الحلقة الثانية من تزوير يوسف خطار
يذكر مزور الصوفية "يوسف خطار" في كتابه "الموسوعة اليوسفية في أدلة الصوفية" في معرض دفاعه عن ابن عربي العلماء الذين دافعوا عن ابن عربي فيقول: ((وكان سراج الدين المخزومي شيخ الإسلام بالشام يقول: إياكم والإنكار على شيء من كلام الشيخ محي الدين، فإن لحوم الأولياء مسمومة، وقد أثنى عليه العلماء أمثال الشيخ قطب الدين الحموي وممن أثنى عليه الحافظ أبو عبد الله الذهبي والشيخ قطب الدين الشيرازي وكان مؤيد الدين الخجنيدي يقول: ما سمعنا بأحد من أهل الطرق اطلع على ما اطلع عليه الشيخ محي الدين ، وكذلك كان يقول الشيخ شهاب الدين السهروري ، والشيخ كمال الدين الكاشي ، مع أن هؤلاء الأشياخ كانوا من أشد الناس إنكاراً على من يخالف ظاهر الشريعة ، وممن أثنى عليه أيضا الشيخ فخر الدين الرازي وقال: كان الشيخ محي الدين ولياً عظيماً ، وسئل الإمام محي الدين النووي عن الشيخ محي الدين بن عربي فقال: تلك أمة قد خلت ، ولكن الذي عندنا أنه يحرم على كل عاقل أن يسيء الظن بأحد من أولياء الله عز وجل ويجب عليه أن يؤول أقوالهم وأفعالهم ما دام لم يلحق بدرجتهم ولا يعجز([1]) عن ذلك إلا قليل التوفيق ، قال في شرح المهذب : (ثم إذا أوَّل فليؤول كلامهم إلى سبعين وجها ولا نقبل تأويلا واحدا).
وممن أثنى عليه الشيخ محمد المغربي الشاذلي شيخ الجلال السيوطي وقد صنف الشيخ سراج الدين المخزومي كتابا في الرد عن الشيخ محي الدين وأما قاضي القضاة المالكي فقد ترك القضاء وتبع طريقة الشيخ وانقطع لخدمته وبالجملة فما أنكر على الشيخ إلا الفقهاء الذين لا حظ لهم في شرب المحققين ([2]) ... )). انتهى بحرفه من الموسوعة اليوسفية.
ــــــــ
([1]) العجز: العف وهو من باب ضرب وسمع.
([2]) اليواقيت والجواهر للإمام الشعراني ط (البابي الحلبي 1959) ص (7) وما بعدها.
لتوثيق هذه النقول: تفضل بالضغط على الوثائق:
ولبيان التزوير والدجل إليكم
ترجمة ابن عربي من خط الإمام الذهبي
قال الإمام الذهبي "رحمه الله" في كتابه "سير أعلام النبلاء":
العلامة صاحب التواليف الكثيرة محيي الدين أبو بكر محمد بن علي بن محمد بن أحمد الطائي الحاتمي المرسي ابن عربي، نزيل دمشق.
ذُكر أنه سمع من ابن بشكوال وابن صاف، وسمع بمكة من زاهر ابن رستم، وبدمشق من ابن الحرستاني، وببغداد.
وسكن الروم مدة، وكان ذكياً كثير العلم ، كتب الإنشاء لبعض الأمراء بالمغرب، ثم تزهد وتفرد، وتعبد وتوحد، وسافر وتجرد، وأتهم وأنجد، وعمل الخلوات وعلق شيئاً كثيراً في تصوف أهل الوحدة.
ومن أردإ تواليفه كتاب "الفصوص" فإن كان لا كفر فيه فما في الدنيا كفر، نسأل الله العفو والنجاة فواغوثاه بالله !
وقد عظمه جماعة وتكلفوا لما صدر منه ببعيد الاحتمالات.
وقد حكى العلامة ابن دقيق العيد شيخنا أنه سمع الشيخ عز الدين ابن عبد السلام يقول عن ابن عربي: شيخ سوء كذاب ، يقول بقدم العالم ولا يحرم فرجاً.
قلت: إن كان محيي الدين رجع عن مقالاته تلك قبل الموت، فقد فاز، وما ذلك على الله بعزيز. توفي في ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين وست مئة.
وقد أوردت عنه في "التاريخ الكبير" .
وله شعر رائق، وعلم واسع، وذهن وقاد، ولا ريب أن كثيرا من عباراته لها تأويل إلا كتاب " الفصوص" اهـ سير أعلام النبلاء (23ـ49)
وبعد أن بينت التزوير في قول الصوفي "يوسف خطار" الظالم لنفسه ، أقول: وقد ألف العلامة برهان الدين البقاعي تلميذ الحافظ ابن حجر العسقلاني ، والمتوفى سنة (885 هـ) كتاباً سمّاه: "تنبيه الغبي على تكفير ابن عربي" ذكر فيه أسماء جماعة من أكابر العلماء الذين صرحوا بكفر ابن عربي ، أو ذمه ذماً شنيعاً ، منهم:
العلامة بدر الدين بن جماعة.
والعلامة شمس الدين محمد بن يوسف الجزري.
وحفيده إمام القرّاء محمد بن محمد الجزري صاحب الجزرية.
وعلي بن يعقوب البكري.
ومحمد بن عقيل البالسي.
وابن هشام , صاحب مغني اللبيب.
وشمس الدين محمد العيزري.
وعلاء الدين البخاري الحنفي.
وعلي بن أيوب.
والعز بن عبد السلام.
وشرف الدين عيسى بن مسعود الزواوي المالكي.
وشمس الدين الموصلي.
وزين الدين عمر الكتاني.
وبرهان الدين السفاقيني.
وسعد الدين الحارثي الحنبلي.
ورضي الدين بن الخياط.
وشهاب الدين أحمد ابن علي الناشري.
وتقي الدين السبكي فقد قال: ((ومن كان من هؤلاء الصوفية المتأخرين كابن عربي وغيره, فهم ضلال جهالٌ , خارجون عن طريقة الإسلام , فضلاً عن العلماء)).
ومحمد بن علي النقاش, فقد قال: ((وهو مذهب الملحدين كابن عربي وابن سبعين وابن الفارض)).
قلت: وكذلك منهم علاء الدولة أحمد بن محمد السمناني المفسر الصوفي. كما في (الدرر الكامنة: 1ـ250)
ومنهم: أبو حيان الأندلسي صاحب التفسير, فقد قال في تفسير سورة المائدة عند قوله تعالى: ﴿لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم﴾ (صفحة: 142-143): ((ومن بعض اعتقاد النصارى استنبط من أقر بالإسلام ظاهراً , وانتمى إلى الصوفية حلولَ الله في الصور الجميلة , وذهب من ذهب من ملاحدتهم إلى القول بالاتحاد والوحدة كالحلاج , والشعوذي , وابن أحلى , وابن عربي المقيم بدمشق , وابن الفارض , وأتباع هؤلاء كابن سبعين)). وعد جماعة ثم قال: ((وإنما سردت هؤلاء نصحاً لدين الله وشفقة على ضعفاء المسلمين .وليحذروا , فإنهم شر من الفلاسفة الذي يكذبون الله ورسله, ويقولون بقدم العالم, وينكرون البعث , وقد أولع جهلة ممن ينتمي إلى التصوف بتعظيم هؤلاء, وادعائهم أنهم صفوة الله!!)).
ومنهم العلامة ابن المقرئ اليمني الشافعي "رحمه الله" حيث أفتى بأن من اطلع على حال ابن عربي ولم يكفره فقد كفر.
قلت: كذلك النقل عن الإمام النووي "رحمه الله" الذي أورده هذا المزور "يوسف خطار" فأنا أتحداه ومن وراءه أن يثبتوا هذا الكلام عن الإمام النووي من كتبه كلها فضلاً أن يخرجوه من كتاب المجموع شرح المهذب ، وقد قيل : إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت. والله المستعان
---------------------------------
منقول
اضغط هنا
---------------------------------
===================
أبو عثمان