قال السالمي في كيفية قتالهم لأهل السنة (تحفة الأعيان 2/278) في:
" غزوة جعلان "
وسببها أن بوعلي نزعوا يد الطاعة وخرجوا من الجماعة،
وخالفوا الإمام ولم ينقادوا للأحكام،
ولم يرضوا أن يكونوا تبعا.
وذلك لاعتقادهم الفاسد،
فإنهم كانوا على دين الوهابية
وهم بقية من أنصار نجد وتعرفهم العامة بالأزارقة،
لأنهم شابهوا في تشريك أهل القبلة فلم تفرق العامة بينهم وبين الأزارقة.
وهم إنما أخذوا من الأزارقة مسألة التشريك ،
ومن الحنابلة مسألة التشبيه،
وأخذوا من كل مذهب أغثه، وقالوا قد أصبنا دينا كما صنعت الصابئة،
وكان اعتقاد الوهابية في المسلمين أسوأ اعتقاد، فمن هنالك صعب عليهم الانقياد.
فحصنوا بلادهم واستعدوا للحرب،
وكانوا من قبل ذلك أنصار سالم بن ثويني، فهموا بنصرته،
فرماهم الله بالطاعون، ولم يرتفع عنهم حتى أخذت مسكد، ولم يصب غيرهم من أهل عمان،
فكانت هذه الخصلة من كرامات هذا الإمام،
وكان بنو بوعلي أهل عدة وعدد وبسالة وشجاعة وإقدام هائل،
يعتقدون في الموت الشهادة
ويرون الفرار حراما
ولهم سطوات هائلة،
وكانت ملوك عمان من قبل الإمام لم يدوسوا أرضهم
إلا ما تقدم من أمر سعيد بن سلطان وانتصاره عليهم بالنصارى.
فعزم الإمام المسير إليهم بعد فتح نزوى ،
وكتب لأمراء الجنود أن يلاقوه بمن معهم في بدية،
وسار هو بنفسه ومن معه من نزوى إلى بدية،
واجتمع الجيش بها ومن هنالك قصدوا جعلان
ونزلوا ببلاد بني بوحسن، وكان بنو بوحسن تحت طاعة الإمام.
فأرسل إلى بنو بوعلي النصائح،
وأظهروا في أول مرة العتو
ثم انقادوا بعد ذلك لما يرى الإمام فيهم ونزلوا على حكمه.
ويقال: أن سبب انقيادهم حصول الرعب في قلوبهم
بسبب وقع عند المسلمين من غير احتفال له.
وذلك أنه في ليلة من الليالي وقع ضرب تفق في جيوش المسلمين في هيئة النفضة، والنفضة ضرب متتابع، فضرب الجيش كله،
كل من سمع الضرب ضرب فتواصل من غير أمر،
فكان يسمع لضرب التفق والمدافع دوي عظيم وصعقات هائلة
ودوران كدوران الرحى وكان ذلك كله عن غير قصد
فأورث الأعداء رعبا، وألبسهم ذلة، واستشعروا العجز عن مقابلة ما سمعوا بآذانهم ورأوا بأعينهم،
فانقادوا متذللين وجاءوا مذعنين لحكم الإمام على ما يرى فيهم من الأحكام
فأخذ الإمام أكابرهم وأكابر من ناصرهم من بني راسب والهشم،
وحملوا إلى مسكد، فقيدوا بالكيتان،
وأمر بقلاعهم فهدمت كسرا لشوكتهم، وإطفاء لفتنتهم،
وكانت عندهم قلعة مانعة، فحفروا من تحتها، وأدخلوا في الحفر الباروت ،
وقادوا الباروت إلى موضع يأمنونه، فاحرقوه بالنار،
واتصل الحريق حتى ثار الباروت الذي تحت القلعة،
فنزعها صاعدا فكانت ترى في الجو كمثل السحاب، ثم تساقطت قطعا.
وفي ذلك يقول المحقق الخليلي:
لا تسل عن قلاعهم كيف بالبــــا * روت قد أصبحت تشق الـعـنـانـا
فهي مثل الجبال سيرن تســـــــ * ــيار غـمام ثم انبثثن دخــدانا
وقبض عليهم حصن العيقة وجعله مرصدا للمسلمين،
ثم اقتضى نظره بعد ذلك هدمه فهدمه،
ثم رجعوا بالنصر والظفر ( على أهل السنة ) وولى الإمام على بلادهم سيف بن عامر ينفذ فيها الأحكام،
ويكف الناس بعضهم عن بعض،
وكان انقياد بني بوعلي والتمكن منهم في اليوم الرابع عشر من شعبان من سنة ست وثمانين ومائتين وألف.
قال شيخنا: فلما وصلنا إبرى راجعين من جعلان تلقانا كتاب من الشيخ الخليلي ( قاتله الله )
يعاتبنا على ما صنعناه في بنو بوعلي،
وأنشد فيه قول القائل:
فإن الجرح ينفر بعد حين ** إذا كان البناء على فساد
قال: وكان مراد الشيخ أن يحكم في بني بوعلي بحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني قريضة، ( قاتله الله )
إلا أنه لا تغنم أموالهم ولا تسبى ذراريهم.
وذلك لخوفه على الدولة منهم
وقد ظهر أخيرا ما تفرسه الشيخ الخليلي،
فكان ذهاب الدولة على أيديهم
هذا هو ما اشتهاه المحقق الخليلي ونقم على أصحابه تركه.
وهذا ما صوبه السالمي الإباضي وجعله من آثار فراسة شيخ السوء ذلك.
فانظر عافاك الله من الغل على المؤمنين من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم
كيف سووا بين أهل القبلة وأنجاس اليهود في الحكم والمعاملة.
*****************
هذا هو الحقد الإباضي قد كشر عن أنيابه مرة أخرى بعد مقتل عثمان وعلي رضي الله عنهما .
اللهم فسلم هذه الأمة من كيدهم ومن غلوهم وضلالهم.
وستجد أخي المخلص فيما يلي هذه الحقائق:
1- أن أهل السنة ارادوا أن يستقلوا في دينهم عن نحلة الإباضية الخوارج فأبت الإباضية عليهم ذلك.
2- أن الإباضية قد جيشوا الجيوش لحرب أهل السنة، وهذا مصداق وصف النبي صلى الله عليه وسلم لهم
بأنهم يقاتلون أهل الإسلام ويتركون أهل الأوثان.
3- أنهم قد فرحوا بما أصاب أهل السنة من الطاعون الذي هو شهادة لصاحبه وطهرة له عند الله.
وعدوا ذلك كرامة لهم أن يبتلى أهل السنة من دونهم به.وهذا من جهلهم بأقدار الله.
وقد أصاب الطاعون صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فما كان ذلك عابا على أحد منهم بل شهادة له.
ولكن هكذا يعمي الإباضية عن شرع الله وقدره.
4- أنهم لم يرقبوا في كبار أهل السنة حين انقادوا لأحكامهم إلا ولا ذمة،
فاستأسروهم بعد أن خضعوا لهم، وما هكذا يفعل الأحرار، بل الحرورية.
5- أنهم هدموا لهم قلاعهم،
بينما لم يهدموا قلاع النصارى التي بنوها وأنشأوها وتحصنوا بهاوسموها بأسماءهم.
فإي ود لهم مع النصارى حفظوه, وأي دين لهم مع أهل القبلة أضاعوه.
6- أنهم نسبوا إلى أهل السنة وصف الأزارقة، وقد علموا أن الإباضية أقرب إلى الأزارقة رحما خارجية.
ولكنهم قوم مفترون.وماكانت حجتهم إلا قول العامة،
فهل جهلوا أنهم عند العامة أيضا شر مكانا وأضل سبيلا.
7- وأنهم نسبوا إلى الحنابلة مقالة التشبيه، وماهم منها ولا هي منهم.
بل هم أتباع إمام السنة احمد حنبل في اعتقاده وفقه، فأني لهم التشبيه، أيها الجهمية.
8- تسويتهم بين أهل السنة ويهود بني قريضة في وجوب قتل رجالهم، وتحسرهم على إهمال ذلك.
(قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر)