مجرّد إنسان 03-26-2008 07:49 PM
--------------------------------------------------------------------------------
مرحبا بأسير الفكرة الواحدة التي ينام عليها ويصحو......
حسناً حسنا.....سنفترض صحّة هذه الفتوى المذكورة....وسننطلق من هذا المنطلق.....وإليك الآتي :
أولا : في الرابط الرسمي للشيخ ابن باز:
http://www.binbaz.org.sa/mat/8640
ما نصّه :
اقتباس:
--------------------------------------------------------------------------------
ومقالي مطبوع ومنشور وقد أوضحت فيه الرد على من أنكر هبوط الإنسان على سطح القمر، أو كفر من صدق بذلك، وبينت أن الواجب على من لا علم لديه التوقف وعدم التصديق والتكذيب حتى يحصل له من المعلومات ما يقتضي ذلك.
--------------------------------------------------------------------------------
بينما نطالع لك كتابات في مواقع أخرى تصول وتجول تنكر فيها النزول على سطح القمر ...وفيها ما يشير إلى أن اعتقادك في مسألة نزول البشر على القمر ما يُخالف النصوص الشرعيّة.....فتأمّل!!!!
ثانيا : قول الله تعالى : ((اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا )) معناه في اللغة الاستقرار...ويفسّره قوله تعالى : (( أن تميد بكم )) وهذا القدر متّفق عليه بين علماء المسلمين قديما وحديثا.....
تبقى مسألة : هل يتنافى قرار الأرض مع دورانها؟؟؟ لو كان التنافي مقطوعاً به معلوم بالاضطرار لما تردّد الشيخ ابن باز رحمه الله لحظة واحدة في تكفير القائل به......
انظر إلى قوله :
اقتباس:
--------------------------------------------------------------------------------
أما دورانها فقد أنكرته وبينت الأدلة على بطلانه ولكني لم أكفر من قال به.
--------------------------------------------------------------------------------
ودلالة المفهوم من قوله :
اقتباس:
--------------------------------------------------------------------------------
وإنما كفرت من قال إن الشمس ثابتة غير جارية؛ لأن هذا القول مصادم لصريح القرآن الكريم والسنة المطهرة الصحيحة الدالين على أن الشمس والقمر يجريان،
--------------------------------------------------------------------------------
ثالثا : المفتي في كلا الموضعين هو الشيخ ابن باز رحمه الله....ونراه يقول بلزوم الكفر في الفتوى الثانية ( مع فرض ثبوتها ) ....ولكن كيف؟؟؟؟
تأمّل قوله :
اقتباس:
--------------------------------------------------------------------------------
ومن قال : إن الأرض هي التي تدور(1) ، وأن الشمس واقفة (2)فهو مكذب للقرآن ، وتكذيب القرآن كفر أكبر
--------------------------------------------------------------------------------
لقد تضمّنت المقولة السابقة من قائلها تكذيب لصريح القرآن....وهي القول بوقوف الشمس....وهذا محلّ اتفاق....
أما القائل بأن الأرض تدور فليس مكذّب لصريح القرآن..
عندك هنا نصّ الفتوى محتمِل :
الاحتمال الأول : أنّ نصّ الفتوى يشمل تكفير من قال ب(1) أو ب(2)
الاحتمال الثاني : أن نصّ الفتوى يكفّر من قال ب (1) و (2 )....ليس لأجل كفر من قال ب(1)....ولكن لأجل تضمّن مقولته للكفر وهي رقم ( 2)....
الاحتمال الأوّل مردود....ذلك لأنّه مفهوم من السياق وليس منطوقاً ، والمنطوق صراحة قول الشيخ ابن باز :
اقتباس:
--------------------------------------------------------------------------------
ولكني لم أكفر من قال به
--------------------------------------------------------------------------------
ومعلوم عند المناطقة أن المنطوق مقدّم على المفهوم
فلم يبقَ عندنا إلا الاحتمال الثاني....
ومما يؤيّد ذلك أن الشيخ الألباني يقول صراحة بأنّ الأرض تدور....أتراه يكفر ( أو وقع في قولٍ كفري ) على أقلّ تقدير؟؟؟
رابعاً: دوران الأرض ( بالذات الدوران الذاتي ) بات حقيقة علميّة مقطوعٌ بها عند أهل الفلك....وليس مجرّد نظريّة كما تحاول أن توهم القرّاء.....
وقد قال الشيخ ابن عثيمين صراحةً :
اقتباس:
--------------------------------------------------------------------------------
((لو تيقنا يقيناً أن الشمس ثابتة في مكانها وأن الأرض تدور حولها، ويكون الليل والنهار، فحينئذ تأويل الآيات واجب حتى لا يخالف القرآن الشيء المقطوع به ))
--------------------------------------------------------------------------------
وبالطبع هذا دليلٌ آخر أنّ نصوص الشرع لا تقطع بدوران الأرض....
خامساً : لا مشكلة لدينا إن كان الشيخ ابن باز يرى بأنّ الأرض ثابتة حسب مفهوم الآية ، كذلك الأمر بالنسبة للشيخ أبو بكر الجزائري وبكر أبو زيد وعبدالرزاق العفيفي رحمهم الله جميعا .....
ذلك لأنّ فتواهم مبنيّة على ظنّ.....الظنّ بمخالفة إثبات حركة الأرض للآية.....ولم يكن ذلك قطعاً عندهم...ولو قطعوا به لكذّبوا قائله صراحةً....
يبقى وجوب تأويل الآيات حتى لا يخالف القرآن شيئا مقطوعا به ( كما قال الشيخ ابن عثيمين )...ولم يكن تأويل الآية عند الفلكيّين المسلمين أو حتى غيرهم من العلماء ( يوجد شريحة عظيمة تقطع بأن الأرض تدور أُراك تغفلها )مخرجا لها عن مفهومها أو ليّا لمعناها....فالدوران مع استقرار الأرض لا يتنافيان لوجود الجاذبيّة......
فهل بعد كلّ هذا تكون قد فهمت معضلتك ( البيزنطيّة )؟؟؟؟