بيروت (رويترز) -
قالت جماعة سورية مدافعة عن حقوق الإنسان مقرها لندن يوم السبت إن قوات الأمن السورية فتحت النار فقتلت عشرات السجناء أثناء أعمال شغب في سجن عسكري بالقرب من دمشق.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان الشرطة العسكرية أطلقت النار على معتقلين اسلاميين أثاروا أعمال شغب في سجن صيدنايا العسكري في وقت سابق من يوم السبت.
وقالت الجماعة في بيان ان "عدد القتلى بلغ العشرات."
وأضافت أن "السجناء صعدوا الى سطح السجن خوفا من القتل وان اطلاق الرصاص الحي على السجناء من قبل عناصر الشرطة العسكرية مازال مستمرا حتى ساعة تحرير هذا البيان."
ولم يصدر أي تعليق من السلطات السورية على البيان.
وقالت الجماعة في البيان "ان المرصد السوري لحقوق الانسان يطالب الرئيس السوري بشار الاسد بالتدخل الفوري لوقف هذه المجزرة."
وتحتجز سوريا مئات من المتشددين الاسلاميين والسجناء السياسيين الاخرين. وكثيرا ما تشكو جماعات حقوق الانسان الدولية من الاعتقالات التعسفية ومن التعذيب في السجون السورية.
___________
___________
يعتبر سجن صيدنايا المدني من أكبر وأحدث السجون السورية. أنهت الحكومة بناءه في عام 1987. يقع السجن في قرية صيدنايا الجبلية الواقعة شمالي العاصمة السورية دمشق، ويتكون المبنى من ثلاثة طوابق على شكل ثلاثة أجنحة تلتقي في المركز على شكل "ماركة المرسيدس". ويتكون كل جناح في كل طابق من عشرين مهجعاً جماعياً بقياس 8 أمتار طولاً وستة أمتار عرضاً. ويحوي الطابق الأول مائة زنزانة. شيد سجن صيدنايا ليتسع في الحالة الطبيعية لخمسة آلاف سجين، لكن يمكن مضاعفة العدد ليتسوعب عشرة آلاف نزيل في حالة الازدحام.
شيدت الحكومة السورية السجن أساساً لاستيعاب مرتكبي الجرائم الجنائية، لكنها فتحته من أول يوم ليستقبل المعتقلين السياسيين، وفي السجن مكاتب للتحقيق مجهزة بأحدث أدوات التعذيب وأكثرها تطوراً.
التعذيب في سجن صيدنايا:
لم تتحدث المعلومات التي رشحت مؤخراً من سجن صيدنايا عن ممارسة التعذيب على الرغم من ممارسته في هذا السجن في فترات سابقة أدت حسب شهادات منظمات حقوق الإنسان إلى وفاة كثير من المعتقلين تحت التعذيب. بل إن بعض الذين مروا على فرع فلسطين وسجن صيدنايا يعتبرون سجن صيدنايا إستراحة بالمقارنة بجحيم فرع فلسطين. فالمعتقلون ينقلون إلى هذا السجن بعد انتهاء التحقيق معهم في الفروع الأمنية مثل فرع فلسطين أو فرع المنطقة أو فرع الجمارك وكلها في دمشق، أو من فروع المحافظات الأخرى. وفي تلك الفروع يصب على رأس الموقوفين كل أنواع التعذيب التي يشرف عليها محققون من الأجهزة الأمنية الرئيسية: العسكرية وأمن الدولة والسياسية، بالإضافة إلى التفريعات الأخرى. وبعد الفراغ من التحقيقات التي قد تدوم شهوراً وبعضها يدوم سنوات ينقل المعتقلون إلى سجن صيدنايا سواء صدر حكم بحقهم أو بانتظار النطق به. وقد يستدعى المعتقلون إلى فروع المخابرات والأجهزة الأمنية إذا اقتضى الأمر وهناك يلقون نصيبهم من التعذيب وسوء المعاملة مرة ثانية.
http://alsaha.fares.net/[email protected]@.3baacfef