فساد اعتقاد المتشائمين بصفر للشيخ محمد المختار الشنقيطي المدرس بالحرم النبوي
السؤال :ما الحكم في من يتشاءم بشهر صفر من حيث الأموات والأرزاق وكذلك في عدم السفر في هذا الشهر وغير ذلك من الأمور التي تقع في التشاؤم ؟
الجواب :هذا محرم وهو من عقائد الجاهلية التي حرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : (( لا عدوى ولا طيره ولا صفر )) فكانوا يتشاءمون بشهر صفر ، وهذا من العقائد الفاسدة ؛ لأن الأيام والليالي لا تقدم ما أخر الله ولا تؤخر ما قدم الله وليس عند الأيام خير وليس عندها شر بل الخير والشر كله بيد الله سبحانه وتعالى ، فهو الذي يدبر الأمر وهو الذي بيده ملكوت كل شيء وهو الذي يجير ولا يجار عليه-جل ثناؤه وعز جاره وتقدست أسماؤه- ، فحرم النبي صلى الله عليه وسلم هذا الاعتقاد
الاعتقاد في صفر والامتناع من التجارة والامتناع من الزواج والامتناع من عقد العقود في شهر صفر وكراهية شراء السيارات أو شراء العمائر أو شراء الأرض في شهر صفر كل هذا من الأمور المحرمة والعقائد الفاسدة التي كانت لأهل الجاهلية
والمؤمن يتوكل على ربه ، وأعرف من الحوادث العجيبة:
أن رجلاً أراد أن يشتري أرضاً في المدينة وكانت في شهر صفر عرضت عليه فمنعه قرابته وقالوا له : إن هذا الشهر مشؤوم وأن الذي يتاجر فيه تفسد تجارته وأنه وأنه .. ، فجاءني واستفتاني فقلت له : إن هذا باطل توكل على الله عز وجل واعقد صفقتك إذا كنت تريدها إذا كنت لا تريدها فلست بمكره على شيء لا تريده ، فشاء الله عز وجل قلت له : إن صدقت مع الله واشتريت بنية صالحة يخيب الله ظن هؤلاء فاشترى الأرض وكانت الأراضي أيامها رخيصة بقرابة الأرض تشترى بخمسة آلاف ريال ثم مكث مدة ففوجئت به قد جاءني وقال يسلم عليَّ بعد صلاة الجمعة بعدما خطبت وصليت فقال لي : والله يا شيخ لم أجد أبرك من هذه الأرض وقد بعتها بالأمس يقول لي الخميس قد بعتها بخمس وعشرين ألف يعني خمسة أضعاف ربحها قال هذا كله من عقائد الناس الفاسدة ليس عند الأيام شيء ولا يستطيع أحد أن يجعل في الأيام والشهور شيء إلا الله سبحانه وتعالى.
الله جل جلاله لم يبين لنا في كتابهة ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم أن شهر صفر شهر شؤم أبداً بل كان بعض العلماء يسميه : ( صفر الخير ) رداً على هذه العقائد الفاسدة كانوا يسمون صفر يقولون : ( صفر الخير ) كل هذا هدماً لعقائد الجاهلية وإبطالاً لها ، وكان بعض أئمة العلم ربما زوج أولاده وبناته في شهر صفر من أجل أن يبطل هذه العقائد الفاسدة ومبالغة في التوكل على الله ودفع الطيرة والاعتصام بالله جل جلاله فإنه نعم المولي ونعم النصير ، والله - تعالى - أعلم