هل يظن أحداً أن هذا سؤال طريف وغريب !!
لقد وجدت تشابهاً غريباً بين الإثنين بعدما اطلعت على صور الهالك الشيرازي عدو أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها..
والملاحظ للصور يرى أن القوم على وشك البكاء والعويل مثل النساء وهم يحملون جنازته الصورية ، ومنهم من يخفي وجهه عن الكاميرا لكي لا يظهر إنفعاله ..
وتلاحظ أعدادهم الغفيرة التي خرجت تتبع الجنازة الصورية ، وهذا يدل على حبهم للحزن والنواح ، وأظنهم يتمنون أن كل عاشر شهر عاشوراء ليس حباً في الحسين رضي الله عنهم الذي لا يدري عنهم شيء في مقعد صدق عند مليك مقتدر ، بل لكي يشبعوا غريزتهم النفسية بالبكاء والحزن ..
تماما مثلما يتأمل المرء برواياتهم عن علي رضي الله عنه ، يجد أنهم بالرغم من الهالة الأسطورية التي أسبغوها عليه ، وإلى الحد الذي يؤمن فيه كل واحد منهم بأنه رضي الله عنه هو الذي خلق السماوات والأرض ، وهو قسيم الجنة والنار ويعلم الغيب إلى آخر الصفات الربوبية ..
وأيضاً لو تأملنا قصة سيفه الذي تسمى به بعضهم ليجاهد في المنتديات حيث أنه هذا الجهاد الإمامي على مدى التاريخ وهو الشتم والتنقص من أزواج وصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ذلك السيف الذي شق طبقات الأرض إلى الأرض السابعة وكاد أن يشق رأس الثور الذي يحمل الأرض على قرنية ..
ولكن لطف الله كان قريب من أهل الأرض ، حيث أرسل جبريل ليرد ذوالفقار عن رأس الثور ( الغلبان ) والذي ليس له في نفسه ( الثور ) ولا الطحين ، إذ كاد رأسه أن يُشق نصفين بدون جريرة ..
أقول بالرغم من ذلك تجد أنهم صوروه بصورة كاريكاتيرية محزنة وهزيلة ومضحكة لمن يتأمل ، ليستدروا به دموع الشيعة ، وليزيدوا حقدهم على أهل السنة ...
فمرة يُجر بحبل من رقبته كالعبيد ، وأخرى يُهجم عليه في قعر داره ويكسر باب بيته ، وتضرب امرأته ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يسقط جنينها ( كذباً ) ، وهو لا يستطيع دفع الضر والأذى عن بيته وزوجه ، ناهيك عن نفسه !!
والأطرف من ذلك كله أن الذي قام بإثم ذلك عندهم هو من تزوج أم كلثوم ابنة علي وفاطمة رضوان الله عليهم أجمعين ..
وفي نفس الوقت نجد لهذا البطل الأسطوري ، خالق السماوات والأرض صورة حزينة ومؤثرة وهو يسحب خلفه ابنة رسول الله وابنيه الحسن والحسين على ظهر حمار في بهيم الليل يطوف شوارع المدينة ، ومن باب إلى باب يستجدي نصرة المسلمين للخلافة التي اُغتصبت منه !!
وصورة أخرى حيث نجد فاطمة رضي الله عنها وهي توبخ علياً رضي الله عنه ، وقالوا على لسانها قولاً لا تقوله الساقطات لأزواجهن ، ولكن الإمامية لا يرون حرجاً في نسبة فحش القول لبنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولمن ؟ لزوجها خالق السماوات والأرض وقسيم الجنة والنار !!
ولاغرابة في ذلك فهذا أدب النبوة عند الرافضة الإمامية ...
ونأتي لمقتلة واستشهاد الحسين رضي الله عنه ، فتجد الدراما الإمامية تبلغ أوجها وهم يصورون ما مر به رضي الله عنه ، وما فعله أعداء الله به وفي أهل بيته ..
نعم أن قصة استشهاد الحسين لتدمي قلب كل مسلم ونحن نلعن من قتله قبل الإمامية ، ولكن أن يشمل هذا اللعن كل أهل الإسلام فهذا لا يمكن أن يقوله مؤمن ..
أنا لا أتكلم عن هذه الموقعة والحادثة ، ولكن أتكلم عن استغلال ملالي السُحت لها لكي يثيروا كوامن الحزن المترسب في قلوب أتباعهم ، والذي كلما خبا زادوه اشتعالا !
وهل يجدوا أفضل من ذكرى يوم عاشوراء لكي يبلغوا هدفهم ؟؟
تجدهم يمثلون مسرحيات يشاهدها الجميع ، والصور في الشبكة أبلغ دليل ، حيث تجدهم يلبسون لباس الأعراب لكي يجددوا الحقد الفارسي في قلوب مقلديهم كلما خبا وخفت ضد العرب ..
ومع أن مذهبهم لا يجيز النواح والجزع عند المصيبة فهم ضربوا الحائط بأقوال أئمتهم التي تنهى عن ذلك ، ولا أقول القرآن الكريم فهو محرف في عرف القوم ..
وأفضل طريقة لكي يسوق الملالي القطيع هي الحزن الدائم والمستمر ، ومن ذلك نواحهم في حسينياتهم ، عند ذكر تاريخ أئمتهم ، وما من واحد منهم إلا وله عند الإمامية مصيبة تدمي وتفطر القلب و تبكي العين ..
حتى فاطمة رضي الله عنها جعلوا لجنازتها عيداً يحتفلون به مع تابوت رمزي ( وليس نعشاً ) ، وكلنا نذكر الإحتفال الجنائزي بتابوت فاطمة الوهمي الذي نشره الأخوة قبل شهور قليلة ، ورأينا كبيرهم الذي علمهم السحر يبكي ولم يخجل من بياض رأسه ولحيته من أن يشارك في المسرحية الهزلية ..
وعيناه بارزتان ومحمرتان من البكاء أو من الأمونيا لتسريع نزول الدمع وتهييج العينين ..
ومن يدري ربما هو مخدوع أيضاً كما هو نفسه يخدع غيره ..
تماماً مثل الأفلام الهندية ، كلما زادت حجم المأساة وكمية الدموع كلما نجح الفيلم جماهيرياً ..
وهذا واقع مشاهد ويتوج في يوم عاشوراء ، واسألوا أهل البصرة من كان المتعهد أيام زمان الذي يستورد لهم سلاسل وخناجر التطبير ...
لقد حاولت في صغري أن أستمتع بأفلام الهنود ، ولكنني لم استمر لما في ذلك من اكتئاب نفسي لمدة ساعتين أو ثلاث ، ويستمر لعدة ساعات ، ومن شاهد أفلام الهنود يعرف قصدي ..
الفرق الوحيد للأسف هو لصالح الأفلام الهندية ، فآخرها وبعد انتصار البطل يرقص الجميع ، ومعهم المخرج والمنتج وحتى الفراشين والسوقة ..
بينما في أفلام ومسرحيات الإمامية استبدلوا الرقص بالتطبير ..
ولكن ملاليهم أي من يخرج وينتج المسرحية أذكى من أن يشاركوا الممثلين المسرحية الهزلية ... وهم يعرفون سخفها ، وسخف من يمثلها منهم ..
فيا صاحب الدليل وحيث ما مال يميل .. هل شاهد أحدكم ملا من ملاليكم يطبر !!!!