فهد بن زرعة الكويت ضربت مثالاً في الجرأة بفك ارتباطها بالدولار

[معتمد]

فهد بن زرعة: الكويت ضربت مثالاً في الجرأة بفك ارتباطها بالدولار
الرياض ـ أحمد رشوان:
بالرغم من تأكيد المسؤولين السعوديين الدائم على جدوى الحفاظ على ربط الريال بالدولار والمزايا المتحققة من ذلك والتي أبرزها حسب رأيهم استقرار السياسة النقدية مدعومين في هذا الصدد بالتقرير الأخير الصادر عن صندوق النقد الدولي بشأن الاقتصاد السعودي والذي أكد على جدوى الربط إلا أن الكثير من المحللين وخبراء الاقتصاد السعوديين مازالوا عند موقفهم المطالب بالانفكاك من هذا الربط مؤكدين ان بيان صندوق النقد الدولي في هذا الخصوص كان ضعيفا وان الارتباط لم يعد مفيدا للمملكة ودول مجلس التعاون الخليجي حتى وإن كان الدولار يشهد اليوم بعض التعافي النسبي.. وهم يشيرون الى أن ربط عملات دول المجلس بالدولار أدى بها في الفترة الماضية للاقتداء بتخفيضات الفائدة الأمريكية رغم ازدهار اقتصاداتها بفضل ارتفاع أسعار النفط لأكثر من خمسة أضعاف خلال السنوات الخمس الماضية.
وبينما لا يزال الجدل مستمراً حول هذا الموضوع أكدت مصادر خليجية لـ »الوطن« على التمسك بالقرار الذي اتخذه وزراء المالية في دول المجلس خلال اجتماعهم الأخير بالدوحة بشأن الابقاء على ربط عملاتهم بالدولار وعدم تغيير نظام صرف العملات الخليجية أو اعادة تقييمها ازاء العملة الأمريكية، مشيرة إلى أن هذا القرار المشترك سيرفع للقادة في قمتهم التي تستضيفها مسقط في نوفمبر المقبل لاعتماده وبالتالي وضع حداً للتكهنات حول نية دول المجلس اعادة تقييم عملاتها مقابل الدولار أو فك ارتباطها به.
وبالرغم من تأكيد المصادرعلى أن قرار الابقاء على ربط العملات الخليجية بالدولار وعدم تغيير أسعار الصرف تم اتخاذه بموافقة جماعية ودون خلافات في وجهات النظر إلا أن الكثير من الخبراء يرون ان استمرار دول »الخليجي« بالعمل بأسعار صرف ثابتة مقابل الدولار المتدهورة قيمته أمام العملات الرئيسة في العالم ينعكس سلبا عليها من خلال استمرارها في دفع فوارق سعرية كبيرة في تعاملات التجارة الخارجية وهو ما يساهم بدوره في ترسيخ ارتفاع معدلات التضخم في اقتصاداتها المحلية.
ويرى الخبير والمحلل الاقتصادي في بنك الراجحي الدكتور فهد بن زرعة انه لا ينبغي على دول المجلس أن تنخدع بالتحسن الذي طرأ أخيرا على قيمة الدولار وعليها التحرك بسرعة واعادة تقييم عملاتها وفك الارتباط بالدولار وكسر الاتصال بهذه الحلقة لان دائرة الاعمال في الخليج ليست كمثيلاتها في الولايات المتحدة الأمريكية.
ويشير بن زرعة الى ان الكويت قدمت نموذجا جيدا لكيفية فك الارتباط بالدولار والحفاظ في الوقت نفسه على بعض الاستقرار النقدي.. ووصف الكويت في هذا الشأن أنها دولة جريئة ولا تجامل فيما ترى انه في صالحها وطالب باقي دول الخليجي بالتعرف على التجربة الكويتية والاستفادة منها.
ويضيف بن زرعة ان الوقت قد حان لفك ارتباط الريال بالدولار ليس لأن سعر صرف الدولار الآن اقل مما كان حيث ان ذلك يحدث دائما ومن حين لاخر بالنسبة للعملات الدولية ولكن بسبب زيادة عدد الشركاء التجاريين الرئيسيين للمملكة في السنوات الاخيرة والكثير منهم لا يتخذ الدولار عملة لتجارته.. مشددا على ضرورة ان تبتعد المملكة ولو جزئيا عن الدولار تجنبا للمزيد من المخاطر وتعظيما للمكاسب.
اما الدكتور عبدالعزيز الداغستاني رئيس مركز الرياض للداسات الاقتصادية والرئيس الاسبق للجنة الاقتصادية بمجلس الشورى السعودي فيرى من جانبه انه على الرغم من ان خيار تثبيت السياسة النقدية لدول الخليجي على شكلها الحالي له ما يبرره وخاصة ان هذه الدول قد تخسر مليارات الدولارات من احتياطياتها اذا اقدمت على رفع اسعار صرف عملاتها الا ان الجدل حول الموضوع سوف يستمر لوقت اطول..
ويشدد الداغستاني على ضرورة التحول الى سلة عملات اقتداء بدولة الكويت، موضحا انه بات على دول »الخليجي« ايجاد حل لقضية ارتباط عملاتها بالدولار عبر احد خيارين: الاول من خلال اعادة تقييم عملاتها امام الدولار، والثاني اتمام مشروع الوحدة النقدية الخليجية الذي لم يتم التوافق عليه حتى الان، مؤكدا ان تآكل قيمة الدولار سبب اضرارا هائلة مباشرة وصريحة لعملات دول المجلس المرتبطة به.

تاريخ النشر: الثلاثاء 26/8/2008

http://www.alwatan.com.kw/Default.as...5156&pageId=39