في أغبى وأحقر عمل سياسي عاشت بيروت وبعض قراها ـ بالقوة ـ عملية زغردة مغتصبة فرضها السلاح الموجه لنحور اللبنانيين .
حزب اللات وكعادته أراد تسويق نفسه من خلال عملية تبادل مذل صحبها ببهرجة إعلامية يسوقها إعلام موجه ، أو إعلام يتوق لأي ضوء في آخر نفق الهزائم .
أين الحقارة في تسويق وتلميع هذه العملية ؟!
وأين الخزي الأخلاقي فيها ؟!
تعالوا ننظر في كفتي ميزان التبادل (الحانوتي ) من وجهة نظر حزب اللات :
الكفة الأولى :
رفات جنديين يهوديين فقط (هكذا يردون أن ننظر)
الكفة الثانية :
رفات عشرات من الفلسطينيين ( الذين أخرجوا عنوة من بلدهم فلسطين بإلحاح يهودي وافق عليه الحزب وقد طالبت عوائلهم أن لا يخرج رفات أبنائهم من بلدهم فلسطين إلى بلد آخر . ولم يستجب الحزب لهم )
ومع الرفات مجموعة قليلة من الأحياء الذين أراد اليهود التخلص منهم لإغلاق الملف نهائياً مع لبنان أمام العالم .
الصفويون وإعلامهم يريدون إلزام الناس أن ينظروا لكفتي الميزان بهذه الطريقة فقط .
لكن الحقيقة ليست هكذا أبداً أبداً . لقد غطوا وأخفوا ـ متعمدين ـ وبكل حقارة أشياء ضخمة في كفة الميزان من جانب اليهود .
ما الذي أخفوه في تلك الكفة مع الجنديين اليهوديين ؟
لقد أخفوا رفات أكثر من ألف لبناني قتلهم اليهود في عملية نكسة لبنان في تموز 2006 (عملية الوغد الغادر) (الحرب الأخيرة على لبنان)
لقد دُس أكثر من ألف لبناني في التراب مقابل جثماني الجنديين اليهوديين ،
أين هؤلاء ؟ لم لا يحسبون ضمن كفة المكاسب والخسائر في ميزان التبادل الحانوتي ؟
لم لا ينظر لهم ؟ لم يريدون أن نغمض عيوننا عن هذه الحقيقة ؟
لقد كان ثمن رفات الجنديين باهظاً جداً جداً .
يجب على اللبنانيين ـ من غير الصفويين ـ أن لا يزغردوا ولا يرقصوا لأن رفات اليهوديين قابله رفات أكثر من ألف لبناني قتلهم الإجرام والبلاهة السياسية .
أما الإعلام الصفوي فليس أمامه أبداً إلا هذا الرقص المخزي للتغطية على رفات هؤلاء المنسيين الذين قتلتهم حماقة وإجرام الطائفي حسن نصرولا وبقية حزبه ومن خلفه .
لكني أقول :
إن رقصهم اليوم رقص بعورة ظاهرة قبيحة ، ولئن حاولوا ستر عورتهم اليوم بورود المجاملة المغتصبة من الغير فلن يستمر هذا العار في كفتي الميزان .
سقطة خطيرة :
الصفويون يظهرون أنفسهم دائماً أنهم أهل المظلومية ، لكنهم واجهوا اليهود وهم أساتذة المظلوميات وقد انتصر اليهود بامتياز وأظهروا للعالم كله أنهم أهل المظلومية وأنهم حاربوا لأجل جندييهم وتنازلوا لأجل جندييهم ، وفي عملية التبادل الأخيرة : كانت تلفزيونات العالم تنقل مآتم اليهود المظلومين وهم يبكون ، وفي المقابل تنقل زفات واحتفالات وورود الصفويين الأغبياء . فمن الذي كسب التعاطف المعنوي للعالم ؟ ومن الذي ظهر مظلوماً مضطهداً أمام العالم ؟ هل هو الباكي أم الراقص ؟!
ومن الذي ظهر للعالم أبلهاً غير مبال بعشرات النعوش التي يحملها والتي تركها خلف ظهره ، وذهب مهرولاً يرقص ويزمر ليزف القنطار الذي يظن أنه سيحقق له مكاسب دعائية إعلامية ؟!
لم يكن اليهود أغبياء ولا سذجا حين أعلنوا أنهم في حزن ، لكن الساذج الأبله هو الذي يستقبل نعوش العشرات بحفلات وأغاني ورقص ، ليجبر الناس على القول إنه انتصر ! لكن في أي شيء ؟ وعلى من ؟ اسألوا عدد النعوش المتبادلة والضحايا ففيهما الجواب !
وهنا سؤال ضخم :
ما التنازلات السياسية التي قدمها الحزب المهزوم لليهود في عملية التبادل ؟ نتركها للأيام .