العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-09-06, 02:12 PM   رقم المشاركة : 1
ابن الخطاب
عضو ماسي







ابن الخطاب غير متصل

ابن الخطاب is on a distinguished road


245 كتابا حول الامام المهدي، هل نجحت في إثبات وجوده وولادته؟ بقلم أحمد الكاتب

أصدر مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي، التابع لمكتب المرجع السيد علي السيستاني، 245 كتابا حول الامام المهدي، كما في هذا الجدول
http://www.m-mahdi.com/list/index1-1.htm
وذلك في محاولة لأثبات وجوده وهويته، ردا على من يشكك بولادته في منتصف القرن الثالث الهجري
ولكن واحدا من تلك الكتب ، أو أحدا من المؤلفين لم يستطع الرد على كتاب (تطور الفكر السياسي الشيعي من الشورى الى ولاية الفقيه) ولم يستطع تقديم دليل علمي تاريخي على ولادته.
يرجى الاطلاع على تلك الكتب، وردود أحمد الكاتب عليها، ثم الحكم على أحد الطرفين
هنا كتاب تطور الفكر السياسي الشيعي
http://alkatib.co.uk/0102.html

حـــــــــــوارات

أحمـــــــــــــد

الكــــــــــــاتب

مع المراجع والعلـماء والمفـكرين

حول كتاب: تطور الفكر السياسي الشيعي

السيد سامي البدري . السيد محمد الحسيني الشيرازي. السيد محمد تقي المدرسي. السيد مرتضى العسكري. السيد مرتضى القزويني. التيجاني السماوي. الدكتور محمد حسين الصغير. الكاتب السيستاني. الشيخ محمد باقر الأيرواني. الشيخ فاضل المالكي. السيد علي الحسيني الميلاني. الشيخ علي الكوراني العاملي. الشيخ جعفر كاظم المصباح. السيد كمال الحيدري. السيد نذير الحسني. الشيخ محمد حسين الوحيد الخراساني. الاستاذ المغربي إدريس الحسيني. محمد رضا الجعفري. السيد محمد محمد الصدر. الشيخ ناصر مكارم الشيرازي. الشيخ لطف الله الصافي. السيد محمد رضا الكلبايكاني. الشيخ حسن الصفار. الشيخ محمد مهدي الآصفي. السيد أمير محمد الكاظمي القزويني . الشيخ علي آل محسن. المهندس عالم سبيط النيلي . السيد سامي البدري . الأخت نرجس طريف.السيد محمد الحسيني الشيرازي. السيد محمد تقي المدرسي. السيد مرتضى العسكري. السيد مرتضى القزويني. التيجاني السماوي. الدكتور محمد ح



فهرس حوارات أحمد الكاتب

المقدمة

1- مع السيد سامي البدري

2- مع السيد محمد الحسيني الشيرازي

3- مع السيد محمد تقي المدرسي

4- مع السيد مرتضى العسكري

5- مع السيد مرتضى القزويني

6- مع التيجاني السماوي

7- مع الدكتور محمد حسين الصغير

8- مع الكاتب السيستاني

9- مع الشيخ محمد باقر الأيرواني

10- مع الشيخ فاضل المالكي

11- مع السيد علي الحسيني الميلاني

12- مع الشيخ علي الكوراني العاملي

13- مع الشيخ جعفر كاظم المصباح

14- مع السيد كمال الحيدري

15- مع السيد نذير الحسني

16- مع الشيخ محمد حسين الوحيد الخراساني

17- مع الاستاذ المغربي إدريس الحسيني

18- مع الشيح محمد رضا الجعفري

19- مع السيد محمد محمد الصدر

20- مع الشيخ ناصر مكارم الشيرازي

21- مع الشيخ لطف الله الصافي

22- مع السيد محمد رضا الكلبايكاني

23- مع الشيخ حسن الصفار

24- مع السيد أمير محمد الكاظمي القزويني

25- مع الشيخ علي آل محسن

26- مع المهندس عالم سبيط النيلي

27- مع الشيخ محمد مهدي الآصفي

28- مع الأخت نرجس طريف

29 - مع الشيخ نعمة هادي الساعدي

30 - مع الشيخ جواد التبريزي

31- مع السيد صادق الحسيني الشيرازي

32- مع الشيخ حسين علي المنتظري

مع "الكاتب السيستاني" في كتابه: (المهدي المنتظر في الفكر الاسلامي):



منهج القياس والتأويل والاستدلال الافتراضي



كنت قد وجهت إحدى الرسائل ، من بين الرسائل الكثيرة التي أرسلتها الى العلماء والمراجع والمفكرين الشيعة، الى المرجع الديني الكبير السيد علي السيستاني، لمناقشة كتابي (تطور الفكر السياسي الشيعي من الشورى الى ولاية الفقيه) وإعادة النظر في موضوع "وجود" الامام الثاني عشر (محمد بن الحسن العسكري) ولم أستلم منه ردا مباشرا، ولكن مؤسساته العلمية نشرت عددا من الكتب حول الموضوع، ومن بينها كتاب بقلم مجهول، وهذا ما يقلل من قيمة الكتاب العلمية، ولكنه يحمل توقيع (مؤسسة الرسالة) التابعة لمرجعية السيستاني، ولست أدري فيما اذا كان الكتاب بقلم السيستاني، أو أن السيستاني نفسه قد اطلع عليه أو وافق على نشره. ولكني سأصطلح على مؤلفه بـ: "الكاتب السيستاني" نسبة الى المرجع السيستاني.

وعنوان الكتاب هو: (المهدي المنتظر في الفكر الاسلامي). صدر في محرم الحرام 1417 هـ [1]

ومع ان الكتاب صدر عن مؤسسة علمية تعنى بشؤون الفكر والتراث والعقائد الدينية الاسلامية، وتهتم بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام، وتتبع إحدى أكبر المرجعيات الشيعية، وهي مؤسسة الرسالة التابعة لمؤسسة رافد، الا ان الكتاب لم يقدم جديدا في بحث موضوع (الامام المهدي) وانما كرر أو لخص ما كتب قبل ألف عام، لدى تأسيس المذهب الاثني عشري في القرن الرابع الهجري، من قبل "مشايخ الطائفة": الصدوق والمفيد والمرتضى والطوسي، من دون أي نقد أو مراجعة أو إعادة اجتهاد فيه، وقد اعتمد الكتاب المناهج المعروفة في عملية "إثبات" وجود الامام الثاني عشر، وهي:

1 – الاستدلال الغيبي

وهو اعتبار موضوع (الامام المهدي) من الغيب، الذي لا يجوز السؤال عن حقيقته ولا حكمته، وتسليم الأمر حوله الى الله. فقال (الكاتب السيستاني):"الايمان بالغيب جزءٌ من عقيدة المسلم إذ تكررت الدعوة قرآناً وسنّةً...وهذا الايمان بالغيب لا تصحُّ عقيدة المسلم بإنكاره سواء تعقَّله وأدرك أسراره وتفصيلاته أم لم يستطع الى ذلك سبيلاً، كما هو الامر مثلاً بالنسبة الى الايمان بالملائكة وبالجنّ وبعذاب القبر، وسؤال الملكين في القبر، الى غير ذلك من المغيبات التي ذكرها القرآن أو أخبر بها نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ونقلها إلينا الثقاة العدول المؤتمنون، ومن جملة ذلك بل من أهمها قضية الاِمام المهدي الذي سيظهر في آخر الزمان ليملأ الأَرض قسطاً وعدلاً بعد أن مُلئت ظلماً وجوراً ، فالمهدي قد نطقت به الصحاح والمسانيد والسنن فلا يسعُ مسلماً إنكاره، لكثرة الطرق ووثاقة الرواة ودلائل التاريخ والمشاهدة الثابتة لشخصه كما حقق في محلّه من هذا البحث". [2]

ويردف الكاتب ذلك بالقول:"إنّ نظرة واحدة في أحاديث المهدي الواردة في كتب المسلمين تكفي للجزم بتواترها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من دون أدنى تردّد...ولا يخفى أنّ القدر المشترك في جميع هذه الطرق إلى حديث أبي سعيد الخدري فقط دون سواه هو ظهور الاِمام المهدي عليه السلام في آخر الزمان". ويعترف الكاتب "بوجود الاختلاف في تلك الروايات التي تبدو متضاربة بعضها ببعض، حول نسب المهدي، الى درجة التناقض والتضاد، مما يشكل معوقا لتحديد هوية المهدي، بحيث يصعب على كثير من الناس ـ لاسيما أُولئك الذين ليسوا على اتصال مباشر بعلوم الحديث الشريف ـ معالجتها، مما يُسهّل ـ إلى حد بعيد ـ وقوع ضعيف الاِيمان منهم في شراك اللامهدويين سواء كانوا من المتسمّين بالاِسلام أو من المعلنين العداء لهذا الدين".



2- منهج القياس

ولكي يثبت (الكاتب السيستاني) صحة نظرية خروج المهدي في المستقبل، استعان بمنهج القياس على عقائد سائر الأمم والشعوب الاسلامية وغير الاسلامية، فقال:" إنّ فكرة ظهور المنقذ العظيم الذي سينشر العدل والرخاء بظهوره في آخر الزمان، ويقضي على الظلم والاضطهاد في أرجاء العالم، ويحقق العدل والمساواة في دولته الكريمة، فكرة آمن بها أهل الأَديان الثلاثة، واعتنقتها معظم الشعوب. فقد آمن اليهود بها، كما آمن النصارى بعودة عيسى عليه السلام، وصدّق بها الزرادشتيون بانتظارهم عودة بهرام شاه، واعتنقها مسيحيو الاَحباش بترقّبهم عودة ملكهم تيودور كمهديٍّ في آخر الزمان، وكذلك الهنود اعتقدوا بعودة فيشنو، ومثلهم المجوس إزاء مايعتقدونه من حياة أُوشيدر. وهكذا نجد البوذيين ينتظرون ظهور بوذا، كما ينتظر الأسبان ملكهم روذريق، والمغول قائدهم جنگيزخان. وقد وجد هذا المعتقد عند قدامى المصريين، كما وجد في القديم من كتب الصينيين.وإلى جانب هذا نجد التصريح من عباقرة الغرب وفلاسفته بأنَّ العالم في انتظار المصلح العظيم الذي سيأخذ بزمام الاُمور ويوحّد الجميع تحت راية واحدة وشعار واحد، منهم: الفيلسوف الانجليزي الشهير برتراند راسل، والعلاّمة آينشتاين صاحب (النظرية النسبية)، والفيلسوف الانكليزي الشهير برناردشو حيث بشّر بمجيء المصلح في كتابه (الاِنسان والسوبرمان)".

وينتقل (الكاتب السيستاني) الى دليل آخر، هو:

3- منهج التأويل

فيقول: ان "استجلاء هذه العقيدة من الآيات المباركة منوط بمن يفهم القرآن حق فهمه، ولاشك بأنّ أهل البيت عليهم السلام هم عدل القرآن بنصّ حديث الثقلين المتواتر عند جميع المسلمين، وعليه فإنّ ماثبت تفسيره عنهم عليهم السلام من الآيات بالمهدي لابد من الاذعان إليه والتصديق به.

وفي هذا الصدد قد وقفنا على الكثير من أحاديث أهل البيت عليهم السلام المفسرة لعدد من الآيات المباركة بالاِمام المهدي. فمنها:"يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبى اللهُ إلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ ولَوْ كَرِهَ الكافِرُون". و "هُوَ الَّذِي أرْسَلَ رَسُولَهُ بالهُدى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ". و"وَمَن يَبْتَغ غَيْرَ الاِسْلامِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهْوُ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ".

4- منهج الاستدلال الافتراضي

وهو ما يعبر عنه بالاستدلال الفلسفي (أو الاعتباري أو العقلي) الذي يعتمد على مجموعة أحاديث تشكل فلسفة الامامة الإلهية، وتحتم وجود "الامام المعصوم" دائما في الأرض، مثل حديث:"إني تارك فيكم الثقلين، وانهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض" الذي يستفيد منه الاماميون: "ضرورة استمرار وجود إمام من العترة في كل عصر كاستمرار وجود القرآن الكريم" كما يقول (الكاتب السيستاني) الذي يرى فيه:" إشارة واضحة إلى عدم انقطاع متأهل من أهل البيت للتمسك به إلى يوم القيامة، كما أنّ الكتاب العزيز كذلك، ولهذا كانوا أمانا لأَهل الأَرض، ويشهد لذلك الخبر:في كلِّ خَلَفٍ من أُمتي عدول من أهل بيتي". إضافة الى حديث :"من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية". مما يدل في نظر السيستاني:" على وجود امام حق في كل عصر وجيل، وهذا لايتم إلاّ مع القول بوجود الاِمام المهدي الذي هو حق ومن ولد فاطمة عليها السلام كما تقدم". "ومما يؤيده:حديث: "إنَّ الارض لاتخلو من قائم لله بحجة" وعدم خلو الارض من قائم لله بحجة لايتم مع فرض عدم ولادة الاِمام المهدي عليه السلام". وكذلك أحاديث :"الخلفاء اثنا عشر".

ورغم ان هذا الدليل يعتمد على أحاديث نقلية، وتأويلات معينة، الا انهم يسمونه دليلا عقليا، لأنه ينطلق من نظرية الامامة، التي تبنى على تلك الأحاديث. ومع ان تلك الاحاديث لا تدل بالضرورة على ولادة ولد للامام العسكري، الا انهم يتوصلون الى ذلك عبر مجموعة أخرى من المقالات مثل ضرورة استمرار الامامة في أهل البيت بصورة عمودية، أي في الأعقاب وأعقاب الأعقاب، وعدم جواز انتقالها الى أخ أو عم، أو ابن أخ أو ابن عم، والاعتراف بوفاة الامام العسكري وعدم رجعته الى الحياة مرة أخرى، وما الى ذلك من المقالات التي تفرد بها الامامية الاثنا عشري، وهو ما يؤدي بهم الى ضرورة افتراض وجود ولد للامام العسكري، حتى مع عدم وجود أي دليل حسي أو تاريخي عليه، وهذا ما يؤكد عليه (الكاتب السيستاني) حيث يقول:

- "لسنا بحاجة إلى ما يبين ولادة الاِمام المهدي ويثبتها تاريخياً بعد أن عرفنا اتفاق كلمة المسلمين على أنّه من أهل البيت، وأنّ ظهوره يكون في آخر الزمان، وعرفنا أيضاً النتيجة التي انتهى إليها البحث في طوائف نسب الاِمام المهدي، وهي أنّه لامجال للشك في كون المهدي الاِمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت عليهم السلام، وهو محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، وانه حسيني الاَب حسني الاَُم من جهة فاطمة بنت الحسن السبط أُم الاِمام الباقر محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام.

وهذا يعني إنّ البحث عن ولادة الاِمام المهدي وبيان ثبوتها شرعاً بحث غير طبيعي لولا وجود بعض الملابسات التاريخية حول ولادته عليه السلام، كادعاء عمّه جعفر الكذّاب بعدم وجود خلفٍ لأَخيه العسكري عليه السلام، وقيام السلطة الحاكمة بتسليم تركة الاِمام العسكري بعد وفاته لأَخيه جعفر الكذاب أخذاً بادعائه الباطل فيما رواه علماء الشيعة الاِمامية الاثني عشرية أنفسهم ولم يروه غيرهم قط إلاّ من طرقهم، وفي هذا وحده كفاية للمنصف المتدبر، إذ كيف يروي الشيعة أمراً ويعتقدون بخلافه لو لم يثبت لهم زيف هذا الاَمر وبطلانه ؟!".[3]



5- منهج الاستدلال التاريخي

وبعد نفي الحاجة للاستدلال التاريخي على ولادة ابن الحسن العسكري، يعود (الكاتب السيستاني) الى استخدام ما توفر من "معلومات" تاريخية، فيقول:"إنَّ ولادة أي انسان في هذا الوجود تثبت بإقرار أبيه، وشهادة القابلة، وان لم يره أحد قط غيرهما، فكيف لو شهد المئات برؤيته، واعترف المؤرخون بولادته وصرح علماء الانساب بنسبه، وظهر على يديه ما عرفه المقربون اليه، وصدرت منه وصايا وتعليمات، ونصائح وإرشادات، ورسائل وتوجيهات، وأدعية وصلوات، وأقوال مشهورة، وكلمات مأثورة وكان وكلاؤه معروفين، وسفراؤه معلومين، وانصاره في كل عصر وجيل بالملايين. [4]

ثم ينقل (الكاتب السيستاني) مجموعة روايات عن "إخبار الاِمام العسكري بولادة ابنه المهدي عليهما السلام" مثل " الخبر الصحيح عن محمد بن يحيى العطار، عن أحمد بن إسحاق، عن أبي هاشم الجعفري قال: «قلتُ لاَبي محمد عليه السلام: جلالتك تمنعني من مسألتك فتأذن لي أن اسألك ؟ فقال: سلْ، قلتُ: يا سيدي هل لك ولد ؟ فقال: نعم، فقلتُ: فإنْ حدث بك حدث فأين اسأل عنه ؟ قال: بالمدينة. والخبر الصحيح عن علي بن محمد، عن محمد بن علي بن بلال قال: خرج إليَّ من أبي محمد قبل مضيه بسنتين يخبرني بالخلف من بعده، ثم خرج إليَّ من قبل مضيه بثلاثة أيام يخبرني بالخلف من بعده". ويقول:"المراد بعلي بن محمد هو الثقة الاَديب الفاضل ابن بندار، وأما عن محمد بن علي بن بلال فانه من الوثاقة والجلالة أشهر من نارٍ على علم بحيث كان يراجعه من مثل ابي القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه، كما هو معلوم عند أهل الرجال".

ويضيف الى ذلك "شهادة القابلة بولادة الاِمام المهدي عليه السلام. وهي السيدة العلوية الطاهرة حكيمة بنت الاِمام الجواد وأُخت الاِمام الهادي وعمة الاِمام العسكري عليهم السلام. وهي التي تولّت أمر نرجس أُم الاِمام المهدي عليه السلام في ساعة الولادة، وصرحت بمشاهدة الاِمام الحجة بعد مولده، وقد ساعدتها بعض النسوة في عملية الولادة، منهن جارية أبي علي الخيزراني التي أهداها إلى الاِمام العسكري عليه السلام فيما صرح بذلك الثقة محمد بن يحيى، ومارية، ونسيم خادمة الاِمام العسكري عليه السلام ". ويعقب على ذلك قائلا:" لايخفى ان ولادات المسلمين لايطلع عليها غير النساء القوابل، ومن ينكر هذا فعليه ان يثبت لنا مشاهدة غيرهن لاُمّه في مولده !".

ثم يقول:"هذا وقد أجرى الاِمام العسكري عليه السلام السُنّة الشّريفة بعد ولادة المهدي عليه السلام فعقَّ عنه بعقيقةكما يفعل الملتزمون بالسُنّة حينما يرزقهم الله من فضله مولوداً".

ويؤكد:"شهد برؤية الاِمام المهدي في حياة أبيه العسكري عليهما السلام وبإذن منه عدد من أصحاب العسكري وأبيه الهادي عليهما السلام، كما شهد آخرون منهم ومن غيرهم برؤية الاِمام المهدي بعد وفاة أبيه العسكري عليهما السلام وذلك في غيبته الصغرى التي ابتدأت من سنة (260 هـ) إلى سنة (329 هـ)، ولكثرة من شهد على نفسه بذلك سوف نقتصر على ما ذكره المشايخ المتقدمون وهم: الكليني والصدوق والشيخ المفيد والشيخ الطوسي. فمن تلك الروايات:ما رواه الكليني في اُصول الكافي بسند صحيح: عن العمري...[5]

ثم يقول:" ولا يخفى إن مقام السّمري مقام أبي القاسم الحسين بن روح في الوكالة عن الاِمام تتطلب رؤيته في كل أمر يحتاج اليه فيه، ومن هنا تواتر ما خرج على يد السفراء الاَربعة الذين ذكرناهم في هذه الروايات من وصايا وارشادات وأوامر وكلمات الاِمام المهدي عليه السلام . وهناك روايات أُخرى كثيرة صريحة برؤية السفراء الاَربعة كلٌّ في زمان وكالته للامام المهدي ... ولقد ذكر الصدوق من وقف على معجزات الاِمام المهدي ورآه من الوكلاء وغيرهم مع تسمية بلدانهم وقد أشرنا إلى بعضهم، وقد بلغوا من الكثرة حدّاً يمتنع معه اتفاقهم على الكذب لاسيما وهم من بلدان شتى". [6]

ويواصل حديثه فيقول:" كما شاهد الاِمام المهدي عليه السلام من كان يخدم أباه العسكري عليه السلام في داره مع بعض الجواري والاِماء، كطريف الخادم أبي نصر، وخادمة ابراهيم بن عبدة النيسابوري التي شاهدت مع سيدها الاِمام المهدي عليه السلام ، وأبي الاَديان الخادم، وأبي غانم الخادم وشهد بذلك أيضاً: عقيد الخادم، والعجوز الخادمة، وجارية أبي علي الخيزراني التي اهداها إلى الاِمام العسكري عليه السلام ، ومن الجواري اللّواتي شهدن برؤية الاِمام المهدي عليه السلام: نسيم، ومارية".

ثم يقول:"كان الاِمام الحسن العسكري عليه السلام حريصاً على أن لاينتشر خبر ولادة المهدي إلاّ بين الخلّص من شيعته ومواليه عليه السلام، مع أخذ التدابير اللازمة والاحتياطات الكافية لصيانة قادة التشيع من الاختلاف بعد وفاته عليه السلام، إذ أوقفهم بنفسه على المهدي الموعود مرات عديدة وأمرهم بكتمان أمره". [7]



6 – الاعتماد على علماء الأنساب

وكجزء من الاستدلال التاريخي على ولادة (الامام المهدي محمد بن الحسن العسكري)، يقوم (الكاتب السيستاني) بالاستشهاد بعلماء الأنساب في القرون اللاحقة ، مثل النسابة أبي نصر سهل بن عبد الله بن داود بن سليمان البخاري من أعلام القرن الرابع الهجري، الذي كان حياً سنة (341 هـ)، والسيد العمري (من أعلام القرن الخامس الهجري) والفخر الرازي الشافعي (ت 606 هـ)، والمروزي الازورقاني (توفي بعد سنة 614 هـ) وجمال الدين أحمد بن علي الحسيني المعروف بابن عِنَبَه (ت 828 هـ) وأبو الحسن محمد الحسيني اليماني الصنعاني (من أعيان القرن الحادي عشر)، ومحمد أمين السويدي (ت 1246 هـ) والنسابة المعاصر محمد ويس الحيدري السوري.



7 – منهج الاستشهاد بالخصوم

وأخيرا يتبع (الكاتب السيستاني) منهج الاستدلال بأقوال الخصوم واعترافاتهم، فيقول:" هناك اعترافات ضافية سجلها الكثير من أهل السنة باقلامهم بولادة الاِمام المهدي عليه السلام، وهناك اعترافات اُخرى من علماء أهل السنة بخصوص كون المهدي الموعود بظهوره في آخر الزمان انما هو محمد بن الحسن العسكري عليهما السلام الاِمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت عليهم السلام".[8]



ولا ينسى (الكاتب السيستاني) في الختام، انتقاد أعداء الله وأعداء الاسلام الذين "حاولوا على مرّ التاريخ أن يُضعفوا العقيدة بالمهدي، وأن يُسخّروا الاَقلام المأجورة للتشكيك بها، كما كان الشأن دائماً في خلق وإيجاد الفرق والتيارات الضالّة والهدّامة لاحتواء المسلمين، وصرفهم عن التمسّك بعقائدهم الصحيحة، والترويج للاعتقادات الفاسدة مثلما حصل في نحلة البابية والبهائية والقاديانية والوهابية".[9]

ثم يقول:"إنّ مما تسعى إليه بُؤَر النفاق وبشكل دؤوب هو بحثها الحثيث بين صفوف المسلمين، لعلها تجد فيهم من تتلقفه وتحوطه برعايتها، وتمنحه الالقاب العلمية الكاذبة التي يَشْرَه إليها؛ لكي تتخذه مطيّة لاغراضها وبوقاً لدعاياتها عبر المجلات والمؤتمرات التي تندد بالاِسلام وأُصوله الشامخة، ولن تجد بغيتها إلاّ فيمن انحرف عن المحجة البيضاء، ورمى بنفسه كالطفل في احضان مربية حمقاء تسخّره لكل لعبة قذرة، كما نلحظه اليوم في تقريب سلمان رشدي و من على شاكلته، على أمل أن تجد سمومهم طريقها إلى كل جسد مسلم ضعيف".[10]

وهذا مما يقتضي بالطبع أن يكون ما يبثه (الكاتب السيستاني) ومن هم على شاكلته، ليس سوى الرحيق المختوم، أو المن والسلوى التي أنزلها الله على قوم موسى (عليه السلام). وكأن من يحاول إعادة النظر والاجتهاد في موضوع دعوى ولادة الامام الثاني عشر، قبل أكثر من أحد عشر قرنا، واستمرار حياته الى اليوم، ليس مسلما، ولا ينطلق من الحرص على الاسلام فضلا عن حب أهل البيت، وانما يحاول أن يشكل له فرقة جديدة ضالة ضد الاسلام والمسلمين. ولم يصرح (الكاتب السيستاني) باسم أحد حتى يعطي لنفسه الحرية الكاملة بتوجيه ما يشاء من السباب والشتائم والتهم والافتراءات دون أن يطالبه أحد بتقديم الدليل.

ولا أقول ان هذا أسلوب بعيد عن منطق العلماء، وانما هو بعيد أيضا عن منطق المتشرعة، ونوع من الإرهاب الفكري والإعلامي الذي يحاول منع أي أحد من إثارة الموضوع. وعلى أي حال فانه لم ينفرد به، وانما سبقه اليه آخرون ، ولحقه آخرون، وسوف يلجأ الى هذا الاسلوب آخرون، وخاصة عندما يعجزون عن تقديم الأجوبة الشافية الكافية وإسكات الأسئلة التي تكشف زيف أساطيرهم.

ولست أدري في الحقيقة من أين أبدأ في الرد على (الكاتب السيستاني)، ولكني أربأ بمؤسسة تدعي الانتماء الى العلم والدين والاجتهاد، أن تقدم دفاعا ضعيفا الى هذه الدرجة، مثل ما فعل أخونا (الكاتب السيستاني). وكنت أفترض بمؤسسة علمية تنتمي الى المرجعية الدينية، أن تأخذ دعوتي لمناقشة موضوع وجود الامام الثاني عشر، بقليل من الجدية والاحترام فتقيم ندوة علمية وتستمع الى الرأي الآخر، وتناقشه وتقدم ما لديها من حجج وبراهين، حتى تقنعه أو تقنع الأجيال الشابة المثقفة التي لا تسمح لنفسها بالتقليد الأعمى في الفروع فكيف بالأصول والعقائد، وذلك لأن أسلوب التهريج والإرهاب واللف والدوران لن يستطيع أن يمنع مسيرة التحرر والتجديد، ولن يفلح بالمحافظة على الخرافات والأساطير.

انني أعرف أن كثيرا من رجال الدين – على مر العصور- حريصون على مصالحهم المادية، التي تمنعهم من قول الحقيقة، وقد عانى منهم الأنبياء والمرسلون لكتمانهم الحقائق وتلاعبهم بالأديان، ولذلك حذر الله تعالى منهم قائلا:

" فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله، ليشتروا به ثمناً قليلاً، فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون".[11]

"ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا، أو قال أوحي الي، ولم يوح اليه شيء، ومن قال سأنزل مثل ما انزل الله ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم اخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون". [12]

"فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته؟ انه لا يفلح المجرمون، ويعبدون من دون الله مالا يضرهم ولا ينفعهم ، ويقولون: هؤلاء شفعاؤنا عند الله، قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض؟ سبحانه وتعالى عما يشركون".[13]

"هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بيِّن، فمن اظلم ممن افترى على الله كذبا".[14]

"فمن اظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم ان الله لا يهدي القوم الظالمين".[15]

"فمن اظلم ممن افترى على الله كذبا او كذب بآياته أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم قالوا أين ما كنتم تدعون من دون الله قالوا ضلوا عنا وشهدوا على أنفسهم انهم كانوا كافرين".[16] صدق الله العظيم

"إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون". [17]

"إن الذين يكتمون ما انزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم" .[18]

ولذلك لم أكن أتوقع أن يهب رجال الدين، الذين يعيشون على "خمس الامام المهدي" للمبادرة بالاعتراف بحقيقة عدم وجوده، ولملمة "سفرة صاحب الزمان" التي يأكلون عليها، ولكني في الحقيقة لم أكن أتوقع أن يأتي ردهم متهافتا وضعيفا الى هذه الدرجة، وعنيفا الى هذه الدرجة، وهو ما يعبر عن ارتباكهم وخوفهم من افتضاح أمرهم وانهيار أساطيرهم.



ان محور موضوع كتابي كان يدور حول ولادة "محمد بن الحسن العسكري" الامام الثاني عشر، لدى الشيعة الامامية الاثني عشرية، والذي يشكل أساس نظرية الامامة الإلهية لأهل البيت. ولم يكن يدور حول موضوع المهدوية في العالم لا في الماضي ولا في المستقبل، وقد اتخذ صفة ثانوية بنسبة المهدوية اليه، وما لم نثبت وجوده أولاً، فان من العبث التحدث عن صفة الامامة أو المهدوية له.

وسواء كان الايمان بالمهدي العام جزءا من عقيدة المسلم أو لم يكن، وانه يحتاج الى أدلة شرعية أو لا يحتاج، فان هذا ليس موضوعنا، ولا يمكن الاستدلال بالأحاديث العامة حول المهدوية وخروج رجل مصلح في آخر الزمان، على ولادة ابن للامام العسكري، في أواسط القرن الثالث الهجري، وبقائه على قيد الحياة الى اليوم والى أن يظهر قبل قيام الساعة.

ومن هنا فانه لا يهمنا كثيرا سواء كانت أحاديث المهدي أخبار آحاد أو متواترة أو نطقت بها الصحاح والمسانيد والسنن، كما كان يقول (الكاتب السيستاني). الذي أتعب نفسه كثيرا بمحاولة الاستدلال على هذه الفكرة، قياسا على الأمم والشعوب المختلفة المؤمنة وغير المؤمنة، وحاجتها للمنقذ المخلص، فان دين الله لا يبنى بهذه الطريقة، وانما ينهض على أساس القرآن الكريم والأحاديث النبوية الصحيحة، وان إثبات ولادة انسان يعتمد على الأدلة التاريخية فقط.

أما منهج تأويل القرآن الكريم، الذي اعتمده (الكاتب السيستاني) في محاولته الاستدلال على ولادة ابن الحسن العسكري، فبالاضافة الى ضعف هذا المنهج، فانه لا يدل على مطلوبه، لأنه أيضا عام ويتحدث عن أشخاص سابقين، ولا علاقة له بالامام الثاني عشر المفترض، الذي لم تكن نظرية مهدويته قد وجدت بعد.

ونأتي الى الدليل الأقوى والأهم والأول الذي اعتمده القائلون بوجود الولد، في التاريخ، وهو ما يسمى بالدليل العقلي أو الاعتباري أو الفلسفي الافتراضي، الذي يقوم على أساس نظرية الامامة وضرورة وجود إمام معصوم في الأرض، والذي اعتمد عليه (الكاتب السيستاني) كثيرا، فان هذا الدليل، بالاضافة الى قيامه على أخبار آحاد ضعيفة، لا بشكل دليلا على ولادة أي انسان، ولا وجود "محمد بن الحسن العسكري". وذلك لأن الذين استدلوا بهذا الدليل، أضافوا اليه مقدمات أخرى، وهي ضرورة الاعتراف بوفاة الامام العسكري، وعدم رجعته، وعدم الوصية الى أخيه محمد، وضرورة انتقال الامامة بصورة عمودية، الى يوم القيامة، وأخيرا فانه ليس سوى عملية افتراض تعسفية وهمية بلا دليل.

ومن هنا فان الشيعة الامامية (الفطحية) الذين لم يكونوا يشترطون الوراثة العمودية ويجوزون امامة الأخوين، والذين كانوا يتبعون الامام الحسن العسكري، لم يقولوا بفرضية وجود الولد بعد وفاته، وانما قالوا بإمامة جعفر بن علي الهادي، كما ان الشيعة الاسماعيلية والزيدية يقولون باستمرار الأئمة من أهل البيت ولكن بشكل آخر، ولا يستنتجون من ذلك الدليل "وجود ابن الحسن".

وأما الاستدلال بأحاديث (الاثني عشرية) فانها بالاضافة الى اختلاقها وعدم وجودها في القرن الثالث الهجري، لا تدل بالضرورة على ولادة ابن العسكري، الا على طريقة الافتراض والظن والتخمين، ويمكن أن تنطبق على آخرين، اذا حسبنا مثلا، الامام زيد بن علي من قائمة الأئمة. كما فعل بعض الشيعة.

وهكذا يتهاوى أول وأقوى وأهم دليل قدمه المتكلمون (الاماميون الاثنا عشريون) على وجود الامام الثاني عشر "محمد بن الحسن العسكري" ، والذي كان يعبر عن أزمتهم الفكرية التي وقعوا فيها بعد وفاة الامام العسكري دون خلف، فاضطروا الى اختلاق ولد موهوم لا حقيقة له، لكي تستمر فيه الامامة الى يوم القيامة، كما اختلق فريق من الشيعة الامامية قبل مائة عام من ذلك التاريخ، اي في أواسط القرن الثاني الهجري، رجلا مشابها، قالوا انه المهدي المنتظر أيضا، وهو "محمد بن عبد الله الأفطح بن جعفر الصادق" وذلك بعد وفاة عبد الله دون خلف. وكان الأجدر بالفريق الذي اختلق الولد للامام العسكري، أن يعترف بالحقيقة ويسلم أمره الى الله، وينتقل بالامامة الى أخيه جعفر، كما انتقل الشيعة الفطحية من عبد الله الى أخيه الامام موسى الكاظم. واذا كان الشيعة الاثنا عشرية يتهمون ذلك الفريق الذي اختلق الولد الموهوم للامام عبد الله الأفطح، تهربا من الاعتراف بالحقيقة، فلماذا لا يراجعون أنفسهم ويعترفوا بالحقيقة؟

وفي الواقع ان معظم الشيعة في تلك الأيام اعترفوا بالحقيقة، وانصرفوا يبحثون عن قائد جديد لهم، ولم يتشبث بتلك الفرضية الوهمية، الا قليل منهم، كما اعترف بذلك مؤرخو الشيعة في القرن الرابع ، كالنعماني والصدوق، وقد عرضنا لأقوالهم في كتابنا، ومن أراد الاطلاع عليها فليراجع. ولكن الغريب هو إصرار البعض على إغلاق ذهنه ورفضه للتفكير أو إعادة الاجتهاد والنظر في الموضوع بعد مرور أكثر من ألف عام على ذلك القول. والأغرب من كل ذلك أن يأتي رجل من صميم الحوزة العلمية (كالكاتب السيستاني) ليغمض عينيه ويقول:"لسنا بحاجة إلى ما يبين ولادة الاِمام المهدي ويثبتها تاريخياً .. وإنّ البحث عن ولادة الاِمام المهدي وبيان ثبوتها شرعاً بحث غير طبيعي"!!!

إذن ما هو الطبيعي؟

هل تَقَبُّل الأساطير بلا دليل هو الطبيعي؟

وهل التقليد الأعمى للمقلدين الذين يدعون الاجتهاد هو الطبيعي؟



ان الدليل التاريخي هو الدليل الوحيد والمعقول الذي يمكن بواسطته إثبات وجود انسان أو ولادته في التاريخ، وبما أن القول بوجود "الامام الثاني عشر" فرضية أسطورية وهمية لا حقيقة لها في الخارج، فان أصحاب هذه النظرية يحاولون التهرب من محكمة التاريخ، ويلجأون الى الافتراضات الفلسفية المتهافتة، ويغلفونها بغلاف العقل، أو يدعون أن ذلك من الغيب الذي يجب أن نؤمن به بلا سؤال ولا تفكير، أو يأتون بروايات مختلقة وإشاعات واهية وأحاديث كاذبة عن رؤية "ابن الحسن" عند الولادة وفي حياة أبيه، وفي عصر الغيبة الصغرى، وربما يحبكون قصصا عن رؤيته في هذا العصر، كما كان الإيرانيون ينشرون خلال الحرب مع العراق، عن مشاركة الامام المهدي في جبهات القتال. ولسنا ندري لماذا لم ينتصر (الامام المهدي) الموهوم على جيش صدام حسين؟

أجل هناك كثير من الروايات التي ذكرها الأولون والمتأخرون. ولكن ما هي قيمة تلك الروايات العلمية؟ وهل علينا تقبلها، بعد أن "اعتقدنا" بوجوده؟ أم علينا أن نحقق فيها وندرسها بدقة، لنتأكد فيما أذا كانت حقيقية أم اسطورية ومختلقة؟

ان من المفروض برجال الدين الحقيقيين الربانيين، أن يبادروا للكشف عن الحقائق وتقديمها الى الناس، وليس من مهمتهم تسويق الخرافات والأساطير باسم الدين.

يقول (الكاتب السيستاني):"إنَّ ولادة أي انسان في هذا الوجود تثبت بإقرار أبيه، وشهادة القابلة، وان لم يره أحد قط غيرهما، فكيف لو شهد المئات برؤيته، واعترف المؤرخون بولادته وصرح علماء الانساب بنسبه، وظهر على يديه ما عرفه المقربون اليه، وصدرت منه وصايا وتعليمات، ونصائح وإرشادات، ورسائل وتوجيهات، وأدعية وصلوات، وأقوال مشهورة، وكلمات مأثورة وكان وكلاؤه معروفين، وسفراؤه معلومين، وانصاره في كل عصر وجيل بالملايين". [19]

ونقول له: أحسنت..و بارك الله فيك، ولكن ما ذا نفعل اذا كان "والده" ينفي وجود ولد له في الظاهر؟ ولم نعرف "قابلة" تدعي الاشراف على ولادته؟

ولماذا أساسا شككنا بوجود ابن الحسن؟ وهل سألنا من قبل عن أية قابلة لأحد من الأئمة السابقين؟ أو لأي انسان معروف في التاريخ؟ وهل سألنا عن اسم أمه ويوم مولده؟ أليس لأن هذه الدعوى تخالف الأعراف والتقاليد والظواهر الطبيعية، وتتميز بنوع من الأسطورية والكتمان؟

إننا عندما نرى طفلا يحبو ويلعب في كنف أبيه، يحصل لنا علم بوجوده وهويته وبنوته له، ولا نشغل أنفسنا بالسؤال عن تفاصل هويته الا من باب الاستحباب، ولكن لماذا توقفنا في أمر "ابن الحسن العسكري"؟ الجواب: لأننا لم نر له أثرا، ولأنه نفى وجود ولد له في حياته، وأوصى بأمواله الى أمه، ولم يشر الى وجود إمام من بعده. وهذا ما أيده أهل البيت كأخ الامام العسكري جعفر بن علي الهادي، وان السلطان استبرأ جارية ادعت الحمل فلم يظهر عليها شيء، وهذا ما أدى الى تفرق شيعة الامام العسكري – حسبما يقول المؤرخون الاماميون- الى أربع عشرة فرقة، كلها قالت بعدم وجود ولد للامام العسكري، ما عدا فرقة واحدة هي الاثنا عشرية، التي استندت في قولها على بعض أدعياء النيابة الخاصة الذين بلغوا حوالي عشرين مدعيا، كان كل منهم يكذب الآخر، ويدعي النيابة الخاصة له، وهذا ما دفعنا للتشكيك بصدقهم جميعا، خصوصا وان قولهم يخالف الظاهر والمعروف من حياة الامام العسكري، وهو حجة شرعية وقانونية ، لا يجوز رفع اليد عنها الا بدليل علمي وشرعي قوي، وبشهادة أشحاص لا شبهة حولهم ولا مصلحة لديهم. وهذا ما لا نجده في أدعياء النيابة الخاصة كالنواب الأربعة وغيرهم، من الذين أصبحوا على مر التاريخ "ثقاة وورعين" لدى من اتبعهم، وأما من نظر اليهم بصورة محايدة ومستقلة، فقد توفرت لديه أسباب معقولة وشرعية للتوقف والبحث والتنقيب.

وعندما راجعنا التاريخ، وسألنا علماء الشيعة الامامية الاثني عشرية السابقين، ممن عاشوا في القرون الأولى (كالقرن الثالث والرابع والخامس ) عن أدلتهم العلمية على وجود الولد للامام العسكري، قالوا بصراحة وأمانة: أن لا دليل تاريخي لديهم، وانما هم يعتمدون على الافتراضات الفلسفية، بالدرجة الأولى، وانما يأتون بالروايات التاريخية (أو الاشاعات) من باب المساندة والتعضيد، والا فانهم يعرفون أن تلك الروايات أوهى من خيوط العنكبوت، وانها لا تقاوم النقد التاريخي العلمي، وكما قال السيد المرتضى علم الهدى:" إن الغيبة فرع لأصول إن صحت فالكلام في الغيبة اسهل شيء وأوضحه ، إذ هي متوقفة عليها ، وان كانت غير صحيحة فالكلام في الغيبة صعب غير ممكن". أو كما قال أيضا عبد الرحمن بن قبة الرازي :" لا نتكلم في فرع لم يثبت اصله ، وهذا الرجل (ابن الحسن) الذي تجحدون وجوده ، فانما يثبت له الحق بعد أبيه .. فلا معنى لترك النظر في حق أبيه والاشتغال بالنظر معكم في وجوده ، فإذا ثبت الحق لأبيه ، فهذا ثابت ضرورة عند ذلك بإقراركم ، وان بطل إن يكون الحق لأبيه فقد آل الأمر إلى ما تقولون ، وقد أبطلنا ". ولم يقل المرتضى ولا ابن قبة الرازي ولا الشيخ المفيد ولا الشيخ الطوسي ولا غيرهم: أنهم يستطيعون إثبات وجود "ابن الحسن" بالطرق التاريخية، والروايات الضعيفة والمختلقة التي نسجها الأخباريون فيما بعد. [20]

كما لم يعتمد الشيعة الذين آمنوا بوجود الامام الثاني عشر، على أقوال النواب الأربعة أو غيرهم ممن كان يدور حولهم، وانما اضطرارا واستنتاجا وانسجاما مع نظرية الامامة، والا فانهم كانوا يشككون بصحة ادعاء النواب الأربعة والعشرين الآخرين، ولذلك فقد كان هؤلاء يدعون اجتراح المعاجز والمعرفة بعلم الغيب، وهذا ما كان يرفضه الشيعة ولا يصدقونه منهم.

ولكن مشكلة "العلماء" المعاصرين أنهم لا يريدون الاجتهاد، ويفضلون التقليد الأعمى، ويدعون الصحة لأحاديث كان يضعفها السابقون، ولو أنهم درسوها بصورة محايدة ، ولم يقلدوا فيها من سبقهم، لعرفوا مكامن الضعف فيها، ولم يحكموا بصحتها أبداً.

وعموما ، فان من يريد دراسة روايةٍ أو راوٍ، لا يمكن ان يقلد في تضعيفه أو توثيقه الآخرين، خاصة اذا كانت هنالك شكوك جدية حوله، وانما يجب عليه، كما هو معروف في علم الرجال، أن ينظر اليه بصورة محايدة ومستقلة. وبالنسبة لرجال تلك المرحلة "مرحلة الغيبة الصغرى" التي ادعى فيها بعض أصحاب الامام العسكري، وجود الولد له في السر، ونيابتهم عنه، ثم قلدهم من جاءهم بعدهم وبنى على توثيقهم، لا يمكن التسليم بصدقهم ولا صحة ما يروونه، اعتمادا على توثيق أتباعهم، فان أتباع كل مذهب ضال أو منحرف يوثقون مشايخهم ويقدسونهم، ولذلك لا بد من دراسة أحوالهم بصورة مستقلة، والنظر اليهم بعيدا دعاوى التلاميذ والأتباع.

وبكلمة أخرى: ان الشك فيهم معقول وضروري لمعرفة الحقيقة، خاصة وانهم المتهمون باختلاق تلك الأسطورة، وترويج الإشاعات، وبالتالي فلا يمكن الاعتماد على رواياتهم حول رؤية ابن الحسن واللقاء به، ونقل الأحاديث والزيارات والتواقيع عنه.

ان المشكلة الكبرى في مسألة وجود "الامام الثاني عشر" تكمن في أننا لم نرَ أحداً، وانما سمعنا همسا مريباً وحكايات سرية، تخالف الظاهر، وقوانين الشريعة الاسلامية، وقد مرت قرون وقرون ولم يظهر ذلك الولد المزعوم. واذا كانت هذه القضية مسألة عقائدية ومهمة جدا، فان طريق إثباتها لا يمكن ان يتم بهذه الطريقة السرية الغامضة، فإن الله تعالى لا يمكن أن يحتج على البشر بإمام مستور كالشبح لا يرى بالعين.

ان المجتهدين في كل مكان وزمان يبحثون السند قبل المضمون، فهل بحث (الكاتب السيستاني) سند تلك الروايات التي استشهد بها حول ولادة ابن الحسن؟ وهل عرف ما هو سند حكاية القابلة؟ ومن رواها؟ ومتى؟ وفي أي كتاب؟ وهل كان صحيحا؟ أم مجرد أشاعة؟

وهل من العلم والاجتهاد والتقوى، القاء الكلام على عواهنه وتضليل العوام والسذج والبسطاء، بالقول ان المؤرخين اعترفوا بولادته؟ من هم أولئك المؤرخون؟ وعلى أساس اعترفوا؟ وما هي أدلتهم؟ وهل يجوز لنا تقليد المؤرخين بصورة عمياء؟ أو تقليد علماء الأنساب في القرون اللاحقة؟ وهل نأخذ ديينا من هؤلاء الحشويين؟ أم من الفقهاء والمجتهدين والباحثين العلميين؟

ثم ما هي فائدة "اعتراف" بعض الحشويين من الصوفية، الذين يقول (الكاتب السيستاني) انهم من علماء أهل السنة، بوجود (الامام مجمد بن الحسن العسكري) اذا لم يقدموا لنا أي دليل على وجوده؟ وهل يجوز تقليدهم في هذا الشأن؟ واذا كانوا حقا يؤمنون بما يقولون، فلماذا لم يصبحوا شيعة إثني عشرية؟ ولماذا يرفضون أساس مبدأ الامامة؟

ان مشكلة (الكاتب السيستاني) في الحقيقة، تكمن في أنه يتلبس مسوح العلم والاجتهاد والدين، وهو يقلد في أهم أصل من أصول دينه، ويرفض الاجتهاد، بل ويحرم الاجتهاد على الآخرين، ويريد منا أن ننام على الخرافات والأساطير الموروثة، التي أصبحت منبعا لا ينضب للثروات اللامشروعة، وقاعدة لنشوء ديكتاتوريات جديدة باسم الدين.

اننا ندعو (الكاتب السيستاني) الى التفكير قليلاً فيما يقول، ونسأله سؤالا واحدا؟ ونطلب منه أن يجيبنا جوابا واحدا :هل كانت ولادة ابن الحسن المدعى، علنية؟ أم سرية؟

فاذا كانت علنية، كما يقول في رواية له [21].. فلماذا إذن الادعاء بأنها تمت بالسر، و أنه الامام العسكري لم يبلغ الا عددا صغيرا من خاصته؟ وانه اضطر الى نفي وجوده أمام الناس في الظاهر، خوفا على حياته من العباسيين؟.

واذا كانت سرية، كما يقول في رواية آخرى [22]، فلماذا الادعاء إذن بأن الامام العسكري أخبر الكثير من أصحابه من الخدم والجواري والأصدقاء بمولده حتى أنه عقّ عنه، وأراه الى المئات؟ وأنه صلى على أبيه أمام الناس؟ وأنه كان يستقبل الوفود ويأخذ الأموال منهم، وأنه كان يعيش في دار أبيه في سامراء؟

ألا يوجد تناقض في ذلك؟

ألا يدعونا ذلك الى التفكير وإعادة النظر والاجتهاد بصورة مستقلة؟

لقد آمن الشيعة قرونا من الزمن بوجود الامام الثاني عشر، وانتظروه طويلا ليخرج ويقيم دولة الحق، وكانوا يحرمون خلال انتظاره إقامة الدولة الاسلامية لأنهم كانوا يشترطون العصمة والنص في الامام، ولكنهم تحرروا من هذه النظرية فيما بعد، وابتدعوا نظرية (ولاية الفقيه) أو النيابة العامة للفقهاء عن الامام الغائب، ثم قال الشيعة بعد ذلك بولاية الأمة على نفسها وبجواز النظام الديموقراطي، وتصدى المرجع السيد علي السيستاني (حفظه الله) للدعوة الى إقامة النظام الديموقراطي في العراق، بعد سقوط نظام صدام حسين، متخليا بصورة عملية عن الفكر الامامي المثالي الوهمي غير القابل للتطبيق، ولم يعرف عنه اشتراط العصمة أو النص في الامام ، أي رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء، بل لم يعرف عنه اشتراط الفقه والعدالة بالمعنى الأخص. مما يدل على حدوث تطور كبير في فكره السياسي، وانفصام الذين يدعون الانتساب اليه كصاحبنا (الكاتب السيستاني) الذي يدعي الانتماء الى حوزته والعمل في مرجعيته.

وهذا ما يدل على أن الأمة تسير في واد، وان الماضويين ينامون في واد آخر.























--------------------------------------------------------------------------------

[1] - كتاب المهدي المنتظر في الفكر الاسلامي. المؤلف والناشر: مركز الرسالة للدراسات والبحوث.

http://www.rafed.net/books/aqaed/mahde/mahde1.html#1

العنوان: ايران ـ قم ، بداية شارع سمية ، ص. ب 737 / 73185
الهاتف: 7732013 251 0098 ، الفاكس 7730020 251 0098
البريد الالكتروني [email protected]



[2] - ص 162

[3] - ص 105



[4] - ص 107

[5] - ص109

[6] - ض 115

[7] - ص 119

[8] - ص 120

[9] - ص178

[10] - ص 179

[11] - البقرة 79

[12] - الانعام 93

[13] - يونس 17 - 18

[14] - الكهف 15

[15] - الأنعام 144

[16] - الأعراف 37

[17] - البقرة 159

[18] - البقرة 174

[19] - ص 107

[20] - المرتضى، رسالة في الغيبة، ص 2، والصدوق، اكمال الدين، ص 54

[21] - يقول (الكاتب السيستاني):"هناك روايات أُخرى كثيرة صريحة برؤية السفراء الاَربعة كلٌّ في زمان وكالته للامام المهدي ... ولقد ذكر الصدوق من وقف على معجزات الاِمام المهدي ورآه من الوكلاء وغيرهم مع تسمية بلدانهم وقد أشرنا إلى بعضهم، وقد بلغوا من الكثرة حدّاً يمتنع معه اتفاقهم على الكذب لاسيما وهم من بلدان شتى، ويواصل حديثه فيقول:" كما شاهد الاِمام المهدي عليه السلام من كان يخدم أباه العسكري عليه السلام في داره مع بعض الجواري والاِماء، كطريف الخادم أبي نصر، وخادمة ابراهيم بن عبدة النيسابوري التي شاهدت مع سيدها الاِمام المهدي عليه السلام ، وأبي الاَديان الخادم، وأبي غانم الخادم وشهد بذلك أيضاً: عقيد الخادم، والعجوز الخادمة، وجارية أبي علي الخيزراني التي اهداها إلى الاِمام العسكري عليه السلام ، ومن الجواري اللّواتي شهدن برؤية الاِمام المهدي عليه السلام: نسيم، ومارية".ص 115

[22] - ويقول:"كان الاِمام الحسن العسكري عليه السلام حريصاً على أن لاينتشر خبر ولادة المهدي إلاّ بين الخلّص من شيعته ومواليه عليه السلام، مع أخذ التدابير اللازمة والاحتياطات الكافية لصيانة قادة التشيع من الاختلاف بعد وفاته عليه السلام، إذ أوقفهم بنفسه على المهدي الموعود مرات عديدة وأمرهم بكتمان أمره". ص 119



لازال كابوس مراجع الخمس
يوجه ضرباته العنيفة
-----------------------------------------







التوقيع :
عن عباس بن يزيد عن ابي عبدالله عليه السلام قال: قلت له: ان هؤلاء العوام يزعمون ان الشرك اخفى من دبيب النمل في الليلة الظلماء.. فقال: لا يكون العبد مشركا حتى يصلي لغير الله أو يذبح لغير الله أو يدعو لغير الله عز وجل..»


وسائل الشيعة 341/28
وبحار الانوار 96/69
والخصال 136/1.
من مواضيعي في المنتدى
»» هل سمعتم كلام المرجع الباكستاني الصفوي بشير النجفي من قبل؟
»» رد فعل الأشاعرة والصوفية على الصوفي علي جمعه الذي أجاز لهم التعبد بدين الإثني عشرية
»» ماذا فعل فيصل نور بالرافضة ؟ شاهدوا ماذا قال المعمم
»» المرجع الفياض ينفي أعلمية الحيدري ويبطل تصديه للمرجعية
»» هل نحن نفتري على الشيعة الاثناعشرية حينما نتهمهم باليهوديه؟؟؟
 
قديم 12-09-06, 12:47 PM   رقم المشاركة : 3
فهَّاد
من كبار الأعضاء








فهَّاد غير متصل

فهَّاد is on a distinguished road


الأخ ابن الخطاب . أرجو الدخول على هذا الرّابط .

http://www.d-sunnah.net/forum/showth...054#post439054







 
قديم 12-09-06, 06:43 PM   رقم المشاركة : 4
الهاوي
عضو ماسي






الهاوي غير متصل

الهاوي is on a distinguished road



===================
أقول:
===================

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ( صحبه و اتباعه أجمعين )

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



للرفع

/////////////////////////////////////////////////






التوقيع :
-*/-*/-*/-*/-*/-*/-*/-*/-*/-*/-

يوجد في منتديات - النيليين و سبلة العرب و ....الخ

من المنتديات من يحمل هذا الاسم " الهاوي" فالرجاء التأكد

من انني صاحب هذه الكتابات بعرضها في هذا المنتدى

-*/-*/-*/-*/-*/-*/-*/-*/-*/-*/-
من مواضيعي في المنتدى
»» إرفعوا المواضيع الهادفة و ليخسأ الكلب الحاقد " الحياة "
»» إسم فاطمة رضي الله عنها عند الإثنى عشرية يساوي = الحزن
»» الثقل الأكبر و الأصغر ( القرآن و اهل بيتي )فأين النبي ؟؟؟
»» شبهة - لا تسبوا أصحابي
»» الإمام ليس بالضرورة ان يصل إلى الرئاسة
 
قديم 28-09-07, 05:07 AM   رقم المشاركة : 5
ابن الخطاب
عضو ماسي







ابن الخطاب غير متصل

ابن الخطاب is on a distinguished road


للتذكير بخرافة السرداب







التوقيع :
عن عباس بن يزيد عن ابي عبدالله عليه السلام قال: قلت له: ان هؤلاء العوام يزعمون ان الشرك اخفى من دبيب النمل في الليلة الظلماء.. فقال: لا يكون العبد مشركا حتى يصلي لغير الله أو يذبح لغير الله أو يدعو لغير الله عز وجل..»


وسائل الشيعة 341/28
وبحار الانوار 96/69
والخصال 136/1.
من مواضيعي في المنتدى
»» من دعاء المجسم المعصوم الصادق (وعلوك وارتفاعك، فوق عرشك،)
»» كتب أحدهم موضوع عن الهاشي صاحب فضائية الحقيقة فدخل رافضي عرض وشتم صاحب المستقلة!!
»» من صور التنسيق الصفوي الاعلامي: مذيع الفرات في الكوثر ومذيع العراقية في الفيحاء
»» المعمم العلامة محمد جواد مغنية - الزيدية ليسوا شيعة بل فرقة مستقلة بذاتها
»» حسين الخميني يفضح جدة الهالك ويقول بمسؤليته عن المتفجرات الى ضبطتها الجمارك السعودية
 
قديم 15-09-13, 09:37 AM   رقم المشاركة : 6
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


مشاركات منقولة من منتدى شيعي

حول نفس الموضوع الذي نشره الاخ الكريم ابن الخطاب


الحاجة الى الامام ليست مسألة عقدية بقدر ما هي حاجة سياسية عملية يومية،

أم لا تزال تصر على اشتراط العصمة والنص في الامام (اي الرئيس ورئيس الوزراء) وتحرم اقامة الدولة في هذا العصر؟

والا فان العقيدة الاسلامية قد كملت يوم قال الله تعالى لنبيه الكريم اليوم اكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا.
واعتقد انك توافقني على ان النبي محمد صلى الله عليه وآله هو خاتم النبيين، وبوفاته انقطع الوحي، ولا نبي بعده، وان مهمة الامام هي مهمة تطبيق الدين وحفظ حقوق الناس واقامة العدل، وقد اختلف المسلمون حول شروط الامام ومواصفاته فقال معظم المسلمين بضرورة اتصاف الامام اي الرئيس أو الخليفة أو القائد أو الزعيم بصفة العلم والعدل والتقوى، وقال الامامية بضرورة اتصاف الامام بصفة العصمة والعلم الالهي. ومع القول بغيبة الامام بقي الشيعة الامامية بدون قائد أو زعيم، فحرموا اقامة الدولة في عصر الغيبة، الى أن ظهرت نظرية ولاية الفقيه في القرون الأخيرة كبديل عملي عن نظرية الامامة، واكتفى الشيعة بصفة العلم القائم على الاجتهاد والعدالة الظاهرية، وهذا ما سمح لهم باقامة الدولة الاسلامية ، وقال فريق آخر من الشيعة بجواز اقامة الدولة حتى بدون تلك الشروط كما هو الحال في العراق حيث لا يشترط الدستور بالرئيس أن يكون فقيها عادلا حسب نظرية ولاية الفقيه، وانما يكفي أن يكون عالما بالسياسة وعادلا بمعنى الالتزام بالقانون والدستور.
واذا عدت الى كتابي (تطور الفكر السياسي الشيعي من الشورى الى ولاية الفقيه) لا تجد فيه بحثا مسهبا عن موضوع خروج المهدي في المستقبل، لأنه لا يدور حول هذا الموضوع، وانما يبحث مسألة وجود الامام محمد بن الحسن العسكري، وانه ولد قبل ألف ومائة وسبعين عاما، ولا يزال حيا الى اليوم، وانه لا يجوز اقامة الدولة الا تحت امامة المعصوم المعين من قبل الله، وما الى ذلك من توابع النظرية الامامية
وقد قلت في كتابي ان الشيعة الامامية اليوم تخلوا عن تلك الشروط المثالية التي يستحيل تطبيقها، وحدث تطور جذري كبير في الفكر السياسي الشيعي، وانهم اليوم يمكن وصفهم بالشيعة الجعفرية، ولكن لا يمكن تسميتهم بالامامية الاثني عشرية، لتخليهم عمليا عن اشتراط العصمة والنص في الامام، وقبولهم بالنظام الديموقراطي أو بنظام ولاية الفقيه
وقلت أيضا بأن الشيعة الامامية افترضوا وجود ولد للامام الحسن العسكري الذي لم يشر الى وجود ولد لديه لا في حياته ولا عند وفاته، انقاذا لنظرية الامامة من الانهيار والوصول الى طريق مسدود.
فهل تتفق معي في ذلك؟ أم لا تزال تصر على اشتراط العصمة والنص في الامام (اي الرئيس ورئيس الوزراء) وتحرم اقامة الدولة في هذا العصر؟

==============
==============
أنا أعتقد يا أستاذ أحمد الكاتب أنه ليس مهماً أن مولوداً ذكراً ولد للحسن العسكري أم لا !

القضية لا تقدم ولا تؤخر .

القضية الأهم في رأيي هو كون هذا المولود أصبح إماماً منذ ولادته !!

يعني إمام طفل !
لأنه وحسب المذهب الإمامي أن الأرض لا يخلو من إمام !
وبما أن الحسن العسكري مات فإن هذا الطفل الوليد هو إمام الدنيا !

تخيل إمام الناس طفل رضيع ضعيف لا يدفع أذى نفسه عن نفسه!

والقضية الأعظم هو أن الإمامية (ولسبب غير مفهوم إطلاقاً) يقولون أن هذا الطفل الغائب ، الذي فيما بعد أصبح رجلاً غائباً كذلك يعد ممثل العترة في زمانه الممتد 1200 سنة حتى الآن !

ترى هل لغائب حجة ؟
ترى كيف يتمسك الإمامية بالقرآن (الحاظر) وبالعترة (الغائبة ) في الوقت ذاته ؟
ترى هل هذا الغائب (ممثل العترة) أزال الإختلاف والضلال عن الطائفة المؤمنة به ؟

هناك أسئلة عديدة وموضوعية جداً جداً ليس لها إجابات على الإطلاق ، وعلى الرغم من ذلك يصر الإمامية على هذه النظرية !

طبعاً أنا أوافقك الرأي استاذ أحمد أن الإيمان بالإمامة الإلهية وبالغيبة عند الطائفة الشيعية الإمامية ليس له أثر في واقع الشيعة المعاصر ، إنما يتعلق الأمر بتراث ديني عاطفي تتلقفه الأجيال المتعاقبة كموروث مقدس ليس إلا .

============
===========

الأخ العزيز تركماني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كما تعرف فان الانترنت نعمة عظمى توفر الاتصال والحوار بين المسلمين، وتسمح للانسان البعيد عن المكاتب والكتب بالاطلاع على الكتب بكل سهولة، وخاصة على الرأي الآخر، واذا كنت قد ولدت ونشأت في بيئة ثقافية معينة فانك تستطيع ان تقوم بدراسة دينك ومذهبك وأيديولوجيتك الموروثة بصورة جيدة، كما تستطيع ان تطلع على أديان ومذاهب الآخرين وأفكارهم الخاصة بصورة جيدة أيضا، وتدرسها دراسة مقارنة دقيقة حتى تعرف الحق من الباطل
وأنا أعتقد ان المسلمين الذين يؤمنون بالله تعالى وباليوم الآخر وبنبوة النبي محمد صلى الله عليه وآله، جميعا ومن مختلف الطوائف هم من الفرقة الناجية وعلى الحق سواء كانوا شيعة أم سنة، ولكن كل فرقة تحتوي على أفكار منحرفة وخاطئة بصورة نسبية ، وعلى الجميع القيام بمراجعة بعض الأفكار الموروثة التي لا تستند الى دليل من القرآن الكريم أو الأحاديث الثابتة الصحيحة.
ومن الأفكار الخاطئة التي لا تستند الى دليل، والتي يؤمن بها بعض الشيعة أن الأئمة أفضل من الأنبياء حتى أولي العزم، وهذا خطأ كبير يتعارض مع القرآن الكريم الذي حدثنا عن الأنبياء ولم يحدثنا عن الأئمة، ولا يستند الا الى أحاديث ضعيفة مختلقة موضوعة ، وعليك مراجعتها بدقة حتى تتخلص من هذه الأفكار الشيطانية
وأما مسألة صغر عمر الامام، فقد يحثتها بصورة مفصلة في الجزء الأول من كتابي (تطور الفكر السياسي الشيعي من الشورى الى ولاية الفقيه) ولم أتوقف عندها في بحث موضوع الامام الثاني عشر، الذي يقال انه ورث الامامة وعمره خمس سنوات، لأني ركزت على مسألة ولادته من الأساس ، وقلت انه لم يولد قط، ولم يكن يوجد شخص بهذا الاسم، وانما هو شخصية فرضية اسطورية وهمية، والا فان مسألة عمره مسألة مهمة لا بد من التوقف عندها لو كان موجودا
وقد وقف الشيعة السابقون عند هذه المسألة وكانت لهم ردود أفعال مختلفة ، ولذا يستحسن مراجعة التاريخ الشيعي للتعرف على هذه المشكلة
وسوف أنقل لكم بعض ما كتبت عن الموضوع في كتابي تحت عنوان "أزمة الطفولة" وهو كما يلي:

بينما كان الامامية يحاولون اثبات امامة الرضا بالنصوص والمعاجز ، توفي الامام الرضا في خراسان سنة وكان ابنه محمد الجواد يبلغ من العمر سبع سنين ، مما سبب في حدوث أزمة جديدة في صفوف الامامية ، وشكل تحديا ً كبيرا للنظرية الوليدة « حيث لم يكن يعقل ان ينصب الله تعالى لقيادة المسلمين طفلا صغيرا محجورا عليه لا يحق له التصرف بامواله الخاصة ، غير مكلف شرعا ، ولم تتح له الفرصة للتعلم من ابيه الذي تركه في المدينة وله من العمر اربع سنوات


وهذا ما ادى الى انقسام الشيعة الامامية الى عدة فرق :

أ - فرقة عادت الى الوقف على موسى الكاظم ، وتراجعت عن ايمانها بامامة الرضا ، ورفضت الاعتراف بامامة الجواد . وقالت* · ان من كان له من السن ماذكرناه لم يكن من بالغي الحلم ولا مقاربيه ، والله تعالى يقول: وابتلوا اليتامى حتى اذا بلغوا النكاح فان آنستم منهم رشدا فادفعوا اليهم اموالهم واذا كان الله تعالى قد اوجب الحجر على هذا في امواله لايجابه ذلك في جملة الايتام بطل ان يكون اماما لان الامام هو الوالي على الخلق في جميع امر الدين والدنيا وليس يصح ان يكون الوالي على اموال الله تعالى كلها من الصدقات والاخماس ، والمأمون على الشريعة والاحكام وامام الفقهاء والقضاة والحكام ، والحاجر على كثير من ذوي الالباب في ضروب من الاعمال من لا ولاية له على درهم واحد من مال نفسه ولا يؤمن على النظر لنفسه ، ومن هو محجور عليه لصغر سنه ونقصان عقله لتناقض ذلك واستحالته


ب وفرقة ذهبت الى أخي الامام الرضا : احمد بن موسى الذي كان يرى رأي الزيدية وخرج مع ابي السرايا في الكوفة والذي كان موضع تقدير وحب اخيه الرضا ، وكان على درجة من العلم والتقوى والورع كما يصفه الشيخ المفيد في الإرشاد وزعم هؤلاء ان الرضا اوصى اليه ونص بالامامة عليه وقد نحى هؤلاء منحى الفطحية الذين قالوا بامامة موسى الكاظم بعد وفاة عبدالله بن جعفر دون ان يعقب ، ولم يلتزموا بدقة بقانون الوراثة العمودية ، واعتبروا الجواد الذي كان طفلا صغيرا كأنه لم يكن. وذهب قسم آخر من الشيعة للالتفاف حول الامام محمد بن القاسم بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب الذي كان يعيش في الكوفة ، وكان معروفا بالعبادة والزهد والورع والعلم والفقه ، وفجر ثورة ضد الخليفة المعتصم في الطالقان سنة


ج وفرقة قالت بامامة الجواد ، ولكنها اضطربت في الاجابة على مشكلتي العمر والعلم ، فقال بعضهم : لا يجوز ان يكون علمه من قبل ابيه لان اباه حمل الى خراسان وابو جعفر ابن اربع سنين واشهر ، ومن كان في هذه السن فليس في حد من يستفرغ تعليم معرفة دقيق الدين وجليله ،ولكن الله علمه ذلك عند البلوغ بضروب مما يدل على جهات علم الامام مثل الالهاموالنكت في القلب والنقر في الاذن والرؤيا الصادقة في النوم والملك المحدث له و وجوه رفع المنار والعمود والمصباح وعرض الاعمال

ولما كان الاماميون يعتبرون الامامة شبيهة بالنبوة وانها من الله فلم يصعب عليهم الاستشهاد بآية من القرآن الكريم تقول· وآتيناه الحكم صبيا¨ وقالوا* كما اعطى الله النبوة ليحيى وهو طفل صغير ، وكما اعطاها لعيسى وهو طفل صغير كذلك فلم لا يجوز ان يعطي الامامة لمحمد الجواد وهو ابن سبع سنين؟ و رووا عن الجواد انه قال لمن استشكل في عمره· ان الله تعالى اوحى الى داود ان يستخلف سليمان وهو صبي يرعى الغنم

وقال بعض الذين قالوا بامامة الجواد ، دون ان يتبنوا الرأي الآنف : · ان الجواد قبل البلوغ هو امام على معنى :ان الامر له دون غيره الى وقت البلوغ ، فاذا بلغ علم لا من جهة الالهام والنكت ولا الملك ولا لشيء من الوجوه التي ذكرتها الفرقة المتقدمة، لان الوحي منقطع بعد النبي باجماع الامة¨ . ورفضوا فكرة العلم بالالهام وقالوا : · لا يعقل ان يعلم ذلك الا بالتوقيف والتعليم لا الالهام والتوفيق ، لكن نقول انه علم ذلك عند البلوغ من كتب ابيه وما ورثه من العلم فيها وما رسمه له فيها من الاصول والفروع ، واجاز قسم من هؤلاء القياس والاجتهاد في الاحكام ، للامام خاصة ، على الاصول التي في يديه لانه معصوم من الخطأ والزلل فلا يخطيء في القياس¨


ولكن هذا الرأي كان يستوجب اعادة النظر في نظرية الامامة والتساؤل * اذن من هو الامام في فترة صغر الجواد ؟..ومن الوصي عليه؟


وبالرغم من عدم وجود نص صريح بالإمامة من الرضا على الجواد ، أو الوصية له ، و عدم ادعاء الإمام الجواد نفسه بالإمامة ، فقد اضطر الإمام يون للقول بامامته انقاذا لنظريتهم من التهاوي والسقوط ، وكان لا بد ان يبنوا قولهم على مجموعة من حكايات المعاجز والعلم بالغيب ، كمعرفة الجواد وهو في المدينة بوفاة ابيه وهو في خراسان في نفس الساعة ، وذهابه بلمح البصر الى خراسان لتغسيل ابيه وتكفينه ، ثم عودته الى المدينة في نفس الليلة« وقيام عصا كانت في يده بالنطق والشهادة له بالامامة ، واجابته لقوم من الشيعة عن ثلاثين الف مسألة في مجلس واحد

وقد تكررت مشكلة صغر عمر الامام الجواد مرة اخرى مع ابنه علي الهادي ، حيث توفي الجواد في مقتبل عمره ولما يكمل الخامسة والعشرين ، وكان ولداه الوحيدان علي وموسى صغيرين لم يتجاوز اكبرهما السابعة « ولأن الهادي كان صغيرا عند وفاة الجواد فقد اوصى ابوه بالاموال والضياع والنفقات والرقيق الى عبدالله بن المساور وامره بتحويلها الى الهادي عند البلوغ ، وشهد على ذلك احمد بن ابي خالد مولى ابي جعفر وهذا ما دفع الشيعة الى التساؤل: اذا كان الهادي بنظر ابيه غير قادر على ادارة الاموال والضياع والنفقات لصغره فمن هو الامام في تلك الفترة ؟..وكيف يقوم بالامامة طفل صغير ؟.. وهو سؤال كان قد طرحه البعض عند وفاة الامام الرضا من قبل ، وذلك عندما كان الجواد طفلا صغيرا ، وقد زاد الغموض الحيرة بين الاخوين علي وموسى : ايهما الامام؟.. يقص علينا الكليني و المفيد ذلك الغموض وتلك الحيرة التي اصابت الشيعة في امر الامام بعد الجواد ، وعدم معرفة كبار الشيعة بهوية الامام الجديد ، و اجتماعهم عند محمد بن الفرج للتفاوض في امرها ، ثم مجيء شخص واخبارهم بوصية الامام الجواد له سرا بامامة ابنه علي الهادي

وقد ادت هذه الحيرة وذلك الغموض في امر الامامة الى انقسام الشيعة الامامية أتباع الجواد ، الى قسمين * قسم يقول بامامة الهادي وآخر يقول بامامة اخيه موسى المبرقع



ولكن الشيخ المفيد أهمل ذلك الانقسام ولم يشر اليه ، بل ادعى اجماع الشيعة على القول بامامة الهادي ، و قال * ان ذلك الاجماع يشكل دليلا يغني عن ايراد النصوص بالتفصيل

الا ان ذلك لم يشكل في الحقيقة دليلا كافيا لإثبات امامة الهادي ، مما دفع الامامية كالعادة الى محاولة اثبات الامامة له عن طريق المعاجز ودعاوى علمه بالغيب ، فراحوا يدعون* معرفته بوفاة ابيه في بغداد وهو في المدينة ، في نفس الساعة ، ومعرفته بمرض احد ابناء عمه غيبيا ، و معرفته بمقتل الخليفة العباسي الواثق وجلوس المتوكل مكانه ، ومقتل ابن الزيات ، وهو في المدينة ، وقبل ستة ايام من مجيء اول مسافر من العراق ، ونقل الامام الهادي لرجل من اصحابه هو اسحاق الجلاب من سر من رأى الى بغداد في طرفة عين ، و تحويل خان للصعاليك الى روضات آنقات باسرات فيهن خيرات عطرات و ولدان كأنهن اللؤلؤ المكنون ، واطيار وظباء وانهار .

محاولة حل مشكلة الطفولة


لقد بنيت النظرية الاثنا عشرية على أشد النظريات الامامية تصلبا وتطرفا ، كتلك التي تشترط الوراثة العمودية حتى لو كان الامام طفلا صغيرا ، والقت جانبا النظرية الامامية المعتدلة الفطحية التي كانت تجيز امامة الاخوين اذا كان الامام الاول عقيما او كان ابنه صغيرا ، وذلك بسبب ان لاثني عشرية نشأت بعد عصر الأئمة من اهل البيت بعشرات السنين ، ولم تكن حاضرة مع الأئمة كما كان الشيعة السابقون لكي تتفاعل معهم وتدرك مدى قدرتهم على التفاعل في ايام الطفولة

ووجد مشايخ النظرية الاثني عشرية انفسهم وجها لوجه امام القرآن الكريم الذي يوصي بالحجر على الاطفال حتى بلوغهم سن الرشد ، حيث يقول*·وابتلوا اليتامى حتى اذا بلغوا النكاح فان آنستم منهم رشدا فادفعوا اليهم اموالهم¨ فقاموا بالخروج من هذا المأزق استثناء الأئمة من عموم الآية « وقد قال الشيخ المفيد *·ـ ان قال قائل : كيف يصح لكم معشر الامامية القول بإمامة الاثني عشر ..وانتم تعلمون ان فيهم من خلفه ابوه وهو صبي صغير لم يبلغ الحلم ولا قارب بلوغه ،كأبي جعفر محمد بن علي بن موسى ، وقد توفي ابوه وله من العمر عند وفاته سبع سنين ، وكقائمكم الذي تدعونه وسنه عند وفاة أبيه عند المكثرين خمس سنين ، وقد علمنا بالعادات التي لم تنتقض في زمان من الازمنة :ان من كان له من السنين ماذكرناه لم يكن من بالغي الحلم ولا مقاربيه ، والله تعالى يقول: ک وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فان آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم اموالهم وإذا كان الله تعالى قد أوجب الحجر على هذين النفسين في اموالهما لايجابه ذلك في جملة الأيتام بطل ان يكونا امامين . لان الإمام هو الوالي على الخلق في جميع أمر الدين والدنيا . وليس يصح ان يكون الوالي على أموال الله تعالى كلها من الصدقات والاخماس ، والمأمون على الشريعة والأحكام وامام الفقهاء والقضاة والحكام ، والحاجر على كثير من ذوي الألباب في ضروب من الاعمال من لا ولاية له على درهم واحد من مال نفسه ولا يؤمن على النظر لنفسه ،ومن هو محجور عليه لصغر سنه ونقصان عقله لتناقض ذلك واستحالته ، وهذا دليل على بطلان مذاهب الامامية خاصة .. فالجواب :... ان الله سبحانه وتعالى قد قطع العذر في كمال من اوجب له الامامة ودل على عصمة من نصبه للرياسة. وقد وضح بالبرهان القياسي والدليل السمعي :امامة هذين الامامين ، فاوجب ذلك خروجهما من جملة الايتام الذين توجه نحوهم الكلام¨ .

واضاف *· الامامية غير حرجة في اعتقادها خصوص آية الحجر بدليل يوجبه العقل ، ويحصل عليه الاجماع على التنزيل الذي اذكره ..وذلك انه لا خلاف بين الامة : ان هذه الآية يختص انتظامها لنواقص العقول عن حد الاكمال الذي يوجب الايناس فلم تكن منتظمة لمن حصل له من العقل ماهو حاصل لبالغي الحلم من اهل الرشاد ، فبطل ان تكون منتظمة للائمة

وحاول المفيد ان ينفي حجية العموم وحجية عموم آية الحجر حتى يسلم من الاتهام ..فابتكر بحثا اصوليا جديدا ..وقال: · ان الخصوص قد يقع في القول ولا يصح وقوعه في عموم العقل .. والعقل موجب لعموم الائمة بالكمال والعصمة . فاذا دل الدليل على امامة هذين النفسين وجب خصوص الآية فيمن عداهما بلا ارتياب .. مع ان العموم لا صيغة له عندنا فيجب استيعاب الجنس بنفس اللفظ ، وانما يجب ذلك بدليل يقترن اليه فمتى تعرى عن الدليل وجب الوقف فيه ..ولا دليل على عموم هذه الآية

ومع ان المفيد يدعي عدم الخلاف حول صفات الائمة الصغار ، مصادرة .. ويتجاوز الخلافات العنيفة حولهم داخل الشيعة الامامية ، فانه يحاول ان يثبت نقشا لعرش لم يثبت بعد ..حيث يحاول ان يثبت الطبيعة الاستثنائية للائمة الصغار بناء على موضوع العصمة والامامة التي لم تثبت بعد ، وليس ذلك إلا تخصيصا للقرآن بالظن .. ومن الواضح ان الشيخ المفيد يطلق على ظنه الحاصل من الفلسفة مصطلح العقل ، ويدعي وجود النص على امامة الجواد بناء على بعض اخبار الاحاد غير الثابتة ، كما يدعي وجود الاجماع الذي لم يكن له اثر بين الشيعة ولا عامة المسلمين حول امامة الجواد والهادي وغيره من الائمة ، ويقوم بعد ذلك بتخصيص عموم القرآن الكريم .. ثم لا يكتفي بذلك فينكر عموم آية الحجر الشامل للائمة وهم اطفال ..


ومع ان الادلة الفلسفية الظنية او اخبار الاحاد المتضاربة والضعيفة لا تستطيع الغاء العموم الوارد في القرآن الكريم وتخصيصه ، ولا تقييد المطلق ، فان الواقع التاريخي ينفي وجود حالة خاصة للائمة وهم اطفال صغار ، ويذكر التاريخ الشيعي : ان الامام الجواد مثلا قد اوصى بابنه علي الهادي ، الى عبدالله بن المساور ، وجعله قائما على تركته من الضياع والاموال والنفقات والرقيق وغير ذلك ، الى ان يبلغ علي بن محمد ، وقد كتب الوصية وشهد بها احمد بن خالد ، وذلك في يوم الاحد لثلاث خلون من ذي الحجة سنة عشرين ومائتين

و لكن المفيد يتحمس للجدال النظري بشدة بعد مضي اكثر من مائة سنة على نشوبه ..ودون ان يشاهد الائمة في صغرهم ليتثبت من حالتهم الشخصية ويعرف فيما اذا كانوا فعلا يمتلكون مؤهلات استثنائية غير طبيعية ؟.. ولا يقوم الشيخ المفيد بمراجعة التاريخ لكي يبني نظريته على اساس الواقع ..وانما يكتفي بالبحث النظري الفلسفي المجرد والمتأخر بعد مائة سنة لكي يقول مايقول ..وينتهج بذلك اسلوبا غير علمي للتعرف على الحقيقة

==============
==============
لأخ العزيز محمد من الكوفة
تحية طيبة
لا أحد رأى الله تعالى ولا أحد يراه ، ولكن المخلوقات ترى آثار خالقها فتعرف وجوده سبحانه وتعالى،
ولا يمكن قياس أية اسطورة بالله تعالى، فاذا نفى أحد اسطورة العنقاء فهل ينفي وجود الله تعالى؟ واذا نفى أحد نبوة مسيلة الكذاب فهل هو ينفي نبوة النبي محمد؟
كل شيء في الاسلام يحتاج الى دليل شرعي ، ولا يمكنك الايمان بأية عقيدة خارج القرآن الكريم
فهل تجد النص على وجود الامام الثاني عشر محمد بن الحسن العسكري في القرآن الكريم؟
سوف تقول لي توجد أحاديث
وأقول لك انها مزورة وموضوعة في القرون التالية ولم يكن لها أثر في حياة الأئمة
والدليل عدم معرفة معظم الشيعة الامامية وأهل البيت بها
بسم الله الرحمن الرحيم



قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا ؟ .. إن تتبعون إلا الظن ، وان انتم إلا تخرصون ! ( يونس 36)

إن هي إلا أسماء سميتموها انتم وآباؤكم ، ما أنزل الله بها من سلطان، إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس، ولقد جاءهم من ربهم الهدى .( النجم 23)

وما لهم به من علم .. إن يتبعون إلا الظن .. وان الظن لا يغني من الحق شيئا

.. ( النجم 28)

==========
===========
الأخ العزيز الكميت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارجو ان تعيد قراءة مقالي في الرد على الكاتب السيستاني فهو يحتوي على اجوبة الكثير من النقاط التي طرحتها
واضيف بأنه لا يشترط للايمان بوجود الامام الثاني عشر محمد بن الحسن العسكري الايمان بولاية الامام علي عليه السلام، ومع ذلك فقد آمن بها الكثير من الناس ومن الشيعة الامامية ولم يستطيعوا التوصل الى الايمان بوجود ولد للامام العسكري، وكما تعرف ان ثلاثة عشر فرقة من اربعة عشر فرقة من شيعة الامام العسكري لم يتأكدوا من وجود خلف له بالرغم من بحثهم وتفتيشهم واستقصائهم
وان الذين قالوا بوجود الولد لم يدعوا وجود أدلة علمية قاطعة وانما تشبثوا باشاعات واساطير وصرحوا انهم يفترضون وجوده بالظن والتخمين والافتراض
وأكبر دليل على اسطورية دعواهم هو عدم ظهور ذلك الولد المدعى مما أوقعهم في حيرة وأزمة عمرها ألف ومائتي عام تقريبا ، وهذا اضطرهم الى سلسلة من الافتراضات والادعاءات الوهمية بأنه سوف يظهر في المستقبل
والسؤال هو متى نتحرر من اساطير التاريخ الدخيلة في الدين؟
متى نفتح عقولنا ونعود الى كتاب الله وسنة رسوله وتراث أهل البيت السليم؟
متى نعود الى عقولنا؟

==================
=============
الأخ العزيز الأطرقجي
تحية طيبة
نقلت موضوعا منقولا عن السيد محمد حسين فضل الله، ومجموعا من عدة كتب له،
وكما تعرف فان موضوع وجود الولد للامام العسكري ليس موضوعا قابلا للتقليد، وانما يجب الاجتهاد فيه والتفكير والايمان عن قناعة وأدلة وبراهين
وكل فقرة نقلتها تحتاج الى أدلة وبراهين وتحقيق
وياليتك تقوم بخطوة واحدة على هذا الطريق مشكورا
===============
===============
الأخ العزيز محمد الكوفي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لست أدري فيما اذا كان لديك اطلاع على أنواع الأخبار وتقسيمها الى درجات حسب السند والمتن، فمنها أخبار متواترة وهي التي لا يشك أحد فيها وتورث اليقين، وأخبار الآحاد التي تحتمل الصحة والخطأ وهي تنقسم الى أخبار صحيحة وحسنة وموثقة وضعيفة، وهناك قسم آخر من الأخبار بلا اي سند وصادرة عن كذابين مشهورين، وهي في الحقيقة لا يجوز أن تسمى أخبارا، وانما اشاعات ودعايات باطلة
ومن له أدنى معرفة بعلم الرجال او العلوم الدينية يستطيع التمييز بين هذه الأنواع من الأخبار فيأخذ بالأولى المتواترة بدون نقاش كبير، ويدرس الأنواع الأخرى، ويهمل النوع الأخير بلا تردد
واعتقد ان الكثير من الناس العاديين يقومون بهذه العملية أيضا حيث يسألون عن الأخبار مثلا في أية صحيفة أو اذاعة أو تلفزيون نشرت؟ وهل المصدر محايد؟ أم معادي ومنحاز؟ وهل هناك ذكر للمصدر أو وكالة الأنباء؟ أم انه ليس سوى اشاعة رخيصة ومتناقضة ومتهافتة؟
ولو كان لدى شخص مال وتوفي ولم يعقب ، وجاء أشخاص يدعون وجود ولد له ويدعون أيضا أنهم وكلاء ذلك الولد المخفي الذي لم يظهر أو لم يستطيعوا اظهاره، وذهبوا جميعا الى المحكمة، فهل سيصدقهم القاضي ويعطيهم الأموال بكل سرعة وسهولة؟ أم يسألهم عن الأدلة والبراهين وعن صدق دعواهم واثبات وجود الولد بالأدلة الشرعية والقانونية؟ وهل يصدقهم بناء على دعوات فلسفية افتراضية واشاعات عن رجال مجهولين أو موهومين قالوا انهم رأوا من رآه مثلا؟
اخي العزيز
هناك طرق شرعية وقانونية لاثبات اي انسان في الحاضر والماضي والمستقبل، ولا يجوز ان نخلط بين الأخبار المتواترة وبين الاشاعات والأساطير، خاصة فيما يتعلق بالأمور المهمة التي اتخذت صفة العقائد والأسس للدين
واذا كنت تتفق معي في هذه المقدمة فأرجو منك أن تقوم بإعادة قراءة تاريخ قصة ولادة ابن الحسن العسكري، لتتأكد بنفسك فيما اذا كانت تتمتع بأية مصداقية أو تعتمد على أخبار صحيحة، أم لا تعتمد الا على اشاعات وأساطير وافتراضات وهمية ما أنزل الله بها من سلطان
وشكرا

===============
================
الأخ العزيز زيد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا لا اعتقد ان حديث "من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميته الجاهليه" حديث صحيح، حتى اذا كان يتفق عليه بعض السنة والشيعة، وذلك لتناقضه مع القرآن الكريم الذي يحدد مواصفات المؤمن الناجي والمفلح وهي الايمان بالله تعالى واليوم الآخر والأنبياء وآخرهم النبي محمد، ولا يشير في أية آية الى ضرورة معرفة امام الزمان والا فانه يموت ميتة جاهلية. وأول من روى الحديث عبد الله بن عمر في أيام الحجاج عندما أراد أن يبايعه تحت الخوف، مع انه لم يتذكر هذا الحديث عندما رفض بيعة الامام علي بن ابي طالب، ولو كان الحديث صحيحا لكان عاصيا بعدم بيعته للامام.
ثانيا: ان الحديث غامض لا يحدد من هو الامام؟
ثالثا: ان الحديث على فرض صحته لاينتج ضرورة ولادة ابن للامام الحسن العسكري، إذ يمكن تفسيره وتأويله بعدد كبير من الأئمة عبر التاريخ
رابعا:ان ابن الامام الحسن على فرض ولادته ووجوده ليس بامام اليوم لأنه لا يؤم الشيعة ولا عامة المسلمين، ولا يقوم بأي دور قيادي، ولا تفيد معرفته شيئا، ولا ينطبق عليه عنوان الامام، ذلك العنوان الذي ينطبق على الخميني والخامنئي وغيرهم أكثر مما ينطبق عليه، ولذلك قال بعض الفقهاء المعاصرين بأن الامام الغائب لا يستحق الخمس.
وأخيرا فان الاستدلال بهذا الحديث على وجود الامام الثاني عشر دليل على صحة ما أذهب اليه من أن المثبتين لوجود ذلك الامام انما يستندون الى افتراضات ظنية وهمية واهية، ولا يملكون أدلة شرعية علمية تاريخية قاطعة.


==============
===============
الأخ زيد النار : أكرر هذا الحديث لا يوجد إطلاقاً عند أهل السنة ، ولم يذكره ابن كثير في تفسيره .

الذي ورد : من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية .
وفي هذا الحديث حث على الإئتلاف تحت حاكم واحد ، وترك منازعته إن أجمع المسلمون على بيعته ، وعدم التخلف عن بيعته ، لأن ذلك يفضي إلى الفوضى والتنازع ، الذي كان من خصائص الجاهلية .

أما الصيغة التي أوردتها أنت فلها معنىً مختلف تماماً ، ولها مدلول عجيب لا يخطر في بال أحد ، حيث تتحدث عن أن الزمان له إمام تجب بيعته !!

================
================
الأخ العزيز الكميت حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

طبعا ان الأمر لايندرج ضمن المسائل الرياضية او النظريات العلمية التي تستند على معطيات محدده
ولكن يعتمد على ( الآيات القرآنية , الاحاديث النبوية , وكتب التأريخ )
ولكن موضوع وجود الامام الثاني عشر "محمد بن الحسن العسكري" لا يستند الى أية آية قرآنية ولا أي حديث نبوي ولا كتب التاريخ، وانما يعتمد فقط على الافتراض الفلسفي أو العقلي، وهو أبعد ما يكون عن العقل
ولا يمكن قياسه بأية قضية اسلامية أخرى تحتمل اللبس والتشكيك، إذ أن هناك حقائق تاريخية دامغة تقول ان الامام العسكري لم يعترف بوجود ولد في الظاهر، ولذلك أنكر وجوده أهل بيته كأخيه جعفر،وأوصى الامام العسكري بأمواله وجواريه الى أمه أمام القاضي ابن أبي الشوارب، ويعترف أقطاب النظرية الاثني عشرية بهذا الأمر ولكنهم يقولون انه أخفاه في السر خوفا عليه، ومع ذلك فانهم لا يقدمون اي دليل على زعمهم، بل كانوا يمنعون الشيعة من التحقيق والسؤال، حتى لا تنكشف ادعاءاتهم الباطلة.
لقد كان الامامية يعتقدون بضرورة استمرار الامامة الى يوم القيامة بصورة وراثية عمودية، ولم يكونوا يعرفون النظرية الاثني عشرية في القرن الثالث الهجري، وعندما توفي الامام العسكري ولم يشر الى وجود ولد له، تفرقوا الى اربعة عشر فرقة كل قال برأي، ولم يدع وجود ولد له الا فريق واحد، بدون علم ولا يقين وانما افتراضا وظنا وتخمينا، ثم أخذوا يختلقون الروايات على لسان النبي والأئمة من بعد، أو يأولون بعض الروايات القديمة على ذلك الولد المفترض
ولا توجد رواية واحدة صحيحة بمقاييس الشيعة الامامية تثبت ولادته او وجوده
اذن فان هذا الموضوع يختلف عن غيره من المواضيع اختلافا جوهريا كبيرا

والمسألة ليست مسألة خروج امام مهدي في المستقبل، وانما هي مسألة وجود ولد للامام العسكري هو الامام من بعده وانه لا يزال حيا الى اليوم منذ أكثر من الف ومائة وسبعين عاما، وانه سوف يبقى الى ملايين السنين في المستقبل
وقد رفض الامام الرضا قول الواقفية الذين ادعوا هروب الامام الكاظم من السجن وغيبته ومهدويته، وقال لهم: لو كان لله في أحد حاجة أن يطيل عمره لأطال الله عمر رسول الله، فلماذا يطيل عمر أبي؟
أما ما ذكرت من ادعاء بعض أهل السنة او اعترافهم بولادته فهو ليس الا تقليدا منهم للاثني عشرية وفي قرون متأخرة، ولا يشكل كلامهم اية حجة، وقد رددت على ذلك بشكل مفصل في حواري مع العلماء الرادين على كتابي ، في موقعي على الانترنت
وأنا لا ادعو لاتباع الكتب السنية بأية صورة كانت، ولا اعترف بوجود صحاح حتى البخاري ومسلم، اللذين اعتقد بوجود روايات كثيرة غير صحيحة فيهما، وانما ادعو للتحقيق والتثبت من أية رواية أو قصة أو حكاية، وتمييزها عن الخرافات والأساطير الدخيلة في الدين.

==================
=================
الأخ العزيز الكميت حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد تفضلت بتقديم أدلة أو حاولت ان تستدل على وجود الامام الثاني عشر بآية من القرآن الكريم وبعض الأحاديث التي شكلت منها نظرية عرفت بنظرية الامامة الالهية، والتي استولدت منها فرضية وجود الامام الثاني عشر
اي ان كل ما قدمته هو نظرية وفرضية
وهكذا فعل الكتاب السابقون الذين ألفوا حول الامام الثاني عشر قبل ألف عام
وكنت أعتقد سابقا ان وجود الامام الثاني عشر حقيقة تاريخية، ولم أكن أعرف انه ليس سوى فرضية تقوم على نظرية فاذا ناقشت تلك النظرية التي تحتوي على تفاصيل كثيرة، أو رفضت أية مقولة جزئية من مقولاتها فان تعجز عن ولادة الفرضية ،
ومن الأمور التفصيلية الجزئية التي تقوم عليها نظرية الامامة هي مسألة عدم جواز امامة الأخوين بعد الحسن والحسين، فاذا شككت في هذه المقولة التي لا تستند الى آية قرآنية أو حديث نبوي شريف ، أو قول لأئمة أهل البيت ، فانك لا تصل بالضرورة الى حتمية افتراض وجود ولد للامام العسكري، لأنك سوف تنتقل الى أخيه جعفر، كما انتقل الشيعة الامامية الفطحية الى موسى بن جعفر بعد الامام عبد الله الافطح، وكما انتقلوا الى الى الامام أحمد بن موسى بعد الرضا لصغر عمر الجواد، وكما انتقلوا الى امامة بعض العلويين بعد الجواد عندما كان ابنه الهادي صغيرا عند وفاته. مما يعني ان المسألة ليست بتلك البساطة اذا كنت تؤمن بامامة الامام علي او الاثني عشر اماما يجب عليك افتراض وجود الامام الثاني عشر.
ثم ان المسألة بالمقلوب
عليك أولا ان تثبت وجود الامام الثاني عشر وولادته قبل ان تؤمن بنظرية الامامة الاثني عشرية، ولو لم تتأكد من وجود ابن الحسن العسكري فان عليك ان تراجع نظرياتك، لا ان تغمض عي************ وتفترض وجود ولد له على رغم أنف الامام العسكري وأنف الحقيقة والتاريخ
أخي العزيز الكميت انك لم تقم بتقديم دليل وانما قمت بصراحة بعملية افتراض وهمية
وبما انك رجل مثقف وتعي ما تقول، فاني اطلب منك أن تتوقف قليلا مع نفسك لتنظر كيف تبنى هذه العقيدة التي يراد لها أن تكون جزءا من الدين على أوهام وفرضيات ، دون أن تمتلك اي دليل شرعي أو قانوني
ولن تحتاج الا الى وقفة شجاعة لنقد الذات والاعتراف بالحقيقة، والعودة الى كتاب الله والعقل السليم
===============
==================
اخي العزيز الكميت حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حديثك يدور حول فكرة المهدي العامة، وأنا لا أتحدث عن هذا الموضوع أبدا، وانما عن شخص محدد قيل انه ولد ، ولا أعتبر الحديث عن المهدوية يشكل دليلا أو مدخلا لإثبات وجود ذلك الولد المدعى، كما لا اعتبر الحديث عن ضرورة الامامة وضرورة استمرارها الى يوم القيامة بشكل عمودي في ذرية علي والحسين، دليلا على ولادة "ابن الحسن العسكري" إذ اعتبر هذا الاستدلال افتراضا وهميا تعسفيا وغير شرعي ولا قانوني، حيث يجب أولا التأكد من ولادة ذلك الانسان بالطرق الشرعية ثم اثبات صفة الامامة أو المهدوية له، اي العرش ثم النقش
وهنا يكمن الاختلاف بيني وبين من يدعي ولادة الامام الثاني عشر.
ولست بحاجة للقول انه اسطورة، فقد أثبت التاريخ الطويل من "غيبته" وعدم قيامه بمهام الامامة وقيادة المسلمين والشيعة انه غير موجود، رغم محاولة الذين زعموا وجوده تبرير غيبته المناقضة للامامة، بحجج واهية وادعاءات فارغة
وانتهوا أخيرا الى استبداله بأئمة أحياء ظاهرين هم المراجع والرؤساء وقادة الأحزاب الذين عملوا ويعملون من اجل اقامة الدولة وتطبيق أحكام الدين
وقد تخلى الشيعة عمليا عن عقيدة الانتظار وعن الفكر الامامي الذي يشترط العصمة والنص في الامام، وقبلوا بالحكم الديموقراطي
وآن لهم أن يتخلوا عن فرضية وجود ذلك الامام الذي لم يقم أي دليل على وجوده، ويعيدوا النظر في النظرية الامامية المخالفة لأحاديث وسلوك أئمة أهل البيت عليهم السلام
آن لهم أن يعودوا الى القرآن الكريم والعقل السليم
آن لهم أن يبنوا نظامهمم السياسي على أسس ديموقراطية سليمة ويتوحدوا مع اخوتهم المسلمين من سائر المذاهب، ممن آمن والتزم بالديموقراطية الاسلامية.







التوقيع :
دعاء : اللهم أحسن خاتمتي
وأصرف عني ميتة السوء
ولا تقبض روحي إلا وأنت راض عنها .
#

#
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله :
العِلمُ قَالَ اللهُ قَالَ رَسولُهُ *قَالَ الصَّحَابَةُ هُم أولُو العِرفَانِ* مَا العِلمُ نَصبكَ لِلخِلاَفِ سَفَاهَةً * بينَ الرَّسُولِ وَبَينَ رَأي فُلاَنِ

جامع ملفات ملف الردود على الشبهات

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=83964
من مواضيعي في المنتدى
»» الاخوان المسلمون سوريا دعوات التشيُّع في مجتمع سُني تثير الاستفزازات
»» الى السيد السيستاني (قدس الله سره) نحن الشيعة نعيش في عصر الجاهلية!!
»» الرد على ادعاء ان عبدالله بن عمر استخدم التقية في اعطاء الصدقة و الزكاة الي الامراء
»» جواب لماذا لم ينصر السنة الحسين و هل كانوا مع يزيد او الحسين
»» صدق كلام ضاحي خلفان في مخطط الشيعة نحو الكويت واستخدام الجويهل معول لعزل الحكومة
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:20 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "