-بِسْمِ الْلَّهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيْمِ
الْلَّهُمَّ صَلِّ عَلَىَ مُحَمَّدٍ وَآَلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَىَ ابْرَاهِيْمَ وَعَلَىَ آَلِ ابْرَاهِيْمَ انَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ-
قال تعالى :-
(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُّبِينًا )(36) سورة الأحزاب
ما يصح و لا يحق لأحد من المؤمنين و المؤمنات أن يثبت لهم الاختيار من أمرهم بحيث يختارون ما شاءوا وليس لأحد من المؤمنين و المؤمنات إذا قضى الله و رسوله بالتصرف في أمر من أمورهم أن يثبت لهم الاختيار من جهته لانتسابه إليهم و كونه أمرا من أمورهم فيختاروا منه غير ما قضى الله و رسوله بل عليهم أن يتبعوا إرادة الله و رسوله.
ما روي عن زيد بن أرقم قال "قام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يومًا فينا خطيبًا بماء يدعى خُمًّا بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال: أما بعد: ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال، وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي،"( 1)، وفي رواية "لما رجع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقمن فقال: كأني قد دعيت فأجبت إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله تعالى وعترتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض ثم قال: إن الله عَزَّ وَجَلَّ مولاي وأنا مولى كل مؤمن. ثم أخذ بيد علي رَضِيَ اَللهُ عَنْهُ فقال: من كنت مولاه فهذا وليه اللَّهُمَّ وال من والاه وعاد من عاداه"(2 )، وما روي عن بريدة الأسلمي قال "غزوت مع علي إلى اليمن فرأيت منه جفوة فقدمت على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فذكرت عليًّا فتنقصته فرأيت وجه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فيتغير فقال: يا بريدة ألست بأولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت: بلى يارسول الله. فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه"( 3).
رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فعلي (عليه السلام) أولى بالمؤمنين من أنفسهم كرسول اللّه قطعاً.والمراد بالمولى الذي يجب على المؤمن توليه، ويلعن الله من تولى غيره وعاداه,
فعلي (عليه السلام) الذي هو أولى بالمؤمنين من أنفسهم. وهو ـ كرسول الله (صلى الله عليه وآله) ـ مولى كل مؤمن ومؤمنة
وهو الامام وأمير المؤمنين ..
----------------------
(1 ) رواه مسلم(شرح النووي) ج15 ص179-181.
( 2) رواه الحاكم ج3ص109 وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بطوله.
( 3) رواه الحاكم ج3ص110 وقال: وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.
وصل اللهم على محمد وآل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد