العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-11-06, 05:51 PM   رقم المشاركة : 1
غدير قم
شخصية مهمة






غدير قم غير متصل

غدير قم is on a distinguished road


مقال حول الصفويين ولبنان.. يستحق القراءة ، والاحتفاظ به


حزب الله ..عود الثقاب الإيراني الذي سيحرق لبنان!

الكاتب: عادل العربي.


المتابع للمشهد السياسي اللبناني يدرك تماماً أن لبنان يُساق سوقاً للاحتراب الداخلي، وأن بعض الأحزاب الموجودة والفاعلة إنما تُقاتل بالوكالة و النيابة عن قوى إقليمية من مصلحتها عدم استقرار لبنان، أو على الأرجح عدم استقرار قوى لبنانية مضادة لها.

ومن أهم الأحزاب التي تعمل بطريقة الوكالة في الساحة اللبنانية (حزب الله) الذي نشأ بإرادة إيرانية، وكان الهدف من وجوده دعم الوجود الشيعي في لبنان على مستوى الداخل، ثم تطور المشروع الإيراني في لبنان ليكون (حزب الله) بؤرة إيرانية في المنطقة العربية، ونقطة ارتكاز للتمدد الإيراني-الشيعي في الوسط السني-العربي.

وما يحصل هذه الأيام من اضطرابٍ سياسي داخل لبنان إنما هو تفاعل إيجابي لهذا الوجود الإيراني -السوري بالنيابة، فاغتيال الحريري، ثم أحداث الجنوب الأخيرة واختطاف الجنود الإسرائيليين الدروز، ثم تدمير لبنان وسحقها، ثم أخيراً اغتيال الوزير (بيير الجميل) كل ذلك يشير بشكل واضح للصراع الإقليمي الساخن والذي يُدار على المسرح اللبناني، لأنه أفضل مسرح تصفى فيه الحسابات عبر الوكلاء والنواب!

إن ما حدث وما يحدث وما سيحدث في لبنان ليس مفاجأة للمتابعين والمراقبين لهذا الشأن، فأهل الفكر والاختصاص كتبوا وتنبئوا بهذه الأحداث، وفق قراءة سياسية مستقبلية واعية ترى اليد الإيرانية –السورية بوضوح كيف تتحرك في لبنان، ومن ثمَ تتنبأ بالخطوات القادمة كيف تكون!

فقد استطلعت "الوطن العربي" بتاريخ 5/5/2006 آراء عدد من المثقفين والخبراء الإيرانيين المتابعين لتطورات الملف النووي، وسألتهم عن تصوراتهم لمستقبل الجمهورية الإسلامية في ظل التصعيد الحاد مع المجتمع الدولي الرافض امتلاكها التكنولوجيا النووية، وكيف تستعد إيران حكومة وشعباً لاحتمالات التصعيد في المواجهة مع الولايات المتحدة ومجموعة الدول الأوروبية؟

فجاءت الإجابة من هؤلاء الخبراء بطرح خيارات العمل الإيراني، ومنها:

(1) تفعيل عمليات الاغتيال والاختطاف.

(2) تفعيل عمليات "حزب الله" في لبنان ضد إسرائيل كورقة للضغط في مثل هذه الظروف.

(3) تخريب الوضع العراقي([1]).

وبيَّن وليد جنبلاط -بتاريخ 2/5/ 2006 م- الإستراتيجية الإيرانية وهدفها من إشعال حرب في المنطقة العربية بعيدة عن حدودها كرسالة للغرب لبيان مدى قدرتها على التحكم في مصير المنطقة.

يقول وليد جنبلاط: (هناك في إيران من يقول أريد أن استخدم لبنان لحماية المفاعل النووي تحت شعار مزارع شبعا، ونبهتُ إلى الخطر على لبنان بسبب التدخل الإيراني، وأنا أرى أن المشروع الإيراني قد يكون مشروعاً، لكن تدخلها وسياستها التوسعية في المنطقة يشكلان خطراً علينا كحركة استقلالية، كما يشكلان خطراً على السعودية)([2]).

أما الكاتبة (هدى الحسيني) وبتاريخ 12/2/2006 فتنبأت في مقالٍ لها بأن إيران سوف تتوقى الضربة الأميركية بتفجير لبنان أو البحرين، لإرباك أمريكا، وفتح جبهات أخرى للقتال!

تقول هدى الحسيني عن القيادة الإيرانية: (يسعون إلى تفجير ما في منطقة الشرق الأوسط، يربكون عبره أي مخطط أميركي. ومن المؤكد أن الساحة الأخصب لأي محاولة تفجير إيرانية هي الأضعف، وهنا يبرز إما لبنان أو البحرين وما يجرّه كل منهما)([3]).

ويشاطر (رياض علم الدين) هؤلاء الرأي حيث يقول بتاريخ 30/9/ 2005م وهو يتحدث عن تقرير بهذا الصدد:

(مشروع الفدراليات جزء من إستراتيجية الملالي الجديدة لتصدير الثورة، ومن هنا لم يستبعد هذا التقرير أن يكون جنوب لبنان والبقاع، حيث الغالبية الشيعية، وتحت هيمنة حزب الله هو المرشح للتحول إلى الإقليم الشيعي الثاني المشتعل بعد جنوب العراق)([4]).

نحن أمام مشروع إيراني لضرب المنطقة وبكل من فيها وما فيها، لحساب مصلحة إيران الخاصة، ووسيلتها في ذلك هم الوكلاء الشيعة الذين يؤمنون حتى العظم بالولاء للمرجعية الإيرانية (ولي الفقيه) الذي تجب طاعته، لأنه نائب للإمام المعصوم عند الشيعة‍!

ويعلم القارئ المطلع أن (حزب الله) هو نبتة إيرانية في المنطقة العربية، غرسها الخميني بيده، وظل يتعهدها بنفسه، وتعهد أعضاء حزب الله بالولاء المطلق لولي الفقيه، وظلت إيران تدعم وتوجه وتقرر مصالحها من خلال تلك اليد الشيعية في جنوب لبنان.

يقول نائب الأمين العام لحزب الله الحالي (قاسم نعيم) مبيناً تاريخ تأسيس حزب الله ومن أسسه: (مجموعة من المؤمنين تفتحت أذهانهم على قاعدة عملية تركز على مسألة الولي الفقيه والانقياد له كقائد للأمة الإسلامية جمعاء، وذهبت هذه المجموعة المؤلفة من تسعة أشخاص إلى إيران ولقاء الإمام الخميني (قدس) وعرضت عليه وجهة نظرها في تأسيس و تكوين الحزب اللبناني، فأيد هذا الأمر وبارك هذه الخطوات)([5]).

ويقول الشيخ صبحي الطفيلي الأمين العام الأول لحزب الله، والمؤسس الأهم لهذا الحزب: (أتحدث عن بداية 1982م. كنا في زيارة إلى الجمهورية الإسلامية، التقيت ببعض المسئولين الإيرانيين حينها واتفقنا على عمل لإقامة مقاومة، وتحدثنا عن مجيء بعض الإخوة الإيرانيين من الحرس الثوري، فبدأنا في حينها الاستعدادات ثم جاء الأخوة الإيرانيون بآلاف اللي ساعدونا في التدريب، جزاهم الله خيراً، طبعاً جزاه الله خير الإمام الخميني وبدأت المراحل الأولى للتأسيس)([6]).

وجاء في البيان التأسيسي لحزب الله ما نصه: (أننا أبناء أمـّة حزب الله التي نصر الله طليعتها في إيران، وأسّـست من جديد نواة دولة الإسلام المركزيّة في العالم. نلتزم بأوامر قيادة واحدة حكيمة عادلة، تتمثّل بالولي الفقيه الجامع للشرائط، وتتجسَّـد حاضراً بالإمام المسدّد آية الله العظمى روح الله الموسوي الخميني، دام ظلّه، مفجّر ثورة المسلمين وباعث نهضتهم المجيدة)([7]).

وهذا البيان واضح ومحدد، حيث أعلن حزب الله ولاءه المطلق للولي الفقيه –إيران- والتزامه بأوامر القيادة الإيرانية، وهو إعلان واضح لا يحتاج إلى مزيد بيان!

ويكرر الأمين العام الحالي لحزب الله الشيخ (حسن نصر الله) هذا الالتزام فيقول: (إن المرجعية الدينية هناك –في إيران- تشكل الغطاء الديني والشرعي لكفاحنا ونضالنا)([8]).

ويؤكد حسن نصر الله مراراً وتكراراً -حتى لا يظن ظانٌ خلاف ذلك- التزامه بمرجعية الخميني وأنه هو الإمام المطاع، حيث يقول: (إن الإمام الخميني من وجهة نظرنا هو المرجع الديني والإمام والمرشد بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني)([9]).

ويؤكد –أيضاً- (حسين الموسوي) وهو مسئول وقيادي بارز في حزب الله، ذلك المعنى المهم، وأن مرجعية الخميني ليست دينية فقط، بل سياسية وعقائدية!

يقول: (إننا نتبع الإمام الخميني على مستوى الفكر السياسي والعقائدي والديني)([10]).

وقال الشيخ صبحي الطفيلي الأمين العام والأول لحزب الله: (حزب الله ملتزم بالسياسة الإيرانية، وقيادة حزب الله هي ولاية الفقيه أي السيد خامنئي)([11]).

وهذا هو –أيضاً- نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله، يبين من الذي يحدد قواعد اللعبة لحزب الله، ومن الذي يعدد الأعداء والأصدقاء لهم، هذا وهو يحاول عدم إظهار الحجم الحقيقي للدور الإيراني على حزب الله!

يقول: (الولي الفقيه يعطي القواعد العامة، ولا يتدخل في التفاصيل المختلفة، فهو يحدد الأعداء من الأصدقاء، ويقول مثلاً، إسرائيل محتلة، وواجبكم أن تواجهوا الاحتلال ويكتفي بهذا المقدار)([12]).

وتتحدث أهم الشخصيات الشيعية في لبنان –وهو السيد فضل الله- بكلام واضح وصريح يؤكد فيها أن مرجعية حزب الله هي إيران المتمثلة بالخامنئي، ثم يبين تعصب حزب الله ومعارضته لمرجعية فضل الله، بل عداء حزب الله لمرجعية فضل الله وتشددهم في مواجهة مرجعيته بمختلف الأساليب لصالح مرجعية إيران.

يقول السيد محمد حسين فضل الله: (حزب الله تبنّوا المرجعية الإسلامية في إيران المتمثلة بالسيد الخامنئي، ولذلك فهم يعارضون المرجعية المتمثلة بنا، وربّما يشتدون في مواجهة هذه المرجعية بمختلف الأساليب، لأنهم يرون أن المرجعية في إيران هي التي يجب أن تشمل العالم)([13]).

ولذلك فإن الوكيل الإيراني بلبنان أقصد (حزب الله) ينفذ السياسة الإيرانية المتمثلة في الولي الفقيه كعقيدة لازمة التنفيذ، لا لتحقيق مصلحة لبنان بل لتحقيق مصلحة إيران ودفع الأذى عنها وعن حلفاء إيران كسوريا، حتى لو اقتضى الأمر احتراق لبنان.

وما يحدث الآن في لبنان يبيّن بشكل واضح اليد الإيرانية –السورية التي تعبث بلبنان، ووجهت له ضربات مميتة، من قتل رفيق الحريري عدو سوريا وإيران، إلى تحطيم الدولة اللبنانية على يد إسرائيل، حتى اغتيال الوزير (بيير الجميل) أبرز مقاومي التدخل السوري في لبنان، والقائمة سوف تطول حتى يركع لبنان لسوريا وإيران، أو يتحرر لبنان من وكلاء إيران وسوريا.

وليركع لبنان لسوريا وإيران فإن إيران وحليفتها سوريا جعلوا من وكيلهم اللبناني قوة عظمى داخل لبنان، وأحسنوا تدريبه وتجهيزه بالسلاح، ولم يعد يخفى الجميع لغة التهديد التي يمارسها (حسن نصر الله) في خطاباته، والسلاح الذي يلوح به.

و(حسن نصر الله) يعترف بأن إيران هي من دربت حزب الله ودعمته، يقول: (أتت قوات إيرانية إلى سوريا ولبنان للمساعدة، وهذه القوات هي التي تولت تدريب مقاتلينا)([14]).

ولذلك فإن أي لبناني يفكر في الخروج عن الدائرة الإيرانية- السورية فمصيره القتل و الاغتيال، إنها عمليات التصفية الجسدية قبل السياسية.

ولعل ما حصل للأمين العام الأول والمؤسس لحزب الله الشيخ (صبحي الطفيلي) الذي كان وما يزال أداة مطواعة لإيران في لبنان أيام إمامه (الخميني) خير مثال، فحينما حاول التحرك قليلاً خارج الدائرة الإيرانية في عهد (خامنئي) كان عقابه وخيماً، حيث تم تدبير حادثة لقتله واغتياله، فنجا منها، ثم طرد بعد ذلك من أمانة حزب الله، وهو اليوم يختبئ خائفاً طريداً شريداً في بلده لبنان، لأنه خالف القيادة الإيرانية!!

فإيران لم ترض عن وكيلها السابق الشيخ صبحي الطفيلي -الأمين العام الأول لحزب الله، والمؤسس لحزب الله- لأنه لم يقدم والولاء الكامل، كغيره!

يقول صبحي الطفيلي: (خلال ولايتي كان للقيادة المركزية في إيران موقعها في القرار. لكن حينها كان هناك انسجام في المواقف والقرارات. ولم نكن نعتبر أن القرارات تملى علينا، بل هي قناعاتنا. وحين يأتي أمر من الإمام الخميني أو غيره ممن يعينهم يقول لنا قاتلوا إسرائيل، فنحن لا نعتبره أمراً بل هو من قناعاتنا)([15]).

لكن مع هذا لم يرض عنه الإيرانيون لأنهم يريدون طاعة عمياء، يريدون أميناً عاماً –كحسن نصر الله- يعتبر طاعتهم ديناً وعقيدة!

يقول صبحي الطفيلي مبيناً النهج الإيراني داخل لبنان بل داخل حزب الله لكل من يعترض على تنفيذ مخططات إيران ألاستخباراتي: (بذل الإيرانيون جهداً كي يفصلوا بيني وبين الشباب. سنوات طويلة مارسوا خلالها كل أنواع الأعمال السيئة لتحقيق هذا الفصل الذي اعتبروه إنجازاً، ولهذا لا اعتقد أنهم سيتراجعون عن هذا الانجاز بسهولة)([16]).

ويقول: (قلت مراراً للإيرانيين انه عندما تصطدم مصلحتهم مع قناعتي سأغلب الأخيرة، ولن أكون أبداً عميلاً لإيران ولسياستها، أنا أخوكم وشريككم لا أكثر ولا أقل)([17]).

ثم يقول معرضاً بزميله حسن نصر الله ولماذا اختارته إيران لزعامة حزب الله: (لكن في كل العالم، الأقوياء لا يرغبون بالشركاء، بل يفضلون الضعفاء الذين يدينون لهم بالولاء الأعمى)([18]).

ويتحدث صبحي الطفيلي بكل صراحة معترفاً، فيقول: (من يقول في لبنان أن إيران لا تتدخل كاذب. القرار ليس في بيروت وإنما في طهران)([19]).

بل لا يخجل حزب الله من إعلان عمالته لإيران، فهذا (إبراهيم الأمين) أحد مسئولي حزب الله يرد على اتهامهم بأنهم جزء من إيران، بقوله: (نحن لا نقول إننا جزء من إيران، نحن إيران في لبنان، ولبنان في إيران)([20]).

إن إيران تدرك جلياً أن لبنان شكل ويشكل خير بوابة لها على العالم العربي، كما يشكل خير منطلق لإدارة الصراع مع العالم العربي ومع أمريكا حين تتعارض مصلحة إيران مع مصلحة أمريكا. وشكل لبنان منذ زمن الساحة المناسبة لإدارة (الأزمات السياسية) وهو (المطبخ السياسي) لشؤون الشرق الأوسط.

يقول المفكر الغربي (أ.ر. نورثون): (لبنان هو ضحية اللعبة السياسية القذرة للمعسكرين الشرقي والغربي. كل المنظمات الفاعلة على الساحة اللبنانية ارتبطت بإحدى الدول العربية، أو بإحدى القوى الخارجية، وكل هذه المجموعات والمنظمات تورطت بشكل عميق وكثيف في لبنان، وكافة التطورات التي جرت فيه)([21]).

وهذه حقيقة يعرفها الغرب، كما يعرف الشرق، ويدرك أهل الخبرة أن لبنان ساحة مناسبة لبث الأفكار، واستقطاب الأنصار، وعينة مصغرة أو حلبة مفضلة للمصارعين الكبار، ومن هؤلاء إيران التي دخلت بقوة كلاعب أساسي في لبنان، واستغلت الوجود الشيعي، واستثمرته لمصالحها الخاصة، ونقلت إلى لبنان أزماتها الخاصة!

يقول الكاتب (وضاح شرارة) : (كان لبنان ساحة مهمة لعمل الحركة الخمينية، وكان على لبنان أن يصطلي بنار أرادت الحركة أن تستمر إلى أن تحقق أهدافها)([22]).

وهذه الحقيقة يعترف بها ساسة إيران عرضاً أو مباشرة، فهذا حجة الإسلام فخر روحاني -سفير إيران في لبنان- في مقابلة أجريت معه، يقول روحاني عن لبنان:

(لبنان يشبه الآن إيران عام 1977، ولو نراقب ونعمل بدقة وصبر، فإنه إن شاء الله سيجيء إلى أحضاننا، وبسبب موقع لبنان وهو قلب المنطقة، وأحد أهم المراكز العالمية، فإنه عندما يأتي لبنان إلى أحضان الجمهورية الإسلامية، فسوف يتبعه الباقون)([23]).

وقال السفير روحاني نفسه - أيضاً-: (لبنان يشكل خير أمل لتصدير الثورة الإسلامية)([24]).

وفي إحدى الاحتفالات التأبينية التي تقام في لبنان قال إمام جمعة مسجد الإمام المهدي، الشيخ المفتي الشيعي آية الله (حسن طراد) أحد الشخصيات الشيعية الهامة في لبنان، والمقرب من حزب الله، ينقل عن أحد الشخصيات الإيرانية الكبيرة قوله: (إننا سندعم لبنان كما ندعم مقاطعاتنا الإيرانية سياسياً وعسكرياً)([25]).

ولهذا نفذ وكلاء إيران (حزب الله) هذه السياسة، وحرصوا على إبقاء لبنان بؤرة للصراع، ورحى الحرب تطحن أهل لبنان، وتقتلهم وتشردهم، لكن المستفيد هو (ولي الفقيه) التي أوامره نافذة، وتعليماته لازمت التطبيق.

ويقول (إبراهيم السيد) الناطق باسم حزب الله: (إن الأجهزة الإيرانية كافة، من حوزات قم إلى حرس الثورة، ومن الدعاة، إلى وزارة الداخلية، سهرت على الشأن اللبناني، وأعملت فيها رأيها وآلاتها)([26]).

ولأن مصلحة إيران هي الأهم، ومصلحتها هي في بقاء الصراع في لبنان، لهذا يقوم وكلاء إيران بكل وسائلهم لإدامة حالة الصراع، ولا يهم إن أصاب أهل لبنان الجوع والفقر والقتل، فالمصلحة العليا لإيران في لبنان هي مواجهة القيادات السياسية العربية!

يقول حسن نصر الله: (يجب أن نعمل على إنضاج الممارسة الجهادية، فعندما يكون في لبنان مليون جائع، فإن مهمتنا لا تكون في تأمين الخبز، بل بتوفير الحالة الجهادية حتى تحمل الأمة السيف في وجه كل القيادات السياسية)([27]).

وإيران تفهم جيداً ما يشكله لبنان لها، فهو ورقة ضغط كبيرة، ومصلحة إيران تستلزم السيطرة والهيمنة والتحكم بلبنان وأيضاً سوريا، فـهـذا وزير الخارجية الإيراني (كمال خرازي) في محادثات مع نظيره السوري (فاروق الشرع) يقــــــول: (إن مصير إيران وسوريا ولبنان في مجال السياسات التي يتخذها البلدان الثلاثة مترابط بعضهم مع بعض)([28]).

هذه الحقائق.. جعلت لبناناً مسرحاً للعبث الإيراني والسوري، وجعلت حزب الله حارساً لهذا العبث، فمصلحة لبنان تهدر وتدمر من قبل إيران وسوريا، بل لبنان محتل من سوريا، والحاكم الحقيقي في كثير من إدارات لبنان هي سوريا، ومع ذلك (حزب الله) هو أول داعم لهذا الاحتلال ولهذا الاغتصاب السوري للبنان، وهو الذي يضفي عليه الشرعية، ويدافع عن الوجود السوري بكافة الوسائل، مع كونه استنزف لبنان ودمرها.

يقول صبحي الطفيلي -الأمين العام السابق لحزب الله والمطرود منه- معبراً عن هذه الحقائق: (فوجئت بورثة الخميني "حزب الله" يقفون إلى جانب سارقي المال العام وناهبي ثروات الدولة والمعتدين على الشعب)([29]).

ويقول الأمين العام لـ "جمعية بني هاشم العالمية" السيد محمد علي الحسيني وهو من القيادات الشيعية اللبنانية: (أنني أعتبر أن سورية سرطان خبيث داخل الوطن اللبناني, ولبنان إذا أراد أن يُعافى من كل الأمراض والجراثيم لا بد من إزالة رأس الجرثومة ألا وهو سورية)([30]).

ويقول: (إن الإسرائيلي وحد اللبنانيين، والسوري فرق اللبنانيين، فالإسرائيلي عندما دخل اجتمع اللبنانيون على مقاومته، لكن السوري دخل بشكل سرطاني خبيث وبدا بتفريق الناس)([31]).

وحين سُئل الأمين العام لـ "جمعية بني هاشم العالمية" السيد محمد علي الحسيني: هل هذا يعني بأن (حزب الله).ينفذ مخططات ومشاريع غير لبنانية كسورية أو إيرانية؟

قال بالحرف الواحد: (يُقال: بأن الحقيقة واضحة، والشمس طالعة، وهي كالنار على المنار, لا داعي لأبين المبين، وأوضح الموضح)([32]).

ولذلك يجب أن يتنبه العقلاء إلى أن ما يقوم به حزب الله من مناورات على الحدود الإسرائيلية إنما هو لحفظ الأمن القومي لإيران وسوريا، وليس أمن لبنان، فلبنان كما يرى ويشاهد الجميع دُمر بالكلية بسبب عملية قام بها حزب الله أراد منها تدمير الدولة اللبنانية التي تعادي سوريا وإيران!

يقول (رياض علم الدين): (إن الخطة التي قدمها حزب الله كإستراتيجية دفاعية لحماية لبنان هي في الواقع جزء من إستراتيجية الدفاع عن إيران. وهي إستراتيجية أعدت في بعض أجزائها بالتعاون مع سورية، وبمشاركة الأمين العام لحزب الله أثناء لقائه مع الرئيس الإيراني أحمدي نجاد في دمشق قبل أشهر)([33]).
إن لبنان وعلى يد وكلاء إيران وسوريا يتجه نحو حرب أهلية محتملة، والحلف (الإيراسوري) يدفع بعود ثقافبه (حزب الله) لإشعال حرب داخلية يدفع بها المخاطر عن سوريا وإيران، فهل يتنبه اللبنانيون الوطنيون لهذا الخطر؟


--------------------------------------------------------------------------------

([1]) محمود صادق - الوطن العربي 5/5/2006 م.

([2]) جريدة القبس 2/5/2006 م.

([3]) صحيفة الشرق الأوسط 12/2/2006م.

([4]) الوطن العربي 30/9/2005م.

([5]) كتاب المقاومة في لبنان - أمين مصطفي ، دار الهادي ص 425.

([6]) لقاء موثق مع صبحي الطفيلي بقناة الجزيرة23 / 7/2004 برنامج (زيارة خاصة- الجزء الأول).

([7]) بيان صادر عن الحزب في 16 فبراير 1985، عند تأسيس الجانب السياسي للحزب تحت عنوان: (من نحن وما هي هويتنا).

([8]) مجلة المقاومة، العدد: 27، ص 15 ـ 16.

([9]) مجلة مختارات إيرانية السنة السادسة العدد 69ـ أبريل 2006م.

([10]) مجلة مختارات إيرانية السنة السادسة العدد 69ـ أبريل 2006م.

([11]) مقابلة مع قناة العربية بتاريخ 4 مايو 2006م.

([12]) مجلة المجلة 29 /4/2006م.

([13]) حوار مع قناة (أم بي سي) الفضائية - 21 شوال 1423هـ الموافق 24-1-2003م.

([14]) مجلة المقاومة، العدد: 31، ص 6.

([15]) مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط: 25-9-2003- العدد 9067، وأعادت نشرها الوكالة الشيعية للأنباء تاريخ 25/9/2006م.

([16]) مقابلة مع صحيفة صدى البلد - 18 أبريل 2006م

([17]) مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط 25-9-2003- العدد 9067، وأعادت نشرها الوكالة الشيعية للانباء تاريخ 25/9/2006م.

([18]) مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط 25-9-2003- العدد 9067، وأعادت نشرها الوكالة الشيعية للانباء تاريخ 25/9/2006م.

([19]) مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط: 25-9-2003- العدد 9067، وأعادت نشرها الوكالة الشيعية للأنباء تاريخ 25/9/2006م.

([20]) جريدة النهار 5/3/1987م.

([21]) أمل والشيعة، نضال من أجل كيان لبنان، أ.ر. نورثون، ترجمة: غسان الحاج عبد الله، (ص 139) دار بلال، الطبعة الأولى، 1408هـ ـ 1988م.

([22]) دولة حزب الله، ص 336.

([23]) صحيفة إطلاعات الإيرانية في نـهاية الشهر الأول من عام 1984م.

([24]) صحيفة النهار اللبنانية 11/1/1984م.

([25]) صحيفة النهار اللبنانية/11/12/1986م..

([26]) الحرس الثوري الإيراني نشأته وتكوينه ودوره، كينيث كاتزمان، ترجمة: مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، (ص 104) الطبعة الأولى، 1996م.

([27]) جريدة النهار، 27/1/1986م.

([28]) جريدة الأنباء- العدد: (8302)14/2/1420هـ .

([29]) مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط: 25-9-2003- العدد 9067، وأعادت نشرها الوكالة الشيعية للأنباء تاريخ 25/9/2006م.

([30]) جريدة السياسة – 15/7/2006م.

([31]) جريدة السياسة – 15/7/2006م.

([32]) جريدة السياسة – 15/7/2006م.

([33]) الوطن العربي 2/6/2006م.






التوقيع :
يقول الصفوي التكفيري الإرهابي الخوميني في كتاب المكاسب المحرمة 1 / 251

"غيرنا ليسوا بإخواننا وإن كانوا مسلمين ... فلا شبهة في عدم احترامهم بل هو من ضروري المذهب كما قال المحققون ، بل الناظر في الأخبار الكثيرة في الأبواب المتفرقة لا يرتاب في جواز هتكهم والوقيعة فيهم ، بل الأئمة المعصومون ، أكثروا في الطعن واللعن عليهم وذكر مساوئهم "


عقد المتعة (زواج الصفويين) : عقد الزواج الوحيد في العالم كله الذي يحتفى فيه بالطلاق حين كتابة عقد الزواج !!
من مواضيعي في المنتدى
»» الصفوي بلوزداد ( أم كامل ) عارياً . ومن يكتب بالمعرف أكثر من واحد
»» بــشرى من العيار الثقيل أزفها لكم . فضلاً سـجل شـكرك ، وتأيـيدك ، ورأيـك .
»» تماشياً مع تعاليم دينهم : الصفويون يغدرون كعادتهم ، ويهينون الحكومة القطرية
»» عـلـمـوا أولادكــم وفـتـيـانـكم جـرائـم الـصفوييـن
»» مـــديـــنـــة الــــصــــــدر
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:40 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "