العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديات العلمية > منتدى عقيدة أهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-11-06, 04:13 PM   رقم المشاركة : 1
خالد القسري
عضو فضي







خالد القسري غير متصل

خالد القسري


الفرق بين الربوبية والعبودية عند الرازي غفر الله له

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد : فهذه نقول عن الفخر الرازي في تفسيره مفاتح الغيب يفرق فيها بين الربوبية والعبودية
وقال رحمه الله تعالى : اعلم أن المقامات محصورة في مقامين : معرفة الربوبية ومعرفة العبودية وعند اجتماعهما يحصل العهد المذكور في قوله : " {وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم} " [ البقرة : 40 ] أما معرفة الربوبية ؛ فكمالها مذكور في قوله : " {الحمد لله رب العالمين .الرحمن ا لرحيم . مالك يوم الدين} " ؛ فكون العبد منتقلا من العدم السابق إلى الوجود يدل على كونه إلها وحصول الخيرات والسعادات للعبد حال وجوده يدل على كونه ربا رحمانا رحيما وأحوال معاد العبد تدل على كونه مالك يوم الدين وعند الإحاطة بهذه الصفات حصلت معرفة الربوبية على أقصى الغايات وبعدها جاءت معرفة العبودية ولها مبدأ وكمال وأول وآخر أما مبدؤها وأولها ؛ فهو الاشتغال بالعبودية وهو المراد بقوله : " {إياك نعبد} " وأما كمالها ؛ فهو أن يعرف العبد أن لا حول عن معصية الله إلا بعصمة الله ولا قوة على طاعة الله إلا بتوفيق الله فعند ذلك يستعين بالله في تحصيل كل المطالب وذلك هو المراد بقوله وإياك نستعين ولما تم الوفاء بعهد الربوبية وبعهد العبودية ترتب عليه طلب الفائدة والثمرة وهو قوله : " {اهدنا الصراط المستقيم} " وهذا ترتيب شريف رفيع عال ؛ يمتنع في العقول حصول ترتيب آخر أشرف منه .
وقال رحمه الله :
وإذا عرفت هذا فنقول : كمال حال الرسول البشري إنما يظهر في الدعوة إلى الله وهذه الدعوة إنما تتم بأمور سبعة ذكرها الله تعالى في خاتمة سورة البقرة وهي قوله : " {والمؤمنون كل آمن بالله - الآية} " [ البقرة : 285 ] ويندرج في أحكام الرسل قوله : " {لا نفرق بين أحد من رسله} " [ البقرة : 285 ] فهذه الأربعة متعلقة بمعرفة المبدأ وهي معرفة الربوبية ثم ذكر بعدها ما يتعلق بمعرفة العبودية وهو مبني على أمرين : أحدهما المبدأ والثاني : الكمال .
فالمبدأ هو قوله تعالى : " {وقالوا سمعنا وأطعنا} " [ البقرة : 285 ] لأن هذا المعنى لا بد منه لمن يريد الذهاب إلى الله وأما الكمال فهو التوكل على الله والالتجاء بالكلية إليه وهو قوله : " {غفرانك ربنا} " [ البقرة : 285 ] وهو قطع النظر عن الأعمال البشرية والطاعات الإنسانية والالتجاء بالكلية إلى الله تعالى وطلب الرحمة منه وطلب المغفرة ثم إذا تمت معرفة الربوبية بسبب معرفة الأصول الأربعة المذكورة وتمت معرفة العبودية بسبب معرفة هذين الأصلين المذكورين لم يبق بعد ذلك إلا الذهاب إلى حضرة الملك الوهاب والاستعداد للذهاب إلى المعاد وهو المراد من قوله : " {وإليك المصير} " [ البقرة : 285 ] ويظهر من هذا أن المراتب ثلاثة : المبدأ والوسط والمعاد
وقال رحمه الله تعالى :
فوائد هذا الحديث : الفائدة الأولى : قوله تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين يدل على أن مدار الشرائع على رعاية مصالح الخلق كما قال : " {إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها} " [ الإسراء : 7 ] وذلك لأن أهم المهمات للعبد أن يستنير قلبه بمعرفة الربوبية ثم بمعرفة العبودية ؛ لأنه إنما خلق لرعاية هذا العهد كما قال " {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} " [ الذاريات : 56 ] وقال : " {إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا} " [ الإنسان : 2 ] وقال : " {يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم} " [ البقرة : 40 ] ولما كان الأمر كذلك لا جرم أنزل الله هذه السورة على محمد عليه السلام وجعل النصف الأول منها في معرفة الربوبية والنصف الثاني منها في معرفة العبودية حتى تكون هذه السورة جامعة لكل ما يحتاج إليه في الوفاء بذلك العهد .

وقال رحمه الله تعالى :

وأما فوائد الأسماء الخمسة المذكورة في هذه السورة فأشياء : النكتة الأولى : أن سورة الفاتحة فيها عشرة أشياء منها خمسة من صفة الربوبية وهي : الله والرب والرحمن والرحيم والمالك ؛ وخمسة أشياء من صفات العبد وهي : العبودية والاستعانة وطلب الهداية وطلب الاستقامة وطلب النعمة كما قال : " {صراط الذين أنعمت عليهم} " فانطبقت تلك الأسماء الخمسة على هذه الأحوال الخمسة فكأنه قيل : إياك نعبد لأنك أنت الله وإياك نستعين لأنك أنت الرب اهدنا الصراط المستقيم لأنك أنت الرحمن وارزقنا الاستقامة لأنك أنت الرحيم وأفض علينا سجال نعمك وكرمك لأنك مالك يوم الدين .






التوقيع :
عن عليّ [ رضي الله عنه ] ، قال : قال رسول الله : « فيك مثَلَ من عيسى ، أبغضتهُ اليهودُ حتى بَهَتوا أُمَّه ، وأحبَّته النصارى حتى أنزلوه بالمنزلة التي ليست له » . ثم قال : يهلك فيَّ رجلانِ : مُحِبٌّ مفرط يقرِّظني بما ليس فيَّ ، ومبغضٌ يحمله شنآني على أن يَبهتني . رواه أحمد .
واحفظ لأهل البيت واجب حقهم **** واعرف عليا أيـما عـرفـان
لا تـنـتقـصـه ولا تـزد فـي قـدره **** فعليه تصلى النار طائفتان
إحداهـمـا لا ترتــضـيـه خـلـيــفة **** وتنصه الأخرى إلها ثانـي
من مواضيعي في المنتدى
»» لماذا الإدعاء ياروافض؟؟؟
»» إجابات الشيخ محمد الدويش عللى أسئلة اعضاء موقع زحل الكرام
»» لقد أقضضنا مضاجعهم ( إنهم يتشاكون )
»» عفواً ...!!! لقد كنتُفي الغيبة الصغرى
»» الحكومات العلمانية تهتم بالقبور
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:09 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "