *§®¤*~ˆ°
من مواضيعي في المنتدى
»» عشر وسائل لاستقبال رمضان واستغلاله
»» غياب متوقع لاغلب الاعضاء
»» المعاكسات بقلم احد اعضاء الهيئة
»» الكلاب يطالعوا عوراتنا وحرماتنا / صور....
»» الفتاة الايرانية لم تتحمل المصيبة فإنتحرت
 
قديم 01-12-02, 09:37 AM   رقم المشاركة : 3
الحجاج
Islamic English Discussion Moderator







الحجاج غير متصل

الحجاج is on a distinguished road


وجــزاك يا أختـــاه







التوقيع :
إذا رأيت الرجل على ملة الرافضة فاتهمه في عقله وعرضه، ألا إنها ملة من سخط الله عليه.
من مواضيعي في المنتدى
»» الفـيـــاغــــــــــــرا بثوب شيعي (ووصفات أخرى)
»» الخلافة في مقابل الشبق والنهم الجنسي عند علي
»» شكوك حول هلاك الرافضي أبو كاظم عضو هذا المنتدى
»» ****** أخلاق علي *******
»» علامتهم آل كاشف الغطا صوفي حلولي / وثيقة
 
قديم 01-12-02, 10:13 AM   رقم المشاركة : 4
غدير قم
شخصية مهمة






غدير قم غير متصل

غدير قم is on a distinguished road



موضع جميل ورد محكم أشكرك عليه كثيراً . وأتمنى أن تنتقل بعد هذا الدفاع المتقن إلى خانة الهجوم .







التوقيع :
يقول الصفوي التكفيري الإرهابي الخوميني في كتاب المكاسب المحرمة 1 / 251

"غيرنا ليسوا بإخواننا وإن كانوا مسلمين ... فلا شبهة في عدم احترامهم بل هو من ضروري المذهب كما قال المحققون ، بل الناظر في الأخبار الكثيرة في الأبواب المتفرقة لا يرتاب في جواز هتكهم والوقيعة فيهم ، بل الأئمة المعصومون ، أكثروا في الطعن واللعن عليهم وذكر مساوئهم "


عقد المتعة (زواج الصفويين) : عقد الزواج الوحيد في العالم كله الذي يحتفى فيه بالطلاق حين كتابة عقد الزواج !!
من مواضيعي في المنتدى
»» في الحوار الفضائي . المراسلون والمحاورون الشيعة ينحرون الموضوعية
»» بربكم يارجال العزة لا تسمحوا أبداً بغلق الملف ، فلا أحد يمكنه التنازل عن دماء أمتنا
»» على خطى عدنان وغسان . الإحسائي عمران مشرف مجلة النور الإيرانية توقفه جريدة الشرق
»» امبراطورية الجزيرة الإعلامية الاختطاف ، والانعطاف
»» آية إلله العظمى (بريمر) يقرص أذن آية إلله العظمى (السيستاني) فيركع
 
قديم 01-12-02, 10:43 AM   رقم المشاركة : 5
السعدي 2
( مؤسس شبكة الدفاع عن السنة )







السعدي 2 غير متصل

السعدي 2 is on a distinguished road


سددك الله في قولك وفعلك آمين


أخوك المحب السعدي 2 ..







 
قديم 01-12-02, 02:07 PM   رقم المشاركة : 6
النعمان





النعمان غير متصل

النعمان is on a distinguished road


جزاك الله خير اخي الحجاج ..

احسنت







التوقيع :
منتدى الدفاع عن السنة شوكة في حلوق الروافض

http://www.d-sunnah.net
من مواضيعي في المنتدى
»» هـل يُــخــصُ عـلـيُ بـنُ أبـي طـالـبٍ بـ " كـرمَ الـلـهُ وجـهـهُ " ؟؟
»» هل سمعت بلطمية هندية ...اسمعها مع النعمان !!
»» الرد على منكر صفتي الوجه واليد تأليف سعيد بن ناصر الغامدي
»» الشيخ الرافضي عبد الحميد المهاجر يشبه اللطم والتطبير بالمصارعة الحرة !!
»» مناظرة بالبال توك
 
قديم 01-12-02, 02:36 PM   رقم المشاركة : 7
العبدالعزيز
عضو مميز





العبدالعزيز غير متصل

العبدالعزيز is on a distinguished road


[ALIGN=CENTER]مرحبا بك مجددا أخي الفاضل الحجاج وبداية موفقة بارك الله فيك [/ALIGN]







التوقيع :
قيل لأحمد بن حنبل : الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع ؟ فقال : إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه .. وإذا تكلم في أهل البدع ، فإنما هو للمسلمين وهذا أفضل . فتبين أن نفع هذا عام للمسلمين في دينهم من جنس الجهاد في سبيل الله ..( مجموعة الرسائل والمسائل لشيخ الإسلام ابن تيمية 4/110 )
من مواضيعي في المنتدى
»» فتوى العلامة الشيخ عبالله بن جبرين في التعامل مع رافضة السعودية
»» وثيقة مهمة تدين أهل السنة ( النواصب ) ببغض علي بن أبي طالب ( وثيقة )
»» عند الشيعة يجوز لك ان تشرب بولك ( ؟؟؟؟ )
»» تم طرد المدعو الصاعقة ولا كرامة
»» شاهد صورة هذا الرافضي المعمم وهو يقبل أنف سيده الجندي الأمريكي ( صورة )
 
قديم 02-12-02, 02:14 PM   رقم المشاركة : 8
الحجاج
Islamic English Discussion Moderator







الحجاج غير متصل

الحجاج is on a distinguished road


الأخ الفاضل غدير قم أحسن الله إليك

مشايخي الكرام السعدي والنعمان والعبد العزيز حياكم الله وجزيتم خيرا، وكم أنا والله سعيد بعودتي لهذا المنتدى، ونسأل الله تعالى أن يرزقنا السداد قولا وعملا.

وإن شاء الله بعد شهر رمضان الكريم أجد من الوقت ما يكفي لفتح جبهات جديدة على هؤلاء الرفضة

لا تنسونا من دعائكم في ظهر الغيب







التوقيع :
إذا رأيت الرجل على ملة الرافضة فاتهمه في عقله وعرضه، ألا إنها ملة من سخط الله عليه.
من مواضيعي في المنتدى
»» التمسوا لهم ألف عذر
»» رافضي يتبرع بجمع فتاوى المسلمين في الرافضة
»» A Virus You Should Know About
»» من هم الأوثان الأربعة؟ (وثيقة)
»» سؤال حول WebZip
 
قديم 03-12-02, 12:32 AM   رقم المشاركة : 9
المثنى88
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية المثنى88





المثنى88 غير متصل

المثنى88


بارك الله في وقتك ياشيخ الحجاج وجزاك الله خير







 
قديم 03-12-02, 01:51 AM   رقم المشاركة : 10
حفيدة الصحابة
عضو ذهبي






حفيدة الصحابة غير متصل

حفيدة الصحابة


Thumbs up

لله درك رد حكيم وقوي وفي الصميم اسال الله ان ينفعنا بك وينفعنا بعلمك







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:39 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "