العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الحــوار مع الــصـوفــيـــة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-04-07, 07:26 PM   رقم المشاركة : 1
abo othman _1
مشرف بوابة الرد على الصوفية






abo othman _1 غير متصل

abo othman _1 is on a distinguished road


وحدة الوجود عند عبد الحليم محمود بين الحقيقة والوهم وأسلمتها



بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، ومن يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده رسوله { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } ، { خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبا } ، { يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً ، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً } .

أما بعد : فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .

إن وحدة الوجود هي الغاية القصوى في التوحيد عند خواص الصوفية أو كما يعبر عنهم بخاصة الخاصة ، وهذه العقيدة هي المرتبة الرابعة من مراتب التوحيد عند الصوفية ، فما هي هذه العقيدة ؟ هي أن ترى الوجود واحد ، أي الله عين كل شيء – عياذا بالله – وفي الحقيقة ليس كل الصوفية يعتقدون هذه العقيدة بل هي عقيدة الخواص كما قال الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين في باب التوحيد ، فغالب من يدافع عن هذه العقيدة من الصوفية الذين اطلعت على كلامهم خلطوا بين المرتبة الثالثة والرابعة من مراتب التوحيد عند الصوفية ، فالمرتبة الثالثة هي كما قال العزالي في إحياء علوم الدين قال : (( والثالثة: أن يشاهد ذلك بطريق الكشف بواسطة نور الحق وهو مقام المقربين، وذلك بأن يرى أشياء كثيرة ولكن يراها على كثرتها صادرة عن الواحد القهار )) ، فهذه المرتبة يفرق بين وجودين فهو يلحظ سر قدر الله فيها سبحانه وتعالى وهذا تفريق بين الذاتين أو الوجودين ، أما المرتبة الرابعة فقد قال عنها الغزالي : (( والرابعة: أن لا يرى في الوجود إلا واحداً، وهي مشاهدة الصديقين وتسمية الصوفية الفناء في التوحيد، لأنه من حيث لا يرى إلا واحداً فلا يرى نفسه أيضاً، وإذا لم ير نفسه لكونه مستغرقاً بالتوحيد كان فانياً عن نفسه في توحيده، بمعنى أنه فني عن رؤية نفسه والخلق )) ، فهو في هذه المرتبة لا يشهد إلا واحدا حتى نفسه لا يشاهدها ، أي الكل واحد ، ومن خلال ما تقدم يظهر لك جليا الفرق بين المرتبتين فالثالثة تفرق بين والرابعة لا ترى إلا واحدا .

وبعد ما عرفت الفرق بين المرتبة الثالثة والرابعة من مراتب التوحيد نحب أن ننبه عليها وهي أن هناك خلط يخلطه المنافحون عن وحدة الوجود بين مصطلحات الصوفية وبين علم الكلام ، فينزل معنى الوجود عند أهل الكلام على معنى الوجود عند خواص الصوفية ، وهناك فرق في معنى الوجودين وإن اتفق الاسم أي اسم الوجود .

والآن نذكر أقوال خواص الصوفية في وحدة الوجود بمعنى أن الوجود واحد ، قال القاشاني وهو يتكلم عن مصطلح وحدة الوجود : (( يعني به عدم انقسامه إلى واجب والممكن ، وذلك أن الوجود عنده هذه الطائفة ليس ما يفهمه أرباب العلوم النظرية من المتكلمين والفلاسفة ، فإن أكثرهم يعتقد أن الوجود عرض الذي ظنوا عرضيته هو ما به تحقق حقيقة كل موجود وذلك لا يصح أن يكون أمراً غير الحق عز شأنه .
وأيضاً : لما كان للذات الموصوفة بالوحدة اعتباران :
أحدهما : اعتبار واحديتها ، وإحاطتها ، وشمولها للأسماء والحقائق وهي الحضرة التي تمسى مرتبة الجمع والوجود كما عرفت .
وثانيهما : اعتبار أنها هي عين تلك الحقائق التي اشتملت عليها وأحاطت بها لا غيرها ، وكان الوجود أصل تلك الحقائق ، وأظهرها حكما للمدارك ، فكان الوجود عين الذات بهذا
)) [ لطائف الإعلام في إشارات أهل الإلهام ص 465 ] .

قد بين القاشاني في تعريفه السابق أن معنى الوجود عند الصوفية يختلف عن أهل النظر والفلاسفة حيث قال : (( وذلك أن الوجود عنده هذه الطائفة ليس ما يفهمه أرباب العلوم النظرية من المتكلمين والفلاسفة )) ، فالوجود عند أهل النظر ينقسم إلى وجودين وجود الله تعالى (( الواجب أو واجب الوجود )) ، ووجود المخلوقات (( الممكن أو الموجودات )) ، فما هو الوجود عند الصوفية الجواب كما قاله القاشاني قال : (( يعني به عدم انقسامه إلى واجب والممكن )) ، فالوجود عند الصوفية لا ينقسم إلى قسمين كما هو الحال عند أهل النظر بل هو واحد كم قال الغزالي .

ويبين القاشاني سبب اختلاف الصوفية مع أهل النظر وهو أن أهل النظر يعتقدون أن الوجود عرض أي زائل وهو يعني هنا وجود المخلوقات ، أما الصوفية فالوجود عندهم هو (( ما به تحقق حقيقة كل موجود )) ، وحقيقة كل موجود عندهم هو الله عز وحل حيث قال : ((وذلك لا يصح أن يكون أمراً غير الحق عز شأنه )) فهذه نظرة خواص الصوفية للوجود بشكل عام .

والوجود أو الذات كما يسمى أيضا لها اعتباران عند الصوفية فالاعتبار الأول هو أن تجمع الأسماء والحقائق أي تجمع الاسم (( أي موجود )) وحقيقته (( أي الله )) وهذا يسمى عندهم بالجمع أي الحق بلا خلق ، وهذا الاعتبار يخص الوجود جيمعه أو كله ، وليس تعين أو موجود واحد .

والاعتبار الثاني أن الحقائق أو الموجودات أو التعينات هي عين الله عز وجل أو عين الذات أو عين الوجود ، فالله والذات والوجود أسماء لمسمى واحد فحتى في حال الفرق يكون كل موجود أي تعين ؛ عين الله ، فلذلك قال القاشاني في نهاية هذا الاعتبار : (( فكان الوجود عين الذات بهذا )) .

ونذكر الآن أقوال الصوفي الصريحة في هذا المعنى قال ابن عربي : (( فإن العارف مَنْ يرى الحق في كل شيء ، بل يراه عين كل شيء )) [ فصوص الحكم ص 192 ] ، فالعارف عند ابن عربي من يرى الله عين كل شيء وصرح هنا ابن عربي حتى لا يفهم من عبارته (( الحق في كل شيء )) المرتبة الثالثة من مراتب التوحيد أو الفناء فصرح أن الحق (( عين كل شيء )) حتى لا يلتبس على القارئ المعنى الذي يريده ابن عربي .

ولم يكن هذا النص الوحيد الذي يصرح فيه ابن بوحدة الوجود فقد قال في تفسيره لآية : { فإينما تولوا فثم وجه الله } قال : ابن عربي : (( { فأينما تولوا } أي أيّ جهة تتوجهون من الظاهر و الباطن { فثمة وجه الله } أي ذات الله المتجلية بجميع صفاته أو ولله الإشراق على قلوبكم بالظهور فيها والتجلي لها بصفة جماله حالة شهودكم وفنائكم والغروب فيها بتستره واحتجابه بصورها وذواتها واختفائه بصفة جلاله حالة بقائكم بعد الفناء فأيّ جهة تتوجهوا حيئذ فثم وجه لم يكن شيء إلا إياه وحده { إن الله واسع عليم } جميع الوجود شامل لجميع الجهات والموجودات { عليم } بكل العلوم والمعلومات ... )) [ ص 43 / 1 ] .

فابن عربي هنا يقول : أي وجه تتوجهون لها فهي ذات الله تعالى لأنه عين كل شيء ، وحتى يوضح أن هذه المرتبة تسبقها مرتبة أخرى وهي المرتبة الثالث وحدة الشهود فقال : (( أو ولله الإشراق على قلوبكم بالظهور فيها والتجلي لها بصفة جماله حالة شهودكم وفنائكم والغروب فيها بتستره واحتجابه بصورها وذواتها واختفائه بصفة جلاله حالة بقائكم بعد الفناء فأيّ جهة تتوجهوا حيئذ فثم وجه لم يكن شيء إلا إياه وحده )) ففي هذه المرتبة لا يشهد واحد بل يشهد الصورة التي احتجب الله بها وإن كان في الظاهر هو يشهد صورا إلا أن هذه الصور هي حجاب الحق يراها الفاني صورا لأنه لم يرتق إلى المرتبة الرابعة فإذا زاد فناءه وارتقى للمرتبة الربعة علم أن الوجود واحد وأن الله تعالى عبارة عن جميع الجهات والموجودات لذلك قال : (({ إن الله واسع عليم } جميع الوجود شامل لجميع الجهات والموجودات )) .

ولقد صرح ابن عربي بهذه العقيدة في شعره فقال :

ظنـنت ظنـوناً بأنك أنتَ ** وما أن تكـون ولا قطٌ كنـتَ
فــإن أنـت أنت فإنك ربٌ ** وثاني اثنـين دع مــا ظننـتَ
فـلا فـرق بيـن وجوديكما ** فما بان عنك و لا عنـه بنـتَ
فإن قلـت جهلاً بأنك غيـرٌ ** خشنت وإن زال جهلك لـنتَ
فوصلـك هجـر وهجـرك ** وصل وبعدك قربٌ بهذا حسنتَ
دع العقل وافهم بنور انكشا ** لئلا يفوتـك ما عنـه صـنتَ
ولا تشـرك مـع الله شيـئاً ** لئـلا تهـون وبالشرك هنـتَ
[ الرسالة الوجودية ص 42 ]

وقال أيضاً :
عرفـت الـرب بالـرب ** بلا شــك ولا ريــب
فذاتـي ذاتــه حقــاً ** بـلا نقـص ولا عيــب
ولا غـيران بينهــمـا ** فنفسـي مظهــر الغيب
ومـن عرفتـه نفســي ** فـلا مــرجٍ ولا شـوب
وصلـت وصـول محبوبٍ ** بــلا بعــدٍ ولا قـرب
ونلـت عطـاء ذي قـدم ** بـلا مــن ولا سبــب
ولا فنيـت لـه نفســي ** ولا تبقـى لــذوي ذوب
ولكـن قـد تعـرت منك ** عن عبــد وعــن رب
[ الرسالة الوجودية ص 44 ]

وقال أيضاً :
الحق عين الخلق إن كنــت ذا عين ** والخلق عين الحق إن كنت ذا عقل
وإن كنت ذا عين وعقل فمـا ترى ** سوى عين شيء واحد فيه بالكـل
[ المعرفة ص 87 ]

فهذه مقدمة مختصر لنظرية وحدة الوجود كما يعتقدها أرباب التصوف ومقدميهم ذكرناها مدخلا لموضوعنا الأصلي وهو مفهوم الشيخ عبد الحليم محمود شيخ الأزهر السابقة لوحدة الوجود حيث الشيخ تناول هذا الموضوع في كتابه (( أبو العباس المرسي )) فخلط بين وحدة الشهود ووحدة الوجود أو بين المرتبة الثالثة والمرتبة الرابعة إما عن تأثره بعلم الكلام أو إخفاء حقيقة وحدة الوجود (( عقيدة الخواص )) عند الناس وتلميعها ، وهذا ما سيتضح من خلال المبحث التالي بالتعليق على كلامه ، وقبل التعليق نسرد كلامه بحروفه حتى تتضح الصورة للقارئ الكريم .






التوقيع :
من مواضيعي في المنتدى
»» سلسلة أعلام التصوف 34 حمزة فنصوري الإندونيسي
»» ما هكذا السلفية يا رائد العشيرة المحمدية ردا على مقال كيف تصبح سلفيا عصريا
»» فهرس الكتب الموجود في هذا القسم التي تخص التصوف
»» من تظنون قائل هذا الكلام القبيح ؟؟؟
»» انتشار التشيع تحت مظلة التصوف لا بد من وقفة
 
قديم 23-04-07, 07:27 PM   رقم المشاركة : 2
abo othman _1
مشرف بوابة الرد على الصوفية






abo othman _1 غير متصل

abo othman _1 is on a distinguished road


قال الشيخ الدكتور عبد الحليم محمود في كتابه (( أبو العباس المرسي )) ما نصه : (( نريد أن نبدأ مباشرة بملاحظة تزيل – بصورة غير متوقعة – حدة المناقشة في هذا الموضوع . وذلك أننا بصدد ( وحدة الوجود ) ولسنا بصدد وحدة الموجود . والموجود متعدد : سماء وأرضا . جبالا وبحارا . لونا ورائحة وطعما . متفاوت ثقلا وخفة ... الخ

ولم يقل أحد من الصوفية الحقيقيين – ومنهم ابن العربي والحلاج – بوحدة الموجود – وما كان للصوفية ، وهم الذروة من المؤمنين أن يقولوا – وحاشاهم – بوحدة الموجود . وقد تتساءل : من أين اذن أتت الفكرة الخاطئة التي يعتقدها كثير من الناس . من أن الصوفية يقولون بوحدة الموجود ؟! وتفسير ذلك لا عسر فيه : إن فريقا من الفلاسفة في الأزمنة القديمة ، وفي الأزمنة الحديثة ، يقولون بوحدة الموجود . بمعنى أن الله – سبحانه وتعالى عن إفكهم – هو والمخلوقات شيء واحد .

قال بذلك هيراقليط في العهد اليوناني : والله عند نهار وليل صيف وشتاء ، وفرة وقلة ، جامد وسائل – أنه على حد تعبيره – كالنار المعطرة تسمى بإسم العطر الذي يفوح منها تقدس سبحانه وتنزه عما يقول

والله سبحانه وتعالى في رأي ( شلي ) في العصور الحديثة . هو هذه البسمة الجميلة على شفتي طفل باسم . وهو هذه النسائم العليلة التي تنعشنا ساعة الأصيل . وهو هذه الإشراقة المتألقة بالنجم الهادي في ظلمات الليل ، وهو هذه الوردة اليافعة تنفتح وكأنها ابتسامات شفاه جميلة . إنه الجمال إينما وجد ، ولكنه أيضا – سبحانه وتعالى – القبح أينما كان . وكما يكون طفلا فيه نضرة ، وفيه وسامة . يكون جثة ميت ، ويكون دودة تتغذى من جسد ميت . ويكون قبرا يضم بين جدرانه هذه الجثة ، وهذا الدود . أستغفرك ربي أوتوب اليك .

ولوحدة الوجود – بمعنى وحدة الموجود – أنصار في كل زمان .

ولما قال الصوفية .. بالوجود الواحد .. شرح خصومهم الوجود الواحد بالفكرة الفلسفية عن وحدة الوجود بمعنى وحدة الموجود وفرق كبير بينهما . ولكن الخصومة كثيرا ما ترضى عن التزييف وعن الكذب في سبيل الوصول إلى هدم الخصم . والغاية تبرر الوسيلة كما يقولون .

وشيء آخر في غاية الأهمية ، كان له أثر كبير في الخطأ في فهم فكرة الصوفية عن الوجود الواحد ، وهو أن الإمام الأشعري رضي الله عنه رأي في فلسفته الكلامية أن الوجود هو عين الموجود . ولم يوافقه الكثير من الصوفية على هذه الفكرة الفلسفية . ولم يوافقه الكثير من مفكري الإسلام وفلاسفته على رأيه . وهو رأي فلسفي يخطئ فيه أبو الحسن الأشعري أو يصيب , وما مثله في آرائه الفلسفية الا مثل غيره في هذا الميدان يخطئ تارة ويصيب أخرى .

وأرى مخالفوه أن الوجود غير الموجود . وأنه ما به يكون وجود الموجود . ولما قال الصوفية بالوجود الواحد . شرح خصومهم فكرتهم في ضوء رأي الأشعري ، دون أن يراعوا مذهبهم ولا رأيهم . ففسروا قولهم بالوجود الواحد على أنه قول بالموجود الواحد .

وهذا التفسير على هذه الطريقة يسحب الثقة في آراء هؤلاء الخصوم وأمر ثالث يجب ألا نعيره أدنى التفات لأنه أتفه – في منطق البحث – من أن نعيره التفاتا ، هو هذه الكلمات التي تناثرت هنا وهناك مخترعة ملفقة مزيفة ، ضالة في معناها ، تافهة في قيمتها الفلسفية غريبة على الجو الإسلامي تنادي بصورتها ومعناها : أنها اخترعت تضليلا وافتياتا

انها هذه الكلمات التي يعزونها الى الحلاج رضوان الله عليه ، أو الى غيره .. لا توجد في كتاب من كتبه ولم يخطها قلمه .. لقد اخترعوها اختراعا ثم وضعوها أساسا تدور عليه أحكامهم بالكفر والإضلال . ويكفي أن يتشبث بها انسان فيكون في منطق البحث غير أهل الثقة .

الوجود الواحد : وهل في الوجود الواحد من شك ؟

إنه وجود الله المستغني بذاته عن غيره ، وهو الوجود الحق الذي أعطى ومنح الوجود لكل كائن ، وليس لكائن غيره سبحانه . الوجود من نفسه , انه سبحانه الحالق . وهو البارئ المصور .

" هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء "

ومن بعض معاني التصوير قوله تعالى : " ولقد خلقنا الإنسان من طين . ثم جعلناه نطفة في قرار مكين . ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة ، فخقلنا المضغة عظاما ، فكسونا العظام لحما . ثم أنشأناه خلقا آخر . فتبارك الله أحسن الخالقين " .

وصلة الله بالإنسان إذن : هي أنه سبحانه يمنحه الوجود الذي يريده له في كل لحظة من اللحظات المتتابعة . فشكل حياته في كل بصورة أمده سبحانه وتعالى بها .

وصله الله بكل كائن : انما هي على هذا النمط : انه سبحانه مثلا : " يمسك السموات والأرض أن تزولا ، ولئن زالتا ان أمسكمهنا تماسكا وتناسقا . وأنه يمسك فيها الكيف والكم ، واذا ما سحب إمداده عنهما تلاشتا كما وكفيا .

إن الله سبحانه وتعالى محيط بالكون ، مهمين عليه ، قيوم السموات والأرض قائم على كل نفس بما كسبت ، وقائم على كل ذرة من كل خلية وقائم على كل ما هو أصغر من ذلك وما هو أكبر ، بحيث لا يعزب عن هيمنته وعن قيوميته مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء .

هذه القيومية أخذ القرآن والسنة يتحدثان عنها في استفاضة مستفيضة ليهزا الإنسان هزة عنيفة ، فلا يخلو على الأرض ، ولا يتبع هواه ، وانما يرتفع ببصره ، ويستشرف بكاينه الى الملأ الأعلى مستخلصا نفسه من عبودية المادة ليوحد الله سبحانه وتعالى في عبودية خالصة ، وفي إخلاص لا يشوبه شرك من هوى أو شرك من سيطرة المادة أو الغرائز

ونريد الآن أن نصور بعض مواقف القرآن في هذا الصدد : أن الله سبحانه وتعالى يوجه نظرنا في سورة الواقعة إلى مسائل نحن عنها في العادة غافلون :
" أفرأيتم ما تمنون ؟ . أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون ؟! "
" أفرأيتم ما تحرثون ؟! أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون ؟! "
" أفرأيتم النار التي تورون ؟ أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون ؟
وعلى العكس من ذلك : لو شاء الله لما خلق هذا الفرد ، ولجعل الزرع حطاما .

ولما أنزل الماء من المزن ، ولما أنشأ شجرة النار . انه سبحانه بيده الأمر سلبا وإيجابا ، وبيده أمر الخلق إيجاد وإعداما .

أرأيت الى هذه الرمية التي ترميها . إنك ما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ..
أرأيت الى الانتصار في الجهاد ؟
إن هذا الانتصار من عند الله ، أما القتلى :
" فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم "

ورزق الإنسان هذا وطعامه :
" فلينظر الإنسان إلى طعامه ، أنا صببنا الماء صبا ، ثم شققنا الأرض شقا ، فأنبتنا فيها حبا ، وعنبا وقضبا ، وزيتونا ونخلا ، وحدائق غلبا ، وفاكهة وأبا . متاعا لكم ولأنعامكم .. "

هذه الهيمنة وهذه القيومية يمر بها قوم فلا يعيرونها التفاتا ، انهم يمرون بها مرور الحيوانات بما تدرك ولا تعقل ، ان الله سبحانه وتعالى لا يحتل من شعورهم درجة أيا كانت ، وهمهم كل همهم مصبحين ممسين ، إنما هو ملء البطن ، أو كنز الذهب والفضة ، أو النزاع على جاه ، أو العمل لتثبيت سلطان . انهم يمرون بآيات الله فلا يشهدونها ، وتحيط بهم آثاره ، فلا ينظرون اليها ، وتغمرهم نعماؤه وآلاؤه ، فلا يوجههم ذلك الى الحمد لا الى الشكر . إن الله سبحانه وتعالى لا يحتل في قلوبهم ولا في تفكيرهم ولا في بيئتهم ، قليلا ولا كسرا . والطرف الآخر المقابل لهذا هو هؤلاء الذي انغمسوا حقا في محيط الإلهية . سبحوا في بحارها ، واستشقوا نسائمها الندية ، وغمهم لألاؤها وضياؤها ؛ لقد بدأوا بحمد الله وشكره على نعماه وآلائه التي تحيط بهم من جميع أقطارهم ، فزادهم نعما وآلاء .
" لئن شكرتم لأزيدنكم "
لقد اتقوا الله حق تقاته فعلمهم الله .

لقد اكتفوا بالله هاديا ونصيرا ، فهداهم الله إلى صراطه المستقيم ، ونصرهم على أنفسهم وعلى أعائدهم . وأخذوا شيئا فشيئا يحالون تحقيق التوحيد : قولا وعقيدة ، وذوقا وتحقيقا ، وأخذوا يرون في " أشهد أن لا إله إلا الله " معاني لا يتطلع إليها غيرهم .

وبدأ معنى الشرك يتضح لهم بصورة لا تخطر على بال اللاهين الذين شغلتهم أموالهم وأهلوهم ، وبدأوا يحطمون الشرك . يحطمون أصنامه وأوهامه . ومن النفس والهوى والشيطان ، ومن الغرائز الحيوانية ، والغرائز الإنسانية . وانهار الشرك حتى همسات الفؤاد لقد انهار الشرك الواضح ، وانهار الشرك الخفي . وثبت في أذواقهم واستقر في أحوالهم ومقاماتهم أن ( لا إله إلا الله ) وأنه : " إينما تلوا فثم وجه الله " .

وأينما كانوا فالله معهم وهو أقرب اليهم من حبل الوريد . وهو أقرب اليهم من جلسائهم ومعاشريهم . انه بغمر كيانهم ، فلا يرون غيره سبحانه ، لا يرون غير قيوم السموات والأرض ، ولا يرون غيره مصرفا لليسير من الأمور وللعظيم منها ، ولا يرون غيره مالكا للملك . " يؤتي الملك من يشاء ويذل من يشاء " .

لقد أصبحوا ربانيين ، وأصبح الله في بصرهم وسمعهم وجوارحهم وفي قلوبهم من قبل ذلك ومن بعده . يشغله كله فلا يدع فيه مكانا للأغيار

وأخذ هؤلاء الصوفية يوجهون أفراد هذا القطيع من البشر اللاهي عن الله . والسادر في ضلاله .. الى الله تعالى . أخذوا في محاولة جاهدة مستمرة – لا نتزاع الإنسان من الإخلاد الى المادة ليتطلع الى السماء . لقد حالوا أن يوجهوا نظر الناي الى الله تعالى . في الزهرة تتفتح ، وفي الزرع يسقى متجها إلى السماء وفي الشمس تشرق ، وفي القمر يتألف وفي مواقع النجوم ومداراتها .

وفي كل هذا لإبداع الساري في الكون اخذوا يشرحون معنى تلك الآيات الكريمة : " تبارك الذي بيده الملك ، وهو على كل شيء قدير الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور ، الذي خلث سبع سموات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت ، فارجع البصر هل ترى من فطور ؟ ثم ارجع البصر كرتين ينقلب اليك البصر خاسئا وهو حسير !! " .

وكانت تعبيراتهم متذوقين ، وليست التبيرات الجافة لعلماء الكلام أو الفلاسفة ، وهم في تعبيراتهم يشرحون أن الله سبحانه وتعالى الممد الوجود لكل موجود . انه يمد القائم بالقيام ، ويمد الماشيء بالمشي ، والمتحرك بالحركة . انه – على حد تعبير أهل السنة والأشاعرة الذي يقطع ، وليست السكين هي التي تقطع . وهو الذي يحرق وليست النار هي التي تحرق ، وهو الذي حينما يريد ، يقول للنار : كوني بردا وسلاما ، فتكون بردا وسلاما .

ومهما عبر الصوفية في هذا الميدان عن الوجود الواحد . فقالوا في ذلك : وزعم الناي أنهم أسرفوا واشتطوا ، فافهم سوف لا يبلغون المدى الذي بلغته تلك الآية الكريمة ، التي تمثل في روعة رائعة الهيمنة المهيمنة ، والاستغراق القاهر ، والجلال الشامل ؛ والتي لا تعني وحدة متحدة ، ولا اتحادا متطابقا بين الحالق وبين المخلوق ، أو العابد والمعبود ، والآية هي : " هو الأول والآخر ، والظاهر والباطن " .

وهذه الآيات القرآنية التي ذكرناها ، هدفها أن تدفعنا دفعا إلى الشعور بقيومية الله سبحانه وتعالى مهيمنة ؛ وهيمنته مسيطرة ؛ والى الشعور بتوجيهه سبحانه وتعالى للإنسان أن يفر الى الله في كل أمر من أموره ، وأن يسمو بنفسه حتى يتحقق بأن :

( لا إله إلا الله ) وما فعل الصوفية أكثر من ذلك . انهم مهتدون بهدي القرآن والسنة . يريدون للإنسان أن يكون ربانيا . فإذا ما استمر الكثير من الناس يخلدون الى الأرض ، وينظرون دائما إلى أسفل ، فليس ذلك ذنب الصوفية ، فقد أدوا واجبهم نحو التوجيه إلى الله ، خير أداء .

أما إذا لم يكتف بعض الأفراد بالإخلاد إلى الأرض ، وبالنظر إلى أسفل . وإنما أخذوا يهاجمون من يدعوهم للتطلع إلى السماء ويوجههم إلى الله تعالى ، فهؤلاء إنما يحاربون الله ورسوله ، وجزاؤهم معروف
)) . [ ص 132-140 ] .






التوقيع :
من مواضيعي في المنتدى
»» أحفظ سري تكن مؤمناً
»» هذا ما اجمعوا عليه متقدمي الصوفية من صفات الله تعالى يا أخانا بالشهادتين
»» سلسلة أعلام التصوف 14 عبد الكريم الجيلي
»» بمناسبة عيد ميلاد سيدهم البدوي
»» لماذا رحل حسني مبارك ادخل لتعرف السبب
 
قديم 23-04-07, 07:28 PM   رقم المشاركة : 3
abo othman _1
مشرف بوابة الرد على الصوفية






abo othman _1 غير متصل

abo othman _1 is on a distinguished road



التعقيب على مقال الشيخ عبد الحليم محمود

قال الشيخ : (( نريد أن نبدأ مباشرة بملاحظة تزيل – بصورة غير متوقعة – حدة المناقشة في هذا الموضوع . وذلك أننا بصدد ( وحدة الوجود ) ولسنا بصدد وحدة الموجود . والموجود متعدد : سماء وأرضا . جبالا وبحارا . لونا ورائحة وطعما . متفاوت ثقلا وخفة ... الخ )) .

قلت : نلاحظ هنا منذ بداية كلام الشيخ أنه فرق بين الوجود والموجود فهو في هذه الحالة يثبت وجودين أو ذاتين ، حيث قال : (( وذلك أننا بصدد ( وحدة الوجود ) ولسنا بصدد وحدة الموجود )) وهذا يخالف ما عليه أهل الوحدة كما مر ؛ فأهل الوحدة عند الوجود واحد وليس وجودين قال القاشاني : (( يعني به عدم انقسامه إلى واجب والممكن )) ، أما الشيخ هنا فقد قسم إلى وجود ، موجود فلذلك قال الشيخ : (( والموجود متعدد : سماء وأرضا . جبالا وبحارا . لونا ورائحة وطعما . متفاوت ثقلا وخفة )) وهذا الذي يعبر عنه القاشاني بـ (( الممكن )) ، وعلى هذا الأساس الخاطئ بنا الشيخ عبد الحليم مفهوم وحدة الوجود .

قال الشيخ : (( ولم يقل أحد من الصوفية الحقيقيين – ومنهم ابن العربي والحلاج – بوحدة الموجود – وما كان للصوفية ، وهم الذروة من المؤمنين أن يقولوا – وحاشاهم – بوحدة الموجود . )) .

قلت : بل صرح ابن عربي والحلاج بذلك فضلا عن غيرهما ، فإذا كان الشيخ عبد الحليم محمود لا يعلم بذلك ؛ فعدم علمه ليس حجة على من علم كما هو معروف عند أهل العلم فمن أقوال ابن عربي قوله : (( فإن العارف مَنْ يرى الحق في كل شيء ، بل يراه عين كل شيء )) [ فصوص الحكم ص 192 ] ، وقوله :

الحق عين الخلق إن كنــت ذا عين ** والخلق عين الحق إن كنت ذا عقل
وإن كنت ذا عين وعقل فمـا ترى ** سوى عين شيء واحد فيه بالكـل

[ المعرفة ص 87 ] .

فهذا تصريح من ابن عربي بوحدة الموجود كما يسميها الشيخ عبد الحليم وتجد هذا المعنى ظاهرا في قول ابن عربي :

فـلا فـرق بيـن وجوديكما ** فما بان عنك و لا عنـه بنـتَ

أما عن الحلاج فقد صرح هو أيضا بهذه العقيدة في كتبه فقال في كتاب الطواسين : (( فالحقيقة ، والحقيقة حقيقة ، دع الخليقة لتكون أنت هو ، أو هو أنت من حيث الحقيقة )) . [ طاسين الصفاء ص 172 ] . فيسرح هنا الحلاج أن الحقيقة لا خليقة حيث بل أنت هو أو هو أنت وإن كان هذا كلام غير محقق على طريقتهم لأنه فصل بين الضميرين .

وقال أيضا :

رأيت ربـي بعـين قلبـي ** فقلت من أنت ؟ قال أنت
فليس للأين منــك أيـن ** وليـس أينٌ بحـيث أنت
أنت الذي حزت كـل أين ** بنحو " لا أين " فأين أنت
وليس للوهـم منـك وهم ** فيعلم الأيـن أيـن أنت
[ طاسين النقطة ص 180 ] .

وهذه مناجاة للحلاج يصرح بها أنه عين ربه ، وهل بعد هذه النقول من كتبهم نقول أنهم لم يقولوا بوحدة الموجود ؟؟!!

قال الشيخ عبد الحليم محمود : (( وقد تتساءل : من أين اذن أتت الفكرة الخاطئة التي يعتقدها كثير من الناس . من أن الصوفية يقولون بوحدة الموجود ؟! وتفسير ذلك لا عسر فيه : إن فريقا من الفلاسفة في الأزمنة القديمة ، وفي الأزمنة الحديثة ، يقولون بوحدة الموجود . بمعنى أن الله – سبحانه وتعالى عن إفكهم – هو والمخلوقات شيء واحد ))

قلت : هذه ليست فكرة خاطئة بل هذا ما صرح أساطين التصوف كما مر ، وما نقلناه من نقول على سبيل المثال لا الحصر ولو شئنا الحصر طال بنا المقام ، وقد مر في المقدمة كلام القاشاني وهو أجد أئمة التصوف في تعريفه لوحدة الوجود عند الصوفية حيث أنه يختلف عن مفهوم الوجود عند أهل النظر والفلاسفة حيث قال : (( يعني به عدم انقسامه إلى واجب والممكن ، وذلك أن الوجود عنده هذه الطائفة ليس ما يفهمه أرباب العلوم النظرية من المتكلمين والفلاسفة ... الخ )) ، فهذا تصريح من القاشاني أن الوجود لا ينقسم إلى واجب (( الله )) وممكن (( المخلوق )) ، فالذي قاله الشيخ في الكلام المذكور آنفا ليس دقيقا وأن الذي رمى به قدماء الفلاسفة ما هو يقول به أساطين التصوف . وأضف إلى ذلك أن أحد أئمة المتصوف هو عبد الكريم الجيلي قد أثنى على أرسطو وسماه بالعارف حيث قال في كتابه الإنسان الكامل : (( ولقد اجتمعت بأفلاطون الذي يعدونه أهل الظاهر كافرا فرأيته وقد ملأ العالم الغيبي نورا وبهجة ، ورأيت له مكانة لم أرها إلا لآحاد الأولياء فقلت له : من أنت ؟ قال : قطب الزمان وواحد الأوان )) [ ص 185 ] .

قال الشيخ عبد الحليم محمود بعد أن سرد أقوال بعض الفلاسفة : (( ولوحدة الوجود – بمعنى وحدة الموجود – أنصار في كل زمان )) .

قلت : لا فرق عند الصوفية بين المعنيين كما بينا وأكبر أنصار هذه الفكرة هم من ذكره الشيخ فضلا عن غيرهم من كبار المتصوفة .

قال الشيخ عبد الحليم محمود : (( ولما قال الصوفية .. بالوجود الواحد .. شرح خصومهم الوجود الواحد بالفكرة الفلسفية عن وحدة الوجود بمعنى وحدة الموجود وفرق كبير بينهما )) .

قلت : قد مر كلام القاشاني وبين أن مفهوم الوجود عند الفلاسفة وأهل النظر يختلف عن مفهوم الوجود عند الصوفية ، فالفلاسفة وأهل النظر يقسمون الوجود إلى واجب وممكن ، أما الصوفية فلا يقسمون هذا التقسيم الذي يقسمه الشيخ عبد الحليم ، فهو في هذه الناحية وافق أهل النظر والفلاسفة وخالف المتصوف القدامى فمن هنا يظهر لك الخطأ أو الأساس الذي بنا عليه الشيخ مفهومه لوحدة الوجود ، هو لا يشك يخالف ما قرر أئمة الصوفية ومنظريهم .

قال الشيخ عبد الحليم : (( ولكن الخصومة كثيرا ما ترضى عن التزييف وعن الكذب في سبيل الوصول إلى هدم الخصم . والغاية تبرر الوسيلة كما يقولون )) .

قلت : وهذا من التهويل العاطفي الذي يستخدمه المتصوف في الدفاع أو ترقيع ما يقرر أئمتهم ، فهذا كتبهم بين أيدينا ، وما كان العلماء الذين حكموا ببطلان وحدة الوجود بكذابين ولا مفترين ، وهم نقلة الدين ، فيكف يظن بهم أن يكذبون على المتصوف ويتهمونهم بما ليس فيهم ، نعم قد يكون هناك من لم يفهم مراد أئمة الصوفية ، وليس هذا بمبرر لاتهام علماء الأمة بهذه التهمة الشنيعة بأنهم يكذبون على الصوفية ، وقد نقلنا كلام أئمة الصوفية معزوا إلى الجزء والصفحة ، وهذه الكتب مطبوعة متداولة بين الناس ، لم نأتي بمخطوط في خبايا الزوايا ، وهل بعد الحق إلا الضلال ؟!

قال الشيخ عبد الحليم : (( وشيء آخر في غاية الأهمية ، كان له أثر كبير في الخطأ في فهم فكرة الصوفية عن الوجود الواحد ، وهو أن الإمام الأشعري رضي الله عنه رأي في فلسفته الكلامية أن الوجود هو عين الموجود . ولم يوافقه الكثير من الصوفية على هذه الفكرة الفلسفية . ولم يوافقه الكثير من مفكري الإسلام وفلاسفته على رأيه . وهو رأي فلسفي يخطئ فيه أبو الحسن الأشعري أو يصيب , وما مثله في آرائه الفلسفية الا مثل غيره في هذا الميدان يخطئ تارة ويصيب أخرى )) .

قلت : وهنا يقحم الشيخ عبد الحليم كلام أبي الحسن الأشعري حتى يدافع عن وحدة الوجود وقد مر أن مصطلح أو ومعنى الوجود يختلف من الصوفية إلى غيرهم فاقحام كلام أبي الحسن هنا ليس له وجه إلا التشويش على القارئ حتى لا يحصل عنده التصور الكامل ، ثم ما الذي يختلف فيه مع أبي الحسن فكلام ينطبع على الموجودات المخلوقات فوجود المخلوق (( الموجود )) هو عين المخلوق (( الموجود )) نفسه فهل وجوده يختلف عنه ؟؟!!

نعم جاء اعتراض الشيخ على كلام أبي الحسن الأشعري لأنه انزل مصطلح الوجود الصوفي على مصطلح الوجود عند أبي الحسن فلذلك رفض الشيخ عبد الحليم محمود كلام أبي الحسن الأشعري فالوجود عند الصوفية هو الله وهو عين كل شيء – والعياذ بالله – وهذا لا يستقيم مع كلام أبي الحسن الأشعري لأنه جعل الوجود الذي هو عين كل شيء ؛ عين موجود واحد أي كل فرد من الأفراد موجود = الوجود ، وهذا يخالف فكرة وحدة الوجود أي الله عين كل شيء وليس عين دون عين – تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا – فإذا تبين لك هذا المعنى عرفت لماذا أنكر الشيخ عبد الحليم محمود على كلام أبي الحسن !! ويتضح هذا المعنى الذي قلناه من كلام الشيخ عبد الحليم محمود التالي حيث قال : (( وأرى مخالفوه أن الوجود غير الموجود . وأنه ما به يكون وجود الموجود )) .






التوقيع :
من مواضيعي في المنتدى
»» قصة عتق ثويبة
»» مناقب الصوفية
»» الاخ وليد الشيخ الصوفي الشاذلي وحدة الجود في مواقعكم فماذا أنت قائل
»» سلسلة أعلام التصوف 25 أحمد بن هلال الحساني
»» الشبهة رقم 25 قصة العتبي
 
قديم 23-04-07, 07:28 PM   رقم المشاركة : 4
abo othman _1
مشرف بوابة الرد على الصوفية






abo othman _1 غير متصل

abo othman _1 is on a distinguished road


قال الشيخ عبد الحليم محمود : (( ولما قال الصوفية بالوجود الواحد . شرح خصومهم فكرتهم في ضوء رأي الأشعري ، دون أن يراعوا مذهبهم ولا رأيهم . ففسروا قولهم بالوجود الواحد على أنه قول بالموجود الواحد )) .

قلت : الصوفية أولا لا يفرقون بين مصطلح الوجود والموجود ، هذا واضح جدا من أقوالهم وعباراتهم الشهيرة مثل قولهم عن النبي صلى الله عليه وسلم (( سيد الوجود )) فيلزم الشيخ عبد الحليم محمود على ضوء تقسيمه السابق أن النبي صلى الله عليه وسلم سيد الله – العياذ بالله – بل هو عبده ورسوله وهذه أشرف النسب للنبي صلى الله عليه وسلم ، قال أحمد التيجاني قال : (( ما يصل شيء في الوجود من العلم مطلقا إلا من صهريج علي رضي الله عنه لأنه باب مدينة علمه صلى الله عليه وسلم ، لا من الخلفاء الأربعة ولا الصحابة بأجمعهم )) [ جواهر المعاني ص 113 / 1 ] ، فهذا أحمد التجاني أطلق كلمة الوجود لم يقل وجود وموجود وهو من هو عند المتصوفة ، وقال ابن عطاء قال : (( أي أن الكائنات لا تثبت لها رتبة الوجود المطلق لأن الوجود الحق إنما هو لله ، وله الأحذية ( كذا بالاصل والظاهر انها الاحدية ) ، وأما العالم فالوجود له من عدمه ، ومن كان كذلك فالعدم وصفه في نفسه )) [ طبقات الشعراني ص 308 ] ، وهذا ابن عطاء لم يفرق بين المصطلحين فأئمة التصوف المتقدمين لا يفرقون بين المصطلحين .

وثانيا لقد صرح الصوفي بأن الله عز وجل عين كل شيء كما تقدم ، فأي تصريح يريده الشيخ عبد الحليم محمود أكبر من هذا التصريح ؟!

وقال الشيخ عبد الحليم محمود : (( وهذا التفسير على هذه الطريقة يسحب الثقة في آراء هؤلاء الخصوم )) .

قلت : وهنا الشيخ يريد الطعن بعدالة علماء الإسلام الذي يسميهم الصوفية بعلماء الظاهر دفاعا منهم لأساطين التصوف ، وقد بينا أن مفهوم الشيخ عبد الحليم محمود يخالف مفهوم المنظرين لعقيدة الوحدة الوجود ، فطعنه هذا ليس له مبرر إلا التعصب لمشايخ التصوف ، ويا ليه كان على حق !!

وقال الشيخ عبد الحليم محمود : (( وأمر ثالث يجب ألا نعيره أدنى التفات لأنه أتفه – في منطق البحث – من أن نعيره التفاتا ، هو هذه الكلمات التي تناثرت هنا وهناك مخترعة ملفقة مزيفة ، ضالة في معناها ، تافهة في قيمتها الفلسفية غريبة على الجو الإسلامي تنادي بصورتها ومعناها : أنها اخترعت تضليلا وافتياتا )) .

قلت : وهذا الكلام يحتوي على حق وباطل ، فالحق منهم أنه عبارات المتصوف بوحدة الوجود ضال في معناها وغريبة على الجو الإسلامي ، وبالباطل منها أنه مخترعة ملفق على أئمة الصوفية ، ولا أعلم عن أي منطلق علمي يتكلم الشيخ وهذه الكلمات مبثوثة في كتب أئمة الصوفية أنفسهم مثل الحلاج وابن عربي فضلا عن محبيهم ومتبعيهم مثل الشعراني والنبهاني والنابلسي وغيرهم ، وللأسف الشيخ هنا تخلى عن أصول أهل العلم واتبع الأسلوب العاطفي في دفاعه عن أئمته القائلين بوحدة الوجود .

قال الشيخ عبد الحليم محمود : (( انها هذه الكلمات التي يعزونها الى الحلاج رضوان الله عليه ، أو الى غيره .. لا توجد في كتاب من كتبه ولم يخطها قلمه .. لقد اخترعوها اختراعا ثم وضعوها أساسا تدور عليه أحكامهم بالكفر والإضلال . ويكفي أن يتشبث بها انسان فيكون في منطق البحث غير أهل الثقة )) .

قلت : ولا زال الشيخ هنا بعيدا عن المنهج العلمي والتكلم من منطلق العاطفة فلاحظ قوله (( التي يعزونها إلى الحلاج ... أو غيره لا توجد في كتاب من كتبه ولم يخطها قلمه )) ، فهو نفى حتى عن غيره لم يكتبها في كتاب أو يخطها بقلم فهذا الحكم عند الشيخ لكل عبارة تنسب إلى أئمة القائلين بوحدة الوجود سواء كان الحلاج أو غيره فأي منهج هذا الذي يتبعه الشيخ في دفاعه غير العاطفة ؟! فهو كمن قدم العذر أو دليل البراءة قبل أن يعرف من هو المتهم ويكفي بهذا تعصبا .

ومن ناحية أخرى يقول الشيخ هذا الكلام وديوان الحلاج وكتاب أخبار الحلاج ، وكتاب الطواسين مطبوع بمصر ومتداول فكيف قول هذا ؟! مع ذلك نقول قد يكون شيخ الأزهر السابق لم يطلع على كتب الحلاج – وهو الصوفي الكبير العارف بالله – فعدم علمه ليس حجة على من علم وقد قدمنا في هذا البحث كلام الحلاج من كتبه التي ألفها هو الحلاج بنفسه ، أما غير الحلاج فحدث ولا حرج فقد ملأت كتبهم المكتبات وهذه الأمر لا يخفى على أصغار طلب العلم فضلا عن شيخ الأزهر !!

قال الشيخ عبد الحليم : (( الوجود الواحد : وهل في الوجود الواحد من شك ؟

إنه وجود الله المستغني بذاته عن غيره ، وهو الوجود الحق الذي أعطى ومنح الوجود لكل كائن ، وليس لكائن غيره سبحانه . الوجود من نفسه , انه سبحانه الحالق . وهو البارئ المصور .

" هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء "

ومن بعض معاني التصوير قوله تعالى : " ولقد خلقنا الإنسان من طين . ثم جعلناه نطفة في قرار مكين . ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة ، فخقلنا المضغة عظاما ، فكسونا العظام لحما . ثم أنشأناه خلقا آخر . فتبارك الله أحسن الخالقين "
)) .

قلت : وهنا يتناقض الشيخ عبد الحليم محمود حيث (( وهل في الوجود الواحد من شك ؟ )) ، بعد بقليل جدا يقول : (( وهو الوجود الحق الذي أعطى ومنح الوجود لكل كائن )) ، فأثبت وجودين وجود لله عز وحل ووجود للأكوان ، وهذا مما يدل على اضطراب الشيخ محمود في فهم وحدة الوجود والمحاولة بأسلمة هذه العقيدة ولكن سرعان ما تتلاشى هذه المحالة بمجرد ذلك القرآن الكريم فهذه الآية الكريمة التي ذكرها هدمت نظرية وحدة الوجود من أساسها حيث بين الله عز وجل أن خالق الإنسان ، فكيف يكون عين ما خلقه هو ؟! والحمد لله ما أوضح العقيدة الإسلامية وأصفاها ، وعندما يحاول المتصفة أسلمة عقائدهم تجدهم يستدلون بأحاديث وآيات تهدم ما يعتقدونه ، لله الحمد والمنة .

قال الشيخ : (( وصلة الله بالإنسان إذن : هي أنه سبحانه يمنحه الوجود الذي يريده له في كل لحظة من اللحظات المتتابعة . فشكل حياته في كل بصورة أمده سبحانه وتعالى بها )) .

قلت : وهذا فصل وإثبات وجودين ؛ وجود الله عز وجل ، ووجود آخر يمنحه الله ويمده ، فهذا ينافي القول بالوجود الواحد بمعنى أن الله عين كل شيء – والعياذ بالله - ، فيكون الشيخ هدم النظرية هو يدافع عنها !! ولله الحمد والمنة .






التوقيع :
من مواضيعي في المنتدى
»» سؤال لأخينا بالشهادتين
»» الاخ أسد 2010 تفضل هنا
»» نبشركم بافتتاح قسم بعنوان السحر عند الصوفية
»» سلسلة أعلام التصوف 5 أحمد التجاني
»» السادة الشاذلية يحققون المقامات اللاهوتية / وثيقة
 
قديم 23-04-07, 07:29 PM   رقم المشاركة : 5
abo othman _1
مشرف بوابة الرد على الصوفية






abo othman _1 غير متصل

abo othman _1 is on a distinguished road


قال الشيخ : (( ونريد الآن أن نصور بعض مواقف القرآن في هذا الصدد : أن الله سبحانه وتعالى يوجه نظرنا في سورة الواقعة إلى مسائل نحن عنها في العادة غافلون :
" أفرأيتم ما تمنون ؟ . أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون ؟! " " أفرأيتم ما تحرثون ؟! أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون ؟! " " أفرأيتم النار التي تورون ؟ أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون ؟ وعلى العكس من ذلك : لو شاء الله لما خلق هذا الفرد ، ولجعل الزرع حطاما
... الخ )) .

قلت : هذا المقام الذي يتكلم عنه الشيخ عبد الحليم هو المرتبة الثالث من مراتب التوحيد عند الصوفية ، وهي أن يشهد الله عز وجل في كل شيء أو أنه لا يرى فاعلا إلا الله تعالى كما هو مبثوث في كتب الصوفية .

ونلاحظ هنا كيف أن الشيخ عبد الحليم خلط بين المرتبة الثالثة والرابعة من مراتب التوحيد المذكورين في المقدمة ، ولا أعلم هل الشيخ عبد الحليم لم يبلغ المرتبة الرابعة فجهلها أم أنه يتعمد الخلط ليبري أئمة الصوفية من القول بوحدة الوجود بمعنى (( الله عين كل شيء )) مستغلا عدم معرفة غالب الناس بمراتب التوحيد عند الصوفية ؟؟

وبمناسبة ذكر هذه الأدلة ، فأهل وحدة الوجود يستدلون بهذه الآيات على عقيدة في وحدة الوجود ، ويدعون أنها تشير إلى عقيدة وحدة الواجد ، وهذا تجده مبثوثا في كتبهم التي تناولت تأصيل هذه العقيدة .

قال الشيخ : (( لقد اكتفوا بالله هاديا ونصيرا ، فهداهم الله إلى صراطه المستقيم ، ونصرهم على أنفسهم وعلى أعائدهم . وأخذوا شيئا فشيئا يحالون تحقيق التوحيد : قولا وعقيدة ، وذوقا وتحقيقا ، وأخذوا يرون في " أشهد أن لا إله إلا الله " معاني لا يتطلع إليها غيرهم ))

قلت : ويشير المؤلف هنا إلى أن للصوفية عقيدة باطنية لا يطلعون الناس عليه ، وفي الحقيقة قد صرح بعضهم بهذه العقيدة وبعضهم يعتبر التصريح بهذه العقيدة كفر قال الغزالي في كتاب إحياء علوم الدين : (( فإن قلت : كيف يتصور أن لا يشاهد إلا واحد وهو يشاهد السماء والأرض وسائر الأجسام المحسوسة وهي كثيرة : فكيف يكون الكثير واحداً ؟ فاعلم أن هذه غاية علوم المكاشفات . وأسرار هذا العلم لا يجوز أن تسطر في كتاب ، فقد قال العارفون : إن إفشاء سر الربوبية كفر )) . [ ص 353/4] .

فهذا الذي ذكره الغزالي من المعاني التي يقولها كبار الصوفية وبعضهم يعتبر إفشاءها كفر كما حكى الغزالي ، فذلك قال الشيخ عبد الحليم محمود : (( معاني لا يتطلع إليها غيرهم )) ، وهذه المعاني إذا اعتقدها العامي ويعنون بالعامي علماء الظاهر يكون ملحد ، فلذلك قال ابن عربي : (( ومن وحد فقد ألحد )) ، وجاء تفسيرها في كتاب جواهر المعاني قال علي حرازم عن خاتم الأولياء أحمد التجاني : (( وسألته رضي الله عنه – يعني أحمد التجاني – عن معنى قول الشيخ الأكبر : من وحد فقد ألحد ، فأجاب رضي الله عنه بقوله معنى الالحاد هو الخروج عن الجادة المستقيمة فإن العارف إذا وحد بتوحيد العامة فقد ألحد ، والعامي إذا وحد بتوحيد العارف فقد ألحد يعني كفر )) [ جواهر المعاني ص 211 / 2 ] .

قال الشيخ : (( وبدأ معنى الشرك يتضح لهم بصورة لا تخطر على بال اللاهين الذين شغلتهم أموالهم وأهلوهم ، وبدأوا يحطمون الشرك . يحطمون أصنامه وأوهامه . ومن النفس والهوى والشيطان ، ومن الغرائز الحيوانية ، والغرائز الإنسانية . وانهار الشرك حتى همسات الفؤاد لقد انهار الشرك الواضح ، وانهار الشرك الخفي . وثبت في أذواقهم واستقر في أحوالهم ومقاماتهم أن ( لا إله إلا الله ) وأنه : " إينما تولوا فثم وجه الله " ))

نلاحظ من كلام الشيخ السابق أن للصوفية معنى خاص للشرك انفردوا به ، وهو القول بالوجودين وقد فسر ابن عربي ماذا يقصدون من تفسير الآية التي استدل بها الشيخ فقال : (( { فأينما تولوا } أي أيّ جهة تتوجهون من الظاهر و الباطن { فثمة وجه الله } أي ذات الله المتجلية بجميع صفاته أو ولله الإشراق على قلوبكم بالظهور فيها والتجلي لها بصفة جماله حالة شهودكم وفنائكم والغروب فيها بتستره واحتجابه بصورها وذواتها واختفائه بصفة جلاله حالة بقائكم بعد الفناء فأيّ جهة تتوجهوا حيئذ فثم وجه لم يكن شيء إلا إياه وحده { إن الله واسع عليم } جميع الوجود شامل لجميع الجهات والموجودات { عليم } بكل العلوم والمعلومات ... )) [ ص 43 / 1 ] .

ونستشعر من كلام الشيخ عبد الحليم محمود السابق أنه يريد كتم هذه العقيدة فيلمح دون التصريح ، وكفى بها قدحا أن لا يصرح بها معتقديه ، فلا خير بدين يكتمه أهله وهم في عز التمكين .

قال الشيخ : (( وأينما كانوا فالله معهم وهو أقرب اليهم من حبل الوريد . وهو أقرب اليهم من جلسائهم ومعاشريهم . انه بغمر كيانهم ، فلا يرون غيره سبحانه ، لا يرون غير قيوم السموات والأرض ، ولا يرون غيره مصرفا لليسير من الأمور وللعظيم منها ، ولا يرون غيره مالكا للملك . " يؤتي الملك من يشاء ويذل من يشاء " ))

قلت : ويعدون الشيخ هنا إلى المرتبة الثالثة من مراتب التوحيد لينزلها على المعنى الرابع الذي هو محل الخلاف والمتهم به الصوفية ، فالشيخ كتب مقالته هذه ليدافع عن الصوفية ، فنجده يترك محل الخلاف ويتكلم في موضوع آخر ، فلم يتهم الصوفية بأنهم يشهدون الله عز وجل في كل شي ، بل لأنهم يقولون : (( الله عين كل شيء )) ، فهذا الخلط أما متعمد للتلبيس على الناس أم أن الشيخ لا يعرف الفرق بين المرتبتين !!

قال الشيخ : (( وأخذ هؤلاء الصوفية يوجهون أفراد هذا القطيع من البشر اللاهي عن الله ))

قلت : وهذه النظر المتصوف إلى مخالفيهم بأنهم قطيع ، وهذا يدل على حقيقة أخلاق المتصوف فقائل هذا القول ليس أحد عوام الصوفية بل هو الإمام الأكبر وشيخ الأزهر ، والله المستعان .

قال الشيخ : (( وكانت تعبيراتهم متذوقين ، وليست التبيرات الجافة لعلماء الكلام أو الفلاسفة ، وهم في تعبيراتهم يشرحون أن الله سبحانه وتعالى الممد الوجود لكل موجود ))

قلت : قد مر معنى وحدة الوجود عند كبار الصوفية ، وهو غير المعنى الذي يحكيه الشيخ .

قال الشيخ : (( ومهما عبر الصوفية في هذا الميدان عن الوجود الواحد . فقالوا في ذلك : وزعم الناس أنهم أسرفوا واشتطوا ، فافهم سوف لا يبلغون المدى الذي بلغته تلك الآية الكريمة ، التي تمثل في روعة رائعة الهيمنة المهيمنة ، والاستغراق القاهر ، والجلال الشامل ؛ والتي لا تعني وحدة متحدة ، ولا اتحادا متطابقا بين الحالق وبين المخلوق ، أو العابد والمعبود ، والآية هي : " هو الأول والآخر ، والظاهر والباطن " ))

قلت : وقد فسرها ابن عربي بأن الله عين كل شيء بناء على المفهوم الصوفية فقال : (( وبالفيض المقدس تحصل تلك الأعيان في الخارج مع لوازمها وتوابعها . وذلك الطلب مستند أولاً إلى الاسم الأول والباطن ثم بهما إلى الاسم الآخر والظاهر ، لأن الأولية والباطنية ثابتة الوجود العلمي . والآخرية والظاهرية ثابتة الوجود العيني . وقد نبه سبحانه وتعالى أنه عين كل شيء بقوله : { هو الأول والآخر والظاهر والباطن } .

فكونه عين كل شيء فبظهوره في ملابس أسمائه وصفاته في عالمي علمه وعينه وكونه غيرها ، فباحتفائه في ذاته ، واستعلائه بصفاته عن مشابهة خلقه . وتنزهه عن الحصر والتعيين ، وإيجاده للأشياء ، واختفائه فيها مع إظهاره إياها
)) [ المعرفة ص 91 ] .

فهذه الآية التي ذكرها الشيخ يستدل بها أهل الوحدة على أن الله تعالى عين كل شيء ، والعياذ بالله !!

وفي نهاية هذا التعليق نعم جيدا أن المعنى الذي يقصد الشيخ عير المعنى الذي قاله أئمة الصوفية ، ولا أخاله يخفى قول كبار الصوفية على مثل الإمام الأكبر ، ولكن شناعة هذا قول تجعل متأخري الصوفية من أمثال الشيخ عبد الحليم يهربون منه ويأولونه ، ولا يقولون الواقع ، ولا خير في دينه يكتمه أهله وهم في هذا التمكين .

واعتذر للقاري الكريم إن آذيته بمثل هذا الكلام ، ولكن هذه حقيقة عقيدة وحدة الوجود التي يحاول إخفاها متأخري الصوفية .

هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأزواجهم وسلم .

[CENTER]============

أبو عثمان

المصدر التصوف العالم المجهول

/CENTER]








التوقيع :
من مواضيعي في المنتدى
»» الاخ الكريم شمس النيل هل انت صوفي ؟
»» هؤلاء تركوا التصوف / الشيخ محمد عارف خوقير
»» الاخ أبوحمزة المقدسي mdmmdm تفضل هنا نتحاور قليلا إذا أردت
»» إعلان عن موعد مناظرة الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق للشيخ يوسف الرفاعي عن التصوف
»» هذا ما جره علماء الرافضة على المسلمين ، نصراني يستدل بعلمائهم على تحريف القرآن
 
قديم 10-12-07, 01:25 AM   رقم المشاركة : 7
خادم أهل الذكر
مشترك جديد





خادم أهل الذكر غير متصل

خادم أهل الذكر is on a distinguished road


مبارك عليك اقامة حجة الوهم.....ياقلوبا حجبت







التوقيع :
من أراد أن يذوق لذة طعم معاشرة أهل الجنة فليحصب الفقراء الصادقين
المحبة ميلك إلي المحبوب بكليتك، ثم أيثار له علي نفسك وزوجك ومالك، ثم موافقتك له سراَ وجهراَ، ثم علمك بتقصيرك في حبه
ترك الدنيا مع ذكرها صفة الزاهدين وتركها مع نسيانها صفة العارفين
خيار هذه الأُمةِ الذين لا تشغُلهم آخِرتهم عن دنيا هم؛ و لا دنياهم عن آخِرتِهم
من صحح باطنه بالمراقبة والاخلاص ، زين الله ظاهره بالمجاهدة و اتباع السنة

الحارث بن أسد المحاسبي البصري رضوان الله عليه
من مواضيعي في المنتدى
»» براءة أهل التصوف من عقيدة الحلول والوحدة المطلقة
 
قديم 10-12-07, 08:47 AM   رقم المشاركة : 8
abo othman _1
مشرف بوابة الرد على الصوفية






abo othman _1 غير متصل

abo othman _1 is on a distinguished road



الله يبارك فيك أخي الحبيب

ولكن هل تخبرني أين الوهم الذي تباركه لنا ؟؟

===========

أبو عثمان






التوقيع :
من مواضيعي في المنتدى
»» حمل كتاب : إعلام المسلمين بما في كلام التجاني من الكذب الظاهر والكفر المبين
»» ابن عربي شيخ الصوفية الأكبر في حيرة من أمره فلا يعلكم من كلفه بالعبادة
»» الاخ المسلم المسلم
»» أهل البدع واللغة العربية متنافران والدليل ما قاله هذا الشيخ الشيعي
»» حديث من عمل بما علم ورثه الله تعالى علم ما لم يعمل
 
قديم 12-04-08, 10:59 AM   رقم المشاركة : 9
abo othman _1
مشرف بوابة الرد على الصوفية






abo othman _1 غير متصل

abo othman _1 is on a distinguished road



يرفع لتذكير خادم أهل الذكر

==============

أبو عثمان






التوقيع :
من مواضيعي في المنتدى
»» هؤلاء تركوا التصوف / الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة
»» قال ابن عربي يجوز أن تقول سبحاني
»» حمل كتاب الإبداع في مضار الإبتداع
»» سلسلة أعلام التصوف 26 محمد بن عبد الرحيم الباجُرْبَقيّ
»» خبر عاجل ومفرح عودة منتدى السرداب
 
قديم 13-04-08, 05:21 PM   رقم المشاركة : 10
MuhammadHammoud
مشترك جديد





MuhammadHammoud غير متصل

MuhammadHammoud is on a distinguished road


الحمد لله على نعمة التوحيد الخالص







التوقيع :
إلهي أنت مقصودي ورضاك مطلوبي
من مواضيعي في المنتدى
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:40 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "