العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-11-07, 06:13 PM   رقم المشاركة : 1
الغضنفر
عضو فعال






الغضنفر غير متصل

الغضنفر is on a distinguished road


الشيعة .. انتكاس مذهب وازدهار طائفة ـ منقول




كتابات - بركات محي الدين

في الأيام الأخيرة من يناير 2007 م والتي وافقت ذكرى عاشوراء 1428 هجـ وقع حدث في صحراء النجف ، كان حدثا شيعيا بجدارة ، لم يُثر الكثير من الغبار لكنه أثار الكثير من الذكريات ، كانوا ثلةً من الثوار المندفعين الذين يصطحبون نساءهم وأطفالهم في بقعة من الأرض اسمها الزركة ، جمعتهم من الأشتات فكرة وفرقتهم المنون ، مشهد طالما تكرر كثيرا في تاريخ هذه الطائفة ، من ينظر إليه لا يمكن أن يمسك خياله من الانسراح إلى الكوفة وطف كربلاء وفخ وعين الوردة في تلك الحقب القديمة ،،

الشيعة أكثر الناس التصاقا بالتاريخ ، وحوادثه العتيقة تدور على موائدهم اليومية كما تدور أطباق الرز و زهاميل التمر ، ووجوههم التي تتنعم الآن تحت برد ملطفات الهواء الالكترونية تغشاها سمرة مزمنة نتجت من لفح قيض سقيفة بني ساعدة وهجيرها المغبر ، هم لا يريدون أن يفارقوا ذلك ،

ضغط التاريخ على نفوسهم اكبر من ضغط واقعهم عليها ، أدرك حاكم الاحتلال المدني بول بريمر تلك الحاجة في صدورهم جيدا فذكّرهم بعدم تكرار الأخطاء المزعومة لثورة العشرين ، وطالبهم بنزع أحذيتهم في واديه المقدس لكنهم نزعوا معها ملابسهم وجلودهم إفراطا في الحيطة !!!

وتحول مرجعهم الأعلى من روحاني عفيف إلى مفاوض ماهر وسياسي حصيف فتصدعت مرة أخرى تلك الصورة الرائقة التي رسمها المضحين الأوائل الذين استنكفوا أن يبدوا مشاعر الود والتعاون ( العمالة ) للظالمين ، هذا صدع كبير آخر بعد الشرخ الهائل الذي أحدثته خيانة مؤيد الدين بن العلقمي والخواجة نصير الدين الطوسي وعمالتهما للتتار الغزاة ، والتي تم غسل عارها بصعوبة أبان ثورة الشرف التي قام بها الشيعة وقادها رجال دينهم ضد المحتلين في عشرينات القرن الفائت، قراءة سريعة في مذكرات بريمر تؤكد أن السيد السيستاني كان رجل الأمريكان الأول في العراق وحصانهم الرابح، هو من جعل الأمور اقل صعوبة وأكثر يسرا لهم مما لو احتلوا بلدا آخر ، في واحدة من رسائله المتبادلة مع بريمر يقول (( لقد كان حواري مع السيد بريمر طوال السنة الماضية مفيدا جدا وآمل بأن يستمر )) ، وهكذا فعل معه معظم المراجع الثانويين وان بدا بعضهم أخيرا متذمرا بسبب عدم حصوله على المكاسب التي كان يرجوها ، كان الشيعة يهمهمون في نفوسهم : كن أي شيء ولاتكن محكوما ، كن وضيعا أو سارقا أو مجرما فهذا لا يهُم ما دمت أنت السيد ومادام السوط الذي جُلدت به كثيرا بيدك الآن !! وليقل التاريخ مايقول لقد سئمنا من مقولته !!

لم يكن الحاكم المدني موفقا عندما اعتمد على الشيعة لبناء مشروعه أو عندما أغراهم بذلك , فقد أثبتت أيام الأمريكان العصيبة في العراق وفشل مشروعهم إن سوء أداء العملاء قد يكون اشد نكاية و أكثر ضررا على المحتلين من ضربات المقاومة وطيش الإرهاب ، لقد اثبت الشيعة في هذه السنوات إن أداءهم وهم خارج دائرة السلطة كان أكثر نزاهة وأثمر ريعا منه وهم في داخلها ( أنا لكم وزير – أو مشير – خير لكم مني أمير ) ، وذلك ليس راجعا إلى حداثة عهدهم بها فقط ، وانما هو راجع أيضا إلى خلل في المنظومة السياسية والاجتماعية في التفكير الشيعي ، فالشيعة لا يشعرون إنهم جزء من النظام الرسمي العربي الذي قام على سلب حقهم الأول كما يعتقدون ، والدولة لديهم ليست أولوية إلا بقدر حصولهم على المكاسب الدينية والمالية - يقول احد الثوار الشيعة في سنة 1991 لقد كنا نحطم كل شيء أمامنا حتى إشارات المرور - ، وإقامة النظام وما يتعلق به من إبداع ومثابرة ورصانة أمور يمكن الزهد بها عندهم لأجل الحصول على تلك المكاسب ،

إنهم يفشلون الآن لأنهم يفتقدون إلى اخطر عنصر من عناصر تشييد النظام ألا وهو الهيبة ، والى وقت قريب كان علمائهم يفتون بتحريم العمل لدى الدولة أو كراهيته ،، هم يتحملون وزر فشل المحتلين في بناء مجدهم والأمريكان يعرفون ذلك ويضيقون به ذرعا ، ليس هذا فقط فأن احتمال نجاح الشيعة في تشييد نظامهم سيكون مرهونا بوجود الأمريكان كقوة ضامنة من عدم الانفلات والانزلاق نحو الفوضى العارمة التي يمكن لنا أن نتصورها إذا ما تركت أمريكا لهم الحبل على الغارب وسلمتهم المزيد من السلطة ، فنحن جميعا نرى تناحر وتطاحن آيات الله وأتباعهم في مدن العراق الجنوبية والوسطى حتى وصلت معاركهم الفاجر ة إلى أضرحة الأئمة ، هم يقيمون أعراس الدم في كل يوم هناك ولعل ماحدث في اليوم الرابع عشر من شعبان 1428 هجـ أثناء مايسمى بالزيارة الشعبانية المليونية خير شاهد عليه ، في ذلك اليوم المخزي لم يكتف السيستانيون والصدريون واليعاقبة بإراقة الدماء حول ضريح الحسين بل إنهم قاموا برجم الضريح الطاهر الذي يقدسونه ويحجون إليه بالنعال والحجارة !! ماذا بقي لهم بعد ذلك ليتوهموا إن تعاليم الطائفة وآدابها ستنتشر بين شعوب المنطقة انتشار النار في الهشيم ، ألا ساء ما يحكمون ، أن تكرار المشهد عندهم لم يكن يعني إعادته فقط وانما كان يعني تكريره أيضا ، ذلك ما ينتج فقدان الخامة الأصلية للكثير من خصائصها الأولى بفعل طرح منتجات جديدة ،

يلجأ الشيعة للتاريخ كثيرا لإثبات مظلوميتهم ونزاهتهم ، لكن ذلك لن يسعفهم كثيرا ففيه أيضا لائحة الإدانة الكبرى ضدهم !! قبل اليوم لم يكن المرء يستطيع أن ينكر الظلم الذي تعرضوا له ولكنه كان يمكن أن يتكهن بما سيكون عليه سلوكهم لو استلموا السلطة ،

هم يحرصون على أن يكون حكم علي نموذجا شيعيا تُضرب به الأمثال رغم إن ذلك العظيم لم يكن شيعيا بل كان مسلما وكفى ، ومع هذا فأن سيرتهم معه تؤكد أنهم كانوا شر تابعين لخير متبوع ، كان ولاءهم ولا يزال ولاء سريع العطب ، ولم يكن على وجه الأرض حاكما أكثر شكاية وتبرما من ابن أبي طالب من رعيته حتى انه تمنى أن يستبدل جمعهم الغفير بنفر قليل من أصحاب عدوه ، فلنسمع يأسه وقنوطه منهم وهو يقول (( فقبحا لكم يا أشباه الرجال ولا رجال حلوم الأطفال و عقول ربات الحجال ، من فاز بكم فاز بالسهم الأخيب والله لوددت لو أن معاوية صارفني بكم صرف الدينار بالدرهم ، والله لوددت لو أني لم أعرفكم ولم تعرفوني فأنها معرفة جرت ندما ، ولقد علمت إن الذي يصلحكم هو السيف وما كنت متحريا صلاحكم بفساد نفسي ... اللهم إني مللتهم وملوني وسئمتهم وسئموني ، اللهم لا ترض عنهم أميرا ولا ترضهم عن أمير / نهج البلاغة جميع النسخ )) ،

تجربة علي المريرة معهم لم تكن التجربة الأخيرة لإثبات نذالتهم ، فما لبثوا أن أعادوها دونما حياء مع ابنه الحسن ، ولكنهم هذه المرة كشروا عن أنياب الغدر والرذيلة أكثر من ذي قبل فهجموا على فسطاطه في ساباط ونهبوا متاعه وطعنوه في فخذه وخاصرته حتى كادوا أن يقضوا عليه وهو يستعد لحرب معاوية فما كان منه إلا أن تصالح مع هذا الأخير وتنازل له عن الخلافة ، وقد كان عمله هذا نافعا مع انه لم يكن مجانيا فقد حصل مقابل ذلك على خزينة الكوفة البالغة سبعة آلاف ألف ( سبعة ملايين ) من الدنانير الذهبية مضافا إليها خراج دار أبجرد الذي امتنع أهل البصرة من دفعه إليه لأنهم يحسبونه ريعا خاصا بهم فعوضه عنه معاوية بستة آلاف ألف درهم تجبى إليه كل عام مما أعان الإمام الحسن أن يحتل لقب كريم أهل البيت دونما مشقة ( راجع الطبري ج7 ) ،،

والذي يريد أن يعرف طبيعة ولاء هذه الطائفة من الناس جيدا فعليه أن يكتفي بمعرفة أن عدد الذين بايعوا رسول الإمام الحسين مسلم بن عقيل كان ثمانية عشر ألفا ولكنه مالبث أن تبخر ليقتصر على ثمانية نفر منهم في غضون يومين ثم انعدم ناصره خلا امرأة من أهل الكوفة اسمها طوعة ثم انتهى به الأمر قتيلا غريبا بعد أن كان أميرا عزيزا !! ولا داعي لان نورد سيرتهم مع ريحانة النبوة أبي عبد الله الحسين فان شهرتها تغني عن ذلك ، ولكن هؤلاء المدعين الصفقاء لازالوا يتخذون من تلك الفاجعة دليلا على وفائهم ، ولعمري إنها لدليل غدرهم ونذالتهم الصارخ ولو قدّر للحسين أن يبعث من جديد لكانوا أول المؤلبين عليه والساعين لقتله بذرائع جاهزة لديهم ليس اقلها أن يقولوا انه ضد العملية السياسية الجارية الآن في العراق !!! لقد حاولوا أن يتلاعبوا بمصائر الطيبين كرة أخرى في صبيحة اليوم التالي لمقتل الحسين عندما حثّوا ابنه زين العابدين وأغروه لإعلان الثورة من جديد ولكنه كان خبيرا بسوء دخائلهم فقال لهم موبخا : - هيهات لقد حيل بينكم وبين ماتشتهي أنفسكم ( الإرشاد للشيخ المفيد) ،،

هاتان عروتان من عرى المذهب الوثقى تنفصمان ، عروتان سعى فقهاء الطائفة وخطباؤها على تعضيدهما طيلة قرون، الأولى : موالاتهم لأهل البيت وإتباعهم لهم فكثيرا ما رأينا تلك الموالاة تحتدم للتعبير عن السخط على الحاكم والشكوى من جنايته من خلال ترديد شعارات الموالاة التي تختصر برأيهم كل مشاعر النقمة والغضب ضد السلطان الظالم . ( ماكو ولي إلا علي ونريد قائد جعفري ) هذا مارددوه أثناء انتفاضتهم في ابريل عام 1991 م عقب انكسار الدولة وهزيمة النظام في حرب الكويت وكان الأولى بهم أن يرفعوا شعارات أخرى تنتمي لروح الثورة الشعبية وتعبر عن المطالب الوطنية لو كانوا يعقلون !!

وكثيرا ما رأينا تلك الموالاة أيضا تُسخر من قبل المتسلقين المتطلعين للوصول إلى السلطة وجني ثمارها بأيسر جهد وابخس ثمن فلا عجب أن ترى دعايات رجال الدين التي تحث المؤمنين على انتخاب وكلائهم وتقول لهم (( إن انتخابكم لقائمة الشمعة 555 كبيعة الغدير )) ذلك ما رأيناه مكتوبا على لافتات كبرى معلقة على أبواب المراقد وجدران المساجد ولا عجب أيضا أن ترى قصاصات المرور إلى الجنة أو الحرمان من ريحها لمن ينتخب أو لا ينتخب ولمن يصوّت للدستور أو لا يصوّت وهي تخرج من برانيات ( مكاتب ) السيد السيستاني و الشيخ اليعقوبي ومن لف لفهما ،

ودائما لنقيم التاريخ مرة أخرى ، هم يريدون ذلك ، قبلهم فعلها أيضا الكثيرون منهم وكان أولهم دجال كبير وسفاح موغل ألا وهو شيخ تثقيف المختار بن أبي عبيدة الثقفي ، كانت الشيعة تلعن المختار في الكوفة لأنه تآمر على الإمام الحسن وطلب من عمه أن يستوثقه له ويستأمنه ليقوم بعد ذلك بتسليمه مكتوفا إلى معاوية لكن الأمر لم يتيسر له ، وكان من الذين خذلوا مسلم بن عقيل وانضم برجاله إلى جمع عبيد الله بن زياد لكن عبيد الله لم يطمئن إليه لأنه يعرف بوائقه فحبسه وضربه بقضيب من حديد فشتر عينه ، وبقي محبوسا إلى أن توسط له عبد الله بن عمر ( زوج أخته) عند يزيد فأطلق سراحه ، ولما قام المختار بحركته المسلحة كان يدعو لمحمد بن الحنفية ويسميه بالمهدي وكان يخدع الناس ويقول لهم (( إني قد جئتكم من قبل ولي الأمر ومعدن الفضل ووصي الوصي والإمام المهدي )) وكان يزوّر الكتب باسمه ويبدو أن ابن الحنفية كان مرتاحا لهذه المنزلة التي حباه بها المختار و لكنه أحيانا كان يضيق ذرعا به عندما كان يوغل في سفك الدماء فقد قال لرسول المختار يوما (( قل للمختار فليتق الله وليكفف عن الدماء )) ، ولما قام التائب المخلص سليمان بن صرد الخزاعي ومن معه من التوابين للانتقام من بني أمية كان المختار يثبط الناس عنه ويشككهم في أمره قائلا فيه (( إنما هو عشمة من العشم وخفش بال ليس بذي تجربة للأمور ولا علم له بالحرب )) فانفرط جمع سليمان الذي بلغ ستة عشر ألف مقاتل ولم يبق منهم سوى أربعة آلاف أو دون ذلك ، ولكن ذلك لم يثن عزيمته للخروج إلى عبيد الله بن زياد وقتاله في عين الوردة من نواحي الأنبار قتالا حمل كل معاني الإباء والفخر والفروسية بعد أن رفض سليمان مشورة البعض عليه بالمكث في الكوفة والقصاص من الذين اشتركوا في قتل الحسين فيها خوفا من وقوع الحرب الأهلية فقد حذر صحبه من ذلك قائلا ((والله لو قاتلتم أهل مصركم ماعدم رجل أن يرى رجلا قد قتل أباه وأخاه وحميمه ...)) ، والمختار اليوم مدفون إلى جنب مسلم بن عقيل في ضريح مهيب مجلل بالذهب والفضة تحج إليه الشيعة وتتبرك به !!!

فما أشبه اليوم بالبارحة ؟! وما أشبه مهدي المختار المختلق بمهدي مقتدى المزعوم وما أشبه عصابات بدر وعتاة جيش المهدي وعيثهم في العراق عتوا وفسادا بصعاليك المختار وأوغاده الذين عتوا في ارض السواد عتوا كبيرا ، ولا شبه لسليمان ومرؤته في أيامنا الرديئة هذه !!

موالاة الشيعة الصورية لأهل البيت تحولت من نسق قيمي ومعيار سلوكي إلى مايشبه الفلكلور الشعبي المفروغ منه ، فالشعائر الحسينية المهمة لديهم كانت تؤدى غالبا تحت مسوغات سيكولوجية القطيع، وكثرة عدد المشاركين فيها لم يكن أبدا دالا على انصهار المشاركين في شخصية صاحب الذكرى أو اقترابهم منها ، إحدى العجائز القرويات لما رأت أبناء قريتها من الرجال والشبان ينخرطون في مسيرة راجلة إلى قبر الحسين الذي يبعد عن قريتهم مئات الأميال ، صكت وجهها وفغرت فمها وقالت مستغربة : من سرق دجاجتي إذن ؟!! في الليلة العاشرة من محرم تبلغ الروح الاحتفالية ذروتها لدى الشيعة ويستغل الشبان تلك الليلة لإبراز مواهبهم في اللطم والنجدة طلبا لإعجاب فتيات الحارة ، كان الحرج يرفع عن حركة النساء في تلك الليلة فنقوم نحن الشبان باستغلال ذلك للقاء بعض الحبيبات وتبادل الود معهن ، فيا لتلك الليالي الفاخرات ، إني حقا أتمنى عودتها بعدما وخطني الشيب وشغلتني الخطوب فزهدت بتلك المباهج ..

العروة الثانية التي تنفصم الآن هي صورة رجل الدين الطوباوية التي كادت أن تقترب لديهم من صورة القديسين والملائكة والمعصومين ، فكبار رجال الدين الآن مابين عرّاب للعمالة والخيانة وبين راع لحزب من السرّاق والقتلة ، وصغارهم يقودون ميليشيات القتل وفرق الموت وطواقم النهب وتهريب النفط حتى علا سخام البترول عمائمهم المتسخة وملأت حُزم الدولارات جيوب جببهم المنتفخة ، ورأي العامة في اؤلئك القديسين أصبح واضحا الآن من خلال هوساتهم ( أهازيجهم ) الجماعية التي يرددون فيها ( قشمرتنا المرجعية وانتخبنا السرسرية ) تفسير لغير العراقيين : قشمرتنا تعني خدعتنا والسرسرية تعني السفلة ، أو التي يقولون فيها (( آية الله شلون آيه .. يروح فدوه للمطايا)) الأهزوجة لا تحتاج إلى تفسير ..

معركة الزركة لم تكن ذات بال في نتائجها العسكرية عدا كشفها لوحشية أهل السلطة من زبانية الحكيم واستعدادهم لإبادة مدن بكاملها إذا أحسوا منها بأية نأمة تهدد بالعصيان أو عدم الانصياع لسلطتهم البالية ، لكن الزركة كانت ذات خطر عظيم عندما كشفت لأبناء العصر تهافت عروة ثالثة من عرى الطائفة وطرحت أسهم المذهب المحدودة للتداول والاكتتاب العام ،

أمير جند السماء المدعو ضياء الكرعاوي يدّعي انه المهدي أو وكيله على الأقل ، لقد جاء شيئا ادا تكاد السماوات يتفطرن منه وتخر له الجبال هدا ، كيف يتطاول هذا الناشئ على مقام الحضرة المقدسة ؟! سحقاً له . لكن مهلا.. مهلا .. هل يمكن أن نلتمس بعض الأعذار لهذا المسكين ؟ وهل كان هذا المتهوس صاحب براءة الاختراع الأولى في هذا المجال ؟ أم أن آخرين قد سبقوه إلى ذلك ؟ تحتل عقيدة المهدي قطاعا واسعا من قطاعات الشخصية الشيعية وانتظار خروجه يُعد لديهم سنام العبادة وذروة التقوى طبقا للحديث الذي ينقلونه (( أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج )) ، وأحاديث المهدي المعدودة ثابتة في السنة النبوية الشريفة المنقولة في صحاح المسلمين لكن تطبيقاتها العملية تفوق تلك الأحاديث كثرة ، كان المختار بن أبي عبيدة أول من حاول إجراء تلك التطبيقات على ارض الواقع عند ادعى سنة 65 هجـ إن محمد بن الحنفية هو المهدي كما رأينا آنفا وعنه نشأت الفرقة المختارية والكيسانية التي تعتقد إن أبن الحنفية لم يمت وانه غاب بجبل رضوى القريب من ينبع وان الله سوف يخرجه بعد عمر مديد ، ثم توالت الفرق الإسلامية تترى في تطبيقات مختلفة للفكرة ، ونحصي من تلك الفرق : الناموسية الذين قالوا إن الإمام جعفر الصادق هو المهدي ، والإسماعيلية الذين قالوا إن إسماعيل بن الصادق هو الإمام ، والواقفة الذين توقفوا عند الإمام موسى الكاظم وجعلوه آخر المعصومين وقالوا انه هو المهدي ، والفطحية الذين قالوا إن عبد الله الافطح بن الإمام الصادق هو الإمام بعد أبيه وانه حي لم يمت وانه هو المهدي ، والمحمدية الذين قالوا إن المهدي هو السيد محمد بن الهادي المعروف لدى العراقيين بـ (سبع الدجيل ) والمدفون في مدينة بلد ، وهذه كلها فرق شيعية يقصر المقام عن إحصاء غيرها , المهم إن الكثير من تلك الفرق قد انقرض وبقيت منها الفرقة الاثنا عشرية التي يعود الفضل في بقائها إلى جهود علمائها الأوائل المضنية في المحافظة على تراثها وتجديده بخلاف علماء الفرق الأخرى الذين كانوا كسالى ولم يكونوا بنفس الدأب والهمة . وهذه الفضيلة تسجل لعلماء هذه الطائفة كما تسجل فضيلة إبقاء الذاهب السنية الأربعة كمذاهب رسمية وحيدة إلى خلفاء بني العباس من خلال إرغامهم للرعية على إتباعها وإصدارهم للأوامر السلطانية بذلك رغم وجود مذاهب سنية أخرى اشد خطرا من هذه الأربعة !!

المهديون لدى الفرق المذكورة كانوا رجالا معروفين لدى الناس عاشوا معهم وكلموهم وعرفوهم أما مهدي الشيعة ألاثني عشرية فهو غلام مجهول بعمر خمس سنوات ولد سنة 255 هجـ للإمام الحسن بن علي العسكري ولم يره من الأرحام والأصحاب سوى نفر لا يتجاوز عددهم عدد أصابع اليد الواحدة !!وفي ذلك العمر المبكر حمل أعباء الإمامة وغاب عن الأنظار في سرداب من سراديب سامراء الضيقة ، لكن قنوات الاتصال بشيعته ومواليه بقيت مستمرة من خلال وكلائه الأربعة وهم كل من عثمان بن سعيد العمري وابنه محمد والحسين بن روح النوبختي وعلي بن محمد ألسمري وفترة وكالة هؤلاء الأربعة تسمى بالغيبة الصغرى ثم أتت بعدها الغيبة الكبرى التي ابتدأت بموت آخر النواب سنة 329 هجـ وهي مستمرة لحد الآن ، كانت مهمة النواب الأربعة الرئيسية هي قبض الأموال من الشيعة وأحيانا إخراج بعض القصاصات الورقية التي تحمل إجابات الإمام الغائب عن بعض أسئلة الشيعة واستفتاءاتهم وتسمى بتوقيعات الناحية المقدسة ، نحن لا نعرف لماذا أكرم الله أهل ذلك الزمان بأن نصب لهم وكلاء يحلون لهم مستعصيات المسائل وحرمنا نحن أهل العصور التالية من هذه النعمة الكبرى ونحن أحوج منهم لذلك !! وهل يعدو تفسير القضية سوى أمرين : الأول : إن ذلك الغلام لا وجود له أصلا وان مسألة غيبته كانت اختراعا ماهرا من قبل اؤلئك الوكلاء لضمان صمود الطائفة وعدم تفككها بعد موت الإمام العسكري خصوصا إذا علمنا أن هؤلاء الأربعة لم يكونوا ممن اشتهر بالعلم والفقاهة والغريب إن عالم الشيعة الأكبر وجامع أحاديثهم الأول الشيخ الكليني الذي اشتهر بالعلم والفقه والفضيلة لم يكن من بين هؤلاء رغم انه كان معاصرا لزمنهم وكان أكثر الخلق لياقة لهذا المنصب الخطير !! وقد تنافس مع هؤلاء الكثير من الوكلاء الآخرين ومنهم : أبو محمد الحسن الشريعي وكان من أصحاب الهادي ثم العسكري ، ومحمد بن نصير النميري وكان من أصحاب العسكري ،واحمد بن هلال الكرخي وكان من أصحاب العسكري أيضا ، وأبو جعفر بن أبي العزاقر المعروف بالشلمغاني ( ذكرهم الطوسي في غيبته ) ، وكل هؤلاء اتهموا بالكذب وثبتت الوكالة الرسمية للأربعة الأوائل فقط ، وكان الصراع بين اؤلئك القوم يدور على استلام أموال الحقوق الشرعية من الموالين مما يذكرنا بالصراع المزمن في النجف بين البيوتات النجفية لاحتلال منصب المرجعية والتمتع بمزاياه الجمة ومنها المزايا المالية ، والتفسير الثاني لهذه القضية (وقد يكون هو الراجح) هو أن يكون ذلك الغلام قد ولد فعلا في تلك السنة وان أمره قد اخفي خوفا من تتبع السلطة له وبعد موت والده تعهده بعض الأصحاب الخلّص ومنهم الوكلاء الأربعة وأنه كان يدير منظومته السرية من خلالهم وانه إما أن يكون قد مات قبل موت آخر الوكلاء وبقي خبر موته طي الكتمان أو يكون قد مات بعده وبقي أمره مجهولا فانقطعت الوكالة ، نقل الطوسي في غيبته عن علي بن صدقة ألقمي قال خرج إلي محمد بن عثمان ابتداءً من غير مسألة ليخبر الذين يسألونه عن الاسم ( اسم المهدي) فقال : إما السكوت والجنة وإما الكلام والنار فأنهم إن وقفوا على الاسم أذاعوه وان عرفوا المكان دلّوا عليه ، ونقل كذلك عن الفضل بن شاذان عن موسى بن سعدان عن الحضرمي عن أبي سعيد الخراساني قال: قلت لأبي عبد الله ( ع ) : لأي شيء سمي القائم ؟ قال لأنه يقوم بعدما يموت ، وقد أوّله الطوسي بموت ذكره لكن ذلك واضح التعسف ،

كانت شخصية المهدي لدى الشيعة توليفا محبوك الصنعة لعناصر مختلفة من مصادر شتى ففي دعاء الندبة المشهور لديهم والذي يدعون به أثناء زيارة صاحب الزمان والمذكور في كتاب مفاتيح الجنان يقول الزائر مخاطبا الإمام الغائب (( ليت شعري أين استقرت بك النوى بل أي ارض تقلك أو ثرى أبرضوى أو غيرها أم ذي طوى )) و رضوى هو الجبل نفسه الذي قالت الكيسانية من قبل إن محمد بن الحنفية حي فيه يرزق ولا ندري كيف تطابق هذا المنفى الاختياري الآمن للإمام الغائب لدى الفرقتين !!

فقبل أن يلوم الشيعة المدعّي ضياء الكرعاوي ومن كان على شاكلته عليهم أن يلوموا أنفسهم لأنهم هم الذين فتحوا الباب على مصراعيه لكل مدعٍّ بقبولهم لهذه المخاريق التي وضعوها في أصل عقيدتهم ، وقد يكون هذا وغيره هو الذي دفع السيد السيستاني أن ينبه الأئمة والخطباء الشيعة إلى الابتعاد عن نقل القصص والأساطير المستخفة بالعقول في بيانه الموجه إلى المبلغين والمبلغات في السابع من سبتمبر 2007 !! ( راجع موقع السيد السيستاني ) ..

إن ارتياب الشيعة في عقائدهم بدأ همسا ثم تحول الآن إلى لغط ولا يلبث أن يعلو حتى يصبح صياحا بعد أبيحت مقررات المذهب وأدبياته للعامة بعد أن كانت حكرا على الخواص من الباحثين وطلاب الحوزة بفضل التقدم التقني والثورة المعلوماتية ،،

لن تجد حركة أو منظمة في حاضر الشيعة إلا وتجد لها أصل أو نظير في تاريخيهم ، كما إن ذلك موجود أيضا لدى الوهابية وأسلافهم الحنابلة والخوارج ، فطواقم المكبسلين في صفوف جيش المهدي الذين يتعاطون كبسولات العقاقير المخدرة ويقومون بعمليات الاغتيال السياسي والطائفي ضد أعدائهم ومخالفيهم يذكروننا بالحشاشين من الشيعة الإسماعيلية وأميرهم حسن الصباح في القرن الخامس الهجري وما بعده حيث كانت فرق الحشاشين تقوم بعمليات قذرة مماثلة آنذاك ومن اسمهم اشتق الأوربيون كلمة assassin التي تعني الاغتيال والغدر والقتل غيلة ( عن الحشاشين راجع ويكبيديا / الموسوعة ) ، هنا لدينا شريط مصور لأحد قادة جيش المهدي في مدينة الصدر سنه 2004 م وهو السيد حسن الناجي يظهر فيه في حشد هائج من المؤمنين متضرعا إلى الله أن يحشره مع المكبسلين !! حشره الله معهم .. آمين ..

لم يكن الشيعة قبل القرن العشرين أغلبية في العراق لان التحول المذهبي الواسع النطاق لدى العشائر العربية القاطنة فيه بدأ في القرن التاسع عشر وقد يكون ذلك مرتبطا بالتغيير في أنماط العيش والسكن عند تلك القبائل ، فقد بقيت القبائل الرعوية والبدوية على مذهبها السني الذي يوفر الالتزام بمتطلبات التوحيد الصارم المنتشر في شبه الجزيرة العربية والهلال الخصيب ، فيما اختارت العشائر التي انتقلت إلى المدن والأرياف المذهب الشيعي الذي يتسم بالتساهل النوعي وباشتماله على الكثير من عناصر الزخرف والبهرجة العقائدية والإجرائية إذا ما قورن بالمذاهب السنية الإخبارية ومنها المذهب الحنبلي السائد في تلك البقاع وقتذاك , وقد لعبت الحوزات الدينية في النجف وكربلاء والحلة دورا كبيرا في هذا التحول المذهبي من خلال الحملات التبشيرية التي نفذها خطباء المنبر الحسيني ( الروزخونية ) في أرياف العراق وبواديه ، ولم يكن سكان المدن المقدسة بمثل هذه الكثافة التي هي عليها اليوم كما أنها كانت اقل أهمية من مدن العراق الأخرى ، ينقل الرحالّة البرتغالي بيدرو تكسيرا الذي زار النجف سنة 1604 م إنها كانت خربة وان عدد سكانها كان خمسمائة شخص تقريبا ، وفي مطلع القرن العشرين كان 75% من سكان كربلاء من الفرس مما جعل عاداتهم في العيش والمأكل وصفاتهم الجسمانية واضحة الظهور في أهل تلك المدينة وخاصة نسائها الجميلات ، إن معالم ذلك الانتقال المذهبي تتبين بشكل جلي هذا اليوم في التركيبة المذهبية للكثير من القبائل والعشائر العراقية مثل قبيلة شمر وتميم والعزة والجبور وطي وربيعة وقحطان والشريفات وعنزة وظفير ، التي يتوزع أبناؤها بين المذهبين بحسب الاختلاف الطبقي والحرفي والمناطقي ، وقبل الاحتلال الأمريكي للعراق كانت احتمالات الكسب الشيعي الطائفي لصفوف الطائفة احتمالات جيدة لما يقدمه هذا المذهب من تسهيلات عقائدية وإجرائية مغرية للداخلين فيه مثل الأجور الأخروية الراقية وبطاقات ( الاكسبريس ) التي تؤدي بمنتسبيه إلى الجنة بعد قيامهم ببعض الأعمال البسيطة كبعض الزيارات الدينية التي يعادل اجر بعضها اجر سبعين حجة مثلا أو بعض المشاعر والعواطف التي يبديها المؤمن أثناء بعض الطقوس كالبكاء أو التباكي على مصيبة الحسين ، ولكن ما أسهبنا في نشره آنفا لم يجعل الطائفة تتوقف عن التمدد فقط وانما جعلها أيضا تفقد مناطق واسعة من أراضيها الأصلية ، هذا الفقدان كان يمكن أن يكون أسرع مما هو عليه الآن لولا الهجمات البربرية التي يشنها أعداء الشيعة من الوهابية وأعضاء تنظيم القاعدة عليهم ،الأمر الذي أدى إلى زيادة تشبث أبناء الطائفة بمذهبهم أو تأجيل الانسلاخ منه كردود فعل انعكاسية . والى أن تنجلي الغبرة عن شيء ذي جدوى ستبقى هذه الأمة تدفع ثمن صراع الأفكار الطائش هذا، أما أنا فسأخلد إلى النوم بعد أن أنجزت عملا شاقا ومضنيا هذا اليوم وآمل أن احلم هذه الليلة بعالم بلا طوائف ...
شكرا

* تنبيه أول: إن اقتباس أو نقل أو محاكاة أو إعادة نشر هذا المقال أو شيء منه بدون إذن الكاتب أو الإشارة الصريحة إليه يُعد سرقة مكشوفة

* تنبيه ثاني: من يرغب بالرد فليأت بشيء من جنس ما أوردنا و ليترك التهريج والسفاسف


* مفكر وباحث عراقي

بيروت

[email protected]







التوقيع :
الحمد لله
من مواضيعي في المنتدى
»» كيف دفع الشباب الإيراني خاصة شباب طهران المعممين وجعلوهم يلوذون بـ"قم" المدنسة؟!
»» من هنا إنطلق الذين دمروا وأحرقوا وخربو بغداد ومرافقها
»» هذا الغدير من ذاك النبع
»» اليماني الرافضي قرااتي صحيحة وأنا فوق قواعد سيبويه
»» العمائم والثقوب السوداء
 
قديم 01-11-07, 09:02 PM   رقم المشاركة : 2
خالد بن الوليد1424
عضو ذهبي






خالد بن الوليد1424 غير متصل

خالد بن الوليد1424 is on a distinguished road


جزاك خيراً أخي الغضنفر , حسب علمك هل كاتب هذا المقال سني أم شيعي ؟ , فقد كنت أحسب - في بداية المقال - أنه سني و لكن بعض العبارات تفيد بأنه ولد و نشأ شيعياً كقوله :" كان الحرج يرفع عن حركة النساء في تلك الليلة فنقوم نحن الشبان باستغلال ذلك للقاء بعض الحبيبات وتبادل الود معهن ، فيا لتلك الليالي الفاخرات ، إني حقا أتمنى عودتها بعدما وخطني الشيب وشغلتني الخطوب فزهدت بتلك المباهج .." و على العموم المقال قوي جداً و ممتع , لا حرمنا الله منك .....







التوقيع :
الدين الباطل أفيون الشعوب

يقول الباحث بركات محي الدين :"الإنسان مخلوق مجادل له القدرة على إثبات الشيء واثبات نقيضه في وقت واحد ، والرب يعرف ذلك لذا قرر أن يكون أمره في القضايا الكبرى كالتوحيد والنبوة والمعاد جليا وواضحا لخلقه وبعد ذلك( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر )"

أرجو من الشيعة أن يتفكروا في هذا الكلام جيداً ...
من مواضيعي في المنتدى
»» كيف ترد على قناة فوكس التي شتمت الرسول اعطيك الحل لاتبخل
»» سؤال فقهي يتعلق بالرؤى و الأحلام
»» أين رابط الموضوع ؟
»» الخمس ودجاجة الخليج البيّاضة
»» إذا قلت يا هبل أو يا عزى فهل هذا يوقعني بالشرك ؟
 
قديم 01-11-07, 09:25 PM   رقم المشاركة : 3
الغضنفر
عضو فعال






الغضنفر غير متصل

الغضنفر is on a distinguished road


شكرا أخي خالد بن الوليد1424 مشاركتك في الموضوع..

أغلب الظن فإن صاحب ـ المقال كما ذكرت ـ ولد و نشأ شيعياً، فالدين لدى عوام الشيعة مجرد عادة وليس اعتقاد، ويتجلى هذا في قول الكاتب "موالاة الشيعة الصورية لأهل البيت تحولت من نسق قيمي ومعيار سلوكي إلى مايشبه الفلكلور الشعبي المفروغ منه، فالشعائر الحسينية المهمة لديهم كانت تؤدى غالبا تحت مسوغات سيكولوجية القطيع، وكثرة عدد المشاركين فيها لم يكن أبدا دالا على انصهار المشاركين في شخصية صاحب الذكرى أو اقترابهم منها".
لذا فإن عبادتهم لله تتسق وما تناوله الكاتب، الذي سبر اغوارهم جيدا.. فهم في النهاية يعبدون 12 صنما، ومن بعدهم يعبدون صاحب العمامة السوداء أو البيضاء متى ما بلغ درجة الاجتهاد، فكلامه هو قول الله، لذا يقدمون له ولوكلاءه بناتهم متعة، وأموالهم أخماسا، وعقولهم ليزرعوا فيها الخرافات، واجسادهم للطم..

شكرا لإثراءك الموضوع..







التوقيع :
الحمد لله
من مواضيعي في المنتدى
»» فجيعة الرافضة في المستبصر هاشم آل قطيط. الحرامي قبحه المولى
»» ليس حبا في الإمام علي.. ولكن كرها لعمر.. وما أدراك ما عمر
»» كيف تكتشف انك مجتهد؟!! قمة التناحة
»» عندما يكذب الرافضي المأفون التسخيري.. مزار المجوسي مثالا!
»» من هو (الوحيد الخراساني) ملهم التمساح الكوراني) لعنة الله على الأول والثاني..
 
قديم 01-11-07, 10:14 PM   رقم المشاركة : 4
خالد بن الوليد1424
عضو ذهبي






خالد بن الوليد1424 غير متصل

خالد بن الوليد1424 is on a distinguished road


جزاك الله خيراً أخي الكريم الغضنفر .....







التوقيع :
الدين الباطل أفيون الشعوب

يقول الباحث بركات محي الدين :"الإنسان مخلوق مجادل له القدرة على إثبات الشيء واثبات نقيضه في وقت واحد ، والرب يعرف ذلك لذا قرر أن يكون أمره في القضايا الكبرى كالتوحيد والنبوة والمعاد جليا وواضحا لخلقه وبعد ذلك( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر )"

أرجو من الشيعة أن يتفكروا في هذا الكلام جيداً ...
من مواضيعي في المنتدى
»» مقارنة بين شعب رافضي و آخر سني !
»» لطمية شركية عن أبي الفضل العباس
»» اقتراح سوري بخصوص احداث القطيف
»» كذبوا جعفر الزكي وصدقوا السمّان عثمان
»» العرب و عقدة النقص من الفرس !!
 
قديم 16-11-07, 05:15 PM   رقم المشاركة : 5
الغضنفر
عضو فعال






الغضنفر غير متصل

الغضنفر is on a distinguished road


[

SIZE="5"]الشيعة .. انتكاس مذهب وازدهار طائفة - 2

الإمامة والسياسة


كتابات - بركات محي الدين

الرب ينصب الفخاخ لشعبه ، والفقهاء يساعدونه في عمله هذا بتمويه الأهداف ، هو لا يرغب أن يمضي إرادته بصراحة فيستعين بهم لأجل تعمية الرعية التي تنشد الضالة ، اللف والدوران لعبة السماء المفضلة وعلينا القبول بذلك لأنها تمنحنا المزيد من الإثارة والأجر ..
هذه هي النتيجة الأولى التي يخرج بها المؤمنون بتقريرات اللاهوت الشيعي المعقد !! هذه فنطازيا دينية من الصنف الرديء ، هذا اللاهوت بدأ بسيطا وواضحا مع نشأة علم الكلام الاسلامي الذي أسسه المعتزلة في القرن الهجري الثاني ، وما لبث أن نما وتضخم طيلة قرنين ليستوي في القرن الرابع أخيرا كمذهب عقائدي شائك بفعل التراكمات التي كان يضيفها أرباب الجدل وأهل الكلام إليه ، يختلف الشيعة عن غيرهم أن فقهاءهم كانوا متكلمين أيضا فاختلط الفقه لديهم بالعقيدة بخلاف الفرق الإسلامية الأخرى كالمعتزلة والمرجئة والقدرية والجبرية وغيرها من الفرق التي كانت فرقا ومذاهب كلامية لم تنتج مذاهب فقهية كبرى مع خطورتها لأنها كانت تدرك إن الكلام شيء والفقه شيء آخر ، لذلك لن يكون غريبا أن تجد معتزليا يعمل بفقه أبي حنيفة وآخر بفقه مالك أو احمد أو الصادق ، ولكنك لن تجد شيعيا واحدا يعمل بفقه باقي المذاهب الإسلامية .قال علي بن أسباط : قلت للرضا (ع) يحدث الأمر لا أجد بداً من معرفته وليس في البلد الذي أنا فيه احد استفتيه من مواليك فقال : ائت فقيه البلد فأستفته في أمرك فإذا أفتاك بشيء فخذ بخلافه فأن الحق فيه ( عيون أخبار الرضا 1 : 275 ) ..
قبل معركة صفين سنة 37 هجــ كان بحر الفكر الاسلامي وادعا ورقراقا لكن كلمة مثيرة أطلقها الخوارج ( الحكم لله ) في ذلك اليوم جعلته رجراجا ومتحفزا للهيجان ، ومنذ ذلك الآن زُفَّت السياسة الفاتنة إلى الدين العفيف فكان منهما البنون والبنات ، وأخذت الفرق والمذاهب السياسية تتطلع لبناء لواهيتها الخاصة لإيهام الأتباع والعامة أنها لم تكن فرقا سياسية حسب وانما مذاهب دينية تضمن لأتباعها أنهم على المحجة البيضاء !!
ومع إن العقيدة القرآنية ( ولا أقول الفقه القرآني ) كانت واضحة منذ البداية ولم تكن تحتاج لأي تفسير البتة - وهذه هي سمة الأديان الموحدة عموما - إلا إن المفكرين المسلمين أسرفوا في تأويل العقيدة وتوجيهها إلى مقاصد معينة بفعل تأثيرات سياسية أو ثقافية أو اجتماعية خاصة بهم إلى الدرجة التي توحي إن الرب كان عاجزا عن توضيح مراده أو مراوغا في ذلك !! وقبل ذلك عاش التوحيد العالمي أبهى عصوره في صدر الرسالة وشطرا كبيرا من الخلافة الراشدة قبل أن يكون عرضة للنهب السياسي والمذهبي،
ومن الطبيعي أن تختلف الفرق الإسلامية في صناعة البناء النظري لكل فرقة باختلاف الأسس الفلسفية المعتمدة لديها في عملية التصنيع ، فكان أصحاب الاتجاه الواقعي – كالاشاعرة مثلا – منسجمين مع التاريخ إلى ابعد الحدود فأجازوا ولاية المفضول مع وجود الأفضل لسبب بسيط هو إن ذلك الشيء هو الذي حدث فعلا ، وان الأشياء التي حدثت لم تكن لتحدث لولا لياقتها للحدوث ، وان حدوثها كان يعني شرعيتها أيضا ، وان تلك اللياقة كانت عامل الحسم في دفع الأشياء من عالم الإمكان والافتراض إلى عالم الفعل والظهور، وان أية نظرية لا تتخذ من الواقع سبيلا ليست سوى مجموعة من الميول والرغائب ، أي إنهم استعرضوا التاريخ أمامهم فاستلوا منه معالم النظرية ، أما الشيعة فقد فضلوا منهجا مغايرا تماما عندما وضعوا نظريتهم قبل أن يختبروها على ارض الواقع وكانوا كلما عرضوا متبنياتها على التاريخ جاءهم الجواب إن الذي حدث كان شيئا مختلفا عما تذهبون إليه ، فكانوا مضطرين إلى العمل باتجاهين لتلافي هذا الخرق : الأول تمثل بالترميم الفكري المستديم للفجوات التي تحدث على فترات في أركان النظرية فكانت الأسس الكبرى في اللاهوت الشيعي تظهر بالتعاقب كلما دعت الحاجة لذلك وهكذا كانت الإمامة أول الأسس ظهورا إلى حيز الوجود الفكري ثم العصمة ثم التقية ثم الغيبة والرجعة ثم الاثنا عشرية ثم ولاية الفقيه ، وكان نتيجة هذا العمل إعراض الشيعة عن دراسة التاريخ الاسلامي في حوزاتهم العلمية أو اقتصار تلك الدراسة على بعض المعلومات التاريخية الطائفية أو تاريخ القضية الحسينية وبعض مقاتل الأئمة ،
أما العمل الثاني الذي جدّوا فيه فتمثل بتفسيق التاريخ من قبلهم والإعلان عن عدم براءته أو وضع تواريخ موازية خاصة بهم مثل كتاب سليم بن قيس الهلالي وكتاب السقيفة للجوهري ،
وكان من نتائج هذين العملين أن يختلف الشيعة مع مؤرخين كبار كالطبري وابن كثير ويتهمونهم بالتحريف أو مع مفكرين أفذاذ كابن خلدون الذي اتهموه بالانحراف ،
يكمن عمل بن خلدون الرائع في انه كان أول من جعل من التاريخ شيئا ذا قيمة بعد أن كان مجموعة من الخردة فأسس بذلك لما يمكن أن نسميه الاتجاه المعملي في دراسة التاريخ، وهو أول من ووضع حجر الأساس لعلم الاجتماع السياسي الذي أبدع الأوربيون فيه فيما بعد وأصبح عندهم نهجا يحتذى حتى إن المفكر الكبير نيقولا ميكافيللي ( 1469 م – 1527 م ) كتب مطارحاته السياسية اعتمادا على الكتب العشرة الأولى في تاريخ روما لتيتوس ليفي( 59 ق م – 17 ب م ) ..
إن فوضى الروايات المأثورة عن السلف – وان صحت – لاتصلح لإقامة أية نظرية دينية نهائية ، ما دام الغرماء يحملون في جعبتهم آلاف الأحاديث الصحيحة التي تؤيد دعواهم إزاء الآلاف التي تحملها أنت كذلك ، ومع إن العرب والمسلمين قد أبدعوا دون غيرهم من الأمم علما مهما هو علم الجرح والتعديل وتراجم الرجال فأن ذلك العلم بقي عاطلا مع إيثارهم عدم الاستفادة منه لتشذيب أفنان شجرة المروّيات المتشابكة واجتثاث دغلها المخيِّم ، فهم لا زالوا يقدسون صحاحهم ويحملونها على عواتقهم في كل زمان ومكان جاعلين منها صنوا للقرآن أو أكثر من ذلك !! يقول أبن كثير في تاريخه عن حوادث سنة 701 هجـ : وفي شهر رجب قويت الأخبار بعزم التتار على دخول بلاد الشام فأنزعج الناس واشتد خوفهم وقنت الخطيب في الصلوات وقرئ البخاري ( البداية والنهاية ج 14 ص 36 ) هكذا كان البخاري يُقرأ في النوازل والخطوب !! ، أما الشيعة فلديهم قول مأثور يقول ( الكافي كاف لشيعتنا ) !! مع إن الكافي عند كل إنسان يمتلك الفطرة السليمة والذوق البريء يُعد اكبر تلمود من تلاميد الخرافة والتخريب والوقيعة والتكفير بين أبناء الأمة ، ومع ما في البخاري من ترهات وقذائف تطعن بالكرامة النبوية ، إلا إن علماء الأمة لم يتجرؤوا ليتفقوا على تطهيرهما وباقي الصحاح من كل ذاك ، رغم الأذن المسبق من النبي بهذا عندما قال ( ستكثر بعدي القالة فإذا جاءكم عني حديث فاعرضوه على كتاب الله العزيز فان وافقه فاعملوا به وإلا فردوه ) ومن الأكيد إن الذي يقصده النبي بالكتاب هو الظاهر من القرآن وليس التأويلات الباطنية الملتوية – مثلا – التي تقول إن علي بن أبي طالب هو الدابة عندما تفسر قوله تعالى ( وأخرجنا لهم دابة من الأرض ) !! وغيرها من التفاسير التي أوردها الكليني ..
ولقد مرّ دهر طويل على الحزب الشيعي كان منظّروه وقادة الرأي فيه منشغلون بتدوين الروايات الخاصة بمناقب الأئمة ومعالجتها فيما كان المسلمون يحملون الإسلام بإخلاص إلى مجاهل أفريقيا وسهوب آسيا وينشرونه هناك ،
وقد استنزفت العنعنات جهود المفكر الشيعي وأنتجت لديه فلسفة مثالية تبريرية قابعة في عوالم ما وراء التاريخ وما قبل العقلنة ، لتعترف ضمنا بعدم آبليتها للتطبيق والظهور في عالم الأشياء اليومية وتغيراته المستمرة ، حيث كانت سيرة الأئمة شيئا مختلفا عن مقررات طوبى الإمامة ، في الحقيقة كانت الإمامة وملحقاتها حلما ولم تكن نظرية ، تماما كأحلام أفلاطون والفارابي في الجمهورية والمدينة ،
أما الجهود السياسية والعسكرية للشيعة فقد انصبت على إثارة القلاقل والفتن وإعلان الثورات على الأنظمة الحاكمة ، وفي البداية كانت الأراضي القديمة للإمبراطورية ( العراق والحجاز ) مسرحا لتلك القلاقل ثم توسعت لتشمل الأراضي المفتوحة في آسيا الصغرى وخراسان مع دخول الموالي للإسلام ، ولقد وجد الموالي الساخطين على الحكم العربي الذي قضى على أمجادهم القديمة ، وجدوا في الحزب الشيعي المعارض ملاذا آمنا لتحقيق رغباتهم للقضاء على ملك الفاتحين ، ويجب أن نعترف إن بعض المبادئ والشعارات التي كان يرفعا ذلك الحزب كالعدالة والمساواة وعدم التمييز العرقي كانت مغرية لدخول أولئك المقهورين فيه ، فالتقى هوى الشيعة وأمنياتهم مع آمال الموالي ورغباتهم وذلك ما يفسر اعتناق هولاكو وقومه وبني بويه للتشيع ، وبالمقابل كانت العقائد الأصلية لتلك الشعوب كالحلول والتناسخ والرجعة والتفويض تتغلغل في الفكر الشيعي وترسم طرقها في شعابه ،
لا نريد أن نلجأ لمعمعة الروايات في تعضيد نظرية الإمامة أو نقضها لان ذلك سيولد المزيد من البلبلة ، ولأننا قررنا منذ البداية أن يكون التاريخ وحوادثه عونا لنا في هذا الشأن ، ولكن ذلك لا يمنع أيضا من استخدام بعض الروايات التي كانت مرتبطة بالحوادث ، لان تلك الروايات على هذا الشرط ستكون حوادثا أيضا ،
عندما نقرأ سيرة علي بن أبي طالب طيلة فترة خلافة شيوخ الإسلام الثلاثة قبله ، لا نجد إن الإمام الأب كان مشاغبا شغب من يؤمن بأن لديه نص الهي قاطع بالخلافة وان الأمة كانت تعرف النص وتعترف به ، وانما كانت اعتراضاته على خلافة الخليفة الأول وإجراءاتها السريعة منصبة على أحقيته بإرث عائلي بملك أبن عمه فهو اقرب الناس إليه دما وأول الناس به تصديقا وأكثر الناس عنه دفاعا إضافة إلى ما تمتع به الإمام من مواهب ومزايا ومناقب انقطع نظيرها في جميع الصحابة من المهاجرين والأنصار ، فاعتقد انه أولى الناس بها وقد كان محقا في ذلك ، ولكن حوارييه وأنصاره جعلوا من ذلك الاعتقاد فيما بعد أصلا من أصول الإيمان وركنا من أركان الدين !! سأل علي بعض من حضر السقيفة : بم احتج أبو بكر وعمر على الأنصار ، فقيل له إنهم احتجوا عليهم بأن قريشا أولى بملك النبي من غيرهم ، فقال لقد احتجوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة ، أي انه يعني إن التسلسل في القرب سوف يفضي إليه لا محالة ، ولم ينقل لنا التاريخ إن عليا قد احتج على من سبقه إلى الخلافة بأي من الأحاديث المهمة التي يتمسك بها الشيعة لإثبات الإمامة كنص الهي مثل حديث الغدير والمنزلة والطائر المشوي والكساء ، ولكن الشيعة اعتمدوا في أخبار السقيفة وما دار فيها وبعدها على كتاب سليم بن قيس الهلالي الذي يقولون انه كان من أصحاب علي والحسن والسجاد ، وقد ثبت إن هذا الكتاب وضع في القرن الرابع الهجري ، وقد قال السيد الخوئي في رجاله عن الراوي الأول لهذا الكتاب أبان بن أبي عياش انه تابعي ضعيف ينسب إليه أصحابنا وضع كتاب سليم بن قيس ، وقال النجاشي عن سليم انه كان يتعاطى الكلام ويحضر مجلس أبي الحسين بن الشيبة الزيدي فعمل له كتابا وذكر فيه إن الأئمة ثلاثة عشر و ادخل زيداً فيهم ، وقال الشيخ المفيد عن الكتاب إن فيه خلط وتدليس فينبغي للمتدين أن يتجنب العمل بكل ما فيه ولا يعول على جملته ، وكان سبب اعتراض المفيد الحقيقي عليه هو انه جعل الأئمة ثلاثة عشر مما ينسف النظرية ألاثني عشرية ، وينطوي هذا الكتاب على الكثير من المعلومات التاريخية الفاسدة ومنها روايته إن محمد بن أبي بكر قام بوعظ أبيه وتعنيفه عند وفاته والمعلوم إن عمر محمد آنذاك كان ثلاث سنين فقط !! ومع كل هذا فان معظم علماء الشيعة ومصنفيهم يعدون ذلك الكتاب من مصادر التاريخ والتشريع ، فالنعماني في غيبته يعده أصل من اكبر الأصول التي رواها أهل العلم وان الشيعة ترجع إليه وتعول عليه معتذرا عن بعض تناقضاته بتأويلها فقال إن العدد ثلاثة عشر صحيح لدخول النبي في عدة الأئمة !! وان وعظ محمد بن أبي بكر لأبيه جاء من باب المعجزة !!
على كل حال فأن ابن أبي طالب كان مواطنا صالحا في كنف خلافة من قبله ولطالما أبدى لهم المشورة المخلصة وقدم خدماته الجليلة للدولة والمجتمع . والشيعة يعترفون بذلك أيضا بل إنهم يذهبون لأبعد من ذلك عندما صوّروه على انه كان مواطنا خانعا أيضا وهو يرى بيته يُحرق وزوجته تهان وحملها يسقط دون أن يحرك ساكنا ، وذلك ما لا يرضاه أي ديوث لنفسه فما بالك بمغوار باسل يخبرنا هو عن بطولته وإقدامه على الحرب قائلا (( ولقد نهضت فيها وما بلغت العشرين وها أنا ذا قد ذرفت على الستين )) !!! هذه القصة المريضة نقضها آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله والباحث الاسلامي السيد احمد الكاتب ...
امتنع الإمام علي مع بعض بني هاشم عن بيعة أبي بكر في بادئ الأمر وامتنع معهم بعض بني أمية ومنهم أبو سفيان بن حرب وعرض البيعة على علي وأغراه بالحرب ( هذه يد بيضاء للرجل على الشيعة فهو أول من طالب بإسناد الملك إليهم وقد سبق الأمريكان الذين أعادوا الملك لأتباع أهل البيت فلماذا لا يعترفون له بهذا الفضل ؟ !! )
هذا لا يهم ، المهم انه بعد اللتيا واللتي بايع علي أبا بكر بعد وفاة فاطمة الزهراء مباشرة ، نحن نجهل سر هذا التوقيت ولعله يكون مرتبطا بمداراة مشاعر الزوجة والحبيبة بضعة الرسول الأكرم ،ولطالما كان أمير المؤمنين حريصا على إسعادها وعدم تعكير صفوها فلم يتزوج عليها في حياتها ، وقد كانت ابنة الرسول ترى إن الملك يجب إن يبقى في بيت محمد (ص) وانه جزء من ميراثه ، والحق إنها لمشاعر إنسانية مقبولة ومشروعة لان أنظمة الحكم حينذاك لم تعرف سوى النظام الملكي القائم على الوراثة ، ولهذا قيل إن بيعة أبي بكر كانت فلتة لأنها كانت كسرا للقاعدة ،
ومهما يكن من أمر فقد انخرط علي بن أبي طالب في القواعد الجديدة للعبة السياسية عندما قبل أن يدخل ودونما إكراه في مجلس الشورى الذي انتخبه الخليفة الثاني والمكون من ستة أشخاص هم كل من علي وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن وعثمان مع انه عبّر عن تبرمه فيما بعد عن اشتراكه في ذلك المجلس المصغر بقوله ( متى اعترض في الريب مع الأول حتى صرت أقرن إلى هذه النظائر ) وذلك بسب انصراف الأمر عنه ورسوّه على عثمان ، وهذا القول – إن صح -ما كنا لنسمعه لو أن القرعة قد رست عليه وصار ثالث الخلفاء ، وقد جعل علي من الشورى أصلا شرعيا من أصول الحكم فقد قال لطلحة والزبير عندما عرضا عليه البيعة بعد مقتل عثمان ( ليس ذلك لكم إنما هو لأهل الشورى وأهل بدر فمن رضي به أهل الشورى وأهل بدر فهو الخليفة / الإمامة والسياسة لابن قتيبة ص 65 ) ، وقال لمبايعيه أيضا ( دعوني والتمسوا غيري فأنا مستقبلون أمرا له وجوه وألوان .. ولعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم / نهج البلاغة شرح محمد عبده ص 181 ) وكتب علي إلى معاوية ( وان الشورى للمهاجرين والأنصار فإذا اجتمعوا على رجل فسموه إماما كان ذلك لله رضا / الإمامة والسياسة ص113 ) ، ومن الواضح إن هذه الاعترافات تعد نقضا مبكرا لنظرية الإمامة ..
يعتمد الشيعة في نقاشهم الفلسفي المستميت في إثبات نظرية الإمامة على مبدأ اللطف ، وقد كان هذا المبدأ هو الاسطوانة المركزية التي تلتف حولها البراهين الفرعية عند العلامة الحلي الذي ساق ألفي دليل عقلي ونقلي في كتابه الشهير ( الألفين ) – وصلنا منها ألف وشيء – ، وفيها يقوم جدله على إن الإمامة لطف واللطف واجب على الله فالإمامة واجبة إذن ، ولن يحتاج المرء لكبير جهد لدحض هذه الرطانة المتهافتة ، وانما سنكتفي بطرح هذا السؤال على العلامة الحلي واضرابه فنقول : أليس من اللطف الواجب على الله أيضا أن تكون الإمامة واضحة جلية سافرة ظاهرة حاضرة نهائية حاسمة قاطعة مباحة معروفة ، وليست سرا غامضا أو أحجية عويصة أو مكافئة محدودة أو جائزة محجوبة ، لكي تكون حجة الله على الناس ابلغ وعذره إليهم أقطع ،
عند الشيعة سيكون من الهين عليك أن تبحث عن ألف نبي وتعرفهم وتثبت نبوتهم ولا تبحث عن إمام واحد !! فــــ ( أمرنا سر في سر وسر مستسر وسر لا يفيد إلا سر و سر على سر و سر مقنع بسر ) و ( إن حديثنا صعب مستصعب لا يؤمن به إلا عبد امتحن الله قلبه للإيمان ) كما نقل جابر بن عبد الله الجعفي عن أبي عبد الله الصادق ، ومثل ذلك مئات الروايات والقصص التي تظهر الإمامة ومنظوماتها الفكرية والإجرائية الباطنية كمنظومة ماسو نية غير قابلة للاختراق والمفروض إنها لطف مبذول ورحمة للعالمين ، ذُكر إن محمد بن علي بن النعمان الملقب عند الشيعة بمؤمن الطاق وعند الناس بشيطان الطاق وهو صاحب القدح المعلى في تأسيس نظرية الإمامة ، ذُكر انه سُئل مالذي جرى بينك وبين زيد بن علي في محضر أبي عبد الله فقال : قال لي زيد يا محمد بن علي انك تزعم إن في آل محمد إماما مفترض الطاعة ، قال : قلت نعم وكان أبوك علي بن الحسين واحدا منهم ، فقال زيد وكيف كان يؤتى باللقمة وهي حارة فيبردها بيده فيلقمنيها ، أفَترى انه كان يشفق علي من حرّ اللقمة ولا يشفق علي من حر النار ، قال : فقلت له كره أن يخبرك فتكفر فلا يكون له فيك الشفاعة ولا لله فيك المشيئة ، فقال أبو عبد الله أخذته من بين يديه ومن خلفه فما تركت له مخرجا ( رجال الخوئي ج 18 ص 34 ) ، وحسب هذه الفلسفة الزنبورية حُرم زيد بن علي مع كل زهده وشرفه وورعه وبذله لدمه في سبيل الله من ذلك اللطف الإلهي الكريم بينما يتمتع به ( طغام أهل الحجاز وأوباش العراق وحمقى الفسطاط وغوغاء السواد ) مابين المعقوفتين من قول لمعاوية استعرناه لبلاغته ودقة معناه .. أَلم اقل لكم إن الرب عند الشيعة ينصب الفخاخ لشعبه ؟ لقد أنفق الشيعة أطنان الورق ليثبتوا الخلافة الإلهية لعلي بن أبي طالب في الوقت الذي لم ينفق فيه الباري تعالى سوى أربعة اسطر ذكر فيها محمداً (ص) بالاسم في قرآنه مع خطورة منصب النبوة ، ألم يكن من الأولى أن يشخص علياً أيضا ليزيل اللبس ويقطع دابر الجدل ويريح الخلق ما دام الأمر متعلقا بأصل من أصول الدين لا بفرع من فروعه ؟
الإنسان مخلوق مجادل له القدرة على إثبات الشيء واثبات نقيضه في وقت واحد ، والرب يعرف ذلك لذا قرر أن يكون أمره في القضايا الكبرى كالتوحيد والنبوة والمعاد جليا وواضحا لخلقه وبعد ذلك( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) ،
ليس هذا فقط فأن ادعاء الشيعة بأن أسماء الأئمة وهوياتهم كان منصوص عليها من قبل الرسول وإنها كانت معروفة لدى العامة هي ادعاءات واهية لا تصمد أمام أي نقد ، فأن الشيعة غالبا ما كانوا يدخلون في حيص بيص بعد وفاة كل إمام وتعيين من يخلفه وكانوا يتوزعون أيادي سبأ خلف كل ولد من أولاده ، فنشأت الفرقة الزيدية والإسماعيلية والفطحية والمحمدية والجارودية ،
و ربما كانوا يلجئون أحيانا لبعض الاختبارات البدائية كالمعاجز والكرامات ووجود السلاح – سلاح الرسول- لدى المدعي ومن الطريف في هذا الشأن ما رواه بن بابويه ألقمي عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن بعض أصحابنا قال : قلت لعبد بن جعفر ( الافطح ) أنت إمام فقال نعم ، قلت : إن الشيعة تروي إن صاحب هذا الأمر يكون عنده سلاح رسول الله (ص ) فما عندك منه فقال عندي رمحه ، ولم يُعرف لرسول الله رمح ( الإمامة والتبصرة لابن بابويه ص73 ) ، فهذا المسكين لم يكن يعرف ما كان يحويه مشجب رسول الله من أسلحة ولو أنه كان أكثر ذكاءً ومهارة لأخرج للسائل سيفا صدئاً ولتم تسجيله كأمام مفترض الطاعة ،
عندما نقول إن الإمام علي وبعض أولاده سعوا للوصول إلى السلطة واجتهدوا في سبيلها ، فأن الشيعة يعتبرون ذلك شتيمة مع إنهم يعتبرون الخلافة أصلا من أصول الدين يكفر من لا يعترف به!!الشيعة ينقلون عن علي قوله ( إن دنياكم هذه عندي ازهد من عفطة عنز ) لكن ثمن تلك العفطة كان باهظا أيضا ، فقد كانت السنوات الأخيرة من عمره الشريف نهاية غير موفقة لرجل مثله حيث انهمك فيها بحروب أهلية دامية راح ضحيتها أكثر من مائة وعشرين ألف مسلم ، ومنذ ذلك الحين دخل المسلمون نادي الحروب الأهلية ولازالوا أعضاء نشطين فيه لحد الآن . ولقد أدرك الإمام الحسن بن علي هذه الكارثة جيدا فآثر الصلح والسلامة واستجلب لنفسه بذلك سخط الكثيرين من الشيعة حيث كانوا يخاطبونه بــ ( يا مذل المؤمنين ) ولا زالوا يعتبرون عمله المخلص ذاك عملا غير صائب !! , وقد ذهب الحسين شهيداً في مشهد مروّع نتيجة لمؤامرة كبرى قام بها شيعة العراق عندما كتبوا إليه بالإمارة والخلافة وأغروه بالمجيء إلى الكوفة ، حيث أبدى ندما على ذلك وعرض على جيش العدو في اللحظات الأخيرة أن يرجع إلى المدينة أو يذهب للجهاد في بعض الثغور .
إن الإمامة التي يؤمن بها الشيعة كركن أصيل من أركان الإيمان تجعل كل من لا يقرُّ أو يتحمس لمقرراتها من المسلمين كافرا وخاسئا في نار جهنم فـ ( لو أن عبداً عبد الله ألف عام ثم لم يأت الله بولايتنا أهل البيت لكان حقيقا على الله أن يكبه على منخريه في نار جهنم ) وتجعل كل من اقرّ بها . من أهل الجنة والكرامة وان كان فاسقا أو مجرما ، يا أيها الفاسقون لا خوف عليكم ولا انتم تحزنون ، هكذا قرر الكليني والمفيد والطوسي وألقمي وغيرهم ، لكن الذين آمنوا يعرفون إن أئمة أهل البيت الأطهار كانوا من ذلك الرعيل الأول من رجال الأمة الذين نفروا للتفقه في الدين والذين قال عنهم الباري تعالى ( فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ) التوبة 123 ، فلا حرج على المؤمن أن يأخذ فقهه من الصادق أو الكاظم أو النعمان أو مالك أو السيستاني أو اليعقوبي أو القرضاوي أما الدين واصله فليس مما يُجتَهد فيه ويُفتى فقد بت الله في أمره فيما بين الدفتين فلا مراء فيه ولا جدل ، عندما أثرت كل هذا ما كنت طالبا للتنكيل والإثارة ولكنني وجدت إن نفوسنا المألوسة لا زالت تقتات على تلك الازواد ثم تتقيأها دما عبيطا كل يوم في مدننا الخربة .. شكرا

* مفكر وباحث عراقي
[email protected][/SIZE]






التوقيع :
الحمد لله
من مواضيعي في المنتدى
»» عبد الزهراء التبريزيي سأل!!! فهل يجيبه المرجع المجوسي (التبريزي)؟!!
»» فجيعة الرافضة في المستبصر هاشم آل قطيط. الحرامي قبحه المولى
»» ماذا يفعل هذا الرافضي المعمم المعفن في مدرسة للبنات في البصرة؟!!!
»» إكتشفت من أين يستقي الرافضي المعفن حسين الفهيد.. خراريفه!!!
»» سأستبصل اليوم وليس غدا ـ معجزة نواف هي السبب ـ سلوووووووووووات
 
قديم 16-11-07, 05:51 PM   رقم المشاركة : 6
العثماني
عضو فضي







العثماني غير متصل

العثماني is on a distinguished road


بارك الله فيك أخي غضنفر.
حقيقة صاحب المقال يتميز بقوة فكرية كبيرة.
هذه القوة والصرامة الفكرية لا يمكن أن يحلم بها رافضي مشعوذ.







 
قديم 16-11-07, 08:40 PM   رقم المشاركة : 7
خالد بن الوليد1424
عضو ذهبي






خالد بن الوليد1424 غير متصل

خالد بن الوليد1424 is on a distinguished road


جزاك الله ألف خير أخي الغضنفر و أرجو أن تزودنا أولاً بأول بمثل هذه المناقشات العقلية الدامغة لمذهب الشيعة الإمامية , وفقك الله لطاعته ....
هام: يقول الكاتب "الإنسان مخلوق مجادل له القدرة على إثبات الشيء واثبات نقيضه في وقت واحد ، والرب يعرف ذلك لذا قرر أن يكون أمره في القضايا الكبرى كالتوحيد والنبوة والمعاد جليا وواضحا لخلقه وبعد ذلك( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر )" أقول: هذا كلام في غاية الدقة و أتمنى من الشيعة أن يتدبروه جيداً ....







التوقيع :
الدين الباطل أفيون الشعوب

يقول الباحث بركات محي الدين :"الإنسان مخلوق مجادل له القدرة على إثبات الشيء واثبات نقيضه في وقت واحد ، والرب يعرف ذلك لذا قرر أن يكون أمره في القضايا الكبرى كالتوحيد والنبوة والمعاد جليا وواضحا لخلقه وبعد ذلك( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر )"

أرجو من الشيعة أن يتفكروا في هذا الكلام جيداً ...
من مواضيعي في المنتدى
»» النفيسي: طلبت توحيد دول الخليج وليس دمجها في السعودية
»» السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
»» طهران تعتزم إرسال مجاميع من الحرس الثوري إلى العراق
»» المعجم الوجيز في أوهام عبد العزيز
»» الروافض لا يفرقون بين التطبير و العرضة
 
قديم 16-11-07, 10:13 PM   رقم المشاركة : 8
ابن مالك
عضو






ابن مالك غير متصل

ابن مالك is on a distinguished road


مقال رائع ، و أسلوب جميل ...

جزاك الله خيرا على النقل .







 
قديم 16-11-07, 10:20 PM   رقم المشاركة : 9
الغضنفر
عضو فعال






الغضنفر غير متصل

الغضنفر is on a distinguished road


الأخوة الكرام.. العثماني وابن مالك، شكرا على المرور..

الأخ الكريم خالد بن الوليد1424.. بالفعل هذا الكاتب متمكن، والدليل على هذا تعريته الامامة المزعومة التي ينادي بها القوم، ويجعلونها صننو الشهادة والصلاة والزكاة والحج والجهاد، ففي هذه الفقرة يعريهم بقوله:

"إن الإمامة التي يؤمن بها الشيعة كركن أصيل من أركان الإيمان تجعل كل من لا يقرُّ أو يتحمس لمقرراتها من المسلمين كافرا وخاسئا في نار جهنم فـ ( لو أن عبداً عبد الله ألف عام ثم لم يأت الله بولايتنا أهل البيت لكان حقيقا على الله أن يكبه على منخريه في نار جهنم ) وتجعل كل من اقرّ بها . من أهل الجنة والكرامة وان كان فاسقا أو مجرما ، يا أيها الفاسقون لا خوف عليكم ولا انتم تحزنون ، هكذا قرر الكليني والمفيد والطوسي وألقمي وغيرهم"....







التوقيع :
الحمد لله
من مواضيعي في المنتدى
»» فضل الله وسند خطبة الزهراء!
»» عندما يحتار دليل الرافضي والرافضية.. موضوع هام
»» على القدر الألم يكون الصراخ (شبكة هجر- عهر) تئن من الألم
»» هام وعاجل بخصوص (مجرب) الرافضي الجربان
»» عندما يلغ الانجاس الارجاس عاشقي الادبار والمتعة في مولاتهم وسيدتهم (عائشة الشرف)
 
قديم 17-11-07, 09:55 AM   رقم المشاركة : 10
ابن مالك
عضو






ابن مالك غير متصل

ابن مالك is on a distinguished road


الكاتب علماني حتى النخاع ...نسأل الله العافية و لكن لا يمنع أن أقول أنه اصاب كثيراً قي مقالة


موالاة الشيعة الصورية لأهل البيت تحولت من نسق قيمي ومعيار سلوكي إلى مايشبه الفلكلور الشعبي المفروغ منه ، فالشعائر الحسينية المهمة لديهم كانت تؤدى غالبا تحت مسوغات سيكولوجية القطيع، وكثرة عدد المشاركين فيها لم يكن أبدا دالا على انصهار المشاركين في شخصية صاحب الذكرى أو اقترابهم منها ،


والرجل - فيما أحسب - هاجم الرافضة ...و حتى لا يحسب أنه مع (الوهابية ) ( السلفية ) زج بهم في مقاله هذا و غيره ....لسان حاله لا هذا ولا ذاك و الله أعلم







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:49 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "