الموتى لايسمعون الفزعة ياطلاب العلم

[ابوغنام]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
أمابعد فأتمنى من إخواني في المنتدى جمع الأدلة معي على أن الموتى لايسمعون
وذلك لأن حسين الأسدي في مناظرته الأخيرة مع شيخنا عدنان عرعورحفظه الله
أكثر من قوله نحن لاندعو الموتى بل نطلب منهم أن يدعوا لنا الله
وفي فراره هذا من تهمة دعاء الأموات اعتراف [ان دعائهم محظور وشرك بعدأن سد الطريق عليه
بأدلة تحريم الدعاء الظاهرة
فلعلنا في هذا الموضوع نجمع الأدلة التي بثها الشيخ عدنان في الرد عليه ونجمع مالم يحضره في تلك الجلسة

وأبدأ أنا وسأعود إن شاءالله كلما وجدت دليلا وأرجو ممن يحضره دليل أن يكتبه مختصرا


الدليل الأول:قوله تعالى(والذين تدعون من دونه مايملكون من قطمير)
وجه الدلالة:أن كل من هو دون الله فلايملك قطميرا ولاينفع ولايضر فإن كان يملك قطميرا وهو أقل شيء فإن من يملك الشفاعة والدعاء من قبره يملك أكثر من قطمير فليس يدخل في قوله(من دونه)بل هو ليس دون الله فهو مساوي وشريك تعالى الله عن الشريك

وقوله (والذين)اسم موصول للعقلاء ولم يقل (وماتدعون من دونه)لأن (ما)اسم موصول لغير العقلاء
فاستخدامه لهذا الاسم الموصول تغليب للعقلاء على غيرهم لأن الشبهة والفتنةفي دعاء العقلاء أعظم من الفتنة في دعاء غير العقلاء من الأصنام والله أعلم
وكذلك لتكون الآية شاملة لكل مايدعى من دونه تعالى



الدليل الثاني:قوله تعالى(إن تدعوهم لايسمعوا دعاءكم ولوسمعوا ماستجابوا لكم )
قال إن تدعوهم ولم يقل تدعوها ليشمل الاصنام وغيرهامن القبور وأصحابها
ولم يقل ولو سمعت بل قال ولوسمعوا
وقال (ولو سمعوا ماستجابوا لكم )ولم يستثن منهم أحدا بل لاأعم من هذه الآيةفحتى إن قلتم أنهم يسمعون وأحياء فهم لايستجيبون


الدليل الثالث قوله صلى الله عليه وسلم(إذا مات ابن آدم انقطع عمله)فهو شامل والدعاء عمل فلايستطيع الدعاء
(وماأنت بمسمع من في القبور)وليس فيها أي استثناء


قوله تعالى(قل لله الشفاعة جميعا)
يعني الشفاعة تطلب من الله فالطالب يدعوا الله أن يأذن للشافع أن يشفع كماقال(وكم من ملك في السموات لاتغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن ياذن الله لمن يشاء ويرضى)
وهم قدعدوا الأولياء شفعاء افتيات على إذن الله

وقد قال شيخ الاسلام رحمه الله قد كان الله يجيب دعاء المشركين في البحربدون شافع ولاواسطة أفبعد توحيدهم لايقبل إلا بشافع وواسطة؟

الدليل الرابع(ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)وذلك أن من يطلبهم الدعاء يظن أن الله أعطاهم فهم أسرار
اللهجات وأنه لايشغلهم صوت عن صوت وهذا لله وحده فإن أعطاهم هذه الميزة أشبهوه تعالى الله
وإن ادعى أن هناك ملائكة تبلغهم فقد افترى بلادليل

الدليل الخامس(ولاتدع من دون الله مالاينفعك ولايضرك)
إما أن يقول القبوري أن الميت ينفع ويضر وهذا هو الشرك
أو يقول أنه لاينفع ولايضر من دون الله بل بإذن الله وهذا هو ماتنهى عنه الآيةمادام انه لاينفع ولايضر فلاتدعه
الدليل السادس:أنه لافرق بين دعاء اللات وعيسى وأمه وبين دعاء المقبورين(أفرأيتم اللات والعزى)واللات رجل صالح جعله المشركون شفيعا لهم عند الله
فماهو الفرق بين عباد اللات الذين يؤمنون أن الله هو الخالق الرازق وأن اللات عبد صالح من عباده يرجون شفاعته
وبين الرافضة وغيرهم ممن يقول نفس الكلام أنه يؤمن أن النفع والضر عند الله ولكنه يتخذ فلانا من الأولياء شافعاعندالله فإن لم تجد فرقا فإن الحكم واحد

الدليل السابع:أن الله أورد أدعية آدم ونوح وإبراهيم وصالحي المؤمنين في القرآن ولم يكن في شيء منها مايهذي به عشاق القبور

فيوسف عليه السلام لم يتوسل بجاه أبيه ولم يطلبه أن يدعو له مع أنه كان حيا لكن لأنه كان غائبا عنه لم يطلب دعاءه وهو نبي بن نبي بن نبي وإنما دعاؤه في القرآن لله وحده لايذكر فيه غيره
فإما أن يكون النقص في القرآن أو في عقول من يرون أن طلب المسلم من الولي المقبور جائزا


الدليل الثامن(إنك لاتسمع الموتى)(وماأنت بمسمع من في القبور) وهذا عام بلاتخصيص

الدليل التاسع قوله صلى الله عليه وسلم(وإذا استعنت فاستعن بالله)ومن توجه إلى القبر يطلب صاحبه ان يدعو الله له فقد استعان بغير الله لأنه طلب من ميت أما الحي فقد أخرجته أدلة أخرى عن التحريم


الدليل العاشر(وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون)
فجعل الشرط لإستجابة الدعاء أن يدعوه على أنه قريب وأن يستجيبوا له أن يؤمنوبه وجعل هذا هو سبيل الرشاد
وماكان غيره فهو ضلال


الدليل الحادي عشر:أن دعاء الموتى شرك فمن زعم أن مقولة( ياحسين اشفني)معناها ادع الله لي بالشفاء
نقول له هل العوام يقصدون ذلك فإن قال نعم قلنافمايدريك فإن قال يجب إحسان الظن لأنهم مسلمون ينطقون بالشهادتين قلنا إن كان نطق الشهادتين كافيا فلماذا تكفرون الصحابة وأهل السنة وهم ينطقون بها ويقولون أنهم مسلمون؟

ولووجب التأويل هذا لوجب على الأنبياء تأويل أفعال وأقوال من كان مشركا تابعا لدين بالاسم فقط
والرسول صلى الله عليه وسلم أنكر على الخطيب الذي قال( من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى )ولم يتأول له فكيف يتأولون لكل أحد وقد ضاق التأويل عن الصحابة
فإن قال إن الشهداء أحياء قلنا عند ربي ليس عندنا
وإن قال قولي (ياحسين اشفني)مجازكقولي أنضج الموسم الفاكهة
قلنا أولا هذا ليس في اللغة مجاز باعتراف أكبر علماء البلاغة
ثانيا لو قلنا انه مجاز فالجملة طلبية ليست كقولك (انضج الموسم الفاكهة)لأن الأخيرة خبرية

من كان عنده دليل فليضفه مأجورا للفائدة