الشيعة تقول أن أزواج الأنبياء لا يخن جنسيا وهذا أعتراف منهم بتبرئة أم المؤمنين عائشة
تقول الأيه الكريمة :
{ الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ... }
أليس المفهوم من الأيه الكريمة بأن الطيب يتزوج من الطيبة ، فما الحكمه من زواج النبيَين لوط و نوح ( عليهما السلام ) من إمرأتين غير متوافقتين معهما ؟
الاجابة للشيخ صالح الكرباسي
في تفسير هذه الآية أكثر من قول نُِشير إلى أهمها كالتالي :
1. قال بعض المفسرين أن المقصود من قول الله عزَّ و جل :
﴿ الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾
[1] هو أن الطيبات من الكلام للطاهرين من الرجال ، و الطيبات من الكلام أفضله و أحسنه [2] .
و عليه فالطيب هو من يصدر عنه الكلام الحسن ، و الخبيث هو الذي يصدر عنه الكلام السيئ أمثال التهمة و الإفتراء ، و الكذب .
2. و قال آخرون أن " الخبيثات " هن النساء الساقطات المنحطات المنحرفات اللاتي يصدر عنهن أعمالا مخلة بالشرف ، و " الخبيثون " هم الساقطون المنحطون و المنحرفون من الرجال الذين تصدر عنهم أعمال مخلة بالشرف .
أما " الطيبات " فهن النساء المتطهرات ، و " الطيبون " فهم الرجال المتطهرون .
و الآية المذكورة هي بمثابة قول الله عَزَّ و جَلَّ :
﴿ الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ﴾
[3] ،
فقد رُوِيَ عن الإمامين الباقر و الصادق ( عليهما السلام )
أنهما قالا : " هي مثل قوله :
{ الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً } ـ
الآية ـ [4] .
و أما بالنسبة لقول الله جَلَّ جَلالُه :
﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ﴾
[5] ،
فالخيانة المذكورة في الآية ليست خيانة شرف ، لأن نساء الأنبياء و الأئمة ( عليهم السلام ) لم ينحرفن أبداً ، و إنّما المقصود منها التجسس لمصلحة الكفّار ، ذلك لأن خيانة الشرف من العيوب المنفّرة و بيوت الأنبياء طاهرة و منزهة من أمثال هذه العيوب ، لأنها تنافي أهداف النبوة و الرسالة الإلهية .