إعترافات القديس جيروم !..
بقلم الدكتورة زينب عبد العزيز
أستاذة الحضارة الفرنسية
تعد وثيقة إعتراف القديس جيروم ، التى صاغها فى القرن الميلادى الرابع ، أهم وثيقة فى التاريخ تثبت ، بما لا يدع مجالا للشك ، أن الأناجيل الحالية قد عانت من التعديل والتبديل والتحريف وسوء الترجمة بحيث لا يمكن إعتبارها بأى حال من الأحوال أنها نصوص منزّلة ، فهى يقينا شديدة الإختلاف ، ولا تمت بأى صلة إلى ذلك الإنجيل الذى أشار إليه القرآن الكريم بأن الله سبحانه وتعالى قد أوحاه للمسيح عليه الصلاة والسلام. وإنجيل السيد المسيح كان موجودا بالفعل ، بدليل أن بولس يقول أنه كان يبشر به : " (...) حتى أنى من اورشليم وما حولها إلى الليريكون قد أكملت التبشير بإنجيل المسيح " (إلى أهل رومية 15 : 19) !. إلا أن الأيادى العابثة فى المؤسسة الكنسية قد أخفته لتفرض ما نسجته عبر المجامع على مر العصور ..
وقد أشرت فى مقالين سابقين إلى هذا الخطاب ، الذى لا يمكن الإختلاف حول أهميته ، لإطاحته الأكيدة بمصداقية الأناجيل الحالية ، ورغمها ، فنظرا لكثرة التعليقات التى وصلتنى عليه من إخواننا المسيحيين وإتهامهم إياى بالكذب والإفتراء ، فلم أجد بدا من نشر صورة فوتوغرافية لطبعة الكتاب نفسه ، الموجود فى مكتبة فرانسوا ميتران بباريس ، ليكف إخواننا الكرام عن إتهامى ، خاصة وأننى أعربت أكثر من مرة أنه نظرا لحساسية المواضيع التى أتناولها دفاعا عن الإسلام ، الذى يجاهدون لإقتلاعه ظلما وعدوانا ، فلا يمكننى قول أى معلومة ما لم تكن وثيقتها عندى أو لدى صورة منها .. فبدلا من إتهامى والتدنى إلى مستوى لا أرضاه لا لهم ولا لأى أحد ، خاصة فى مثل هذه الموضوعات الجادة أو المصيرية ، فمن الأفيد لإخواننا الكرام أن يقوموا بدراسة حقيقة تاريخ المسيحية الحالية ليعرفوا كيف تم نسج ما هم عليه من عقائد .. بدلا من الإنسياق وراء الاعيب الغرب السياسية الرامية إلى إقتلاع الإسلام والمسلمين عن غير وجه حق.
ولولا أن هناك عمليات تمويه وتعتيم ومعارك كبرى دارت حول أصول هذه الأناجيل لما قامت الكنيسة بمنع أتباعها من قراءتها حتى لا يكتشفوا ما يتم بها من تعديل وتغيير ، بل لما احتاجت هذه المؤسسة ، بكل جبروتها الراسخ ، إلى أن تفرضها فى مجمع ترانت ، فى القرن السادس عشر ، ( أى أنه حتى ذلك الحين كان هناك من يعترض على ما بها ويرفضها) تفرضها على الأتباع على "ان الله هو المؤلف الحقيقى والوحيد لها" ، ثم قررت أنه يمكن للأتباع قراءتها برفقة قس حتى يتصدى لأى سؤال قد يكشف ما بها .. ثم فى مجمع الفاتيكان الأول 1879 ، قررت الكنيسة أن الله قد أوحى للروح القدس الذى قام بدوره بإلهام الحواريين فى كتابتها ، وهو ما يمثل تراجعا واضحا عن القرار السابق ، ثم فى مجمع الفاتيكان الثانى 1965 إعترفوا بأن هذه النصوص "بها القديم والبالى ، وإن كانت تمثل منهج تربوى إلهى حقيقى " .. واللهم لا تعليق !
وفيما يلى الصورة الفوتوغرافية لصفحة المقدمة-الإعتراف التى تتصدر الصياغة الحالية التى قام بها جيروم للأناجيل ، ثم ترجمة الخطاب إلى العربية ، ثم التعليق عليه :
" المجلد الأول من أعمال الراهب جيروم
بداية المقدمة
حول مراجعة نصوص الأناجيل الربعة
إلى قداسة البابا داماز ، من جيروم،
تحثنى على أن اقوم بتحويل عمل قديم لأخرج منه بعمل جديد ، وتريد منى أن أكون حكماً على نُسخ كل تلك النصوص الإنجيلية المتناثرة فى العالم ، وأن أختار منها وأقرر ما هى تلك التى حادت أو تلك التى هى أقرب حقا من النص اليونانى. أنها مهمة ورعة ، لكنها مغامرة خطرة إذ سيتعيّن علىّ تغيير أسلوب العالم القديم وإعيده إلى الطفولة. وأن أقوم بالحكم على الآخرين يعنى فى نفس الوقت أنهم سيحكمون فيه على عملى.فمن من العلماء أو حتى من الجهلاء، حينما سيمسك بكتابى بين يديه ويلحظ التغيير الذى وقع فيه ، بالنسبة للنص الذى اعتاد قراءته ، لن يصيح بالشتائم ضدى ويتهمنى بأننى مزور ومدنس للمقدسات ، لأننى تجرأت وأضفت ، وغيّرت، وصححت فى هذه الكتب القديمة ؟
وحيال مثل هذه الفضيحة ، هناك شيئان يخففان من روعى ، الأمر الأول : أنك أنت الذى أمرتنى بذلك ؛ والأمر الثانى : إن ما هو ضلال لا يمكن أن يكون حقاً. وهوما تقره أقذع الألسنة شراسة. وإذا كان علينا أن نضفى بعض المصداقية على مخطوطات الترجمة اللاتينية ، ليقل لنا أعداؤنا إيها أصوب ، لأن هناك من الأناجيل بعدد الإختلافات بين نصوصها. ولماذا لا يروقهم أن اقوم بالتصويب إعتمادا على المصادر اليونانية لتصويب الأجزاء التى أساء فهمها المترجمون الجهلاء ، أو بدلوها بسوء نية ، أو حتى قام بعض الأدعياء بتعديلها.
وإذا كان علينا دمج المخطوطات ، فما يمنع أن نرجع ببساطة إلى الأصول اليونانية ونبعد بذلك عن أخطاء الترجمات السيئة أو التعديلات غير الموفقة من جانب الذين تصوروا أنهم علماء ، أو الإضافات التى أدخلها الكتبة النعسانين ؟ أننى لا أتحدث هنا عن العهد القديم والترجمة السبعينية باللغة اليونانية التى لم تصلنا إلا بعد ثلاث ترجمات متتالية من العبرية إلى اليونانية ثم إلى اللاتينية. ولا أود أن ابحث هنا ما الذى سيقوله أكويلاّ أو سيماك ، أو لماذا آثر تيودوسيان إختيار موقف الوسط بين المترجمين القدامى والحداث. لذلك سأعتمد على الترجمة التى يمكن أن يكون قد عرفها الحواريون.
وأتحدث الآن عن العهد الجديد ، المكتوب بلا شك باللغة اليونانية فيما عدا إنجيل متّى الذى كان قد استعان أولا بالعبرية لنشره فى منطقة اليهودية. إن هذا الإنجيل يختلف يقيناً عن الذى بلُغتنا نظرا لتعدد المصادر التى استعانوا بها لتكوينه. وقدآثرت أن ارجع إلى نص أساسى ، فلا أود الإستعانة بترجمات المدعوان لوشيانوس أو هزيكيوس التى يدافع عنها البعض بضراوة عن غير وجه حق ، واللذان لم يكن من حقهما مراجعة لا العهد القديم بعد ترجمة السبعين ، ةلا أن يقوما بمراجعة النصوص الجديدة. فالنصوص الإنجيلية التى وصلتنا بلغات شعوب مختلفة توضح مدى الأخطاء التى بها. وإذا كنت قدقمت بذلك بالنسبة للنسخ المكتوبة بلغتنا فلا بد وأن أعترف بأننى لم أستفد منها شيئاً.
وهذه المقدمة المتواضعة تقترح أن يكون ترتيب الأناجيل الإسمى على النحو التالى :متّى ، مرقس ، لوقا ، ويوحنا. وقد تمت مراجعتها من عدة مخطوطات يونانية قديمة.وهى لا تبعد كثيرا عن فحوى النسخ اللاتينية. فلم أقم إلا بتصويب الأجزاء التى بدت بعيدة عن المعنى الحقيقى وتركت الأجزاء الأخرى كما وصلتنا فى صياغتها البدائية و وضعت حرف (ب). أما الترجمات التى قام بها يوسبيوس من القيصرية ، المقسمة إلى عشرة أجزاء ، وفقا لأمونيوس السكندرى ، فقد ترجمتها إلى لغتنا إلتزاما بالمعنى اليونانى فحسب. وإن كان هناك أى فضولى يود معرفة الأجزاء المتماثلة أو المتفردة أو التى تختلف تماما عن تقسيمة العشرة يمكنه معرفة ذلك. لأن الأخطاء قد تراكمت مع الوقت فى كتبنا ، وهو ما يجعل إنجيل ما يتفاوت عن الآخر ، وأشرت إليه بحرف (ح).
لقد وقعت أخطاء عند محاولة التوفيق بينها ، لذلك ترى خلطاً شديداً فى الترجمات اللاتينية. فأحد الكتبة قد قال أكثر وفى الآخر قد أضافوا إذا تصوروا أنه أقل. وأن مرقس فى أجزاء كثيرة ينقل عن لوقا ومتّى ، وأن متّى ينقل عن يوحنا ومرقس ، بينما كان كل إنجيل يحتفظ بما يخصه فحسب. فكل واحد منهم قد نقل عن الإنجيل الذى وقع فى يده. لذلك عند قراءة الكشف الذى أقترحه لن يكون هناك أى خلط وسيتم التعرف على المتشابه بينها وعلى ما يخص كل منها بعد أن أستبعدت الخلط والأخطاء.
ففى الكشف الأول يوجد توافق بين الأناجيل الأربعة متّى ومرقس ولوقا ويوحنا. وفى الثانى لا يوجد توافق إلا بين متّى ومرقس ولوقا ، وفى الثالث بين متّى ولوقا ويوحنا ، وفى الرابع بين متّى ومرقس ويوحنا، وفى الخامس بين متّى ولوقا ، وفى السادس بين متّى ومرقس ، وفى السابع بين متّى ويوحنا ، وفى الثامن بين لوقا ومرقس، وفى التاسع بين لوقا ويوحنا. وفى العاشر ستجد كل مل هو خاص بكل إنجيل ولا يوجد فى الأناجيل الأخرى. وفى كل إنجيل على حدة هناك أجزاء متفاوتة الطول كلما ابتعدنا عن التوافق.
الرقم سيكون باللون السود ، وسيتضمن رقماً آخر تحته بالأحمر، لكى يدل فى أى إنجيل يوجد ذلك الجزء المعنى. فعند فتح الكتاب ومحاولة معرفة أى فصل ينتمى لهذه الترجمة أو تلك فإن ذلك سيتضح فوراً من الرقم الذى اضفته من أسفل. وعند الرجوع إلى بداية الطبعة التى توجد فيها القوائم معاً وبفضل إسم الترجمة المحدد فى بداية كل إنجيل يتم العثور على رقم كاتبه مع العناوين المختلفة لكل منهم. ويوجد بجوار هذا الأخير أسماء الفقرات المماثلة. وهكذا يمكن الإطلاع على الأرقام الموجودة فى نفس الفصل. وما أن تتم معاينة هذه المعلومات يمكن التوصل إلى كل واحد مع مراعاة الأرقام التى تم تحديدها يمكن معرفة الأجزاء المتشابهة أو المتماثلة (ب).
أرجو أن تكون بخير فى المسيح وألا تنسانى يا قداسة البابا ".
ولو قمنا بأخذ أهم المقولات التى وردت بهذا الخطاب-المقدمة ، لوجدنا ما يلى :
* أن البابا داماز (366-384 ، الذى ترأس البابوية لمدة ثمانية عشر عاما) قد طلب من القديس جيروم أن يحوّل الكتب القديمة إلى كتب جديدة ، وأن يحكم على قيمة تلك الأناجيل المتناثرة فى العالم ليستبعد منها ما حاد عن النص اليونانى ، ـ والمعروف أن النص اليونانى ليس النص الأصلى للأناجيل ، ولا حتى نص إنجيل يسوع الذى كانت لغته الأرامية .
* خشية جيروم من إتهامه بأنه مزوّر ومدنس للمقدسات لأنه تجرأ وأضاف وغيّر وصحح فى الكتب القديمة !
* معرفته يقينا بأن ما قام به يعد فضيحة فى نظر الأتباع ، ـ وأى فضيحة !
* لكنه مطمئن ، لا لأن البابا شخصيا هو الذى طلب منه القيام بهذا التغيير فحسب، ولكن لمعرفته يقينا : " أن الضلال لا يمكن أن يكون حقا ".. أى أن الكتب السائدة تعد ضلالا فى نظره، وهو ما تقره أيضا أقذع الألسنة شراسة فى الهجوم عليه..
* وأن الترجمة اللاتينية السائدة بها أخطاء وإختلاف بين نصوصها..
* وأن من قام بالترجمة جهلاء، وبدلوا النصوص بسوء نية، وقاموا بتعديلها!..
* وأن نص إنجيل متّى المكتوب بالعبرية يختلف يقينا عن الذى باللاتينية نظرا لتعدد المصادر التى تمت الإستعانة بها لتكوينه..
* وأن نصوص الأناجيل الموجودة فى شعوب مختلفة توضح مدى الأخطاء والإضافات التى بها..
* وأن الترجمة اللاتينية التى قام بها القديس جيروم لا تبتعد كثيرا عن فحوى النسخ اللاتينية السابقة وأنه لم يقم إلا بتصويب الأجزاء التى بدت له بعيدة عن المعنى الحقيقى ، وترك الأجزاء الأخرى فى صياغتها البدائية !
* وأن الأخطاء قد تراكمت فى هذه الأناجيل ، كما وقعت أخطاء عند محاولة التوفيق بينها ، لذلك يوجد بها " خلطا شديدا " ننظرا لما أضافه الكتبة من عندهم ..
ثم قام بعمل كشف بالأجزاء المتوافقة والمتشابهة فيما بين الأناجيل بين تعديلها!
فبعد هذا الإعتراف الشديد الوضوح هل يمكن لأحد الإدعاء بأن الأناجيل الحالية منزّلة من عند الله ، أو الإفتراء ظلما ومساواتها بالقرآن الكريم الذى لم يتبدل فيه حرفاً واحدا منذ أنزله الله سبحانه وتعالى حتى يومنا هذاً ؟!..
ولا يسعنى، بعد تقديم هذا الدليل القاطع، إلا مناشدة كافة المسؤلين المسلمين وخاصة كافة اولئك الذين يشتركون فى مؤتمرات الحوار أن يقرأوا ليدركوا أن مساواتهم القرآن الكريم بنصوص الأناجيل الحالية أو الكتاب المقدس برمته يعد مساساً فادحا فى حق الإسلام، لكى لا أقول " كفراً ".. فلا يمكن مساواة الحق بالباطل.
وإلى إخواننا المسيحيين بكل فرقهم، لا يسعنى إلا تكرار ما سبق وقلته من قبل: أنه لا توجد خصومة شخصية بينى وبين أى مخلوق، ولا أنتقد المسيحية كديانة فى حد ذاتها، لكننى ضد عملية فرضها على العالم، ضد تنصير العالم وضد إقتلاع الإسلام والمسلمين، ليؤمن من شاء وليكفر من شاء، لكن تنصير المسلمين أمر مرفوض بكل المقاييس، فالدين عند الله هو الإسلام.
وفيما يلى النص اللاتينى الكامل لخطاب القديس جيروم ، ليقوم بمراجعة ترجمته من شاء من إخواننا الكرام:
Sancti Hieronymi operum Tomus Primus
Incipit praefatio
Sti Hieronymi Presbyteri in
Quatuor evangelia
Beatissimo Papae Damaso Hieronymus
Novum opus facere me cogis ex veteri : ut post exemplaria ************************urarum toto orbe dispersa, quasi quidam arbiter sedeam : & quia inter se variant, quae sint illa quae quum Graeca consentiant veritate, decernam. Pius labor, sed periculosa praesumtio, judicare de coeteris, ipsum ab omnibus judicandum : senis mutare linguam, & canescentem jam mundum ad initia retrahere parvulorum. Quis enim doctus pariter vel indoctus, cum in manus volumen assumserit, & à saliva quam semel imbitit, viderit discrepare quod lectitat ; non statim erumpat in vocem, me falsarium, me clamans esse sacrilegum, qui audeam aliquid in veteribus libris addere, mutare, corrigere ? Adversus quam invidiam duplex caussa me sonsolatur : quod & tu qui summus sacerdos es, fieri jubes : & verum non esse quod variat, etiam maledicorum testimonio comprobatur. Si enim Latinis exemplaribus fides est adhibenda, respondeant quibus : tot enim sunt exemplaria paene quot codices. Sin autem veritas est quaerenda de pluribus : cur non ad Graecam originem revertentes, ea quae vel à vitiosis interpretibus male edita, vel a praesumtoribus imperitis emendata perversius, vel à librariis dormitantibus aut addita sunt, aut mutata, corrigimus ? Neque vero ego de Veteri disputo Testamento, quod à septuaginta quid Aquila, quid Symmachus sapiant, quare Theodotion inter novos & veteres medius incedat. Sit illa vera interpretatio quam Apostoli probaverunt. De novo nunc loquor Testamento : quod Graecum esse non dubium est, excepto Apostolo Matttheo, qui primus in Judaea Evangelium Christi Hebraïcis litteris edidit. Hoc certe quum in nostro sermone discordat, & (a ) diversos rivulorum tramites ducit : uno de fonte quaerundum est. Praetermitto eos codices quos à Luciano & Hesychio nuncupatos, paucorum hominum asserit perversa ****************************io : quibus utique nec in veteri Instrumento post septuaginta Interpretes emendare quid licuit, nec in novo profuit emendasse : quum multarum gentium linguis ************************ura ante translata, doceat falsa esse quae addita sunt. Igitur haec praesens praefatiuncula pollicetur quattuor tantum Evangelia, quorum ordo est iste, Matthaeus, Marcus, Lucas, Johannes : codicum Graecorum emendata collatione, sed veterum. Quae ne multum à lectionis Latinae consuetudine discreparant, ita calamo ( b)temperavimus, ut his tantum quae sensum videbantur mutare correctis, reliqua manere pateremur ut fuerant. Canones quoque, quos Eusebius Caesariensis Episcopus Alexandrinum sequutus Ammonium, in decem numeros ordinavit, sicut in Graeco habentur, expressimus. Quod si quis de curiosis voluerit nosse, quae in Evangeliis, vel eadem, vel vicina, vel sola sint, eorum distinctione cognoscat. Magnus siquidem hic in nostris codicibus error inolevit, dum quod in eadem re alius Evangelista plus dixit, in alio quia minus putaverint, (c) addiderunt. Vel dum eumdem sensum alius aliter expressit, ille qui unum è quattuor primum legerat, ad ejus exemplum coeteros quoque aestimaverit emendandos. Unde accidit ut apud nos mixta sint omnia, & in Marco plura Lucae atque Matthaei, Rursum in Matthaeo plura Johannis & Marci, & in coeteris reliquorum quae aliis propria sunt, inveniantur. Quum itaque canones legeris qui subjecti sunt, consusionis errore sublato, & similia omnius scies, & singulis sua quaeque restitues. In Canone primo concordant quattuor, Mattheeus, Marcus, Lucas, Johannes. In secundo tres, Matthaeus, Marcus, Lucas. In tertio tres, Matthaeus, Lucas, Johannes. In quarto tres, Matthaeus, Marcus, Johannes. In quinto duo, Matthaeus, Lucas . In sexto, Matthaeus, Marcus. In septimo duo, Matthaeus, Johannes. In octavo duo, Lucas, Marcus. In nono duo, Lucas, Johannes. In decimo, propria (a) unusquisque quae non habentur in aliis, ediderunt. Singulis vero Evangeliis : ab uno incipiens usque ad sinem librorum, dispar numerus increscit. Hic nigro colore prae************************us, sub se habet alium ex minio numerum discolorem, quid ad decem usque procedens, indicat prior numerus, in quo sit canone requirendus. Quum igitur aperto codice, verbi gracia, illud sive, illud capitulum scire volueris cujus Canonis sit, statim ex subjecto numero doceberis, & recurrens ad principia, in quibus Canonem est distincta congeries, eodemque statim Canone ex titulo frontis invento, illum quem quaerebas numerum ejusdem Evangelistae, qui & ipse ex in************************ione signatur, invenies ; atque à vicino caeterorum tramitibus inspectis, quos numeros è regione habeant, annotabis : & quum scieris recurres ad volumina singolorum, & sine mora repertis numeris quos ante signaveras, reperies & loca in quibus vel eadem, vel vicina didixerunt (b) . Opto ut in Christo valeas, & mei memineris Papa beatissime.
(a) Ita MSS. omnes antiquiores ac melioris notae. Aliquot recentiores cum
editis legunt, in diversos rivulorum tramites : vel, ad diversosos, G c.
(b) Codices MSS. quamplures, imperavimus
(c ) Consule quae in Prolegomenis nostris diximus de Latino Matthaei Evangelio usu recepto in Ecclesia ante Hieronymum, ubi exempla proposuimus additamentorum hujusmadi.
http://www.alshaab.com/news.php?i=13400
================
خسيس عيش !!
الجهاد.. في مواجهة القرصنة والتسكع الغربي!!
بقلم: عبد الرحمن عبد الوهاب
يا ليتني بينك وبين المضره *** من غزة الشوكة إلى سكرة الموت
كان وما يزال الجهاد وسيظل إلى قيام الساعة بمثابة ذروة سنام الإسلام.. والذروة في العادة لا يرقى إليها المشلولون أو ذوي العاهات. لا يرقي إلى القمة إلا الأفذاذ من الرجال.. ومن أعلى القمة اذا قدر ونظرت إلى السفح.. ستجد الناس صغار كالنمل، صغار الاهتمامات.. صغار القضايا.. صغار المبادئ.. لأنهم لم يرقوا إلى القمة يوما ولم يتنسموا عبير المجد.. لذلك من تذوق طعم الجهاد يوما لن يقنع بالدون آو خسيس عيش. وسيركل الحياة وصفقات الذل.. وما أحب احد الحياة قط إلا ذل.
تناولها الشاعر:
وحب العيش اعبد كل حر*** وعلم سابغا أكل المرار
إلا أن هناك طائفة من الأحرار.. فقهوا أن لا ركوع إلا لله أو للضغط على الزناد.. فكان بالنسبة لهم مشروع حياة.
هُمُ الجِـبـــالُ فطئطــئ حين تذكُـــرُهُم ****عاشُوا وعاشُوا وما ماتوا وقدقُبِِضُوا
ما كنت اعتقد أن هذه الأمة العظيمة الرائعة ذات الحيثية والوجود والكيان وصفحات المجد والعنفوان.. أن تقنع في النهاية بخسيس عيش.. وثمة تساؤل بريء ماذا ينقصها ؟!!
وهي ذات الأرض وذات الجغرافيا وذات التاريخ.. وفوق كل هذا كتاب مجد (القران الكريم) نزل من السماء.. ونبي عظيم صلى الله عليه وسلم كان رائع السجايا والصفات والأخلاق.. ماذا ينقصها ؟!! وهتفنا بها دوما ان لو اقتدت بهذا العظيم بلغت الذروة واجتازت القنطرة من المجد، كي تعتلي الذروة الشماء وتكون في علو بالحياة وعليين في الآخرة ؟
حتى في الغرب يدركونها: ميراث العظماء تذكر الاسم العظيم وميراث النموذج
“The legacy of heroes is the memory of a great name and the inheritance of the greatest example.”
Benjamin Disraeli (British Prime Minister and Novelist. 1804-1881)
واي نموذج للبشرية أعظم من محمد بن عبد الله. الذي كان للعالمين رسولا وللثوار رسولا وللمقاتلين رسولا.. محمد الذي ملأ الكون زهرا وحبا وعدلا..
قال الغرب ان الزمن يكنس الغثاء ويترك الحقيقة كميراث للإنسانية.. وها نحن نقول لهم.. "ان تتعامل مع شخص المصطفى الكريم. دون أحكام مسبقة من مضللي البشرية والكذابين والدجالين.. وصل كثيرون إلى الحقيقة.. وهتفوا بها عاليا.. ان محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.. هو النموذج الرائع الجدير بالاقتداء من الجنس البشري على الإطلاق..
ونتساءل لماذا وصلت امة المجد المؤثل إلى هذا الانتكاس للقناعة بخسيس عيش
عش عزيزا أو مت وأنت كريم **** بين طعن القنا وخفق البنود
عادة الفرسان لا يقنعوا بخسيس عيش في خلال قراءاتي وجدت نماذج باهرة ورائعة.. لا تقنع بما دون النجوم أو المجد.. رأيت مصعب بن عمير مضرجا في دمائه.. مصعب الذي كان مرفها.. فترك كل شيء.. وانتهى إلى فارس.. شعث في برده، ولكنه كان حرا عملاقا.. رأيت أيضا موسى بن أبي غسان وهو يذهب وحيدا إلى حدود غرناطة ليقاتل جيوش الفرنجة وحيدا حتى قتل وكانت له صولة.. رأيت الحسين ومعه عدد قليل من الأنصار لايتعدون السبعين رجلا وأطفال آل البيت يواجهون جيش دولة بكاملها مكون من ثلاثين ألفا. في مواجهة محسومة النتائج والنهايات.. إلا انه رفض أن يبايع يزيد.. أي رجولة تلك وأي بطولة تلك وأي عظمة تلك.. أنه أمر مثير للدهشة والانبهار.. رأيت الشيخ المجاهد عبد الله عزام وهو الدكتور الجامعي يترك مدرجات الدراسة والكتب والجامعة ويحمل البندقية ويقف على الثغور.. كانت أمور قلبت لدينا المعادلات رأسا على عقب في مضمار المجد والذود عن الأمة والانتصار للدين وإعلاء كلمة الله في الأرض.. نماذج رائعة في حياتي رأيتها.. رأيت فتحي الشقاقي وهو يخوض الملحمة.. رأيت عبد العزيز الرنتيسي والشيخ احمد ياسين.. فرسانا لم يرضوا إلا بالعيش العزيز ورفضوا خسيس عيش.. اجل وكان درب الشهادة هو ميدان العظماء.
أولئك أبائي فجئني بمثلهم اذا*** جمعتنا يا جرير المجامع
اما اليوم.. ماذا نرى.. صار الحكام عملاء كالمرتزقة في أفلام الوسترن (مدفوعي الأجر) والأمن العربي العلماني متصل في خط مباشر مع الموساد الإسرائيلي وCIA.. وكيف وصل الحاكم العربي لان يكون جزار صهيوني النزعة والأفكار.. ماذا ينقص الأمة ؟ كان لابد ان نتساءل ؟
وهي لديها إيمان بإله عظيم.. له المجد الذي لا يرام والصفات الحسنى وبيده ملكوت كل شيء.. وبيده إيتاء الملك ونزع الملك.. وأمره أن يقول للشيء كن فيكون.. ماذا ينقصها في ان تعقد معه عهدا على إعلاء كلمته في الأرض.. إن الجحود والنكران والكفر بتلك النعم.. مؤداها سلب الملك.. والضياع.. والحضيض .. وما دون الحضيض.. لأنها جحدت نعم ربها وكفرت إلهها.. قال الشاعر القديم
اكتبوا بالجص من فوق قبره*** ألا لعن الرحمن من كفر النـعـم
إن الله تعالى لا يظلم الناس ولكن الناس أنفسهم يظلمون.. كيف ترضى هذه الأمة بالدون وخسيس عيش.. ومليارات النفط تكفي لتحرير ليس فلسطين واحدة.. بل ألف فلسطين.. هذه الأمة.. ماذا ينقصها ؟! أيريدون مقاتلين ؟ فقط قولوا حي على الجهاد وسيجيبكم مليار لبيك.. تهز العالم.. وتخلع الجبال من رواسيها..
ولكن ملياراتها في بنوك الغرب واغمدوا السيوف في الصحراء حتى يجيب العدم.. ومع هذا.. يحتل الكافر أراضيهم.. وينتهك أعراضهم ويقابلونه بالرحابة وسعة الصدر ونتساءل ألا يخجلون ؟! قالوا ان الخجل عملية أخلاقية.. وقالوا أنها كيميائية في المخ.. تنسحب حمرة على الوجه.. فمن أي طينة انتم ؟!! ما رأينا في دول العالمين أن يقلدوا الأوسمة للمحتل.. كما صرخ بها احد الكتاب.. فلتثكلكم أمهاتكم.. ذبحتمونا يا عرب ؟! وماذا بعد ذلك. نقولها لكم من النهاية.. أمريكا لا تريد الخروج من العراق وماذا جنيتم علينا يا براقش. والذبح صار على الهوية.. وهناك من رضخ للعدو.. كي يرمي له عظمة في النهاية.. أمريكا وعملاء الاحتلال.. يقومون اليوم بتصفية المقاومة شارع شارع وبيت بيت ومدينة مدينة بالعراق.. والقاهرة قنعت بخسيس عيش ولا تريد الضلوع بيوم مجد يذكره التاريخ.. بل سيذكر التاريخ لها أيام عار. كان منها مؤخرا أن القاهرة لا تريد فتح معبر رفح حتى الإفراج عن شاليط.. وكأنها تساوم غزة على أن تأكل من ثدييها.. وان لم تأكل من ثدييها لن تفتح القاهرة المعبر.. أرأيتم مثل هذا العار على امة من العالمين.. وما عرفت القاهرة ولا العرب.. أن في غزة رجال عجم عودهم. وفي بغداد فرسان لا يشق لهم غبار. فرسان لعنوا هذه الألاعيب الصبيانية من فقه التصهين.. غزة تعرف ما تريد إسرائيل وما يريد نظام القاهرة وما يريد العرب.. ومن النهاية لن تآكل غزة من ثدييها.. ومازالت تنتفض بغداد كالعنقاء من تحت الركام.
وألف الف فارس.. يقولون
عدمنا خيلنا ان لم تروها **** تثير النقع موعدها بغداد
وليقنع بقية العرب بخسيس عيش.
*****
الجهاد.. في مواجهة القرصنة والتسكع الغربي!!
منذ ربع قرن تقريبا وفي مدرجات الجامعة، ثمة محاضرة في الشعر الأميركي وكانت قصيدة ت.س.اليوت (الأرض الخراب) هي مثار الأحداث، وقامت دكتورة الأدب الانجليزي والأميركي بتشريح النص معنا وتناولت سمات وخصائص الأدب الأميركي.. وكيف أن إليوت ضاقت به مفردات الانجليزية، ليضع كلمة(يفرز) وأتت الدكتورة بـ - يفرز - كترجمة للمفردة بالغة التهذيب رحمة بالذوق العام.. ورحمة بحياءها – الأنثوى- المعهود.. لاحظنا يومها أن الأدب الأمريكي (قليل الذوق) بل (ويصدم الذوق البريء) حتى وان افترضنا أن كان مؤداها الرمزي من اليوت وبما تحمله القصيدة من رمزيات، أن الحضارة( أفسدت ذوقنا) كأمريكيين.. كان بجانبي زميلي شريف عبد الله.. وكتب فوق المفردة..( يتغوط ) بلفظها (الدارج).. نظر إلي نظرة استغراب.. وابتسم بعدما مد شفتيه تقززا.. ومن ثم تابعنا الدكتورة.. وكان من الغريب ان ذلك لم يكن استنباطا منا عبر القصيدة بل قالها بريان الديس صراحة "إن الحضارة هي المسافة التي يقع فيها الإنسان بين نفسه وبين غائطه". رأينا ان الأدب الأمريكي.. موضوع يحكمه لوي الزراع.. وليس الإبداع..
Civilization is the distance man has placed between himself and his excreta. ~Brian Aldiss
وهذا يعبر عن مدى سقوط الحضارة الغربية.. ذوقيا وحضاريا.. ولكن ترانا ماذا بعد أن (تغوط) أو (افرز) جورج بوش في العراق (حسب تعبير الدكتورة). وها هو الآن على وشك أن يمضى.. دون أن يستنزه أو يستجمر من عملته. وترك لنا his excreta)) كما قال بريان أعلاه.. أيعقل هذا بعد أن بال على امة الإسلام في العراق.. أن يمضي دون حساب أو محاكمة!!
هل صارت الأمة (مبولة) العالم.. لكل من أراد أن يبول علينا من كلاب الأرض.. وعذرا في التعبير..
اين سيوف الهند..
اين قول ابو فراس..
جلبت سيوف الهند من كل بلدة ****وأعددت للهيجا كل مجالد
اين قول الفارس..
ستذكر ايامي نمير وعامر .. وكعب على علاتها وكلاب
قضية الذوق هذه.. تناولها.. جون ماير في رسالة إلى ج بي ما كينزي.. أن التضخم الوثني للحضارة دمر الطبيعة بشكل عام، والشعر، وكل شيء روحي..
The gross heathenism of civilization has generally destroyed nature, and poetry, and all that is spiritual. ~John Muir, letter to J.B. McChesney, 19 September 1871
وكان رأي الدكتورة زينب عبد العزيز.. موضحا للرؤية إلى أبعد حد ممكن كدكتورة في الحضارة الفرنسية وعلي علم بسياق الحضارات حيث تقول:
المجتمع الأمريكي حديث العهد، عمره 200 سنة تقريبا، تكون من "غوائط" الحضارة الأوروبية.. خريجى السجون والمجرمين والعاهرات.. عملية نقل حثالة مجتمع ليعمّروا بها أو ليسبّخوا بها أرض من اقتلعوهم من السكان الأصليين للأمريكتين.. فهى عبارة عن غوائط تم غرسها مكان حضارة مقتلعة، فأنبتت حضارة أصلها غائط ومذهبها الإجرام الذى تشربته باقتلاع الآخر أى قائمة على الإجرام والعربدة.
المشكلة الاكبرى هى: لماذا نقبل نحن، يا من كنا خير أمة أخرجت للناس بأن يحكمنا مثل هؤلاء القوم ؟ لماذا نخضع لهم ولا نخضع لكتاب الله عز وجل الذى إذا اتبعناه لما ضل فينا اى إنسان ؟ جشع المال ؟ الله اعلم..
وكان مما اثارته الدكتورة زينب في تساؤلها المفصلي للواقع العربي والإسلامي عموما.. هل هو جشع المال ؟ يبدو أن أخلاق العرب والمسلمين أصبحت قيد التعطيل.. أو معطلةout of order كما يقول الفرنجة.. لا تسألوني عن وائل وتغلب .. ومرة وخزاعة وقريش وهاشم !!
كنا يوما.. مليء السمع والبصر، أمه لها المجد فوق الثريا، وغدونا في الذل نعل البغال..
خسيس سياسة، وخسيس مغنم، وخسيس عيش، وخسيس حكام، وخسيس سلام، وخسيس مواقف..
تا الله أيحدث ذلك.. هذا بعد معلقات عمرو بن كلثوم التغلبي، في الجاهلية، هذا بعد (كتاب مجد) نزل من السماء (القران الكريم).. علمنا البطولة والشموخ.. علمنا كيف نمتطي صهوات الجياد.. وضرب الرقاب والإثخان وشد الوثاق حتى تضع الحرب أوزارها.. (فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا) (محمد : 4 )
إلا أن جيادنا كبت وأسيافنا صدئت.. فكان لابد لنا أن ننفض عن المجد غبار التاريخ.. وكان لابد لنا.. ان نعقم جراحنا بالرغم من الألم.. كي لا تلتئم على فساد او اتساخ.. كانت تأنف العروبة من خسيس أفعال قد يخطها التاريخ.. حتى وأن كانوا كفار..
فما بالنا بخسيس يعرب فيما بعد الإسلام بالقرن العشرين والواحد والعشرين التي تقوم بالنقل المباشر للحدث من غزة والعراق وأفغانستان والبوسنة.. لتكون فضيحتنا على عينك يا تاجر واليكم التفاصيل..
عربنا اليوم، من أجل جشع المال.. يبيع الأخ أخيه.. ويطعن الرفيق رفيقه.. وصار الطعن في الظهر هو العرف المألوف في أزمنة الأوغاد.. لم يعد هناك حاتم طيء.. ولا سيف خالد.. ولا رماح ردينه.. أيامنا اليوم.. عصور الانكسار والانبطاح.. ضابط الأمن العربي بارع في فنون التعذيب.. فقط مهمته ان تحول له أميركا من تريد تعذيبه.. وينزع منك رصيد الإيمان وشموخ الإيمان وبقايا الكرامة.. واعتزازك بالله..
قبل ترحيلك إلى غوانتنامو.. لأنه خسيس بالوكالة.. مقابل شيك من بني صهيون والأمريكان.. يسحق الإسلامي تحت النعال وتحت التعذيب.. الحاكم العربي مستعد أن يبيع (القرآن) ويحكم بغير ما أنزل الله.. مقابل رصيد تحوله أميركا إلى حسابه السري.. الإعلامي العربي.. مستعد أن يدبج مقالا او بحثا من الافتراء والكذب على الله ورسوله والاسلام مثل محمد البدري ويسهر عليه الليالي الطوال للطعن في الإسلام وللتطاول على الله في علاه (الله) من تقدست أسماؤه وتعالت صفاته في سماءه قدسا ومجدا وعزة وكبريا، مقابل تحويل مصرفي زهيد الأجر.. الصحفي العربي يسب محمد صلى الله عليه وسلم، كما يفعل سيد القمني لأنه لا حد في أزمنة الردة الحديثة.. والفساد مستشر من الحاكم.. حتى البواب. الحاكم العربي يحاصر أخيه في العراق وغزة.. ويمرر السفن كي تذبح الأمة من الوريد.. مقابل وجبة دسمة على مائدة جورج بوش.. وكان في أفغانستان فضيحة الأمة.. ركض الأفغانيين وراء الإسلاميين العرب أو ما اصطلح على تسميتهم (الأفغان العرب) ممن ذهبوا إلى هناك ليدافعوا عن حريم وعرض الأفغان فكان حال قوم الأفغان مع ضيوفهم العرب المقاتلين ومن لبوا النفير لنصرتهم.. مثل قوم لوط وعابر سبيل.. وسلموهم للأمريكان مقابل 100 دولار للرأس العربي.. ماذا نقول عن خسيس أقوام ابتلينا بهم في هذا الزمان.. كان تأنف منها مروءة العربي الشهم.. والمسلم التقي..
ألى أن وصل الحال.. إلى أن ضرب نزار في الحائط رأسه لآلاف المرات.. اخرج لنا معلقة على غرار عمرو بن كلثوم التغلبي.. ولكن كسياق مختلف..
يا أيها السيف الذي يلمع بين التبغ والقصب
يا أيها المهر الذي يصهل في برية الغضب
إياك أن تقرأ حرفاً من كتابات العرب
فحربهم إشاعة ..
وسيفهم خشب ..
وعشقهم خيانة
ووعدهم كذب
إياك أن تسمع حرفاً من خطابات العرب
فكلّها نحو .. وصرف ، وأدب
وكلّها أضغاث أحلام ، ووصلات طرب
لا تستغث بمازن ، أو وائل ، أو تغلب
فليس في معجم الأقوام ،
قوم اسمهم عرب !! .
فأنا لا ألوم نزار.. بقدر ما ألوم خسيس أقوام.. كفروا بالمجد الذي كان! وبقي لنا جيل ستار اكاديمي وشباب يتقصع كالنساء..
وتضيف الدكتورة زيبنب عبد العزيز : أن ما تقوم به السياسة الأمريكية أشبه ما يكون بعملية إنتقامية لمداراة ذلك الأصل المتدن الذى نموا منه وعليه، بفرض الإذلال وسيادتهم على العالم، وهى جزء من منطق رعاة البقر الإجرامى، وكأنهم يقولون: يقول التاريخ أننا من الحضيض لكننا صرنا الى القمة، لكنها قمة قائمة على الإجرام بكل أنواعه.. تابعت آراء المفكرين الغربيين نحو الحضارة الغربية. وكانت تتقارب نحو مضمون واحد.. وهو ان البشرية في طريقها الى النهاية. كان مؤداها البحث عن منهج مختلف في التفكير..
وهو ما قاله ت اس اليوت أيضا
ستقول الريح: كان هناك نسل من الشعوب التي كانت لا تؤمن بالله، نُصبهم الوحيد طريق الإسفلت وألف من كرات الغولف الضائعة، وكان هذا تصور لاليوت لحال ما بعد دمار العالم.. لما ستقوله الريح حسب تصوره، حول الحضارة الغربية. ولخصها أنها حضارة ترتكز على (شعوب ملحدة كافرة) وان ثمة شيئان من النصب، هو طريق الإسفلت.. وألف من كرات الغولف ربما يدرك اليوت من طيات كلامه ان البشرية في طريقها الفعلي إلى الدمار الهائل، حال تسفي على ساحة الكون الريح. كما نشاهد في الأفلام ثمة أرض خراب. وهواء يعصف باوراق الخريف.. ليس هناك ما تجلبه كاميرا الفيلم إلا الطرق الاسفلتيه وكرات الغولف المبعثرة.
وقال مارتن فيشر: الحضارة الحية تجلب الموت وتبني المتاحف.. ومن هنا أدرك رجال الفكر. انه لابد من وضع حلول..
قال البرت أينشتاين "نحتاج بشكل جذري الى نوع جديد من الفكر إذا أرادت البشرية الحياة ":We shall require a substantially new manner of thinking if mankind is to survive. ~Albert Einstein
وقال توماس كارليل: الحضارة فقط غلاف مازالت تنفجر من خلاله الطبيعة الوحشية، الدنيئة دوما للإنسان..
Is man's civilization only a wrappage, through which the savage nature of him can still burst, infernal as ever? ~Thomas Carlyle, The French Revolution, vol III, book V, chapter 7.
وقال جوليوس دي جونكور: يتم الحاجة إلى الهمجية كل أربعمائة أو خمسمائة عام كي نعيد العالم إلى الحياة وإلا سيموت بسبب الحضارة.
Barbarism is needed every four or five hundred years to bring the world back to life. Otherwise it would die of civilization. ~Edmond and Jules de Goncourt, Journal, 3 September 1855
**
كان فيما ذكرنا أعلاه مرئيات الحضارة التي أفسدت الذوق.. والحياة.. وكان ما طرحه اينشتاين أن لابد من انتهاج طريق جديد في الفكر كي تحيا البشرية.. وهل الحل لكما قال دي جنونكور ان تعود البشرية إلى الهمجية كحل غير عقلاني ولا يسمن ولا يغني من جوع ونتساءل هل يا ترى بعد كل ما رأيناه في ابو غريب أو جوانتنامو ثمة محطات أخرى من الهمجيات للغرب.. أكثر من ذلك.. اعتقد أن البشرية لا تحتمل نوع من السفاهة أكثر من ذلك. يبدو أن البشرية في محطاتها الى السقوط.. بعد هذا الكم من الأسلحة التي لها القدرة على إبادة الجنس البشري مرات ومرات.. إذ لا مناص.. أن تأخذ الأمة الإسلامية تحديدا على أيدي هؤلاء السفهاء ونقول الأمة الإسلامية تحديدا.. كخير امة أخرجت للناس بحيثيات الأمر والنهي والايمان بالله.
(كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ) (آل عمران : 110 )
واذا حاولنا ان نقف على مربط الفرس. سنجد ان لكل امة موروث فكري.. ومباديء لا تفرط فيها.. إن الغربي لا يجد أن القرصنة والتسكع على بلاد الآخرين جريمة او نوع من العار.. فهذا شيء يجري في الدماء.. بمعني ان اللصوصية.. لا يأنف منها الغربي.. بل انه يعتبرها بطولة.. انه يؤمن ان القتل من اجل الحصول على الثروة أمر مباح.. اذ ليس هناك وازع من أخلاق او ضمير وهو يمجد القرصنة والتسكع واللصوصية على يابسة وبحار العالم.
يقول جوني دب.. الحياة جميلة ولم لا تكون كذلك.. وأنا أحد القراصنة !!
Life's pretty good, and why wouldn't it be? I'm a pirate, after all.”
ويقول برن وليامز.. في السياق العام يأخذ الرجل العادي موقفا عدائيا إذا قلت له ان أبيك كان غير شريف.. ولكنه سيتباهي إذا ما قلت له أن أجداده العظماء كانوا قراصنة.
The average man will bristle if you say his father was dishonest, but he will brag a little if he discovers that his great-grandfather was a pirate.” Bern Williams
(American programmer and consultant)
ويقول مارك توين الآن وغدا وإذا ما حيينا وكنا طيبين سيتكرم علينا الرب بان نكون قراصنة..
بل إن الأمر يكاد ينسحب على قتل الأقربين من اجل الثروة. تقول لويزا ماي الكوت.. لكي تقتل قريبا كونك متضايق منه يعد شيئا ما.. ولكن لكي ترث أملاك من وراءه بعد ذلك فهذا شيء عظيم..
To kill a relative of whom you are tired is something. But to inherit his property afterwards, that is genuine pleasure…Louisa May Alcott (1832-1888) American author
ان القرصنة سلوك غربي. لنفوس مجبولة على الإجرام.. ولهذا أطلقناها في مقال قبلا وقلنا أن أمريكا تدعي الحضارة ويحكمها شمحطي. وهذا السياق لا يتفق مع السياق الإسلامي لا نصا ولا موضوعا. ولا عرفا ولا أخلاقيا. وإذا أردنا أن نعالج موقفنا الآن في ظل الهجمة الاستعمارية.. نحن الآن في وضع لا نحسد عليه.. بلادنا تحت السطو المسلح وأفعال القرصنة..
بداية يجب أن ندرك أننا اليوم تشن علينا حرب اسمها حرب الأفكار.war of ideas وهي كما قال جون أبي زيد.. أنها تتماشى مع الحرب العسكرية سواء بسواء..
وكان للأفكار أهمية كبرى في نهضة الأمم.. وأيضا انتكاستها على الجهة الأخرى. والكفر الغربي يدرك ذلك جيدا يقول جون فينسنت: الأفكار هي العناصر التي ترفع الحضارة وهي التي تخلق الثورات وهناك ديناميت في الأفكار أكثر من كل القنابل..
Ideas are the factors that lift civilization. They create revolutions. There is more dynamite in an idea than in many bombs. -John H. Vincent
وقال فيكتور هوجو.. هناك شيء واحد أقوى من كل جيوش العالم وهي الفكرة التي حان وقتها.
There is one thing stronger than all the armies in the world, and that is an idea whose time has come. -Victor Hugo
وإذا أردنا أن نعالج الموقف فكريا.. في حرب الأفكار المفروضة علينا.. نجد أن الغرب وقح ولا يستحي، بل نراه يتسكع على يابستنا ويحرم علينا القتال.. ينتهك أعراضنا ويقول أن القتال جريمة.. ونرى الطابور من دعاريي الفكر يرددون أقاويله ويترجمونها ويمررونها إلى القاريء وبدلا من أن تنهض الأمة لكي تدافع عن أرضها وكرامتها.. حاصروا كل فارس وقال أن دار الإفتاء في واشنطن تقول أن القتال حرام في الشريعة الإسلامية.
ألاعيب لا تنطلي على احد الأطفال الصغار حينما يقولون له ( كوخه عيب).. فكيف بها تنطلي على رجال الفكر.. إلا إذا كان المفكر ديوث.. ونطفة أمريكية في رحم عربي.. فكان تدسس العرق والميول الأهواء لواشطن بدلا من العروبة والإسلام..
خلاصة القول كانت حرب الأفكار تحديدا على فريضة الجهاد. لان في الفكرة ديناميت أكثر من القنابل.. والفكرة لا تستطيع ان تهزمها الجيوش كما قال هوجو.. فكانت محاولة لتقليم الأظافر. وتحويل الأمة إلى أسد مسلوب الأظافر والأنياب.. واتوا إلينا بفضائيات.. للرقص.. واتوا إلينا في الآونة الأخيرة بكل داعرات بني الأصفر من أميركا وبني يعرب من الشرق.. والشمال والجنوب كل هذا الى غرف نومنا.. من خلال.. الفضائيات.. فهل يستقيم هذا الحال والأمة في وضع حرب.. هل يستقيم الحال وأعراضنا تنتهك في أبو غريب حتى اللحظة.. انه مال العرب الذي ينفق لا في إطعام مسكين او جائع.. ولكن في جلب داعرة.. لترقص ومأبون يحتل الذروة على المسرح الفكري والسياسي..
خلاصة القول.. بعد هذا التمهيد.. نقول :الجهاد ..
فلا صلح حتى تعثر الخيل بالقنا *** ويضرب بالبيض الرقاق الجماجم
فللجهاد أهمية بالغة وعلو مكانة في الإسلام حيث قال المصطفى (رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامة الجهاد في سبيل الله)
ومن هنا لما كان الجهاد ذروة السنام فكان أهم الواجبات وأعلاها..
وكانت الأدلة عديدة على وجوب الجهاد (يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل * إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شيئ قدير ) وقوله سبحانه وتعالى (انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله) وقوله سبحانه وتعالى (يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين) الآية.
بل وكانت خلاصة الأمر.. في هذا الحديث الشريف الذي يلخص الداء والعلاج.. قال صلى الله عليه وسلم ( إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى تراجعوا دينكم ) ويستخلص من هذا الحديث الشريف أن الذي يترك الجهاد ويقعد عنه على خطر كبير من الخروج عن الدين، يفهم هذا المعنى من قوله صلى الله عليه وسلم ( حتى تراجعوا دينكم ) . كما قال الشيخ حمود الشعيبي
قال صلى الله عليه وسلم ( من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من نفاق ) رواه مسلم.
ثواب الجهاد:
محبة الله ورضاه.. قال تعالى { إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص } وقال تعالى { يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تـجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن } وقال سبحانه وتعالى { لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة ....} الآية . وهم إنما بايعوه على الجهاد، وقال تعالى { إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيَقتلون ويُقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله } وقوله تعالى { فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرا عظيما } وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال ( مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم الذي لايفطر والقائم الذي لايفتر ) أو كما قال علية الصلاة والسلام .
سل الرماح العوالي عن معالينا واستشهدي**** البيض هل خاب الرجا فينا..
خلاصة الامر في هذا السياق إننا في هذا الوقت نشاهد نوعا من الردة الإسلامية.. ومسرحية هزلية على مسرح الأحداث.. ففي الفقه الإسلامي انه من أنكر حرف من القرآن فقد كفر.. كما قال أبو قدامة المقدسي في لمعة الاعتقاد.. فكيف بالقوم وقد أنكروا آيات الجهاد كيف يحدث هذا.. ولم ترجمهم الشعوب بالنعال ولم يخرجونهم من المساجد.. يبدو ان القوم في حال من اللاوعي أو يظنوا ان الموضوع سهل لأي داعر غربي.. أن يتسلق حائط الأمة.. يحرق الحرث والنسل وينتهك أعراض الأمة ويعيث في الأرض فسادا، دون أن يكون هناك ملحمة يقف لها التاريخ.. ان الملحمة في العراق هي ملحمة الوجود الإسلامي في القرن الواحد والعشرين.. ومن يزيف تلك الحقائق.. او يميعها.. فانه يميعها ويزيفها لصالح أميركا لا أكثر.. وكما قال الدكتور المنجرة في المغرب.. ان الخيانة الفكرية أسوا أنواع الخيانات.. فما بالنا لو كانت الخيانة.. بصدد الأمة والدين.. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ) (الأنفال : 27 )
أجل إنها اليوم ملحمة المجد والجهاد لتحرير الأوطان.
انها الملحمة تدور رحاها اليوم: تحياتي الى كل الفرسان في ساحات الوغى.. في بغداد والقدس وغزة وأفغانستان.. تبا للخونة، وليحيا الشرفاء.. وليرحم الله الشهداء.