بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ... وبعد :
تطاول المدعو حفيد الخميني المشكك بنبوة خاتم الانبياء والمرسلين والمتهم لنبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم بالتقصير في تبليغ الرساله ... اقول تطاول هذا المبغض على الصحابي والخليفه الراشد امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه متهما اياه بتفريق شأن الامه .. ملمحا بذلك الى غرض خبيث في نفسه ...حين قال في معرض دعواه
نريد ان نعرف من الوهابية المحترمين كيف تم اختيار عثمان بن عفان خليفة على المسلمين بعد موت عمر ؟
ثم قال : لقد جعل عمر الامر شورى بعده وخالف فيه من تقدمه فاءنه لم يفوض الامر فيه الى اختيار الناس ولانص على امام بعده بل تأسف على سالم مولى ابي حذيفه وقال لو كان حيا لم يختلجني فيه شك وامير المؤمنين علي حاضر
وايضا جمع فيمن يختار بين الفاضل والمفضول ومن حق الفاضل التقدم على المفضول ...
اقول وبالله التوفيق :
أن هذا الكلام كله لايخرج عن قسمين :
1- اما كذب في النقل واما قدح في الحق فاءن منه ماهو كذب معلوم الكذب او غير معلوم الصدق ,, وماعلم انه صدق فليس فيه مايوجب الطعن على عمر رضي الله عنه بل ذلك معدود من فضائله ومحاسنه التي ختم الله بها عمله ..
واما قول الرافضي (( وجعل الامر شورى بعده وخالف فيه من تقدمه ))
نقول له ان الخلاف نوعان .. خلاف تضاد ......وخلاف تنوع ..
الاول : مثل ان يوجب هذا شيئا ويحرمه الاخر ...
والنوع الثاني : مثل القراءات التي يجوز كل منها
وكذلك الترجيع في الاذان وترك الترجيع
وايضا وتر الاقامه وشفع الاقامه الذي ثبت في اذان بلال رضي الله عنه
كل هذه الامور جائزة في سنة النبي صلى الله عليه وسلم
وايضا انواع صلاة الخوف كصلاة ذات الرقاع وصلاة عسفان
ومن ذلك انواع الاستفتاحات في الصلاه
وايضا صفات الاستعاذه .. وصلاة التطوع
ومن هذا الباب تصرف ولي الامر للمسلمين .. كالاسير الذي يخير فيه بين القتل والاسترقاق وكذلك بين المن والفداء
ولهذا استشار النبي اصحابه فيهم يوم بدر
ومن ذلك كله اجتهاد ولي الامر فيمن يولي فعليه ان يختار اصلح من يراه ثم ان الاجتهاد يختلف ويكون جميعه صوابا كما ان ابو بكر الصديق رضي الله عنه كان رأيه ان يولى خالد بن الوليد في حروبه وكان عمر يشير عليه بعزله فلا يعزله ويقول : انه سيف سله الله على المشركين ثم ان عمر حين تولى على المسلمين عزله وولى ابو عبيده بن الجراح ومافعله كل منهما كان اصلح في وقته
وكانا على زمن النبي يستشيرهما صلى الله عليه وسلم
وروي عنه انه قال : (( ان اتفقتما على شئ لم اخالفكما ))
وثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال في بعض مغازيه (( إن يطع القوم أبا بكر وعمر يرشدوا ))
هذه العبارات جزء من حديث طويل عن ابي قتاده الانصاري في مسلم 1/ 472 / 474
وبعد ماجاء حكم الله في اسارى بدر موافقا لرأي عمر
ماروي عن عبدالله ابن مسعود قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( ان مثلك ياابا بكر كمثل ابراهيم قال (( فمن تبعني فاءنه مني ومن عصاني فاءنك غفور رحيم )) او كمثل عيسى (( ان تعذبهم فاءنهم عبادك وان تغفر لهم فاءنك انت العزيز الحكيم ))
وان مثلك ياعمر كمثل نوح قال (( رب لاتذر على الارض من الكافرين ديارا )) وان مثلك ياعمر كمثل موسى (( واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الاليم ))
هذا الحديث روي مع اختلاف في اللفظ في مستدرك الحاكم عن عبدالله بن مسعود قال الحاكم صحيح الاسناد وايضا في المسند
وكان السلف متفقين على تقديمهما حتى شيعة علي رضي الله عنه ..وكيف لاتقدم الشيعه الاولى ابا بكر وعمر رضي الله عنهما وقد تواتر عن امير المؤمنين علي ابن ابي طالب انه قال (( خير هذه الامه بعد نبيها ابو بكر ثم عمر )) وقد روي هذا عنه من طرق كثيره قيل انها تبلغ ثمانين طريقا
وقد رواه البخاري عنه في صحيحه من حديث الهمدانيين الذين هم اخص الناس بعلي وقد رواه البخاري من حديث سفيان الثوري عن محمد بن الحنفيه قال قلت لابي : ياابت من خير الناس بعد رسول الله ؟ فقال : يابني او ماتعرف ؟ فقلت لا قال ابو بكر فقلت ثم من ؟ قال عمر .))
وهذا يقوله لابنه بينه وبينه ليس هو مما يجوز ان يقوله تقية ويرويه عن ابيه خاصه وقالة على المنبر .
وعنه انه كان يقول (( لااوتى باحد يفضلني على ابي بكر وعمر الا جلدته الحد )
ورد في البخاري في كتاب فضائل اصحاب النبي
ومن هذا الباب امر الشورى فاءن عمر رضي الله عنه كان كثير المشاوره لاصحابه فيما لم يتبين فيه امر الله فاءن الشارع نصوصه كلمات جوامع وقضايا كليه وقواعد عامه يمتنع ان ينص على كل فرد من جزئيات العالم الى يوم القيامه فلا بد من الاجتهاد في المعينات ... والرافضي ان زعم ان الامام يكون منصوصا عليه وهو معصوم فليس هو تعظم من الرسول ونوابه وعماله ليسوا معصومين ولا يمكن النبي ولا الامام ان يعلم الباطن في كل معينه بل قد كان النبي صلى الله عليه وسلم يولي الوليد بن عقبه ثم ينزل الله فيه (( ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهاله ))
وقد ثبت في الصحيح عن النبي انه قال (( انكم تختصمون الي ولعل بعضكم ان يكون الحن بحجته من بعض وانما اقضي بنحو مااسمع فمن قضيت له من حق اخيه شيئا فلا يأخذه فاءنما اقطع له قطعة من النار ))
فحكمه في القضيه المعينه انما هو باجتهاده
وعمر رضي الله عنه امام وعليه ان يستخلف الاصلح للمسلمين فاجتهد في ذلك ورأى ان بعض الصحابه احق من غيرهم وهذا احسن اجتهاد امام عادل عالم ناضج لاهوى له رضي الله عنه وكل مافعله من الشورى فيه مصلحه لقوله ( وشاورهم في الامر ) وقوله ( وامرهم شورى بينهم )
ثم ان الصحابه اجتمعوا على عثمان رضي الله عنه لان ولايته كانت اعظم مصلحه واقل مفسده من ولايه غيره والواجب ان يقدم اكثر الامرين فيه مصلحه واقلهما مفسده
وايضا لادليل على ان الخليفه يجب عليه ان يستخلف بعده .. اذا فعمر لم يترك واجبا
وسوف يأتيك الرد بشأن سالم مولى بني حذيفه ان شاء الله تعالى