اعطوني ذا عقل .
الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه .
قال تعالى :
(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) (البقرة : 143 )
فلو تأملنا قوله تعالى : (( لنعلم من يتبع الرسول )) لوجدنا أن الإتباع الحقيقي الموصل إلي الجنة هو ما كان في اتباع النبي صلى الله عليه وسلم بقوله وفعله وتقريره , كما قال تعالى :
(وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً) (النساء : 115 )
وقال سبحانه :
(الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (الأعراف : 157 )
وقال :
(فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (القصص : 50 )
وقال سبحانه :
(قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (آل عمران : 31 )
وقال صلى الله عليه وسلم : ( تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ) .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( لو أن موسى بن عمران حي ما وسعه إلا اتباعي )
وقال صلى الله عليه وسلم : ( خذوا عني مناسككم ) وقال : ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) وقال : ( بلغوا عني ولو آية ) .
وغير ذلك كثير من النصوص التي تدل على أن الأصل بالإتباع هو النبي صلى الله عليه وسلم , فما وافق قوله وفعله وتقريره يُقبل ويتبع وما خالف قوله وتقريره وفعله يرفض ولا يُقبل , ولذلك أهل السنة تجدهم يستدلون على أقوالهم وفتواهم بقال الله قال رسول الله , وما نُقل عن الصحابة رضي الله عنهم , ويغلب أن يكون ما نُقل عن الصحابة رضي الله عنهم له أصل في السنة , وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ) .
والمقصود , أن كل قول يحتاج إلي تقريره بأنه مطابق ما يكون عليه النبي صلى الله عليه وسلم , يجب أن يُرجع هذا القول أو الفعل إلي النبي صلى الله عليه وسلم أو ما صح عن الصحابة رضي الله عنهم .
ومتى ما وافق ذلك ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم يكون قد دخل تحت قوله تعالى :
(قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) (الكهف : 110 )
فجعل من يرجو لقاء ربه يجب عليه أمران :
الأول : العمل الصالح .
والثاني : لا يشرك بعبادة ربه .
وهذا ما يسمى الإخلاص والإتباع .
وقال تعالى :
(إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) (الكهف : 7 )
وقال :
(الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) (الملك : 2 )
قال الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى عندما سؤل عن أحسنه قال : أخلصه و أصوبه. قالوا يا أبى علي ما أخلصه و أصوبه. قال : إن العمل إن كان خالصا و لم يكن صوابا لم يقبل، و إن كان صوابا و لم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا. و الخالص أن يكون لله و الصواب أن يكون على السنه. إنتهى
وقال صلى الله عليه وسلم : ( لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به )
وفي هذا الباب ما يطول ذِكره ولا يُحصى من بيان أن القول الفاضل الحق هو بالإتباع لا بالإبتداع .
وسؤالنا هنا للرافضة والشيعة :
أنتم في محاضرات علماءكم وهم يولولون ويتصارخون , نسمعهم يقولون ( ولذلك ورد عن الأئمة عليهم السلام ) وهذا كل قولهم ,
ولا يقولون قال النبي صلى الله عليه وسلم إلا نادراً يسيراً بل سمعت كذا محاضرة للرافضة وكل قولهم هو قال الإمام الصادق قال الإمام الباقر قال الائمة عليهم السلام , ولا يذكرون النبي صلى الله عليه وسلم , ومتى ما ذكر صلى الله عليه وسلم يذكرونه بقول ضعيف لا أصل له عند أهل المعرفة بالحديث .!
إلا ما كان موافقا لما جاء عند أهل السنة فإنهم يذكرون ذلك من كتب أهل السنة .
ومن شك في ذلك فما عليه إلا النظر إلي فتاوى علماءكم المعاصرين والسابقين هل يستدلون على فتاواهم بقول الله بقول رسول الله ؟ أم يكتفون بأقوالهم الشخصية الجاهلية (( الأحوط وجوباً .... الخ )) من كلام ما أنزل الله به من سلطان .!
لماذا يا رافضة ولماذا يا شيعة تذكرون قول الأئمة ولا تذكرون النبي صلى الله عليه وسلم ؟
هل هذا تزهيد للناس في النبي صلى الله عليه وسلم ؟
أم هو لأن بضاعتكم في هذا الفن مزجاة ؟
الحق في اتباع النبي ليس في اتباع الكذابين على الأئمة ..
مؤدب
07-05-07, 09:02 AM
العرض العادي
