لا أدري إن كنت قد قدمت هذا الموضوع سابقا في هذا المنتدى أم لا على أية حال فقد جادلت رافضيا في أحد الأيام، ودار النقاش حول مبايعة علي رضي الله عنه لأبي بكر الصديق فقال الرافضي ما مفاده:
قد أجمعت الأمة على أن عليا (ع) تأخر عن بيعة أبي بكر، فالمقلل يقول تأخر ثلاثة أيام، ومنهم من قال تأخر أربعين يوما، ومنهم من قال بايع بعد موت فاطمة، أما نحن معشر الشيعة فنقول أنه لم يبايع ساعة قط.
ومما يدل على أنه لم يبايع أبا بكر أنه لا يخلو تأخره من أن يكون
1- فعل هدى وتركه ضلالة أو
2- يكون تركه هدى وفعله ضلالة أو
3- فعل هدى وتركه هدى أو
4- فعل ضلالة وتركه ضلالة.
فلو كان التأخر ضلالا لكان علي قد ضل بعد موت النبي صلى الله عليه وآله، لكن الأمة قد أجمعت على أنه لم يقع منه ضلال لا في زمان أبي بكر ولا عمر ولا عثمان حتى خالفت الخوارج عند التحكيم، فبطل أن يكون تأخره عن بيعة أبي بكر ضلالة.
وإن كان تأخره هدى وتركه ضلالا فلا يحق أن يعدل عن الهدى إلى الضلال سيما والإجماع قائم على أنه لم يقع منه ضلال في زمن الثلاثة
ولما كان من المحال أن يكون تأخره ضلالا وتركه ضلالا لما يوجبه القياس العقلي من فساد هذه المقالة،
ولما كان من المحال أن يكون فعله هدى وتركه هدى لاستحالة أن يكون الحق في جهتين متضادتين،
ولما كنتم في مسألة الخلافة مجمعون على أنه لا إشكال في جواز الاختيار وصحة خلافة أبي بكر واستحقاقه لها لظاهر عدالته وعلمه وقدرته على توليها،
فلا يصح والحالة هذه أن يكون المتأخر عن بيعته على هدى أبدا لفقد الدليل أو لشبهة عارضة، بل إذا ثبت تأخره فهو للعناد وثبت أنه لم يبايع أبا بكر لشيء من الوجوه سالفة الذكر.
قلت: شافاك الله وعافاك من آفة العناد، دع عنك هذا الآن وأخبرني أيهما أولى بالفضل من انتظر الصلاة لأدائها أم من يساق إليها سوقا؟
قال: لا شك أن من ينتظر إقامة الصلاة أولى بالفضل.
قلت: ألستم تحتجون علينا بأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يمر على بيت فاطمة وعلي رضي الله عنهما يطرق عليهما الباب فجرا ويقول: الصلاة يا أهل البيت الصلاة .. إنما يريد الله أن يذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ؟
قال بلى
قلت: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك مع أبي بكر رضي الله عنه؟
قال كلا
قلت: فقد أثبت الفضل مع ما أخذنا رهنك به من القول في ذلك لأبي بكر على علي رضي الله عنهما، وقد حير هذا الكلام الرافضي وضاق به صدره وجهد للتخلص منه، فما اعتمد إلا على ما يدل على ضعف عقله وسخف رأيه وضلاله عن الطريق، فقال:
قد ثبت عندنا عصمة أهل البيت عن الزلل والخطأ والسهو والنسيان فلا يكون تأخره عن انتظار الصلاة من باب ترك الأولى.
قلت: ليس هذا من الحجاج في شيء وإنما هو استكبار معدول به عن الحجة والبرهان، ولكن أخبرني أيخلو أن يكون تأخره عن الصلاة حتى احتاج إلى من ينبهه لأدائها فعل هدى أو ضلالة؟ فإن كان فعل هدى فلا إثم في تأخير الصلاة عن وقتها، وإن كان فعل ضلالة فقد أثبت الضلالة لإمامك.
فانقطع الرافضي ولم يحر جوابا. LOL