السفير الايراني في بلده الثاني

[معتمد]

السفير الايراني في بلده الثاني

من الاعراف الدبلوماسية الراسخة والمتعارف عليها ان لا يتدخل السفراء في شؤون الدول التي يمثلون دولهم لديها ولا يصرحون بما يستفز حكوماتها او شعوبها او يعكر صفو علاقاتها مع الدول التي ترتبط معها باحلاف او مواثيق او علاقات صداقة راسخة، وان لا تتدخل تلك السفارات او طاقمها ابتداء من السفير الى الخفير بشؤونها الداخلية او الخارجية او القيام بما يخالف المهام الدبلوماسية المحددة والمتعارف عليها، وهذا ما لا ينطبق على السفارة الايرانية وطاقمها بسبب (ميانتهم) وعلاقاتهم الحميمة في الكويت، فسعادة السفير الايراني على جنتي وطاقمه يعتبرون انفسهم في بلدهم الثاني ولا يجدون حرجا حين يطلقون تصريحاتهم او غضاضة حين يتدخلون في الشؤون الداخلية من باب المساعدة فقط ولا شيء خلاف ذلك، فسعادة السفير الايراني يعلم مسبقا ان الحكومة الكويتية لن تفعل شيئا حين يصرح باغلاق مضيق هرمز وضرب المصالح الامريكية في الخليج فقد سبق ان ضرب الدبلوماسيون الكويتيون في ايران ولم تفعل شيئا يستحق الذكر واعتقد ان انها قامت بذلك (اي الحكومة الكويتية) من باب الحرص على العلاقات الوطيدة مع الايرانيين حتى (لا يفسد ضرب الايرانيين للدبلوماسيين للصداقة قضية)! ومن باب (الميانة) سرعة نفي سعادة السفير الايراني نبأ اعتذار بلاده للكويت بعد حادثة الاعتداء! وهذا يدل على ان الامر لا يستحق الاعتذار فما حدث امر عادي جدا من وجهة نظر حكومته!
دور السفارة الايرانية في الكويت مهم جدا فهي تقوم بواجباتها من باب الحرص على ترابط المجتمع الكويتي لذلك نجد طاقمها يعمل كشعلة من نار من خلال التصريحات الرنانة والمشاركة (فقط) بالرأي في الانتخابات واسداء النصائح للمرشحين والتنسيق فيما بينهم من خلال الاجتماعات التي تعقد في مقرها حفاظا على امن المشاركين وسرية القرارات!! كذلك المشاركة في التهنئة والمشاركة في مراسم التشييع والعزاء والزواج وزيارة الدواوين المعتمدة لديهم رسميا!! هذه الامور يشكرون عليها فهي تقع تحت سمع وبصر الحكومة النبيهة!
الملحق الاعلامي الايراني رضا مصطفائي حرض ذات يوم الحكومة الكويتية ضد الصحافة الكويتية وحاول سلخها عن المجتمع الكويتي متهما بعض الكتاب الكويتيين بالعمالة لاسرائيل قائلا بكل صفاقة (ان هذه الاراء الشاذة لا تمثل المجتمع الكويتي وندرك ان القيادة الكويتية الرشيدة لا تقبل بمثل هذه الاراء الرخيصة)! نود ان نسأل مصطفائي: هل اشتكت لك القيادة الكويتية الرشيدة من اراء كتاب صحافتها؟ ام انها اسرت لك بعدم قبولها لمثل هذه الاراء؟ ونود ان نهمس في اذن الحكومة الكويتية بصوت عال: ان السماح للبعض بتجاوز الخطوط الحمراء وعدم لجم افواههم يفتح الابواب امام كارثة لا يعلم عواقبها الا الله عز وجل! دمتم بخير.

نقطة شديدة الوضوح
ماذا لو قام الايرانيون العاملون في الكويت بثورة على غرار ثورة البنغال؟ كيف سنتعامل معهم وهل تستطيع الحكومة ان تقوم بترحيلهم كما تفعل الان مع البنغال؟ ام انها ستقف مكتوفة الايدي بسبب عجزها عن مواجهة السفارة الايرانية صاحبة النفوذ الواسع والعلاقات القوية والمؤثرة! طبعا لن يكون لديها اجابة محددة فالايرانيون اصدقاء ويمونون!!

http://www.alwatan.com.kw/Default.as...269&pageId=163