مهمة إسلامية وطنية ( 3 )
مسجد للسنة في طهران مقابل حسينية في مكة!
شبكة البصرة
عبد الجبار ناصر
ورد في موقع "الملف" يوم الحادي والعشرين من شباط هذا العام " ان هناك مساع لعقد مؤتمر تحت شعار (التشيع العربي)، يضم الكثير من مفكري الشيعة الدينيين والمدنيين، من مختلف الاقطار العربية والاسلامية، والهدف من المؤتمر الدعوة إلى تظهير التشيع بصبغته العربية التي كان عليها زمن الإئمة على حد تعبير أحد المشاركين في إعداد المؤتمر المذكور. ويسعى المؤتمر إلى توكيد عروبة التشيع، واستقلالية الشيعة في العالم عن نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وسوف يتطرق المؤتمر إلى تكامل الشيعة العرب جغرافيا وثقافيا وتاريخيا، وإن بإمكانهم أن يكونوا جسر التواصل الحي بين شيعة وسنة العالم، ويري العاملون على إعداد المؤتمر أن المشروع لا يتقاطع مع الشيعة غير العرب، ولكن يركز على الخصوصية العربية للتشيع، ومن ثم على وحدة وتجانس الخارطة الشيعية العربية بمعزل عن إستغلالها لغايات سياسية إقليمية أوتجييرها لصراع بين الانظمة والحكومات".
إذا نظرنا إلى هذه الدعوة بحسن نية، أي اسبعاد أي دور فارسي في التغلغل داخل التجمعات الشيعية في بعض البلاد العربية، نراها دعوة مخلصة نظرية مجردة للتقريب بين المذاهب الإسلامية، أولنقل بالتحديد دعوة للتقارب بين العرب ووأد الفتنة وإن استفحل أمرها في العراق بعد أن أهاجتها أصابع غريبة.
إن دعوة الكاتب حسن العلوي في التعايش بين السنة والشيعة من خلال إزالة الروايات الدخيلة التي أخترعت العداوة بين الخليفتين الراشدين عمر وعلي، تدخل ضمن هذه المساعي الحميدة على الرغم من وجود بعض الأصوات المعارضة التي أطلقها مرتزقة ضللتهم الخرافات المجوسية.
إن هذه المساعي، لوصح وجودها، مهمة وضرورة في التقريب بين المذاهب الإسلامية، وتزيد الظروف الصعبة التي يعيشها العراقيون في أهمية هذا التقريب الذي لا بد أن يؤدي إلى غربلة الكثير من الخرافات الصفوية ذات الجذور والغايات المجوسية والأحاديث والروايات التي وضعها الفرس وتفننوا في صياغة تسلسل رواتها حتى أوصلوها إلى أهل البيت النبوي.
حيرة التسخيري ومطلب يزدي
لا شك أن عقد مثل هذا المؤتمر سيواجه قضايا مثيرة للجدل، مثلما حدث في مؤتمر الحوار بين المذاهب الإسلامية والذي انعقد في الدوحة في شهر كانون الثاني عام 2007، حين طالب عدد كبير من الحاضرين الوفد الإيراني بازالة مرقد في مدينة كاشان كان قد أقيم لقاتل الخليفة عمر بن الخطاب، أبي لؤلؤة المجوسي، والذي يسميه الإيرانيون " بابا شجاع الدين أبولؤلؤة فيروز" والذي يزوره بعض الفرس في اليوم الذي يطلق عليه "عيد فرحة الزهراء"!
تلك المطالبة وضعت رئيس الوفد الإيراني آية الله محمد علي تسخيري رئيس مجمع التقريب بين المذاهب في طهران، في موقف صعب، بين إخلاصه للمهمة التي ارتضاها لنفسه في التقريب بين المذاهب، وبين إيمانه بما نقلته مصادر التشيع الصفوي المعادية لكل ما هوعربي، حتى لوتبرقعت بحب آل البيت.
التسخيري هو واحد من "الملالي" الأذكياء الذين يحضرهم دائما الجواب والحجج للبرهنة الصحيحة والباطلة على ما يقول سواء كانت مقنعة للآخرين أولا، قال في حوار مع "العربية نت" على هامش المؤتمر: "إن أبا لؤلؤة رجل مجرم أقيم عليه الحد في المدينة المنورة ودفن فيها ولم تنقل جثته إلى ايران، والقبر الموجود في كاشان، مجرد مكان وهمي ليس له اعتبار ولا يزوره أحد. وهذا الموضوع سخيف ولا يثير الاهتمام. "
لم يجد التسخيري من حل للخروج من ورطته سوى هذا الادعاء الذي تكذبه مواقع الصفويين بعرض صور للمرقد وزواره وكذلك الاشادة بما قام به أبولؤلؤة المجوسي من جريمة لا يمحها التاريخ.
كذب تسخيري في وصفه لأبي لؤلؤة المجوسي بالمجرم، فهوفي نظر الملالي أكثر إيمانا حتى من الملالي أنفسهم. وقد جاء في الكتب المدرسية وحتى تلك الموضوعة في مناهج الدراسة الابتدائية أن من الأيام المهمة في كل سنة يوم عيد الزهراء رضي الله عنها، والمقصود يوم مقتل الخليفة الفاروق رضي الله عنه. وكذب تسخيري في وصفه لمقام القاتل المجوسي بأنه بناء عادي، والحقيقة أنه بناء متميز في كاشان، وعلى القبر إطار مذهب كتب عليه هذا البيت من الشعر:
با دست توعمر ستم وفتنه سر آمد خصم علي وفاطمه از باي در آمد
وعندما سئل التسخيري عن امكانية ازالة ذلك المرقد، أجاب انه غير متأكد من هذه الامكانية وأنه يتم حاليا التحقق من وجود المرقد، معتبرا إياه مجرد مزار سخيف لرجل مجرم نال جزاءه الذي يستحقه باقامة الحد الإسلامي عليه. لكن الحقيقة التي يفاخر بها عدد من مواقع الإيرانيين على شبكة الأنترنيت تعكسها صور للمرقد وزواره! أما عضوالوفد الإيراني الآخر وهود. محمد على آذر شب الاستاذ بجامعة طهران قوله ردا على اثارة موضوع مزار أبي لؤلؤة خلال مؤتمر الدوحة، إن هذا "المقام" يعبر عن تيار ديني معين، ولا يمكن لدعاة التقريب أن يطلبوا ازالته!!
قد يكون ما قاله التسخيري، لوكان صادقا، رأيا شخصيا لكنه ليس كذلك في كتب التشيع الصفوي المعتمدة عند طبقة "الملالي" الحاكمة في طهران.
وفي مؤتمر الدوحة المذكور، طالب أحد أعضاء اتحاد العلماء المسلمين، الدكتور محمد أحمد الحمادي الوفد الإيراني السماح ببناء مسجد للسنة في طهران، مؤكدا أن السنة في طهران يقيمون صلاة الجمعة في مدرسة باكستانية أوفي ساجة تابعة للسفارة السعودية، معتبرا أن طهران هي العاصمة الإسلامية الوحيدة التي تخلومن مسجد للسنة.
أنكر آية الله تسخيري ذلك الأدعاء مصرحا أن في إيران أكثر من عشرة آلاف مسجد للسنة. وفي هذه المرة أيضا كان هنالك من أعضاء الوفد الإيراني من هوأكثر صراحة من تسخيري. فقد أجاب آية الله مصباح يزدي: سنسمح ببناء مسجد للسنة في طهران متى ما سمح لنا ببناء حسينية في مكة!
لقد تناسى يزدي أن مكة ليس فيها ذلك العدد الكبير من الشيعة، وحتى لووجدوا بكثرة فهل سيبنون حسينية بجوار المسجد الحرام؟
أما السنة في إيران فيشكلون من 20- 25 من عدد السكان من العرب والفرس والأكراد والتركمان والبلوش!!
أبولؤلؤة من أكابر المؤمنين والمجاهدين
من الكتب المعتمدة عند الفرس كتاب "الهداية الكبرى" لمؤلفه الحسين بن حمدان الخصيبي، والذي يعد من مؤسسي مذهب النصيرية، وهوعندهم ثقة، وامتدحه محسن الأمين العاملي في كتابه أعيان الشيعة، بينما قال عنه السيد الخوئي في معجم رجال الحديث 6/244 : " الحسين بن حمدان : قال النجاشي : " الحسين بن حمدان الخصيبي ( الحصيني ) الجنبلائي، أبوعبد الله، كان فاسد المذهب. له كتب، منها : كتاب الاخوان، كتاب المسائل. كتاب تاريخ الائمة، كتاب الرسالة تخليط." وقال الشيخ: الحسين بن حمدان بن الخصيب، له كتاب أسماء النبي صلى الله عليه وآله والائمة عليهم السلام ". وعده في رجاله في من لم يروعنهم عليهم السلام قائلا : الحضيني (الخصيبي) الجنبلائي يكنى أبا عبد الله، روى عنه التلعكبري ". وقال ابن الغضائري :كذاب فاسد المذهب، صاحب مقالة ملعونة، لا يلتفت إليه." وقال ابن داود في القسم الثاني ( 136 ) : مات في شهر ربيع الاول سنة 358. انتهى
يقول الخصيبي: "وقد ادعى البعض أن أبا لؤلؤة مات نصرانياً، وادعى غيرهم انه مات مجوسياً، وقسم ثالث أنه مات يهودياً، وقد جانب الجميع الصواب في ذلك، إذ كان ابولؤلؤة من أكابر المسلمين والمجاهدين، بل ومن خلص أتباع أمير المؤمنين عليه السلام، وقد بشر أمير المؤمنين بدخول أبي لؤلؤة الجنة.."
أما الميرزا عبد الله الأفندي فذكر في ا"رياض العلماء" ما ملخصه : أبولؤلؤة فيروز الملقب ببابا شجاع الدين النهاوندي الأصل، والمولد المدني، قاتل ابن الخطاب وقصته في كتاب لسان الواعظين"
وقال: " ثم اعلم أن فيروز هذا قد كان من أكابر المسلمين والمجاهدين بل من خلص أتباع أمير المؤمنين (عليه السلام)، وكان أخا لذكوان، وهوأبوأبي الزناد عبد الله بن ذكوان عالم أهل المدينة بالحساب والفرائض والنحووالشعر والحديث والفقه.. وهذا أجلى دليل على كون فيروز المذكور من الشيعة وحينئذ فلا اعتماد بما قاله الذهبي من أن أبا لؤلؤة كان عبدا نصرانيا للمغيرة ابن شعبة."
أحاديث صفوية خالصة
تزخر كتب التشيع الصفوي بأحاديث تشكك في الإسلام كله، وللدقة نقول إن تلك كانت غاية الكتب الصفوية ومؤلفيها لأبتداع دين جديد لا يمت إلى التشيع أوإلى الإسلام بصلة.
* قال الإمام الصادق لعبد الله بن زرارة: " فما من شيءٍ عليه النّاسُ اليومَ الاّ وهومُنحَرِفٌ عمّا نَزَل به الوحيُ مِن عندالله." (رجال الكشي ص140 ح221 )
* قال الصادق عليه السلام:"ما أنتم واللهِ علي شيءٍ ممّا هم فيهِ ولا هم علي شي ممّا انتم فيه فخالَفوهُم فما هُم من الحنيفيّة علي شيءٍ."( فصول المهمّه الشيخ الحر العاملي ج1ص577 ح9(880)،وسائل الشيعه ج27ص119وج18ص85 باب 9 صفات القاضي ح32)
* قال الصادق عليه السلام: واللهِ ما بَقِيَ في أيديهم شيءٌ منَ الحقِّ الّا إِستقبالَ الكعبةِ فقط."
(فصول المهمة ج1 ص578 ح13(884)
* قال ابوعبدالله عليه السلام: اتدري لِمَ أمَرتم بالأخذ بخلاف ما تقول العامّة؟ فقلتُ:لاندري. فقال:اِنَّ عليّاً عَلَيهِ السّلامُ لم يكن يَدينُ الله بدين الّاخالف عليه الامّةُ الي غيره اِرادةً لإبطال أَمره وكانوا يسألون اَميرالمؤمنين عليه السلام عن الشيء الذي لا يعلمونه فإذا افتاهم جعلوا له ضدّاً من عندهم ليلبسوا علي النّاس.(علل الشرائع للصدوق ج 2 باب 315 ح1 ص249.بحار ج2 ص237 ح25 وسائل الشيعه ج18 ص83 ح24 و..).
* قال علي بن اسباط:"سألت الإمام الرضا عن الحكم الذي استند عليه وليس في مدينتي شيعي ولا فيها أحد من أصحابكم، فقال: اذهب إلى القاضي في مدينتك فاذا اَفتاكَ بشيئ فخُذ بخلافهِ فَإنَّ الحقَّ فيه." (عيون اخبار الرضا الشيخ الصدوق ج1 ص275باب 28 ح10 وتهذيب الشيخ الطوسي ج6 ص294 ح820)
* نقل القاضي نور الله في كتابه "مصائب النواصب": أَنَّ أهلَ ماوراءُ النّهرِ يشترطون في التسنّن عداوة عليٍّ عليه السلام ولوبقدر حبةِ شعيرٍ. (الاربعين للشيخ سليمان بحراني ص 101،الشهاب الثاقب ص 137)
يتبع
[email protected]
http://www.albasrah.net/ar_articles_...ser_090307.htm
10-03-07, 07:55 PM
العرض العادي
