الحمد لله رب العالمين.
إن المتأمل للشيعة يرى أن مذهبهم مفتعل ومتطور حسب الزمان والمكان وأن واضعي الشرائع عندهم هم من يصوغ القوانين والأحكام فلك حديث عندهم زمان مختص به،ويعملون به حسب تفشي بدعتهم واعتقاد الناس بها،فأكذوبة تحريف القرآن كانت فعالة في زمن ما ولهذا سكتوا عنها في عصرنا الحالي وذالك لأنها لم تجد صدى في النفوس.
فقبل أن يضع معمميهم أي حديث أو كذبة فإنهم يأخذون بعين الإعتبار كل الوقائع الدينية والتاريخية حتى لا يكشف أمرهم.
معلوم أن بدعتهم قائمة على الإمامة،ولكن في الحقيقة إمامتهم للناس والتسلط على رقابهم هي الإمامة المقصودة،ولكي يحققوا غايتهم لابد لهم من إزالة ثلاث عوائق ،وهي القرآن والسنة والصحابة.
1 القرآن.
أول شئ قالوا بالنقص فيه والتحريف،لكنهم سكتوا عن هذه التهمة لأنها لم تأت أكلها في تشكيك الناس في عقيدتهم،ليحتجوا على التحريف بالتحريف بتأويله لاغير ونفوا مؤقتا تحريفه بالنقص.
2 الرسول صلى الله عليه وسلم.
قاموا بتحميله مسؤلية تخطيئه بتبليغ الرسالة والتقصير،لكن التهمة سقطت،ليعوضها بمبدأ التقية وأن الرسول صلى الله عليه وسلم خاف من إرتداد الناس من بعده وخاف على حياته من الصحابة،لكن هذا الإدعاء فشل أيضا،لتتجه الإتهامات مباشرة إلى الصحابة رضي الله عنهم.
3 الصحابة.
أما أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم،فأول ما رموهم به هو النفاق في حياة الرسول،لكنهم لم يركزوا على هذه التهمة لغياب الدليل،فعوضها بتهة الردة بعد وفاة الرسول ،ورأوا أن الله رضي عنهم ففكروا قليلا في هذه المعضلة ورأوا أن يجعلوا منهم طائفة منتجبة لكي لا يفضح أمرهم وأن هذه الطائفة هي المقصودة برضا الله.
لكنهم إصطدموا بخلافة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما،فاحتاروا قليلا فيهما لكنهم سرعان ما وجدوا الحل سريعا.
فقد وضعوا أحاديث تقول بثواب من يلعنهم ويطعن فيهم،واتهموا عمر رضي الله عنه بظلم أهل البيت وحملوهما ما لم يحمله بشر من الإزر ووضعوا لهما كتبا وقصصا مطولة.
وبعد ذالك إتجهوا إلى أحاديث أهل البيت الصحيحة بعدما أزعجتهم وأرقتهم ووجدوا لها حلا سريعا ألا وهو التقية واعتبروا كلام أهل البيت في الصحابة إنما هو تقية لا غير.
ولهذا فكل التهم القديمة والحديثة لا زالت قائمة وإنما تقديمها وتأخيرها يعتمد على معطيات الزمان والمكان لا غير وهذا هو سبب صمود بدعتهم عكس البدع الأخرى.