إيران بعد 23 عاما من الثورة الشيعية إمام شيعي يحتج ويستقيل
مفكرة الإسلام:
استقال آية الله جلال الدين طاهري إمام مدينة أصفهان من منصبه الأربعاء وأصدر بيانا تضمن إدانة لاذعة للطريقة التي تُدار بها أمور البلاد.
وكان آية الله جلال الدين طاهري يحتل منصب خطيب صلاة الجمعة في مدينة أصفهان، إحدى كبرى المدن الإيرانية، على مدى الأعوام الثلاثين الماضية، بيد أن علاقته بالمتشددين الإيرانيين شهدت توترا متزايدا في السنوات القليلة الماضية.
وأحدثت استقالة آية الله طاهري وقعا مدويا في المؤسسة العلمائية التي ما زالت تمسك بزمام معظم الأمور في إيران منذ الثورة الإسلامية التي لعب طاهري فيها دورا هاما.
وفي بيان أصدره آية الله طاهري، شن هجوما لاذعا على حكام البلاد، وتجاهلت وسائل الإعلام الرسمية هنا البيان، على الرغم من أن النص الكامل له نُشِر في الصحافة الإصلاحية.
وقال طاهري في بيانه إنه لم يستطع إغماض عينيه عن الحقائق الملموسة وعن مشاهد الألم الشديد والمعاناة التي لا تُحتمل والتي يعاني منها أناس يرون بأم العين أزهار الفضيلة يُداس عليها، والقيم تتهاوى والروحانية تتعرض للتدمير، واستطرد ليسوق سلسلة مرة من الاتهامات ضد نظام صوّره على أنه فاسد جدا، وأناني، ومنافق وقمعي.
وفي غمز واضح من قناة ميليشيا الشعبية المتشددة التي قامت عناصر منها أحيانا بمقاطعة خطبه وعظاته في أصفهان، تحدث آية الله طاهري عن وضيعين وفاشيين ينضحون مزيجا من الجهل ولوثة الجنون، ولكن حبلهم السري موصول بمركز السلطة، وهم خارجون عن نطاق السيطرة وفوق القانون تماما.
كما دان الإمام الرافضي البارز استمرار وضع آية الله حسين علي منتظري قيد الإقامة الجبرية. ومنتظري هو إمام شيعي بارز عُيِّن ذات مرة خليفة لآية الله الخميني، ولكنه جُرِّد من منصبه قبل وفاة الخميني بوقت قصير.
واستقالة آية الله طاهري، بهذا الشكل من منصب أسبغه عليه آية الله الخميني نفسه، لا سابقة لها على امتداد السنوات الثلاث والعشرين المنصرمة من عمر الجمهورية الرافضية .
وعكس الكثير مما قاله آية الله طاهري القلق الذي يبدو أنه بات يكتسح أوساط علماء الشيعة .
ولكن الشرخ الذي يزداد اتساعا بين القوى الحاكمة والشعب يمكن أن يكون قد بات يسيء إلى سمعة علماء الشيعة بشكل عام.
وفي حين أن آية الله طاهري مرتبط بالتيار الإصلاحي، فإن عددا من علماء الدين المحافظين رفيعي المستوى كانوا قد حذروا مؤخرا من أن البلاد تقف على شفير انفجار اجتماعي بسبب فشل النظام في تلبية توقعات الشعب.
http://islammemo.com/newsdb/one_news.asp?IDnews=1299