السلام عليكم
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الزميل مؤدب :
......................... فبماذا أوجب الرافضة طاعة إمام لم يُذكر له خبراً في القرآن ؟
الجواب :
............ إن طاعة الرسول النبي صلى الله عليه و آله ليست ولجبة لأنه إماما و ليس لأنه رسولاً ، و إنما تجب طاعته لأن الله تعالى أمر بطاعته فقال تعالى
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ }
و كذلك طاعة الإمام ليست واجبة لأنه إماما ، و إنما طاعته واجبة لأنه ولي الأمر و قد أمر الله تعالى بطاعة أولياء الأمر في ثوله تعالى
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ }
إذاً : الطاعة الواجبة هي طاعة الله تالى و طاعة الرسول صلى الله عليه و آله و أخيرا طاعة أولياء الأمر . فمن هم أولياء الأمر ؟
الجواب :
........... لا يمكن للمسلم أن يطيع كل من تأمر عليه ، فلابد من وجود حصر من عند الله تعالى و أيضاً من عند النبي صلى الله عليه و آله .
لذك حصر الله تعالى هذه الولاية في رجال يتصفون بصفاة معينة قد ذكرها الله في هذه الآية قال تعالى
{ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ } في تفسير القرطبي : -
وَذَلِكَ أَنَّ سَائِلًا سَأَلَ فِي مَسْجِد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يُعْطِهِ أَحَد شَيْئًا , وَكَانَ عَلِيّ فِي الصَّلَاة فِي الرُّكُوع وَفِي يَمِينه خَاتَم , فَأَشَارَ إِلَى السَّائِل بِيَدِهِ حَتَّى أَخَذَهُ . قَالَ الْكِيَا الطَّبَرِيّ : وَهَذَا يَدُلّ عَلَى أَنَّ الْعَمَل الْقَلِيل لَا يُبْطِل الصَّلَاة ; فَإِنَّ التَّصَدُّق بِالْخَاتَمِ فِي الرُّكُوع عَمَل جَاءَ بِهِ فِي الصَّلَاة وَلَمْ تَبْطُل بِهِ الصَّلَاة , وَقَوْله : " وَيُؤْتُونَ الزَّكَاة وَهُمْ رَاكِعُونَ " يَدُلّ عَلَى أَنَّ صَدَقَة التَّطَوُّع تُسَمَّى زَكَاة . ; فَإِنَّ عَلِيًّا تَصَدَّقَ بِخَاتَمِهِ فِي الرُّكُوع ,
قال تعالى { النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ } في تفسير الطبري : -
21596 - حَدَّثَنَا ابْن وَكِيع , قَالَ : ثنا حَسَن بْن عَلِيّ , عَنْ أَبِي مُوسَى إِسْرَائِيل بْن مُوسَى , قَالَ : قَرَأَ الْحَسَن هَذِهِ الْآيَة { النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسهمْ , وَأَزْوَاجه أُمَّهَاتُهُمْ } قَالَ : قَالَ الْحَسَن : قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَنَا أَوْلَى بِكُلِّ مُؤْمِن مِنْ نَفْسه " قَالَ الْحَسَن : وَفِي الْقِرَاءَة الْأُولَى : " أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسهمْ , وَهُوَ أَبٌ لَهُمْ " .
و الله تعالى في بعض الآية يخبر أمور و لا يذكرها ذكرا مباشرا بل يستعمل صفات تنحصر في ذلك الأمر كما فعل مع بني اسرائيل عند ما أمرهم بدبح بقرة ، فلم يقل البقرة الفلانية بل جعل لها صفات تعرف بها فقال تعالى { قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ }
لاحظوا معي أن بني اسرائيل لم يستطيعوا أن يرفضوا بل قالوا { الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ } و نفذوا أمر الله تعالى ،لأن الصفات لا تنطبق على غير تلك البقرة .
أما قريش فقد عرفوا صفات أولياء الأمر من خلال قوله تعالى { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ }
و لكنهم لم ينفذوا أمر الله تعالى بل اختاروا لأنفسهم ولاة أمر غير المأمورين بهم .
و قد وجدت محاورة تمت بين ابن عباس و الخليفة عمر على هذا الرابط http://usolaldin.org/MOALFAT/mealm/joz1/fm1-3/341.htm
تبين كيف أن قريشا لم تنفذ أمر الله تعالى
كرهت قريش أن تجتمع النبوّة والخلافة في بني هاشم :
روى الطبري محاورتين جرتا بين الخليفة عمر وابن عباس وقال : قال الخليفة في إحداهما لابن عباس :
ما منع قومكم منكم ـ أي ما منع قومكم قريشا من ولايتكم ـ؟
قال ابن عباس : لا أدري !
قال عمر : لكنّي أدري، يكرهون ولايتكم لهم !
قال ابن عباس : لِمَ ونحن لهم كالخير ! ؟
قال : غفرا؛ يكرهون أن تجتمع فيكم النبوّة والخلافة فيكون بَجَحا بَجَحا.
لعلّكم تقولون إنّ أبا بكر فعل ذلك، لا واللّه ولكنّ أبا بكر أتى أحزم ما حضره. الحديث.
وفي الثانية قال :
يا ابن عباس ! أتدري ما منع قومكم منكم بعد محمد ؟
فكرهت أن اُجيبه، فقلت : إن لم أكن أدري فأمير المؤمنين يُدريني.
فقال عمر : كرهوا أن يجمعوا لكم النبوّة والخلافة فتَبْجَحوا على قومكم بجحا بجحا؛ فاختارت قريش لانفسها فأصابت ووُفّـقَت.
فقلت : يا أمير المؤمنين ! إن تأذن لي في الكلام وتُمِط عنّي الغضب تكلّمت.
فقال : تكلّم يا ابن عباس.
فقلت : أمّا قولك ـ يا أمير المؤمنين ـ اختارت قريش لانفسها فأصابت ووفّقت؛ فلو أنّ قريشا اختارت لانفسها حيث اختار اللّه عزّ وجلّ لها لكان الصواب بيدها غير مردود ولا محسود، وأمّا قولك إنّهم كرهوا أن تكون لنا النبوّة والخلافة؛ فإنّ اللّه عزّ وجلّ وصف قوما بالكراهية فقال : ( ذلِكَ بَأنَّهُمْ كَرِهُوا ما أنْزَلَ اللّهُ فَأحْبَطَ أعْمالَـهُمْ ).