مساعد وزير خارجية ايران يهدد شرعية الانظمة في الخليج
------------------------------------------------
مساعد وزير الخارجية الإيراني منوشهر محمدي «ان الأزمة المقبلة التي ستصيب منطقة الخليج بالشلل قريبا تتعلق بشرعية الأنظمة الملكية والتقليدية التي لن يكون في إمكانها البقاء في ظل الأوضاع الراهنة».
==========
التصريح الفجّ
الحياة اللندنية
داود الشريان
لعلّها المرة الأولى التي تعلن فيها إيران، وفي شكل صريح وفجّ، عداءها لدول الخليج. إذ قال مساعد وزير الخارجية الإيراني منوشهر محمدي «ان الأزمة المقبلة التي ستصيب منطقة الخليج بالشلل قريبا تتعلق بشرعية الأنظمة الملكية والتقليدية التي لن يكون في إمكانها البقاء في ظل الأوضاع الراهنة». التصريح الفجّ قوبل بردّ من الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالرحمن بن حمد العطية الذي طالب إيران بتوضيح للتصريح العدائي والخطير. فهل رد عبدالرحمن العطية تعبير عن موقف كل دول الخليج؟
لا شك في أن طهران تجرأت على دول الخليج بهذا التصريح، وتجاوزت كل حدود اللياقة السياسية. فكان رد العطية حاسماً ومباشراً وقوياً. وعبّر بشجاعة عن النظام الأساسي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية. فإيران كانت بحاجة إلى سماع هذا الكلام من العطية. كانت بحاجة إلى أن تعي أن أطماعها التوسعية وطموحاتها الفارسية غير المشروعة سيكون مآلها الفشل والزوال. لكن تصريح العطية لا يعبّر بالضرورة عن الموقف الفعلي لكل دول الخليج. صحيح أن هذا كلام متناقض، لكن هذا هو الواقع. فبعض دول الخليج يعلن موقفاً رافضاً لأطماع إيران، وسعيها إلى الهيمنة والتوسع، فيقول كلاماً تحت قبّة المجلس، ويمارس عكسه في علاقته مع طهران. وبأسف، يمكن القول إن بعض دول الخليج لا يشارك الآخرين رؤيتهم للخطر الإيراني. ولنا تجربة مع قضية احتلال الكويت، فبعض الكويتيين أفصح صراحة أنه كان يعتقد بأن السعودية هي التي تهدد أمنه، وإذا بها تستنفر قواتها الجوية والبرية والبحرية، وتستقبل قوات دولية على أرضها، وتقدم الشهداء لتحرير الكويت.
الأكيد أن إيران لا تعترف بمجلس التعاون كمنظمة إقليمية. وتصرّ على فارسية الخليج العربي. وتصريح مساعد وزير الخارجية تعبير عن موقف إيران الحقيقي تجاه دول الخليج. لكن المشكلة ليست في انكشاف الموقف الإيراني الساعي إلى إثارة الفتن المذهبية، والتوسع والهيمنة، بل في الموقف الملتبس لبعض دول الخليج من إيران، وسعيه إلى الصمت عن أطماعها، وربما الترويج لمشروعها عبر وسائله، اعتقادا منه أن هذا الموقف سيحميه. ولهذا يجب على بعض دول الخليج تغيير هذا التناقض بين موقفه داخل أروقة مجلس التعاون وخارجه، وتكريس وحدة مجلس التعاون، وتجاوز حساسيات الصغير والكبير، واستشعار المخاطر الإيرانية المحيطة بمنطقة الخليج العربي.
===========
«مجلس التعاون» يطلب توضيحا إيرانيا لتصريحات مسؤول عن أنظمة المنطقة
العطية: تصريحات محمدي «سافرة» و«مشبوهة».. ولا تساعد على بناء الثقة
وحسن الجوار
الجمعـة 06 شعبـان 1429 هـ 8 اغسطس 2008 العدد 10846
جريدة الشرق الاوسط
الصفحة: أخبــــــار
الرياض: تركي الصهيل
وصف أمين مجلس التعاون الخليجي العربي عبد الرحمن العطية تصريحات
لمساعد وزير خارجية ايران لشؤون الابحاث منوشهر محمدي حول ما قال انه
ازمة ستهدد شرعية الانظمة الملكية والتقليدية في المنطقة بانها تصريحات
عدائية قائلا ان دول الخليج «تنتظر توضيحا فوريا»، لتصريحات منوجهر
محمدي مساعد وزير الخارجية الإيراني لشؤون الأبحاث، والذي كان يتحدث في
ختام الاجتماع العاشر لأساتذة الجامعات التعوبيين للشؤون التعليمية في
مشهد.
وجاء رد المسؤول الخليجي بمثابة رسالة استياء من دول الخليج الست الى
ايران ردا على هذه التصريحات.
وكان منوشهر محمدي قد استعرض في كلمة القاها في الاجتماع دور الشرق
الاوسط في بلورة التطورات الدولية. ونقلت عنه وكالة مهر للانباء أن
الشرق الأوسط سيبقى مركز التطورات، وأن النزاعات لن تحل، مضيفا أن
الأزمة التالية والتي يتوقع ان تشمل القسم الأعظم من الخليج الفارسي،
هي أزمة شرعية الانظمة الملكية والتقليدية، ونظرا للظروف الراهنة، فان
هذه الانظمة ليست قادرة على الاستمرار في بقائها. واعتبر ان الايرانيين
لهم دور هام في احتواء الازمات وكذلك تطورات الشرق الأوسط «ونأمل من
خلال المعرفة الدقيقة للمنطقة وتقديم اطر نظرية جديدة وتحليلية ان
نتمكن من القيام بدور اقوى تأثيرا». وقال العطية إن ما ورد على لسان
محمدي «تصريح عدائي خطير»، حيث أعرب عن استياء وقلق دول مجلس التعاون
البالغين، إزاء تلك التصريحات.
وهذه المرة الأولى، التي يتحدث فيها مسؤول إيراني، عن الأنظمة القائمة
في الدول الخليجية، على هذا النحو التصعيدي الخطير.
وقال لـ«الشرق الأوسط» مصدر خليجي مطلع، إن الدول الست (السعودية،
الكويت، قطر، البحرين، الإمارات، وعمان)، لم يسعها السكوت عن تصريحات
المسؤول الإيراني، معتبرا أن الرد الخليجي هو «بمثابة رسالة
للإيرانيين، عليهم أن يعوها جيدا». كما قال إن على الإيرانيين أن
يسارعوا أيضا في توضيح موقف طهران إزاء تلك التصريحات».
وأكد العطية، أمس، أن «مثل هذه التصريحات المشبوهة وغيرها، لا تساعد
إطلاقا على بناء الثقة واحترام مبدأ حسن الجوار بين دول المنطقة».
وشدد عبد الرحمن العطية، على أن من شأن التصريحات الإيرانية الأخيرة
«تأجيج حدة الصراعات، وإدخال المنطقة في دوامة من الأزمات الخطيرة،
وتعرض مستقبلها وأمنها لشرور عظيمة». واضاف العطية أن «دول المجلس تأمل
أن يعي الجميع بأن الأطماع التوسعية والطموحات غير المشروعة لأية قوة،
سيكون مآلها الزوال، ويخطئ من يعتقد في تقديره بملائمة الظروف الراهنة
للتوسع والسيطرة على حساب مصالح الآخرين».
وأعرب أمين عام مجلس التعاون الخليجي، عن شعور الدول الخليجية بـ«خيبة
أمل كبيرة، وقلق بالغ»، إزاء تصريحات المسؤول الإيراني، التي وصفها
بـ«غير المسؤولة، والسافرة»، مؤكدا أنهم بانتظار توضيح فوري من الجانب
الإيراني إزاءها.
ويأتي هذا التصعيد بين الجانبين الخليجي والإيراني، في الوقت تتفاعل
فيه ازمة الملف النووي الايراني مع القوى الكبرى على خلفية رفض طهران
وقف تخصيب اليورانيوم.
وأمام ذلك، جدد مصدر خليجي، التأكيد على مواقف دول المجلس الست، إزاء
برنامج إيران النووي، مؤكدا تمسك الخليجيين بـ«الوسائل الدبلوماسية»،
كخيار في معالجة هذا الملف، مع ضرورة أن يبدي الإيرانيون حسن النيات
تجاه جيرانهم.
http://www.asharqalawsat.com/details...81937&feature=