"الازاحة" في الدين الشيعي
كتابات - عبد الله الفقير
الازاحة هي العنصر الثامن الذي اثر في مورفولوجيا العقل الشيعي وجعل من الشيعي رجلا يقضي عمره في العبادة يوجهها لغير الله جهلا منه او تكبرا,لان الله لا يقبل من العبادة الا ما كان خالصا لوجه الكريم وصوابا من حيث النية والطريقة والاتباع,فلا يعبد الله كما نشاء بل يعبد وفق ما امر من مناسك وسن من سنن,فمن خالفها فليبحث له عن دين غير الاسلام يحيل نفسه اليه.فالصلاة خمس مرات فمن فرض غيرها زيادة او نقصانا فلا يقول اني مسلم,والحج للكعبة فمن اراد الحج لغيرها فلا يقول اني مسلم وهكذا بقية العبادات المفروضات وكذلك السنن والنوافل,فلا سنة بين العصر والمغرب فمن افترض لنفسه سنة هنالك فليبحث عن غير الاسلام,والصيام من الفجر حتى الغروب فمن زاد او انقص فليبحث عن غير الاسلام ديننا,وهكذا باقي العبادات.
من المعلوم هندسيا ان كل زاوية ميل او انحراف بين مسارين سوف يزيد مقدار التباعد بين نقاط المسار كلما زاد طول ذلك المسار,وهذا ينطبق في عالم الفكر والعقيدة مثلما ينطبق في عالم الفيزياء,فليس من دعوة دينية او سياسية او حتى ثقافية الا وزاد مقدار انحرافها وميلها عن خط شروعها الاصلي كلما زاد طول المسار زمنيا او مكانيا عن نقطة البداية,على ان ليس كل ذلك الانحراف كريه مثلما ان ليس كله محمود في عالم الفكر والسياسة والعلم الا في الدين,فان الانحراف عن نقطة البداية مكروه حتى لو بدا ظاهريا انه محمود,ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الا ان كل بدعة ضلالة",فكل ما يبتدعه الانسان في الدين مكروها حتى لو كان ظاهره حسنا,لان الاسلام حدد للانسان كل امور دينه فلا يحتاج بعدها الى عقله ليبتكر في الدين شيئا,وترك لعقله التفكر والتجديد في الدنيويات"العادات" ونهاه عن الابتداع في العبادات, ولهذا قيل ان كل تطور حسن الا في الدين ,ولهذا كان الناس ياخذون باحدث النظريات العلمية والفكرية وكلما اقتبسوا من احدث النظريات كان تقييمهم جيدا,الا في الدين فالتقييم الجيد هو لمن كان اكثر التصاقا بمنبع الدين ونقطة شروعه الاصلي اكثر,وتلك هي ميزة الاديان السماوية عن الاديان الوضعية والفكر العام,كما انها ميزة الاسلام باعتباره الدين الذي لم تعتليه الانحرافات التي اعتلت غيره من الاديان السماوية,ولان نقطة شروعه محفوظة بكل تفاصيلها في كتب الحديث الصحيحة وسيرة السلف الصالح,بل كانت معجزته الكبرى"القران" شاخصة نقية صافية كيوم نزلت,وتلك بحق معجزة الاسلام وتفرده عن غيره من المعتقدات.ففي الاسلام كلما كان التصاقك باصل الاسلام كما نطق به نبيه محمد صلى الله عليه وسلم كلما كنت اقرب الى الصواب,وكلما انحرفت عن ما جاء به النبي كلما زاد خطاك وكثرت عثراتك, ,ومن هنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" ,فكلما ابتعدنا اكثر عن زمن رسول الله كلما قلت خيريتنا,ومن هنا كانت الدعوة الى الاقتداء بالسلف الصالح.
الشرك او الانحراف او البدعة هو انحراف الدين عن الهدف الاصلي او عن الطريق الموصل لذلك الهدف,وهو ما انسميه هنا بـ"الازاحة",فالازاحة هو انحراف الناس بالدين عن مبتغاه,وهذا ما تكرر كثيرا في الاديان السابقة وما تجسد حاليا في الشيعة,فبعد ان ارسل الله عيسى ليهدي الناس الى الله,ازاح النصارى عيسى من منزلة النبي ورفعوه الى منزلة الاله!, فجعلوا الوسيلة هي الغاية,وكذلك الحال مع اليهود الذين جعلوا"عزيرا" ابن الله,ومع الشيعة الذين جعلوا عليا واولاده بدائل الله يقدمونهم عليه في العبادة,فمن يتمعن في الدين الشيعي يرى مفهوم الازاحة واضحا جليا في كل تفاصيل الدين الشيعي,فبينما كان محور دعوة الاسلام الكبرى هو توحيد الله ,جعل الشيعة محور الاسلام الاكبر هو "الامامة" ومن جحدها كان كافرا!,وبدلا من ان يكون محمدا قد بعث رحمة للعالمين ,جعل الشيعة محمدا وآل بيته هم غاية خلق الله للعالم,فمن اجل محمدا وآله خلق الله العالم ,بينما يشير القران الى ان محمدا انما بعث رحمة لهذا العالم,"وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ" [الأنبياء : 107].وبدلا من ان يكون هدف الاسلام هو دعوة غير المسلمين الى الاسلام اصبح الاسلام في الدين الشيعي هدفه دعوة المسلمين الى التشيع,لذلك تجد جلّ عمل دعاة الشيعة منصبا على اهل السنة ودولهم,فلم نسمع عن حملة للتشيع في اوربا او امريكا,لكنا نسمع حملات عظيمة للتشيع في السودان وارتيريا والهند وسوريا وسط مجتمعات فقراء المسلمين! ,كما لا تكاد تسمع عن دعوة اليهود او النصارى او مقاتلتهم في كتب الشيعة شيء! وكل همّ الشيعة هو الانتقام من اهل السنة,اما الكفار والمشركين فاولئك"اخواننا في الانسانية"!!,وبدلا من ان يكون النبي هو خاتم النبيين فلا ننتظر بعده شيئا,اصبح الشيعة يقصرون جلّ همهم في انتظار "المهدي" الذي سيخرج كما يقولون من اصلابهم مثلما انتظر اليهود خاتم النبيين ان يخرج من اصلابهم,فاصبح هم الشيعة"اللهم عجل فرجه" بدلا من ان يكون همهم الاكبر هو دخول الجنة والنجاة من الناروالخوف من ان تدركهم الساعة وهم غافلون.وبدلا من ان يكون هدف علي وذريته هو نصرة رسول الله ونشر رسالته اصبح هدف علي وذريته في الدين الشيعي منافسه النبي على الرسالة,فاصبحوا ينافسونه العصمة,بل اصبحوا اكثر منه قداسة وحبا وذكرا,فتجدهم يذكرونهم اكثر من ذكرهم لمحمد صلى الله عليه وسلم او رب محمد جل وعلا,وهل العصمة الا اعطاء منزلة النبوة والرسالة لما بعد النبي؟!هل سمعتم بالشيعة يلطمون على وفاة النبي كما يلطمون على الحسين؟ بل هل سمعتم بالشيعة يقيمون اربعينية للنبي كما هي اربعينية الحسين؟ بل هل سمعتم الشيعة يشتاقون الى النبي وصحبه كاشتياقهم الى الحسين وصحبه, ولا ندري لم كان اصحاب علي والحسين من خيار الناس وكان اصحاب النبي من شرار الناس كما يدعون؟.,وبدلا من ان تكون مكة هي قبلة المسلمين واليها يحجون اوجد الشيعة لانفسهم مكات ومكات(جمع مكة) تنافس مكة على قدسيتها,فاصبحت مكة في كربلاء ومكة في النجف ومكة في الكاظمية ومكة في سامراء واخرى في ايران,بل واصبح لكل مرجع منهم ان ينشيء له مكة,لانه معصوم بعصمة "الراد على المرجع كالراد على الامام"!!,وبدلا من الصدقة للفقراء اصبح "الخمس" للسادة ووالسدنة(الكهنة بمفهوم جديد),وبدلا من ان يكون العمل الصالح قسيم النار والجنة,اصبح "علي حبه جنة ,قسيم النار والجنة",فمن لا يؤمن بولاية علي لا يدخل الجنة وان صام وان صلى!,وبدلا من العمل الصالح والاستغفار والتوبة ,تستطيع عمل اي شيء من الموبقات ,وعندما يحين موسم الزيارة والتمن والقيمة,تضع عودا من الحطب في النار فتغفر لك كل ذنوبك,وبدلا من "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [البقرة : 186],اصبح التوسل بالقبور لاجل طلب المغفرة اقرب من الله في طلبها!,وبدلا من "إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلـئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ [النحل : 105],اصبحت "التقية ديني ودين ابائي"!!.وهنالك ازاحات في الدين الشيعي على مستوى اقل من حيث الاهمية,مثل ازاحتهم اغلب المناسبات الاسلامية واحالتها الى مناسبات شيعية,فاحالوا ليلة القدر الى ليلة استشهاد علي ابن ابي طالب ,واصبحت ليلة النصف من شعبان ليلة ولادة المهدي المزعوم,وليلة السابع والعشرين من رجب ليلة الاسراء والمعراج ازيحت لتكون مناسبة ولادة الكاظم!,او اصرارهم الصلاة على التربة مع ان الحديث قال"جعلت لي الارض مسجدا وطهورا" فبينما كان غاية الحديث التخفيف عن المسلمين حتى يصلوا اين شاؤوا ازاح الشيعة المفهوم ليقصروه الصلاة على التراب فقط!!,ومثلها مثل المسح على الرجيلين,فبينما جاءت الرخصة بمسح القدمين قصر الشيعة الوضوء بالمسح مع كثرة التراب والطين الذي يعلوا القدم,مما جعلهم يغسلون القدم اولا ثم يمسحونها عند الوضوء!!.هذه بعض صور الازاحة في الدين الشيعي والتي من خلالها عمل الشيعة على حرف مقاصد الشريعة عن هدفها وطريقها الصحيح,فه بين ان يزيحوا ويحرفوا الهدف من الله الى غيره كما في اتخاذ آل البيت عنوانا لاسلامهم بدلا من الله,او ان يحرفوا الوسيلة والطريق كما في اتخاذهم القبور وسيلة الى الله بدلا من الاستغفار والدعاء من الله الذي وصف نفسه بـ"القريب".
ان عملية الازاحة التي تتعرض لها الاديان تكون نابعة عادة من عاملين:
العامل الاول هو التشوهات الطبيعية التي تعتلي الدين نتيجة بعد المسافة الزمانية والمكانية بين منبع الرسالة وبين من يتعبد بها.
والعامل الثاني هو رغبة بعض المنتفعين من تحويل الدين الى مكسب اقتصادي او سياسي او اجتماعي فيعملون على ازاحته ليصب في صالح نزعاتهم الشخصية.
ولقد ذكرنا سابقا ان الشيعة اقرب الى ان تكون حزبا سياسيا من كونها دينا الهيا,وقد ذكرنا احد اسباب هذا الاعتقاد هو اسباب ولادة التشيع التي كانت سياسية بحتة لا علاقة للدين فيها من قريب او بعيد,وللشعائر التي يمارسها الشيعة والتي غالبها شعائر سياسية اكثر منها شعائر دينية.ولهذا تجد الشيعة يميلون نحو ازاحة العبادات الاسلامية نحو تحقيق اهدافهم الحزبية,فما وافق هواهم الحزبي اصبح طقسا مقدسا كالزيارات واللطم والنياحة والخمس والمتعة,اما ما لم يحقق لهم ذلك فقد عانى من الانحسار والاهمال,فلا تكاد ترى عند الشيعة ما يحض على الصدقة الخفية او قيام الليل او الخوف من الرياء او التحذير من الشرك,واني اتحدى اي رجل دين او كاهن شيعي او خطيب ان يخطب خطبة واحدة عن الشرك بالله وانواعه او ياتي على ذكر نواقض الاسلام ,فهم لا يرون ما ينقض الاسلام سوى عدم الايمان بالولاية او الامامة!!,وهكذا تحول الدين الشيعي وانزاح لتتجسد كل اهدافه في "الولاية" اي "الحكم" اي "الكرسي" !! حتى جعلوا عليا يبكي لان ابي بكر وعمر سلبوه حقه في الخلافة رغم انه كان ازهد الناس بالدنيا(حاشاه عما يقولون).
لطالما كنت اردد دائما ان الشيعي رجل مسكين لو يؤدي لله ثلث ما يؤدي لاهل بيت النبي كما يزعم لاصبح من عباد الله المقربين,لكنه ازاح عبادته عن وجهها وغايتها فالزم نفسه بما لا تطيق من اللطم والنياحة وزيارة القبور والخمس,ولو جلس في بيته وصلى الصلاة المفروضة وادى حق زكاته والصدقة التي هي اقل باكثر من عشرين مرة عن الخمس لخل الجنة في الدنيا والاخرة.ان وزر ضلال الشيعة وانحرافهم عن توحيد الله والازاحة في عبادته ليرجع بالتاكيد الى سادة الشيعة وكبرائهم الذين اضلوهم السبيلا,لكننا بالتاكيد لن نستطيع ان نعذر الشيعي البسيط لاننا في وقت اصبح العلم فيه مشاعا,ولا مجال للتعذر بالجهل"وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا 67 رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً" [الأحزاب : 67-68].