نحن وإخواننا : تقارب بعد اختلاف ، أو دفع وإقصاء لهم ليكونوا أقرب للصفويين منا
بداية :
ليس في أدبيات تربية الطفل السني التحذير من الروافض ، بل التوجه منصرف في مجمله للعدو الخارجي فلهذا نجد عندنا مفردات (اليهود ، النصارى ، الصهيونية الماسونية وغيرها ) .
في حين أن هذه المفردات تمحى وتحل محلها عند طفل الروافض مفردات (الأمويون ، مغتصبوا حق آل البيت ، أول ظالم ، يزيد ، وغيرها) وكلها ترمز لنا أهل السنة (أعداء الداخل)
الجهود :
أجزم أن جهود أهل السنة لم تبدأ ـ على نطاق مشجع ـ بتوضيح أمر الصفويين والتحذير منهم إلا منذ سنوات معدودة . تأتي متزامنة مع انتشار الأنترنت وبداية المناظرات . ولهذا فهذه الجهود متأخرة كثيراً ومتخلفة كثيراً جداً عن الجهود الصفوية في هذا المجال ، والتي تبدأ من الطفولة لكل صفوي .
يا أفاضل :
هناك من أهل السنة من صفق لحزبلات في المغامرة الأخيرة والسبب الأوضح أن السني مبرمج على عداوة (الخارجي) أولاً . وكل عدو للعدو للخارجي فهو قريب للسني (هكذا هي المعادلة عند كثير من أهل السنة)
إن السني الذي تربى منذ طفولته على النظر فقط للعدو الخارجي ، ليس من السهولة أن نطلب منه محو كل ما سبق خلال شهر ، ونطالبه قسراً بتغيير أولويات عداوته بمقال أو مقالين أو مائة مقال في التحذير من الصفويين وبيان خطرهم . هذه أماني وأوهام .
بكل صراحة لم أستغرب تصفيق بعض أهل السنة للصفويين في لبنان ، الذي استغربته فعلاً أننا رمينا المصفقين من أهل السنة بالحمق والغباء والبلاهة وقصر النظر السياسي والسخف ، وقائمة التعالي طويلة . لكننا في الوقت نفسه لم نتساءل لماذا صفقوا له ؟
لم نتساءل بجد : هل قصرنا نحن في توضيح الصورة لهؤلاء المصفقين من قبل وقوع الحدث ؟
لم نتساءل : أين الخلل ؟
لم نتساءل : كيف السبيل لتعديل الخطأ .
هنا الصعوبة وهنا الامتحان ، بل هنا حقيقة مرة .
أيها الأفاضل ،
نعم اختلفت مواقف البعض ، لكن ما الحل ؟!
هل الحل أن نستمر في ملاحقتهم وتوبيخهم وتعييرهم في كل مناسبة لأنهم أخطاوا ـ في نظرنا ـ في موقفهم من الصفويين ؟
هل الحل أن ندفع بإخواننا بقوة وبلا مسؤولية بعيداً عنا ليكونوا أقرب للصفويين منا ؟!
هل الحل أن نزيدهم منا نفوراً ؟
إننا بحاجة ماسة لإزالة أي فجوة قد تكون حصلت ، لنبدأ عملية توضيح الحقيقة لأهل السنة بطريقة تضمن في المستقبل أن يتفهموا خطر الصفويين ولا يصفقوا لهم .
أتمنى أن نقوم بمسؤلياتنا ، وأن نعترف أننا (نحن من عرف حقيقة الخطر الصفوي) قد قصرنا كثيراً في السابق في توعية هؤلاء المصفقين وأننا لم نصل لهم بصوتنا المقنع . وما تصفيقهم للصفويين إلا انعكاس حقيقي لتقصيرنا ، وتنبيه لنا أن الطريق أمامنا طويل .
وأرجو أن نتوقف عن تعيير من اختلف موقفه عنا في هذه الأزمة ، وأن لا نلاحقه بزلته ـ في نظرنا ـ في كل منتدى (وكأننا فرحنا بهذا الزلل) بل نتجاوز هذا الأمر منه ، فما يجمعنا به أكثر بكثير مما يفرقنا ، وهو من أهل السنة والجماعة . وليس من مصلحتنا أن نزداد عن بعضنا بعداً ، ولا أن نستمر في إبعاد إخواننا عنا بملاحقتهم وتذكيرهم بمواقف ربما لايرونها الآن . كل هذا ليس في مصلحة أهل السنة كيف هذا (وكابوس النووي الصفوي يجثم على رؤسنا في إيران . والعراق مثال لما يمكن أن يشمل الجميع بلا استثناء )
وأتمنى أن نتيقن أن مقالاً متعالياً مسفهاً للآخرين محتقراً لعقولهم هو جزء من إعانة الشيطان عليهم ليس إلا . ولن تتغير القناعات بمثل هذا أبداً .
وأخيراً أقول :
القناعات تتغير بالتواصل الحقيقي الودود والإقناع المستمر المتدرج ، والنفس الطويل (اللهم صلي وسلم على قدوتنا وحبيبنا)
والناس مختلفون فمنهم من يكفيه مقال أو موقف ليقتنع ، ومنهم من يحتاج لأكثر من هذا . ومنهم أهل مكانة وتأثير ممن يستحق أن تذهب له مجموعات رزينة لتوضح له الصورة ، وتطلعه على الأدلة ، والإنسان يتغير ويقتنع ، وإن لم يقتنع كلياً فقطعاً ستتغير نظرته أو تخف أو حتى يبدأ مرحلة مراجعة ذاته ومواقفه .
تنبيه مهم :
هناك صفويون تابعون لمراكز بحوث صفوية يعملون بخطط مدروسة على التحريش بين أهل السنة ، وبين عوامهم وعلمائهم . ويدفعون باتجاه تفريقنا وتشتيت جهودنا ، وصرفنا عن خططهم وألاعيبهم ومخازيهم .