خلاف فقهي... بين الأئمة المعصومين!!!
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله الطيبين الطاهرين
بداية تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وحشرني وإياكم في زمرة خير الأنام
وأسأل الله أن يجعل عيدكم مبارك وعلى جميع المسلمين
أمّا بعد فقد كنت وعدت الإخوة بتقديم هدية للعيد في أحد مواضيعي السابقة وهو بعنوان "الإمام المعصوم يتحمس للمناضرة... ثم ينتهي به الأمر إلى الهروب"
وأفي الآن بوعدي إن شاء الله:
فبعد أن علمنا فيما سبق أنّ الإمام المعصوم قد يعجز عن الإجابة عن سؤال بسيط دفاعا عن الشرع سنرى اليوم ماهو أغرب، وهو أن الإمام قد يجهل حكما من الأحكام فيهرب من السؤال، ولنقرأ مثلا رواية كهذه:
(مجلسي صحيح20/208 – بهبودي صحيح3/41)
"عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ كَبِيرٍ فَرُبَّمَا كَانَ الْفَرَحُ وَ الْحَزَنُ الَّذِي يَجْتَمِعُ فِيهِ الرِّجَالُ وَ النِّسَاءُ فَرُبَّمَا اسْتَحْيَتِ الْمَرْأَةُ أَنْ تَكْشِفَ رَأْسَهَا عِنْدَ الرَّجُلِ الَّذِي بَيْنَهَا وَ بَيْنَهُ الرَّضَاعُ وَ رُبَّمَا اسْتَخَفَّ الرَّجُلُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى ذَلِكَ فَمَا الَّذِي يُحَرِّمُ مِنَ الرَّضَاعِ فَقَالَ مَا أَنْبَتَ اللَّحْمَ وَ الدَّمَ فَقُلْتُ وَ مَا الَّذِي يُنْبِتُ اللَّحْمَ وَ الدَّمَ فَقَالَ كَانَ يُقَالُ عَشْرُ رَضَعَاتٍ قُلْتُ فَهَلْ يُحَرِّمُ عَشْرُ رَضَعَاتٍ فَقَالَ دَعْ ذَا وَ قَالَ مَا يَحْرُمُ مِنَ النَّسَبِ فَهُوَ مَا يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعِ ." الكافي ج5 ص439 باب حد الرضاع الذي يحرّم رقم 9.
الإمام المعصوم حسب هذه الرواية لا يعرف فيستشهد بقول مجهول، ثمّ يترك الأمر ويطلب من السائل أن يمرّ.
فيا ترى كيف المعصوم لا يعرف الجواب؟
ألم يعلمه الإمام الذي قبله؟
أليس علم الإمام هو ذاته علم النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم؟
إذا سئل النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم هذا السؤال هل سيتهرّب، ويقول "يقال إنه كذا"؟
إن كان الجواب نعم فهذه مصيبة، وإن كان لا فهذه مصيبة أخرى إذ أن هذا المعصوم لا يصلح أن يكون خلفة للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم !
المشكلة لم تقف عند هذا الحدّ، فالإمام السابق ذكره اعترف أنه لا يعرف على وجه التحديد، ولكن لننظر إلى هذه الرواية:
(مجلسي صحيح20/206 – بهبودي صحيح3/40)
"عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى قَالَ سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ ( عليه السلام ) عَنِ الرَّضَاعِ مَا يُحَرِّمُ مِنْهُ فَقَالَ سَأَلَ رَجُلٌ أَبِي ( عليه السلام ) عَنْهُ فَقَالَ وَاحِدَةٌ لَيْسَ بِهَا بَأْسٌ وَ ثِنْتَانِ حَتَّى بَلَغَ خَمْسَ رَضَعَاتٍ قُلْتُ مُتَوَالِيَاتٍ أَوْ مَصَّةً بَعْدَ مَصَّةٍ فَقَالَ هَكَذَا قَالَ لَهُ وَ سَأَلَهُ آخَرُ عَنْهُ فَانْتَهَى بِهِ إِلَى تِسْعٍ ..." الكافي ج5 ص439 باب حد الرضاع الذي يحرّم رقم 7.
إن المتأمل في هذه الرواية يرى أعاجيب:
أولا: بدل أن يجيب الإمام المعصوم عن السؤال بما يعرفه يقينا كعبارة " مَا أَنْبَتَ اللَّحْمَ وَ الدَّمَ" قام واجتهد من عنده ووصل به النقاش إلى خمس، ثمّ أتاه آخر فسأل فأوصله إلى تسع !
وهنا نسأل: كيف يفتي الإمام بغير علم وجزاء من يفعل ذلك شديد؟
(مجلسي صحيح1/137 – بهبودي صحيح1/5)
"مَنْ أَفْتَى النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَ لَا هُدًى لَعَنَتْهُ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ وَ لَحِقَهُ وِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِفُتْيَاهُ ." الكافي ج1 ص42، باب النهي عن القول بغير علم.
ثانيا: يا ترى كيف يكون الإمام معصوما ويخطئ الفتيا؟
ثالثا: كيف يناقض الإمام المعصوم نفسه؟
رابعا: هل لعجعوج جواب على هذه المسألة باعتباره الإمام الحالي، أم لم يسأله أحد؟
مع كلّ ذلك يبقى الإمام معصوما !
ما رأي الزملاء؟