الشيخ أبو عبد الله الزاهد
كشف أحد رموز التيار السلفي في شمال لبنان الشيخ أبو عبد الله الزاهد عن أن الأجهزة الأمنية اللبنانية تشن حملة اعتقالات إثر أحداث مخيم نهر البارد (شمال لبنان) تركز على شباب التيار السلفي، مشيرا إلى عدد المعتقلين الذي وصل حتى الآن إلى 250 شابا".
أبعاد "طائفية"
ولا تخلو الاعتقالات بحسب رؤية السلفيين من الأبعاد الطائفية، فيعتبر الشيخ الزاهد أن "جهاز مخابرات الجيش محسوب على الطائفة الشيعية وعلى حلفاء سوريا في لبنان، والشيعة يحقدون على الفكر السلفي لعلمهم بأنه الوحيد الذي يمكن أن يقف في مواجهة المدّ الشيعي".
وتابع قائلا: "ومعروف أيضا عداء النظام النصيري (النظام العلوي بسوريا) للفكر السلفي".
وتساءل: "لماذا لا تتم الاعتقالات من قبل شعبة المعلومات (التي يهيمن عليها السنّة)؟ ولماذا لا يتمّ التحقيق بطرابلس بدلا من سوق المعتقلين لبيروت، حيث الغالبية الشيعية من قيادة الجيش هناك". ولم يتسن لإسلام أون لاين.نت الحصول على تعليق من جهاز المخابرات على هذه التصريحات.
وفي ساحة القبة بطرابلس حيث أجرى مراسل إسلام أون لاين.نت اللقاء مع القيادي السلفي، رُفعت لافتة كبيرة كتب عليها: (نظامكم الشمولي لا يعرف سوى القتل والإرهاب. التوقيع: أبناء طرابلس). ولدى سؤال أحد السلفيين عن المقصود بالنظام الشمولي، أجاب: "النظام السوري".
تعذيب على دفعات
وفيما يتعلق بأساليب معاملة المعتقلين كشف إيهاب البنا (وهو موقوف سابق فيما عرف بأحداث الضنية) عن اعتداءات بالضرب وحالات شتم وإذلال يتعرض لها الموقوفون في أحداث نهر البارد بسجن رومية على يد سجناء من طوائف أخرى يعتبرون من القيمين على السجن، بسبب الانتماء المذهبي أو الفكري للمعتقلين.
وأشار البنا إلى أنه تمت العديد من المراجعات قام بها عدد من المحامين لوقف التجاوزات التي يتعرض لها المعتقلون "فتم تخصيص جناح خاص بالسجن سمّي بجناح الإرهاب". وكشف عن ملامح تأسيس شبكة محامين تتولى الدفاع عن الموقوفين.
من جانبه قال أحد المحامين الذين يتولون الدفاع عن معتقلي نهر البارد - رفض الكشف عن اسمه - إن "التعذيب الذي يتعرض له المعتقلون يتم على دفعات، فعند التوقيف يتعرض المعتقل لجولة أولى من التعذيب، تتضمن الضرب والرفس والسباب والشتائم، بعدها تتم إحالته لمركز التحقيق (على الأرجح سجن وزارة الدفاع)، حيث يتم تعريضه لسلسلة من آلات التعذيب عرف منها حتى الآن الفرّوج والبلانكو.. وحين ينتهي التحقيق يتم نقل الموقوف لسجن رومية، حيث يستقبل رجال الأمن المعتقلين بجولة أخيرة من التعذيب، هذا عدا المضايقات التي يتعرض لها المعتقلون من نزلاء السجن.
وأشار المحامي إلى أنه شهد جلسة تحقيق مع أحد المعتقلين أمام واحد من قضاة التحقيق، حيث قام المعتقل برفع قميصه كاشفا ظهره الذي تظهر عليه علامات التعذيب المبرح، لكن القاضي تظاهر بالانشغال بأوراقه وكأن شيئا لم يحصل!!
منقول